السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوان نفسه على عباده امامي العليم وانصاره السابقين والباحثين عن الله الحق في العالمين إلى يوم الدين اما بعد..
فلقد مكثت كثيرا محاولا ان اجد الكلمات وأنتقي الحروف والأبجديات وأُحسن الكتابة بالخطاب كي أقدر إلهي ومحبوبي وأنيسي في الخلوات حق قدره في هذا الكتاب.
فعندما كنت استلهم ما اريد كتابته في هذا الكتاب كان يسبق تفكيري قلمي ويكون عندي الكثير مما اود دلوه في هذا الوعد، لكن حينما ابدأ بالكتابة تذهب عني الأحجيات ويقف قلمي صامتا خوفا ان لا اقدر على إفراغ ما في نفسي من حب الرحمن وأن أقصر في بلاغة الخطاب لهذا الإله الودود المتعالي فوق السدرة والسماوات.
فأنبت وتوكلت وها أنا ألقي بشهادتي بوحي من لدنه وفصل الخطاب
أقسم بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم و أقسم بمن رفع السّبع الشداد وثبّت الأرض بالأوتاد وأهلك ثمودَ وعاداً وأغرق الفراعنة الشداد وأقسم بالله الواحد القهّار من يبعث من في القبور ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه النشور وأقسم بحبيبي وأنيسي في ليلات الخلوات ونعيمي الأعظم من الحور والجنات أني لن أرضى بملكوته ولا جناته ولا نعيمه الأدنى من رحمته حتى يرضى العظيم المعبود دون سواه في نفسه لا متحسرا ولا حزينا على عباده الضالين النادمين على ما فرطوا في جنب ربهم في سكرات العذاب السرمدي.
فكيف افرح وأتنعم بنعيم ادنى من النعيم الأكبر منها والأعظم في قلبي من نعيم الجنة والحوريات؟
وكيف اكون سعيدا وحبيبي ومطلوبي وأنيسي حزينا في نفسه؟ فأين نعيمي إذا قال إلهي انه لن يرضى؟ فكيف أعيش في الدنيا والآخرة إذا لم يرضى الله حبيب قلبي ومطلوبي؟
بل سأود لو انه لم يخلقني وكنت نسيا منسيا او حجارة او ترابا ولم يخلقني بشرا سويا.
فهل خلقني الله لأجله وحبه وقربه أم خلقني لأجل جنته؟ ام خلقني من دون سبب او حكمة او هدف؟
بل هدفي هو ربي وغايتي هي ربي ومرادي هو ربي وحبيب قلبي ولن أبدل تبديلا مهما كان ومهما يكون
وهو يعلم اكثر مني بنفسي وبقلة حيلتي وضعف سيطرتي اني احبه وأتودد إليه بقلبي وفؤادي وجوارحي ويعلم باليقين انه احب شيء إلى قلبي وأحب إلي من امي وابي وزوجتي واولادي ورسولي وإمامي. بل هو الحب بأسمى اشكاله والود بأسمى حليِّه والحنان بأسمى أوجهه.
اللهم ثبتنا بالقول الثابت ولا تجعلنا نرضى بالنعيم الأدنى دون عظيم نعيم رضوانك في نفسك.
فلن ادخل جنة النعيم ولن استمتع بالحور العين ولن اشرب من انهار الفردوس الأعلى ولو أعطيتني الدرجة الرفيعه(الوسيله) او جعلتني ملك ملكوتك كله ولو ضاعفته لي.
فهل خلقتني لمثل هذا النعيم الادنى ام خلقتني لتكون احب لي من كل شيء خلقته؟
فالنصر النصر من عندك ربنا كي يكون الناس أمة واحدة على حبك وقربك ونعيم رضوانك في نفسك.
وبهذا أحقق الهدف من خلقي في هذا الزمان المبارك الذي بعث فيه الله خليفته على الارض والخبير بحال الرحمن.
فإمامي وانصاره شاهدين والله خير الشاهدين على ما خطت أناملي وهو خير الفاصلين وأحسن الحاكمين وأسرع الحاسبين
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
الأسامة شهوان
لن نرضى حتى يرضى ربنا