الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
07 - شوال -1429 هـ
07 - 10 - 2008 مـ
01:22 صباحًا
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=620
____________
أحَبُّ الصَّدَقاتِ وأعظمُها عِندَ اللهِ صدقةُ العَفوِ ..
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، والصّلاةُ والسّلامُ على جميعِ الأنبياءِ والمُرسَلين وآلهم الطّيّبينَ الطّاهرين والتَّابعين للحقّ إلى يومِ الدّينِ، وبعد..
يا معَشَر الأنصار السابقين الأخيار وعلى رأسهم الحُسين بن عمر وعبد ربّه وأبو ريم وجميع الأنصار السّابقين الأخيار، لقد أمَرَنا الله بالأمر أن نستخدم الحكمة والموعظة الحسنة في الدّعوة إلى الحقّ، فبَشِّروا ولا تُنَفِّروا، واصبروا فإنّ الله مع الصّابرين، واعفوا عَمَّن أساء إليكم واغفروا له، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الشورى].
وعليكم أن تعلموا بأنّ أحَبّ الصَّدَقات وأعظمها عند الله صَدَقَة العفو. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} صدق الله العظيم [البقرة:219].
وبالعفوِ عن النّاس تنالون محبَّة الله (أعلى درجات الفوز العظيم)، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴿١٣٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فأنتم المُنقِذون فلا تدعوا اللهَ على أحَدٍ بالهلاك وادعوا للنّاس بالهُدى، فذلك أحَبّ إلى الله مِن أن تدعوا عليهم بسبب ظُلمهم لأنفسهم ذلك لأنّكم رَحَمَاتٌ مِن الله للنّاس كما ابتعث الله المهديّ المنتظَر رحمةً لكافة البشر إلّا من أبى رحمة الله، وإلى الله تُرجَع الأمور، والحكم لله، وقد أخبركم الله بأنّكم ستجدون أذًى يا معشر الدُّعاة إلى الله.
قال الله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا ۚ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴿١٨٦﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وقد وعد الله الدّعاة إليه بالنّصر وإنّما يحُثّهم على الصّبر، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
ألا إنّ نصرَ الله لقادمٌ.. ألا إنّ نصرَ الله لقادمٌ.. ألا إنّ نصرَ الله لقادمٌ، وليست لي حاجّةٌ أن ينصرني المسلمون على المفسدين في الأرض؛ بل لا أرجو منهم غير التَّصديق والاعتراف بالحقّ حتى ينقذوا أنفسهم من عذاب الله الشّديد وما هو من الظالمين ببعيد، ولم أجد من الذين يجادلونني سوى الذين لا يعلمون، ولا أدري كيف يتجرّأون أن يُجادلوا في الله بغير علمٍ؟! كَبُرَ مقتًا عند الله لو كانوا يعلمون.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المسلمين الأنصار السّابقين الأخيار المهديّ ناصر محمد اليماني.
_____________