بيان و تحليل ...
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على الأنبياء و المرسلين و آلهم الطيبين و صحابتهم الصادقين و على الإمام المهدي الكريم آخر خلفاء الله أجمعين و أنصاره في العالمين و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد ...
بالنسبة للبيان الأخير بعنوان ( إعلان ما كان هدف الإمام المهدي ناصر محمد اليماني من مأدبة السبعين في رمضان الماضي لعام 1440 ه ) و توقيته و العبر و الأحكام المستخلصة منه نضع هذا التحليل بين أيديكم وفق قراءة أحد أنصاره .
رابط البيان :
https://albushra-islamia.net/showthread.php?38264
كثر الحديث عن التوقيت و لماذا تأخر الإمام الكريم حتى أنزل هذا البيان من بعد أحداث عظام مرت على محبيه و ناصريه ، و في الحقيقة لم يتأخر البيان بل كان في وقته تماما لمن يتفكرون ، فلم يكن الإمام ليصدر بيانه حتى يخرج أنصاره من السجن و حدث ذلك قبل عيد الأضحى المبارك بيوم ، و بعدها ذهب الإمام لمأرب إلى قريته يوم العيد مع أخيه عبد الجبار الذي خرج لتوه من السجن ، و الإمام القسورة يأبى أن يصدر بيانه إلا في عقر سلطة ظالميه و ليس بعيدا عنهم و خارج سلطتهم ، فلما عاد الإمام إلى صنعاء أصدر بيانه في وقته تماما .
هناك من قال أن لا جديد في البيان فهذا نهج الإمام و جميعنا نعرفه و كانوا يترقبون أن ينزل الإمام بيانا مزلزلا ينزل كالصواعق المحرقة على الحوثيين ، خصوصا بعد هذا الوقت الطويل .
لهؤلاء نقول قد وقعتم في التناقض فكيف أنكم تعرفون نهج الإمام السلمي العالمي و كيف أنكم تترقبون خلافه ، و البيان حقيقة يحمل رسائل عدة و يجيب على كل الأسئلة لمن يتدبرون .
الرسالة الأولى : إزالة الشك و اللبوس من مأدبة السبعين لدى الأحزاب المتناحرة و المحللين من الناس العاديين ، الذين يظنون ظن الباطل بأن هدف الإمام منها هو الإنقلاب على الحوثيين في صنعاء ، و هو ظن غباء و افتراء فلم يكن الإمام ليسفك قطرة دم واحدة للوصول ، فلسنا من الأحزاب و سعيهم في شيء ، و الله كاف عبده و سيظهره على الناس أجمعين في ليلة و هم صاغرون .
الرسالة الثانية : إلى الأنصار و ميز الأنصار العقائديين الحقيقيين الراسخين في علم البيان منهم عمن سواهم ، الذين يعلمون نهج الإمام عز المعرفة و الصابرين الثابتين على الغاية حتى النهاية .
أننا لا نقاتل إلا من قاتلنا و أراد سفك دمائنا و منع دعوتنا . و الحوثيون لم يفعلوا ذلك طيلة فترة الدعوة التي امتدت حتى خمس عشرة سنة ، و لكنهم توجسوا شرا من دعوتنا للمأدبة و أخطؤوا في طريقتهم بمحاصرتنا و مفاجئتنا .
الرسالة الثالثة : إلى الحوثيين الذين كان يظنهم الإمام أنهم يتقون الله بخليفته المهدي الذي هم و غيرهم في دعوته مترددون ، فظهر أن قلوبهم تشابهت مع قلوب اليهود قاتلي الأنبياء المكرمين .
أنه ليس كل مرة تسلم الجرة فاحذروا و اتقوا الله و لا تكونوا من المعتدين و ما صبرنا عليكم إلا بالله و لله ، و أنكم لم تبدؤوا بإطلاق النار ، و لكن الله سلم هذه المرة فاحذروا الجايات .
و لم يكن خليفة الله ليأخذ الإذن منكم في المأدبة و كان عليكم أن تحضروا بكل أدب و تستفسروا منا ، لا أن تحاصرونا بأطقمكم و رجالكم و لولا أن سلم الله لما حصل خير لكم ، و قد رأيتم بأعينكم كيف أن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني عليه الصلاة و السلام لم يرتعب من جمعكم و لا عددكم و عتادكم ، بل هو القسورة الذي ظل واقفا بسلاحه رافعا رأسه واثقا بربه و هي صفات الخلفاء المصطفين ، فلم يكن الله ليصطفي خليفة جبانا لو أنكم تتفكرون .
و لا تظنوا أنكم بقتلنا لو استطعتم ستنهون دعوتنا و الله عاصمنا منكم و من غيركم و لكنكم لا تعقلون .
و أذكركم بما تفهمه عقولكم كيف أن قتل مؤسس دعوتكم الشهيد السيد حسين بدر الدين لم ينهي دعوته و كيف تحولت دعوته القرآنية بداية إلى ميدانية لاحقا بسبب الحرب عليه ، فلا تعتدوا كما اعتدي عليكم و اعلموا أن الله مع المتقين ، و لا يحب المعتدين .
الرسالة الرابعة : الحكمة من مأدبة السبعين هي دعوة عظيمة لمفتيي جميع الديار الإسلامية و علماء الأمة لنبين لهم الحدث الجلل نستنبطه لهم من محكم القرآن العظيم قبل وقوعه الوشيك ، و هو مخطط الصهيونية العالمية لاحتلال الشرق الأوسط و استبداله بشرق أوسط صهيوني جديد و احتلال الشعوب . و اقترب إعلان الصهاينة لتنفيذ مخططهم بأنفسهم من بعد إضعاف العرب بحرب بعضهم بعضا ، و تبينت الأمور على الظاهر لحكام العرب أنهم حقا مستهدفون هم و شعوبهم و أرضهم، رغم تحذيرنا لهم من عدد سنين .
الرسالة الخامسة : للأنصار في العالمين أنهم سيكونون الدرع المتين ضد مخطط الصهيونية العالمية و عليهم يقع واجب التصدي له على امتداد العالم ، و ما كانت تربية الإمام الروحية لهم على مدار السنين إلا لذلك ، و لأجل أن يكون كل فرد منهم كمؤمن قوم يونس كلا في منطقته عندما يأتي العذاب الأليم .
الرسالة السادسة : دعوة لجميع المفتين في العالمين العربي و الاسلامي للحوار في موقع الإمام المهدي منتديات البشرى الإسلامية و فتح أقسام خاصة بهم و التركيز عليهم ، فلم يعد لدينا من الوقت لغيرهم من العلماء الصغار و الإمام كفيل بحوارهم أجمعين .
الرسالة السابعة : أمر للأنصار للعفو عن بعضهم بشأن اختلافهم بأمر تثبيت الإمام ، فكلهم محقون حسب ما وصلهم من معلومات ، فمن ظن أنهم أرادوا منع دعوتنا و قتالنا أفتى بقتالهم و هو محق لو فعلوا ذلك ، و من علم الصورة الحقيقية و أدرك أبعاد الموضوع و أطاع أمر الإمام الذي وصلنا و لم يشكك به فهو محق أيضا ، و ما فات مات .
فاعفوا و اصفحوا ليؤلف الله بين قلوبكم و يزيدكم من حبه و قربه و من عظيم نعيم رضوان نفسه.
بقلم أخيكم و محبكم يامن خضور أبو أسعد
من الأنصار السابقين الأخيار بإذن الله و تثبيته و رحمته و فضله .