الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 04 - 1433 هـ
12 - 03 - 2012 مـ
05:25 صباحاُ
ـــــــــــــــــــــ
ردُّ المهديّ المنتظَر على الشيخ عمر، والبدء في الحوار عن نفي عقيدة عذاب القبر البرزخيّ؛ بل هو في النار..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جَدّي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأخيار لنصرة الحقّ من ربّهم على لسان الرسل والأنبياء والمهديّ المنتظَر وأصلي عليهم وأسلم تسليماً، أمّا بعد..
ويا حبيبي في الله عمر القرشي أهلاً وسهلاً ومرحباً باستمرار الحوار مع شخصكم الكريم، وقد أفتيتَ الأنصار والمهديّ المنتظَر عن سبب قدومك إلى طاولة الحوار العالمية للمهديّ المنتظَر من قبل الظهور، وقال عمر القرشي: "إنما جئتُ لطاولة الحوار فقط لأثبت أنّ ناصر محمد ليس المهديّ المنتظَر". وأعلن عمر الاستعداد أنْ يلجم ناصر محمد من محكم الذكر حتى يتبيّن للمسلمين أنّ ناصر محمد ليس هو المهديّ المنتظَر.
ومن ثمّ يردّ على فضيلة الشيخ عمر المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: "ولكنك يا عمر تشهد أن لا إله إلا الله وتشهد أن محمداً رسول الله وتشهد أنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد." ولربّما يودّ عمر أن يقاطع المهديّ المنتظَر ناصر محمد ويقول: "اتقِ الله يا ناصر فلا تفترِ علينا ما لم نشهد به في عقيدتنا، ونَعَمْ يا ناصر إنّ عمر يشهد أن لا إله إلا الله، ويشهد أنّ محمداً رسول الله، ولكن عمر لا يشهد أنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد، فكيف تفتري على عمر ما لم يشهد به يا ناصر محمد؟" ومن ثمّ نرد على فضيلة الشيخ عمر وأقول: "يا عمر سألتك بالله العظيم ما هي عقيدتك في بعث المهديّ المنتظَر، فهل يبعثه الله نبيّاً جديداً للعالمين؟" ومعلوم جواب عمر فسوف يقول: "اسمع يا ناصر محمد، إنّ من يشهد أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر نبياًّ جديداً فذلك كفرٌ بفتوى الله في محكم الذكر أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هو خاتم الرسل والأنبياء للعالمين في قول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]؛ بل عقيدة عمر الحقّ هو أنّه يشهد أن لا إله إلا الله ويشهد أنّ محمداً رسول الله ويشهد أن الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم".
ومن ثمّ نقول: "يا عمر وما تقصد أنّك تشهد أنّ المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ؟" ومعلوم جواب عمر فسوف يقول: "ألم آتِك بفتوى الله في محكم الذكر أنّ خاتم الأنبياء هو محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله، إذا فحتماً لا شك ولا ريب أنّ الله سيبعث المهديّ المنتظَر ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيدعو البشر إلى اتّباع ما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله إلى الناس كافة، فحتماً سيدعونا المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ إلى اتّباع القرآن العظيم والسُّنة النّبويّة الحقّ، ولن يدعونا المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلى كتابٍ جديدٍ غير ما جاء به خاتم الأنبياء والمرسلين، فإذا دعانا إلى كتابٍ جديدٍ فهو كذّاب أشر وليس المهديّ المنتظَر".
ومن ثمّ أقول: أفلا ترى يا عمر أنّ الإمام ناصر محمد لم يفترِ عليك وأنك حقاً تشهد أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد؟ فلمَ تكفرون بالعقيدة الحقّ في بعث المهديّ المنتظَر يا عمر؟ فاتقوا الله الواحد القهار. وأقسم بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أني المهديّ المنتظَر ناصر محمد قد جعل الله في اسمي خبري وراية أمري (ناصر محمد).
ولربّما يودّ عمر أن يقول: " اسمع يا ناصر محمد، ولكن عقيدة السُّنة والشيعة الاثني عشر متفقةٌ على أنّ اسم المهديّ المنتظَر (محمد) كونهم متفقون على الحديث الحقّ عن النّبيّ في اسم المهديّ المنتظَر: [لا تَنْقَضِي الدُّنْيَا، حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي]. وكذلك حديث آخر عن النّبيّ عليه الصلاة والسلام قال: [لا تَقُومُ السَّاعَةُ، حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، يَمْلأُ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْراً]".
ومن ثمّ يرد المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: إذا فسوف نختصر لك الحوار يا عمر، فلئن استطاع عمر وكافة خطباء المنابر أن يثبتوا أنّ التواطؤ لغةً وشرعاً هو التطابق فقد أصبح الإمام ناصر محمد كذاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر، وهيهات هيهات يا عمر، كلا وربي لن يستطِع علماء اللغة والنحو العربي أن يثبتوا أن التواطؤ في اللغة العربية يقصد به التطابق، ولسوف ينطقون بلسانٍ واحدٍ موحدٍ فيقولون لا نجد أنّ التواطؤ في اللغة العربية يقصد به التطابق على الإطلاق بل يقصد به التوافق، وهل يصح أن نقول تطابق عمر وناصر على الحوار من محكم الذكر؟ بل نقول توافق عمر وناصر على الحوار من محكم الذكر، ومن ثمّ نقول: أفلا ترى يا عمر أنّ محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لا يقصد أن اسم الإمام المهديّ (محمد) بقوله [يواطئ اسمه اسمي]؛ بل يقصد أن الاسم محمد يوافق في اسم الإمام المهديّ، ولم يخبركم عن اسم الإمام المهديّ حتى لا يفتري اسمه الحقّ أحدٌ على الإطلاق، فهل قط سمعت بشخص اسمه (ناصر محمد) قال أنه المهديّ المنتظَر ناصر محمد غير المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد؟ وها أنت يا عمر وكافة خطباء المنابر تجدون أنّه حقٌ لا شك ولا ريب أنّ الاسم محمد يوافق في اسم الإمام المهديّ ناصر محمد، وجاء التوافق للاسم محمد في اسمي في اسم أبي كون التواطؤ لا يقصد به التطابق لغةً وشرعاً بل التواطؤ يقصد به التوافق لغةً وشرعاً.
ومن ثمّ نقول أفلا ترى يا عمر خطأ السُّنة والشيعة الاثني عشر أنّهم أخطأوا في عقيدة اسم المهديّ المنتظَر محمد كون حديث التواطؤ لا يقصد به التطابق بل يقصد به التوافق؟ فلن تستطيعوا أن تنكروا أنّ الاسم محمداً لا يوافق في اسم (ناصر محمد)، ويا عمر وتالله لوكان الاسم محمد لم يوافق في اسم ناصر محمد إلا في الاسم الثالث لما انقضت الحكمة الحقّ في قوله عليه الصلاة والسلام [يواطئ اسمه اسمي]. وعلى سبيل المثال فلو كان اسمي ناصر صالح محمد ولم يأتِ التواطؤ في اسمي للاسم محمد إلا في اسم جدي أي الاسم الثالث إذا لما انقضت الحكمة من التواطؤ، ولكن في حديث التواطؤ حكمة بالغة سوف تبنى عليها عقيدة المسلمين الذين سوف يشهدون بالحقّ حين يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد، فيقولون:
(نشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمداً رسول الله، ونشهد أن الإمام المهديّ ناصر محمد).
وتلك شهادة حقٍ في عقيدة المسلمين المؤمنين ببعث الإمام المهديّ ناصر محمد كونهم صدّقوا فتوى ربّهم في محكم كتابه أنّ خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذاً لا بدّ لهم أن يعتقدوا أنّ الله إنما يبعث المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ، ولذلك ذكر محمد رسول الله أنّ الاسم محمداً يوافق في اسم الإمام المهديّ (ناصر محمد)، وقال عليه الصلاة والسلام [يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي]، وجعل الله التواطؤ في اسمي للاسم محمد يلي اسمي في اسم أبي وليس في اسم جدي، والحكمة من ذلك لكي يحمل الاسم الخبر في عقيدة بعث المهديّ المنتظَر ناصر محمد ليجعله الله ناصراً لمحمدٍ خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ويا عمر إني أراك وضعت شروطاً للحوار أن لا يتجاوز ردّ المهديّ المنتظَر عن عشرة أسطر، ومن ثمّ نقول لك: يا عمر إنما ابتعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد ليعلمكم البيان الحقّ للذكر، فهل يا ترى البيان الحقّ للقرآن سوف يساوي لسطور القرآن يا عمر؟ وحتماً لا بدّ أن يكون بيان القرآن أضعافاً مضاعفة لكلمات القرآن، فلا ينبغي لك يا عمر أن تحصر ردّ المهديّ المنتظَر في عشرة أسطرٍ، وقل ربّ زدني علماً إن كنت طالبَ علمٍ فلن تشبع من المزيد من العلم، وشرطك هذا مرفوض يا حبيبي في الله عمر، ولو كان ردّ عمر علينا يتكون من ألف سطر لقرأته كلمةً كلمةً بتدبرٍ وتفكرٍ حتى أجد فيه الحجّة عليَّ إن كانت مع عمر، أو يأتيك رد المهديّ المنتظَر بالحجّة الدامغة بالحقّ.
وانتهت المقدمة للحوار وسوف نبدأ بالحوار الجدي مع فضيلة الشيخ عمر، ولسوف نختار مواضيع الحوار التي تنفع عقيدة المسلمين وتكون سبباً في هدى العالمين، وعليه فأول مواضيع الحوار سوف يكون في عذاب القبر، ونقول: يا عمر فهل عقيدتك في الجنة والنار أنها شيء ماديٌّ محسوسٌ وملموسٌ على الواقع الحقيقي، أم أنّ الجنة والنار شيء لا تبصره الأبصار؟ فإذا كان جواب عمر يقول: بل الجنة والنار شيء محسوسٌ وملموسٌ وتبصره الأبصار. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا} صدق الله العظيم [الكهف:53].
وقال الله تعالى: {هَـٰذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿14﴾أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [الطور].
وقال الله تعالى: {{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}} صدق الله العظيم [النازعات:36].
وكذلك الجنة شيء محسوس وملموس ومرئي بالبصر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الإنسان:20].
ومعلوم جوابك يا عمر فسوف تقول: "عجب أمرك يا ناصر فهل جئت لتعلّمنا أن الجنة والنار شيء محسوس وملموس ومرئي بالبصر، فهذا شيء لا يختلف عليه اثنان من علماء المسلمين؟" ومن ثمّ نقول: إذا فكيف تصدقون حديث الشيطان الرجيم أنّ قبر المؤمن يمدّه الله سبعون ذراعاً فيجعله روضةً من رياض الجنة، وأنّ قبر الكافر يجعله الله حفرةً من حفر النار؟ وتعال يا عمر لكي نبيّن لكم الحكمة الخبيثة من هذا الحديث الشيطاني، وذلك لكي يجعل الشيطان الحجّة هي للكفار على المسلمين فيقول الكافرون بعقيدة النعيم والجحيم من بعد الموت فيقولون: "تعالوا يا عالَم لننظر حقيقة عقيدة المسلمين في الجحيم والنعيم من بعد الموت فننظر قبر كافر بدين المسلمين؛ هل نجده حفرةً من حفر النار كما يعتقدُ المسلمون؟ ومن ثمّ ننظر إلى قبر أحد المسلمين؛ هل نجده قد اتّسع سبعين ذراعاً وجعله الله روضةً من رياض جنة النعيم؟" ومن ثمّ لا يجد الكفار بدين الله أنّ القبر حفرة من حفر النار ولا وروضة من رياض الجنة، ومن ثمّ يقيم الكفار والملحدين الحجّة على المسلمين أنّهم لم يجدوا أي حقيقة على الواقع لعقيدتهم في النعيم والجحيم في قبور الأموات، فذلك ما يريده الشيطان الرجيم من افتراء كافة أحاديث النعيم والجحيم في القبر يا عمر، ولم يفتِكم الله بذلك في محكم الذكر بل أفتاكم الله بالعذاب من بعد الموت مباشرةً أو النعيم ولكن في الجنة في ذات الجنة أو في النار في ذات النار يا عمر القرشي، ألا والله الذي لا إله غيره يا عمر لو تنبش كافة قبور أنبياء الله ورسله في الأرض لما وجدت قبراً واحداً روضةً من رياض الجنّة كونهم ليسوا في قبورهم؛ بل عند ربّهم في جنات النعيم، وقد التقى بهم محمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في ليلة الإسراء والمعراج بالروح والجسم معاً على الواقع الحقيقي، فشاهد النار وشاهد الجنة عليه الصلاة والسلام، تصديقاً لوعد الله بالحق في محكم كتابه: {وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:95].
فأصدقه الله وعده بالحقّ فشاهدَ النار والجنّة بعين اليقين ليلة الإسراء والمعراج، وتعالَ يا عمر ليعلمك المهديّ المنتظَر عن أعجب آية في محكم الذِّكر كانت عجيبة على رسول الله جبريل ومحمد عليهم الصلاة والسلام وهي قول الله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:45].
فقال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وكيف أسألهم يا أخي يا جبريل وهم قد ماتوا وغادروا هذه الحياة الدنيا؟ فقال جبريل: الله أعلم يا محمد فكذلك جبريل في عجب من هذا القول كونك لا تستطيع أن تسألهم فهم في جنة النعيم عند مليكٍ مقتدرٍ! ومن ثمّ جاءت الدعوة من ربّ العالمين إلى عبده محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لزيارة النار والجنة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم، ورفعه الله بقدرته مع أخيه جبريل فمرّوا على النار فوجد الكفار فيها يتعذبون جميعاً وليسوا أشتاتاً في القبور، وكذلك وصل إلى جنة النعيم وقابل الرسل ثم نفذ أمر ربه فسأل المرسلين ليس إلا تنفيذا لأمر ربّه: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ} صدق الله العظيم.
ويا عمر عليكم أن تعلموا أنّ الروح هي الإنسان الحقيقي وليس الجسد إلا كمثل رداء للروح، ولا قيمة للجسد بدون الروح، وهي من قدرة الله وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، وأجد في محكم الكتاب أنّ العذاب على الروح من دون الجسد فتكون النفس في الجحيم أو في النعيم من بعد خروجها من الجسد في نفس اليوم الذي تموت فيه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:93].
فيذهب بهم ملائكة الموت إلى نار جهنم، فوجدوا أنصارهم من الكفار من الذين أهلكهم الله من قبلهم أمامهم في نار جهنم يتعذبون، ولكنهم لم يجدوا أنصار الأنبياء الذين قاموا بقتلهم بسبب تصديقهم لأنبياء الله والكفر وصبأوا عن عبادة آلهتهم وقاموا بقتلهم ولكنهم في جنة النعيم، ولذلك لم يجدهم الكفار أمامهم في نار الجحيم. ولذلك قال الكفار: {وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ﴿64﴾} صدق الله العظيم [ص].
ولربّما يودّ فضيلة الشيخ عمر أن يقاطع المهديّ المنتظَر فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر بل ذلك التخاصم لأهل النار هو في اليوم الآخِر، وليس عذاباً آخَر كما تزعم قبل يوم القيامة." ومن ثمّ يردّ على عمر المهديّ المنتظَر ناصر وأقول: بل تحدّث الله عن تخاصمهم في عذاب آخَرٍ في النار قبل عذاب اليوم الآخِر، فتدبر محكم الذكر يا عمر. وقال الله تعالى: {هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ ﴿55﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿56﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿57﴾ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿58﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿59﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿60﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿61﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿62﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿63﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾} صدق الله العظيم [ص].
وأقول لك باختصار يا عمر: وتالله الواحد القهار لا تستطيع أن تغلب ناصر حتى تأتي بالبيان الأحقّ من بيان ناصر لقول الله تعالى: {إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿65﴾ ربّ السماوات وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿66﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿67﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿68﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [ص].
وتجد العذاب البرزخيّ في النار يا عمر، ولذلك تجد النار مَلَأً أعلى بالنسبة لأهل الأرض كون كوكب النار في الفضاء الكوني من بعد أرض البشر. ولذلك قال الله تعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم، فمن هم المختصمون يا عمر في هذا الموضع في الكتاب؟ وتجد الجواب من الرب: {إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿64﴾} صدق الله العظيم.
ولم نأتِك بعد إلا برؤوس أقلامٍ من البرهان المبين أنّ المعذَّبين في النار في ذات النار وليس في القبور؛ بل أُدخلوا نار جهنم جميعاً وليسوا أشتاتا في قبورهم. وعلى سبيل المثال قوم نوح عليه الصلاة والسلام، وقال الله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا} صدق الله العظيم [نوح:25].
وكذلك فرعون وقومه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿45﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿46﴾} صدق الله العظيم [غافر].
فكيف يفتيكم الله في محكم الذكر عن العذاب البرزخيّ أنه في النار في ذات النار ثم تكفرون بفتوى الله لكم في محكم الذكر، واتبعتم فتوى الشيطان أنّ العذاب في النار في القبر في ذات القبر يكون حفرة من حفر النار، حتى جعلتم للكفار عليكم الحجة؟ فالكذب حباله قصيرة يا أصحاب عقيدة عذاب القبر، وقد نبش الباحثون عن الحقّ من الكفار القبورَ، هل يجدون مما تعتقدون شيئاً؟ فلم يجدوا أنّ القبر روضةٌ من رياض الجنة على المسلمين ولا حفرة من حفر النار على الكافرين، ومن ثمّ كفروا بدينكم وبعقيدتكم في النعيم والجحيم من بعد الموت يا عمر بسبب افتراء عذاب القبر، فاتقوا الله الواحد القهار واتبعوا الذكر يا عمر، واكفروا بما يخالف لفتوى الله في محكم الذكر، وأُشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّ ما جاءكم من الأحاديث مخالفاً لمحكم القرآن إن ذلك حديث في السنة مفترًى من عند الشيطان وليس من عند الله ورسوله، فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم لعلكم ترشدون.
ولربّما حبيبي في الله عمر يودّ أن يقاطع الإمام ناصر ويقول: "يا أيها الذي يزعم أنه المهديّ المنتظَر، فهل تدعونا للاعتصام بالقرآن ونذر سنة البيان؟" ومن ثمّ يرد على عمر الإمام ناصر وأقول: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين يا عمر؛ بل أنا المهديّ المنتظَر أدعوكم إلى اتّباع كتاب الله وسنة رسوله الحق إلا ما جاء مخالفاً من الأحاديث لمحكم القرآن فذروه وراء ظهوركم واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم، ولا تفرّقوا يا عمر فطائفة تأخذ بالحديث المفترى وأخرى تعتصم بما يخالفه في محكم الذكر بل اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا يا عمر، ولم نأتيك بعد بما يخالف لأحاديث عذاب القبر في محكم الذكر إلا قليلاً.
ويا عمر سبق للمهديّ المنتظَر أن كتب بياناً تلو البيان في نفي عذاب القبر، ولكني لم أقم بنسخ أحد البيانات لنفي عذاب القبر؛ بل كلفت نفسي بكتابة بيانٍ جديد بأسلوب جديدٍ من غير تناقضٍ ولا اختلاف برغم أني لا أعلم هل الشيخ عمر من أصحاب عقيدة عذاب القبر أم من أصحاب العقيدة أنّ العذاب البرزخيّ في النار، ولكني خشيت على حبيبي عمر من أحاديث الفتنة فلو أني قلت فلنبدأ بعقيدة عذاب القبر فهل تصدق بأن العذاب البرزخيّ من بعد الموت في القبر؟ لجاء عمر بمئات الأحاديث لإثبات عذاب القبر، وبمئات الثعابين والعقارب! وخشيت عليه الفتنة لو تأخذه العزّة بالإثم من بعد ما يتبين له الحقّ من ربّه.
ويا فضيلة الشيخ عمر كان من المفروض أن تختار أي بيان ترى فيه ثغرة على الإمام ناصر ومن ثمّ تقيم علينا الحجّة من محكم الذكر، فإن فعلت ولو في نقطةٍ واحدةٍ فقد جئت بالبرهان المبين أنّ ناصر محمد اليماني كذابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظَر، وسوف نكتفي بمسألةٍ واحدةٍ فقط ثبت فيها عمر أو كافة خطباء المنابر أنّ ناصر على ضلالٍ فيها، وتذكر أنك لم تأتِ باحثاً عن الحقّ في طاولة الحوار فحسب فتواك أنك جئت إلى طاولة الحوار لتقيم على ناصر الحجّة من محكم الذكر أنّه ليس المهديّ المنتظَر، وهيهات هيهات يا عمر القرشي. فلا يزال المهديّ المنتظَر مرفوع الهامة يمشي فلم يقم عليه الحجّة أحدٌ من محكم الذكر منذ بدء الحوار بين المهديّ المنتظَر وكثير من خطباء المنابر من أصحاب الاسم المستعار في طاولة الحوار، فلا تثريب عليهم وربّي أعلم بما في قلوبهم، ولكن من أعرض عن الحقّ منهم من بعد ما تبين له أنّ الحقّ هو مع الإمام ناصر في محكم الكتاب ثمّ يتولى ولم يعقب إلى طاولة الحوار خشية أن يفتتن في عقائده الأخرى من بعد الفتنة في عذاب القبر، ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر فهل من كذب أحاديث الشيطان المخالفة لحديث الله في محكم القرآن قد أُفتتن عن الحق، مالكم كيف تحكمون، أفلا تعقلون؟
وليس للمهديّ المنتظَر أي شرط في الحوار مع عمر إلا أن يقبل الله أن يكون هو الحكم فيما كانوا فيه يختلفون في الدين، وما على المهديّ المنتظَر ناصر محمد إلا أن يأتيكم بحكم الله بينكم من محكم كتابه أو من سنة رسول الله الحق -صلى الله عليه وآله وسلم- التي لا تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]