[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيـــان ]
https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=65144
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - ذو القعدة - 1433 هـ
12 - 10 - 2012 مـ
07:40 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــــ
الردّ الرابع من الإمام المهديّ إلى أحمد عمرو..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
ويا دكتور أحمد عمرو، لم يبعث الله المهديّ المنتظَر ليعلّمكم حروف النّصب والجرِّ بل البيانَ الحقّ للذّكر، وآتيكم بالبيان لآيات القرآن من ذات القرآن في قلب وذات الموضوع. مثال قول الله تعالى: {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى} صدق الله العظيم [طه:55].
وحتى نعلم علم اليقين ما يقصد الله بالإعادة بالضبط ومن ثم نجد الفتوى في قول الله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ﴿٥٠﴾ أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
والعودة في الأرض هي رجوع أرواح المبعوثين فيها لقضاء حياتهم الثانية. ولذلك قال الكفار: {مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا} صدق الله العظيم، فانظر لقول الكفار: {مَن يُعِيدُنَا}، ويقصدون من سيبعثنا، ثم انظر الردّ عليهم: {قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا} صدق الله العظيم.
ويا رجل، سبق وقلت لك: (إنّ عقيدة العودة يقصد بها البعث) وآتيناك بالبرهان من محكم القرآن: {مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا} صدق الله العظيم. أي من يعيدنا في الدنيا مرة أخرى؟ ثم انظر الجواب من الربّ: {قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا} صدق الله العظيم، وكذلك قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} صدق الله العظيم [يونس:34].
والسؤال الذي يطرح نفسه للدكتور، فهل يقصد الله تعالى بقول: {مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ}، فهل يقصد أنّه يبدأه من تراب ويعيده إلى تراب، أم يقصد أنّه يعيده خلقاً جديداً؟ فما خطبك تغالط في الحقّ البيِّن؟ وما أظنّ فرعون قد اهتدى وإن قيل له قولاً ليناً!
ويا رجل، سبقت فتوانا أننا لم نؤسس عقيدة العودة في الدنيا لمن يشاء الله من الكافرين فلم نؤسِّسها على بيان هذه الآية فقط بل على آيات تترى في قلب وذات الموضوع، ألا والله يا سعادة الدكتور أحمد عمرو أن لو أتيتك بألف آيةٍ بيِّنةٍ في البرهان المبين للبعث الأول ومن ثم زدتك آيةً أخرى فأنت تستطيع أن تأوِّلَها بالباطل وتحرّفها عن موضعها المقصود، وأنك سوف تترك الألف البرهان المبين ومن ثم تعمد لهذه الآية تعجنها عجناً وعلكاً وتستطيع أن تحوّلها لصالح معتقدك، ولن تجادلنا في الألف الآية المحكمة البيِّنة!
ويا رجل، فلا تكن من الذين قال الله عنهم: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [لقمان:7].
وقال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} صدق الله العظيم [يونس:34].
ويا أحمد عمرو، فهل يقصد أنّه قد خلقه من ترابٍ ثم يعيده إلى ترابٍ؟ ولكنك تعلم علم اليقين أنه يقصد الله بقوله تعالى: {قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} صدق الله العظيم، أي يعيده كما بدأه أوّل مرّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} صدق الله العظيم [الأنعام:94].
وقال الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} صدق الله العظيم [سبأ:49]؛ وما يُبدئ الباطل أي ما يُبدئ الخلق وما يعيد، أي وما يبعث الخلق من جديد. وجميع آيات الكتاب في محكم القرآن العظيم تقصد بالإعادة أي يبعثهم خلقاً جديداً.
وأراك تحاجّني فتقول: "لو أنّه قال من وليس في". ومن ثم نردّ عليك بالحقّ ونقول: سبحان ربي أن أحرّف الكلم عن مواضعه المقصودة بالبيان الباطل! بل يقصد وفيها نعيدكم أي وفي الأرض نبعثكم خلقاً حتى إذا كفروا بربّهم مرّة أخرى برغم أنّ الله أذاقهم عذاب الحريق من بعد موتتهم الأولى وبرغم ذلك منهم من عاد فقال لهم ربّهم يوم البعث الشامل: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28)} صدق الله العظيم [البقرة:28].
فانظروا لردّهم على ربّهم في موضع آخر: {قالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12)} صدق الله العظيم [غافر].
ويا دكتور أحمد عمرو، أعلمُ أنّ الحوار معك إضاعةٌ للوقت ولا أمل في هداك، ولكن لا مشكلة فسوف نهدي بالحوار بسببك قوماً آخرين من الباحثين عن الحقّ، ويزداد الذين آمنوا إيماناً وهم يستبشرون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــــ