الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
28 - صفر - 1446 هـ
01 - 09 - 2024 مـ
10:56 صباحًا
(بحسب التَّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
___________


طَال الانتظارُ يا (علي البخيتي)؛ فلا مَفَرّ لَكَ مِن الحِوارِ ..


بِسْم الله الوَاحِد القهَّار، يَخلق مَن يشاء ويختار، والصَّلاة والسَّلام على خاتم الأنبياء والمُرسَلين مُحَمَّدٍ رسول الله بالقرآن ذي الذِّكر..

وطال الانتظار يا علي البخيتي؛ فلا مفرّ لك مِن الحوار، أم تُريد قولًا مُختصَرًا وتقول: "خَيْر الكلام ما قَلّ ودَلّ وألجَم العَقْل"؟ فَمِن ثمّ نقول: فأبشِر فإن الله يقول في مُحكَم الذِّكر أنّ لِكُلّ فِعلٍ فاعِلًا؛ وقال الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُۥ ۚ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ ‎﴿٣٣﴾‏ فَلْيَأْتُوا۟ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِۦٓ إِن كَانُوا۟ صَٰدِقِينَ ‎﴿٣٤﴾‏ أَمْ خُلِقُوا۟ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَٰلِقُونَ ‎﴿٣٥﴾‏ أَمْ خَلَقُوا۟ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ‎﴿٣٦﴾‏ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَۣيْطِرُونَ ‎﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الطُّورِ].

فأجِب على أسئلة الله إن كُنت مِن الصادقين؛ فلن يقبلَ عقلُك أنَّك مَن خلقتَ نفسك، ولن يقبلَ عقلُك أنَّك خُلِقتَ مِن غَيْر شيءٍ خَلَقك، ولن يقبلَ عقلُك أنّ الذي خَلَقك ليس له هدفٌ مِن خَلْقِك، فإن كُنْت مُعتَرِفًا أنّ الله هو مَن خَلَق (علي البخيتي) فَمِن ثم يقول لك عقلك: "فهل يُعقَل أنّ الله خَلَق علي البخيتي عبثًا! أم لِحكمَةٍ بالغةٍ؟" تصديقًا لقول الله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ ٱلذِّكْرَىٰ تَنفَعُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ‎﴿٥٥﴾‏ وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ‎﴿٥٦﴾‏ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ ‎﴿٥٧﴾‏ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ ‎﴿٥٨﴾‏ فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَٰبِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ ‎﴿٥٩﴾‏ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا۟ مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِى يُوعَدُونَ ‎﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الذَّارِيَاتِ].

وقال الله تعالى: {أَتَىٰٓ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‎﴿١﴾‏ يُنَزِّلُ ٱلْمَلَٰٓئِكَةَ بِٱلرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِۦ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦٓ أَنْ أَنذِرُوٓا۟ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱتَّقُونِ ‎﴿٢﴾‏ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ بِٱلْحَقِّ ۚ تَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ‎﴿٣﴾‏ خَلَقَ ٱلْإِنسَٰنَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ ‎﴿٤﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ النَّحۡلِ].

فلماذا أنت خَصِيمٌ مُبينٌ لله الذي خَلَقك لتعبده وحده لا شريك له؟! ولم تكتفِ بالكُفْر بالله والإعراض عن عبادته؛ بل تَصُدُّ النَّاس عن الدّعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له! فهل ترضى على نفسك أن تَكون مِن أولياء الشيطان الذي يَصُدُّ عن الدّعوة إلى عبادة الرَّحمن؟! فهذا يعني أنَّك استبدلت الله الرَّحمن الرَّحيم بِعَدوّه الشيطان الرَّجيم! فانظُر إلى رَدّ الله عليك وعلى مَن كان على شاكلتك؛ وقال الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَٰٓئِكَةِ ٱسْجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوٓا۟ إِلَّآ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ ٱلْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِۦٓ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّيَّتَهُۥٓ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوُّۢ ۚ بِئْسَ لِلظَّٰلِمِينَ بَدَلًا ‎﴿٥٠﴾‏ ۞ مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُدًا ‎﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الكَهۡفِ].

ويا علي البخيتي لقد اتَّخَذْت الشَّيطان وليًّا مِن دون الرَّحمن، فهل تعلم أنَّ الشيطان يدعو حِزبه ليكونوا معه مِن أصحاب السَّعير؟ تصديقًا لقول الله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ ‎﴿٥﴾‏ إِنَّ ٱلشَّيْطَٰنَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُوا۟ حِزْبَهُۥ لِيَكُونُوا۟ مِنْ أَصْحَٰبِ ٱلسَّعِيرِ ‎﴿٦﴾‏ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ‎﴿٧﴾‏ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُۥ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَٰتٍ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِمَا يَصْنَعُونَ ‎﴿٨﴾‏ وَٱللَّهُ ٱلَّذِىٓ أَرْسَلَ ٱلرِّيَٰحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَٰهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ ٱلْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ كَذَٰلِكَ ٱلنُّشُورُ ‎﴿٩﴾‏ مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرْفَعُهُۥ ۚ وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّـَٔاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُو۟لَٰٓئِكَ هُوَ يَبُورُ ‎﴿١٠﴾‏ وَٱللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَٰجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِۦ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِۦٓ إِلَّا فِى كِتَٰبٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ ‎﴿١١﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ فَاطِرٍ].

ويا علي البخيتي، إنّ الله يَتَحدَّى المُلحِدين والمُشرِكين في كافّة دول العالَمين أن يَخلقوا ذُبابًا لَه روح (يأكل ويشرب) أو أيَّ كائن حيّ له روح من البعوضة فَما فوقها في ملكوت السَّماوات والأرض تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ‎﴿٦﴾‏ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَٰتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِىٓ أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ‎﴿٧﴾‏ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمْ جَنَّٰتُ ٱلنَّعِيمِ ‎﴿٨﴾‏ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۖ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقًّا ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ‎﴿٩﴾‏ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ وَأَلْقَىٰ فِى ٱلْأَرْضِ رَوَٰسِىَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ ۚ وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنۢبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ ‎﴿١٠﴾‏ هَٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِى مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ ۚ بَلِ ٱلظَّٰلِمُونَ فِى ضَلَٰلٍ مُّبِينٍ ‎﴿١١﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ لُقۡمَانَ].

ونختم البيان بالتَّذكير بالسؤال من ربِّ العالمين: هل خُلِقتَ مِن غَير شيءٍ خَلَقك أم أنَّك مَن خَلَقت نفسَك؟ فإذا كنت أنت مَن خَلَقت نفسك فلماذا خلقت نفسك؟ وإن رفض عقلُك أنَّك مَن خلقت نفسك وأنه حتمًا هناك شيءٌ خلقك؛ فمَن هو؟ وما الحِكمة مِن خلقك؟ فهذه أسئلةٌ من الله في مُحكَم كتابه الذي يتحدَّاك بالعقل والمنطق أنَّ لِكُلّ فِعلٍ فاعِلًا؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {أَمْ خُلِقُوا۟ مِنْ غَيْرِ شَىْءٍ أَمْ هُمُ ٱلْخَٰلِقُونَ ‎﴿٣٥﴾‏ أَمْ خَلَقُوا۟ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ‎﴿٣٦﴾‏ أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ ٱلْمُصَۣيْطِرُونَ ‎﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الطور]. وسبقت فتوانا بالحَق أنَّ عقلك سوف يكون مع الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.

ويا علي البخيتي ليس الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ مِن أصحاب (الاتِّجاه المُعاكِس)؛ فنحن في عالمٍ علميٍّ مُتعَلِّمٍ بِالقَلْم وأنت مِنهُم (لست أُمّيًّا لا تستطيع أن تُردّ بالقَلْم)، وليس حوارًا بالقلم صامِتًا؛ بل يُريد الله أن يصمت الطرفان من المُقاطعة؛ فكلٌّ يُجادل بالقَلَم بسلطان عِلْمٍ مُبيْنٍ - بالقَلَم - يُقنِع العَقْل والمَنطِق كما عقلك مُستسلِمًا يقول لك: "إنّ الحقّ مع الإمام ناصر محمد اليمانيّ الذي يُجادِل بعلمٍ وهدًى وكتابٍ منيرٍ". فتذكَّر قول الله تعالى: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِى ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَٰبٍ مُّنِيرٍ ‎﴿٨﴾‏ ثَانِىَ عِطْفِهِۦ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۖ لَهُۥ فِى ٱلدُّنْيَا خِزْىٌ ۖ وَنُذِيقُهُۥ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ ‎﴿٩﴾‏ ذَٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلْعَبِيدِ ‎﴿١٠﴾‏ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُۥ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِۦ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنْيَا وَٱلْـَٔاخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ ‎﴿١١﴾‏ يَدْعُوا۟ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُۥ وَمَا لَا يَنفَعُهُۥ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلْبَعِيدُ ‎﴿١٢﴾‏ يَدْعُوا۟ لَمَن ضَرُّهُۥٓ أَقْرَبُ مِن نَّفْعِهِۦ ۚ لَبِئْسَ ٱلْمَوْلَىٰ وَلَبِئْسَ ٱلْعَشِيرُ ‎﴿١٣﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ الحَجِّ].

وتفضل للحوار يا علي البخيتي؛ فهذا الميدان وهذا الحصان، فهل يَسقُط الفارس مِن على حصانه في الجولة الأولى؟! وليس لك عُذرٌ فقد فتحنا لك قِسمًا خاصًّا بـ(الأستاذ علي البخيتي):
https://albushra-islamia.net/forumdisplay.php?f=195

وتم إرسال كلمة السِرّ إليك لعضويتك حتى تُغَيّرها بكلمة سِرٍّ أُخرى في نفسك وتكتب ما تشاء، ونسمح لك أن تسأل عن الله مِن غير حُدودٍ ولا قيود؛ فنحن لك لبالمرصاد بسلطان العِلْم، ولا نزال نؤكد أنّ عقلك هو الحَكَم بيني وبينك، وحتمًا يقول لك أنَّك أنت الظالمُ لنفسك يا علي البخيتي سواءً أطَعْت عقلك أم أخذتك العزّةُ بالإثم، فتذَكَّر قول الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ ٱتَّقِ ٱللَّهَ أَخَذَتْهُ ٱلْعِزَّةُ بِٱلْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُۥ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ ‎﴿٢٠٦﴾‏ وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ ۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلْعِبَادِ ‎﴿٢٠٧﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ البَقَرَةِ].

ويا علي البخيتي، إنَّك لم تَكفُر بالله وكتابه القرآن العظيم فحَسب؛ بل تسعى للصَدّ عن اتِّباع الصراط المُستَقيم والتشكيك في دين الله الإسلام الذي يدعو إلى: تحقيق السّلم والسَّلام العالميّ، وإلى رَفع ظُلم الإنسان لأخيه الإنسان، وإلى التَّعايش السّلميّ بين المُسلِم والكافر، وإلى عدم إكراه الناس بالإيمان بالرَّحمن؛ فَمَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفُر فلا يوجد شيءٌ اسمه حد الرِّدَّة في دين الله الإسلام لا على مؤمنٍ ارتد إلى الكُفْر ولا على كافرٍ رَفَض أن يعتنقَ دين الإسلام تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْكَٰفِرُونَ ‎﴿١﴾‏ لَآ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ‎﴿٢﴾‏ وَلَآ أَنتُمْ عَٰبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ ‎﴿٣﴾‏ وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ‎﴿٤﴾‏ وَلَآ أَنتُمْ عَٰبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ ‎﴿٥﴾‏ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ ‎﴿٦﴾‏} صدق الله العظيم[سُورَةُ الكَافِرُونَ].

فأما المقصود من قول الله تعالى: {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْكَٰفِرُونَ ‎﴿١﴾‏ لَآ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ‎﴿٢﴾‏ وَلَآ أَنتُمْ عَٰبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ ‎﴿٣﴾‏} صدق الله العظيم؛ فهي آيةٌ مُحكَمَةٌ بَيِّنة عن حريَّة التَّعبُّد بين العَبْد والعَبْد؛ فلا إكراه في دين الله الإسلام تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلِ ٱللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُۥ دِينِى ‎﴿١٤﴾‏ فَٱعْبُدُوا۟ مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِۦ ۗ قُلْ إِنَّ ٱلْخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ ‎﴿١٥﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ الزُّمَرِ].

وأما قول الله تعالى: {وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ‎﴿٤﴾‏ وَلَآ أَنتُمْ عَٰبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ ‎﴿٥﴾‏ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ ‎﴿٦﴾‏} صدق الله العظيم؛ فهو يقصد: ولا يحقّ لكم أن تُكرِهوني على عبادة آلهتكم ولا يحقّ لي أن أُكرِهكم على عبادة الله وحده؛ لَكُم دينكم ولِيَ دِين تصديقًا لقول الله تعالى: {لَآ إِكْرَاهَ فِى ٱلدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ ٱلرُّشْدُ مِنَ ٱلْغَىِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤْمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسْتَمْسَكَ بِٱلْعُرْوَةِ ٱلْوُثْقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَا ۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ‎﴿٢٥٦﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ البَقَرَةِ].

فذلك هو البيان الحق للسّورة التي سَخِرتَ منها يا علي البخيتي في قول الله تعالى: {قُلْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلْكَٰفِرُونَ ‎﴿١﴾‏ لَآ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ‎﴿٢﴾‏ وَلَآ أَنتُمْ عَٰبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ ‎﴿٣﴾‏ وَلَآ أَنَا۠ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ‎﴿٤﴾‏ وَلَآ أَنتُمْ عَٰبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ ‎﴿٥﴾‏ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ ‎﴿٦﴾} صدق الله العظيم [سُورَةُ الكَافِرُونَ].

وها نحن بَيَّنَّاها لك بالحقّ واضحةً جليةً للعَقْل والمنطق، فهي ليست سَجعًا مُكرَّرة كما تزعم يا علي البخيتي بل تحمل قوانينَ حقوق حُريَّة الأديان والتَّعبُّد بين العَبيد والعَبيد، كون الله لا يقبل عبادة مُكرَهٍ حتى تكون عبادة العَبْد خالصةً لربّه خشيةً من الله وحده لا شريك له وليس خشية أحدٍ من دون الله؛ كون الله لن يقبل عبادة مَن يعبده خشيةً مِن أحَدٍ سواه تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنْ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْـَٔاخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا ٱللَّهَ ۖ فَعَسَىٰٓ أُو۟لَٰٓئِكَ أَن يَكُونُوا۟ مِنَ ٱلْمُهْتَدِينَ ‎﴿١٨﴾‏} صدق الله العظيم [سُورَةُ التَّوۡبَةِ]، ولذلك أنزل الله حُرّية التَّعبد حتى لا يُجبِر الذين لا يؤمنون بالله وحده أن يكونوا مُنافِقين فيعبدون الله خشية مِن أحدٍ سواه.

وأمَّا الحُدود الجبريّة فأنزلها الله قوانينَ تحدّ مِن ظُلْم الإنسان لأخيه الإنسان، ويتمّ تطبيقها على حَدٍّ سواء كان مُسلِمًا أو كافرًا، فالسَّارق يُجلَد على قَدْر سرقته في كَفّه الأيسر بالسَّوط وليس بالعَصى وذلك حتى يقطعَ السَّوطُ جِلْدَ ظَهْر الكَفّ كَون الضَّرب في راحة الكَفّ الأيسر فيلتوي السَّوطُ فيجرح جِلْدَ ظهر الكَفّ فيظهر الدّمُ على ظَهْر جِلْد الكَفّ، ولا يقصد الله بالتَّقطيع بَتْر اليَد - سبحان الله العظيم - كون السارق سوف يَكون مُعاقًا مَدى الحياة، فلا يجوز هذا في كتاب الله! وحين ذَكَر التَّقطيع فيقصد ضرب كَفّه بالسَّوط ليُدميَ جِلْد الكَفّ مِن ظَهْر الكَفّ.


ويا علي البخيتي، فهل النّسوةُ اللاتي قطّعنَ أيديهنّ يَقصد الله أنَّهن بترنَ أيديهن؟! بل يقصد الله جَرحنَ أيديهن، وإنما ذَكَر الله التَّجريح للكَفّ كون الجَلْد على قَدْر السّرقةِ يحكمُ به ذو عَدلٍ منكم في القضاء؛ فليست السّرقات سواء، وأمَّا قُطّاع السَّبيل لِنهبِ أموال الناس فتُقطَّعُ أيديهم وأرجلهم من خلاف؛ وذلك بالجَلْد حتى يقطرَ كفّه الأيسَر مِن ظَهر الكَفّ وتقطر رجله بالدَّم مِن ظَهْر القَدَم الأيمَن وهو كذلك على قَدْر الجريمة، وعقوبة النَّفي في السجون فأكبرها لا تزيد عن عامٍ، وإنَّما السِّجن تهذيبٌ وتأديبٌ، ولا يجوز حُكْم السِّجن المُؤبَد - عقوبة علمانيّة مُجحِفة - فهذا ظلمٌ في حقوق الإنسان، فإن تاب مِن الذَّنب فهو طول عمره في السِّجن باقٍ وما جعلوا له الفرصة أن يصطلح مع الله ليغفر ذنبه ويقبل توبته بسبب حُكم السِّجن المؤبد مَدى الحياة؛ فذلك ظلمٌ كبيرٌ في حقوق الإنسان؛ فحالوا بين الإنسان وتوبته إلى الرَّحمن الرَّحيم، بل أكبر عقوبات السجون عامٌ، وإن عاد يُضاعَفُ له السِّجن عامين، وإن عاد فيُضاعفُ له الجَلْد والسَّجن وعقوبات النَّفي من الأرض إلى السجون؛ فهي بالعَقْل على قَدْر الجَريمة.

ولا يزال لدينا التَّفصيل من بعد التَّمكين في العالَمين بأمرٍ مِن الله ربِّ العالَمين.

وسلامٌ على المُرسَلين والحَمدُ لله ربّ العالَمين..
خليفةُ الله في الأرض الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
_____________