بسم الله الرحمن الرحيم
جمعة مباركة، يا سلام عليك يا إمام رغم أنني قد قرأت البيان ولكني رددت كرة أخرى بتمعن وتروي أكثر وأكثر فعلمت لماذا نبي الله إبراهيم ابن إسماعيل بداء القول مع التبع اليماني فقال له ربي الذي يحي ويميت!
ولم يقل ذلك إلا لأن الله قد أماته ثم بعثه وأراد الله لإبراهيم الموت ثم البعث كونه يعلم بما سيحصل في عصر التبع من إنكار البعث واتباع التبع على أساس أنه الذي يحي ويميت ثم أمات الله إبراهيم ابن إسماعيل ماءة عام ثم بعثه ليجادل التبع بالحق على الواقع الحقيقي كما حصل له ولكنه لم يشاء الإستمرار حتى لا يهلك التبع أحد الأشخاص الذين أخرجهم من سجنه.
فسبحانك ربي كيف علم عبده ما لم يكن يعلم وكيف يستنبط الأيات ويربطها مع بعضها فأين كنا من هذا الحق وأين نحن من قول الله تعالى أهم خيرا أم قوم تبع فربط الله قريشا بقوم تبع كونهم في زمن أباءهم الأولين الذين بعث الله فيهم أبانا الثالث إبراهيم إبن إسماعيل.
وإني أتنازل عن السؤالين في مشاركتي السابقة في الصفحة الثانية وأقول ما شاء الله على هذه البيان فهو درة نفيسة لا يشبع أحد من قراءته وكذلك القول في قوم تبع اليماني الذين عمروا الأرض أكثر مما عمرتها الأمة الوسط في زمن بعث النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقال تعالى:{ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [الروم:٩].
ففهمت أن هذه الآية خاصة بجميع الأمم التي عمرت الأرض وليس بالأمة الوسط فقط كونها جاءتهم رسلهم بالبيانات ولم يخص الله رسول واحد، أم أن هناك رسل غير نبي الله إبرهيم الثاني عليه الصلاة والسلام، وكذلك لم يقل الإمام المهدي فيها تصديقا لقول الله بل قال: وقال تعالى؛ وذلك لكنه يستدل بتلك الآية على حالات كثيرة على غيرها من الأيات التي تأتي خاصة بشيء محدد كمثل عذاب قوم تبع بالزلزال والصواعق.
والحمدلله رب العالمين فإن هذا البيان من الخبايا العظيمة وقد إستبشرنا به وفرحنا وظننا أنه قد اقترب فرج الله على المظلمومين بظهور الإمام المهدي عليه وآله الصلاة والسلام وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.