فَإيَّاكم وفِتنةَ المُرجِفين الذين يَجعلون القُرآن عِضِين (يُؤمِنون بِبَعض الكِتاب ويَكفُرون بِبَعضٍ بِهَدَف تَحريفه) فليَمُوتوا بِغَيظهم؛ إنَّ الله مُتِمّ نُورِه ولو كَرِه الكافِرون. فالزَموا كَلِمَة التَّقوى: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له"، فلا تكونوا مِن الذين قال الله عنهم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾} [سورة يوسف]، فادعُوا الله وحَده ولا تَكُونوا مِن الذين قال الله عنهم: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء]، فلا تَدعُوا مَع الله أحدًا، فلا وسيط في الدُّعاء بين العِبادِ والرَّبِّ المَعبُود، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴿٢١٣﴾} [سورة الشعراء]، وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴿١٨﴾} [سورة الجن]. "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" فذلك هو القَول الثَّقيل في مُحكَم التَّنزيل، وقال الله تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الإسراء].
فالزَموا كَلِمة التَّقوى: "لا إلَه إلَّا الله وَحده لا شَريك لَه"، واعبدوا الله وَحده لا شَريك لَه فلا تَدعوا مَع الله أحَدًا، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر]، فَذَلِك هو القَول الثَّقيل: "لا إلَه إلَّا الله وَحده لا شَريك له" خُلاصة ما جاء بِه كافَّة الأنبياء والمُرسَلين، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴿١٣٦﴾ فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ۖ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١٣٧﴾ صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ ﴿١٣٨﴾ قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ ﴿١٣٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
"لا إلَه إلَّا الله وَحده لا شَريك لَه"
فذلك ما تَنزَّل في كُتُب الله أجمَعين مِن أوَّلهم إلى خاتَم الأنبياء والمُرسَلين مُحَمَّد رسول الله صلى الله عليهم وعلى مَن تَبع نَهجهم وأُسَلِّم تسليمًا، وخُلاصة ما جاءوا به هي الدَّعوة إلى عِبادة الله وحده لا شَريك له، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦﴾ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾} [سورة الأنبياء].
"لا إلَه إلَّا الله وحده لا شَريك له"
فَتِلك هي خُلاصة الدَّعوة المُحَمَّديّة والعِيساويّة والمُوساويّة والإبراهيميّة والدَّعوة المَهديَّة العالَمِيّة؛ دَعوة واحِدة مُوحَّدة أن لا نَعبُد إلَّا الله وَحده لا شَريك لَه، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
فَكَفَروا بِدعوة رُسُل الله وخليفته المَهديّ ناصِر مُحَمَّد وناصِر لِمَن أرسَل الله مِن الرُّسُل مِن قَبْل مُحَمَّد صَلَّى الله عليهم أجمعين وأُسَلِّم تَسليمًا. فَمَن كَرِه دعوتي فَقَد كَرِه دعوة كافّة الأنبياء والمُرسَلين ومَصيره جهنَّم (حَبْسُ الله وسِجنه المَركَزيّ) لها سَبعَة أبوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنهم جُزءٌ مَقسوم لِمَن أبَى واستكبَر؛ فلا تَستَطيعون تحمُّل لَسعَة سيجارة، فاتَّقوا النَّار التي وقودها النَّاس والحِجارة، وذلك بسبب أنَّه إذا دُعيَ الله وحده كفرتُم وإن يُشرَك بِه تُؤمنوا، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ﴿١٠﴾ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾ ذَٰلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ ۖ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا ۚ فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سورة غافر].
بارَك الله لَكُم شَهْر رَمَضان وكافَّة أيَّامِ الزَّمانِ، فلا تَعبُدوا رَمَضان واعُبدوا الرَّحمن في كُلِّ زَمَانٍ ومَكانٍ؛ وأوصاني بالصَّلاةِ والزَّكاةِ ما دُمتُ حَيًّا ..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
30 - شعبان - 1444 هـ
22 - 03 - 2023 مـ
01:13 مساءً
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=409693
____________
*سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله والله اكبر ولا إله إلا الله وأستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته*