بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على صاحب علم الكتاب وفصل الخطاب وأسلم تسليما كثيرا أما بعد:
حقيقة يا إمامي الحبيب لم أعتقد أن الذي أراد أن يرى كيف يحيي الله الموتى بأنه نبي الله ذي القرنين كونك قد علمتنا أن الله أماته مائة عام ثم بعثه فكيف يكون هو صاحب الطير فهذا لا يكون وإنما أردت الوقوق عند قول الله تعالى:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [الحج:٥٢].
كونك علمتنا أن جميع الأنبياء قد حصل في نفوسهم الشك من بعد بعثهم فأردت أن أتبين من الشك الذي حصل في نفس نبي الله ذي القرنين من بعد مبعثه كوني ظننت أن إماتة الله لنبي الله إبراهيم إبن إسماعيل لمائة عام هو الشك الذي حصل له ولكن الإمام المهدي علمنا أن الله لم يبعثه إلا من بعد أن أماته الله مائة عام ثم بعثه إلى قومه وإلى التبع اليماني فقلت في نفسي إذا لماذا أمات الله نبيه ذي القرنين من قبل مبعثه فهل هو من أجل العقيدة الباطلة التي ستأتي بعد زمن عند التبع اليماني وأنه يحيي ويميت حتى يعبده الناس وأنه الذي يحيي ويميت باطلا؟ أم أن تلك العقيدة لم تكن موجودة عند التبع وقومه إلا حين أخبر التبع نبي الله ذي القرنين بأن الله أماته ثم بعثه من الموت ثم أرسله ثم حاج التبع اليماني ذي القرنين في ذلك الأمر؟
وفي الحقيقة إن سبب سؤالي عن الشك الذي وقع في نفس نبي الله ذو القرنين هو بسبب قصة مروره على القرية وموته مائة عام ثم بعثه كوننا عرفنا سابق من فتاوى العلماء أن الذي مر على القرية هو نبي الله عزير ثم عرفنا أنه حصل في نفسه الشك من بعد مبعثه فأحكم الله له أياته بأن أماته الله مائة عام ثم بعثه فلما جاء القدر ليلقي إلينا الإمام المهدي بالبيان الحق لتلك الآية بالحق وأحسن تفسيرا فعلمنا بأن ذلك النبي هو ذو القرنين وليس عزير فقلت في نفسي فهل كذلك كان أمر الله بموته مائة عام ثم بعثه هو شك حصل في نفسه من بعد بعثه فأحكم الله له آياته بإماتته وبعثه؟
ولكن الإمام المهدي علمنا أن الله بعثه نبيا من بعد بعثه من الموت فقلت إذا ذلك لم يكن شكا لنبي الله ذو القرنين ولكن قلت إن الإمام في نفس الوقت جعل الفتوى مفتوحة فلم يقل لنا أنه كان نبيا من قبل موته ولم ينفي فراودني ذلك السؤال لتبيان المزيد في تلك النقطة والحكمة من إماتة الله لذي القرنين مائة عام ثم بعثه؟
فهذا ما أردته بالضبط يا إمام وصدقت يا خليفة الله فأنا لم أشاء أن أوضح تسائلي أكثر خشية فتنة الأنصار فجعلته مختصرا سريعا حتى يكفينا الإمام المهدي بالحق وأحسن تفسيرا فيزيدني ويزيد الأنصار وينجلي اللبس بتسائلي للجميع ولذلك كتبت مشاركة ثانية تنازلت فيها عن أسألتي تلك ووضعت قولي الذي في مشاركتي هذه بشكل مختصر ولكن ليس أنني أردت الجدال مع الإمام المهدي لظنا آخر فحاشا لله أن أجادل إمامي وقد علمت الحق بالحق وأحسن تفسيرا وبالبرهان المبين من محكم القرآن العظيم! فكيف لعبدالنعيم الأعظم الشاهد عليه صاحب علم الكتاب وكفى بربه شهيدا أن يجادل في أيات الله من بعد ما تبين له الحق؟ فكفانا الله وأحيا قلوبنا من بعد موتها بآية النعيم الأعظم فهي رأس العلم كله وهي تبصرة قلوبنا ونور على نور فبها نحيا وعليها نموت وبها نبعث وبها نقابل ربنا وبها نقف بين يديه وفدا مكرمون ولن نرضى حتى يرضى ربنا حبيبنا نور قلوبنا وأشهد لله أنني فقهت الخبر وبيان المهدي المنتظر نور على نور وشفاء لما في الصدور بالحق وأحسن تفسيرا يعلو ولا يعلى عليه و ونحبكم في الله يا إمام وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.