إنّ الله بشَّر التوابين منكم بحُبه سُبحانه فيطهّركم من خطاياكم تطهيراً فيحبكم ويُقربكم ..
۞منتديات البشرى الإسلامية۞
https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=6414
English فارسى Espaَnol Deutsh Italiano Melayu Türk Français
- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 08 - 1430 هـ
09 - 08 - 2009 مـ
11:51 مساءً
ـــــــــــــــــ
إنّ الله بشَّر التوابين منكم بحُبه سُبحانه فيطهّركم من خطاياكم تطهيراً فيحبكم ويُقربكم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين النَّبيّ الأميّ الأمين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
يا معشر المُسلمين، إن الذي حال بينكم وبين مُنافسة عباد الله المُقربين من الأنبياء والمُرسلين هو أنّ أحدكم يفكر بأن هؤلاء معصومون من الخطأ فلم يرتكبوا خطيئةً قط، وبسبب هذه العقيدة الباطلة دخل كثيرٌ من الناس في الإشراك بربّهم فاتخذوا الوساطة بينهم وبين ربّهم وقالوا: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:3]، بسبب ظنّهم أنهم لم يُذنبوا قط ! وأما أنتم فترون أنه لا يُمكن أن تكونوا مثلهم عند الله لأنكم قد أذنبتم فيئستم من رحمة الله أن يجعلكم من المُقربين منه، ولذلك تركتم التنافس على الله أيّكم أقرب إلى الله، ولذلك لن تفعلوا مثل أوليائه من قبل؛ كانوا يتنافسوا على ربّهم أيهم أحبّ وأقرب، حتى إذا رأيتم لهم كرامات فإذا أنتم تدعونهم من دون الله من بعد موتهم برغم أنّ الله أفتاكم إنما هم عبادٌ أمثالكم ولهم ذنوب وتابوا إلى ربّهم متاباً؛ فغفر لهم وأحبّهم وقربهم وتنافسوا على حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه حتى إذا كرّمهم الله فإذا انتم تدعونهم من دون الله، وقال الله تعالى:{وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}صدق الله العظيم [آل عمران:80].
ومن ثم أفتاكم الله إنما هم عبادٌ أمثالكم بين يدي ربّهم وليس لهم الحقّ في ربّهم أكثر منكم حتى تروا أنه لا يحقّ إلا لهم وحدهم أن يتنافسوا على الله ربّهم أيهم أحبّ وأقرب، وأما أنتم فلا؛ لأنكم ترون أنكم قد أذنبتم ولذلك تدعونهم من دون الله أن يشفوا مرضاكم أو أن يعافوكم من ما ابتلاكم به ربّكم أو يشفعوا لكم عند ربّكم حتى أصبح لا يؤمن أكثركم بالله إلا وهم مُشركين به عبادَه المُقربين برغم أنهم عبادٌ أمثالكم ولم يكن الله لهم حصرياً من دونكم. وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فهل تعلمون لماذا يخافون عذاب الله؟ وذلك لأنهم قد أذنبوا ذنوباً لا يعلم بها سواه ولكنهم يرجون رحمته ويخافون عذابه ويتنافسون على حُبِّ الله وقُربه ونعيم رضوان نفسه كما أخبركم الله بذلك في مُحكم الكتاب: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
فيا معشر المُذنبين، هل تريدون أن تنالوا حُبَّ الله وقُربه ونعيم رضوان نفسه؟ فإني أبشركم بقول الله في مُحكم كتابه لعالِمكم وجاهلكم أنّ الله بشَّر التوابين منكم بحُبه سُبحانه فيطهّركم من خطاياكم تطهيراً فيحبكم ويُقربكم. تصديقاً لوعده الحقّ في مُحكم كتابه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:222].
فتوبوا إلى الله متاباً يبدل الله سيئاتكم بعفوه ورحمته التي وسعت كُل شيء. تصديقاً لوعده الحقّ في مُحكم كتابه الحكيم: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)} صدق الله العظيم [الفرقان].
يا معشر الجنّ والإنس، أفلا أدلكم بأعظم إثمٍ في الكتاب من بعد الشرك بالله؟ إنه القنوط من رحمة الله فذلك أشدّ ما يغضب الله أن يقنط عبده من رحمة ربِّه مهما كانت ذنوبه، فلا يجوز له أن يقنط من رحمة الله وإن قنط من رحمة الله فسوف يناله غضبٌ من الله أعظم من غضب الله عليه بسبب ذنوبه، وأقسمُ بالله قسماً غير مكذوبٍ لو يتوب إبليس الشيطان الرجيم لوسعته رحمة الله.
ويا أمّة الإسلام، ألا إن رحمة الله كقدرته المُطلقة لا نهاية لها ولا حدود، ولذلك تُكفَّر كُل الذنوب لمن تاب إلى الله متاباً، فيُدخله برحمته في عباده الصالحين فيَمُن عليهم بحُبه ونعيم رضوانه، فهل تعلمون لماذا؟ لأن الله أرحم الراحمين تجدوه حقاً أرحم بكم من أمهاتكم ومن آبائكم ومن الناس أجمعين، وأقسمُ بالله العظيم أنهُ بمُجرد ما يشهدالمؤمن مع الإمام المهديّ إلى نعيم رضوان الرحمن فيعترف أحدكم بدعوة ناصر محمد اليماني أنّ الله أرحم به من أمّه وأبيه ومن إخوته وأبنائه والناس أجمعين فيقرّ بذلك في قلبه أنه تغشاه فوراً روح الرضوان من الله وهو لا يزال فوق كرسي الجهاز فيقشعر جلده فيلين قلبه بذكر ربِّه فيقول:
"يا رب إنك قلت في مُحكم كتابك أنك أرحم بعبدك من أمي ومن أبي ومن إخوتي ومن أبنائي ومن الناس أجمعين؛ يا رب عبدك بين يديك لا يتوسل بالمهديّ المنتظَر ولا بمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا بأحدٍ من كافة الأنبياء والمُرسلين، فكيف أفعل ذلك وقد علمتُ أنك أرحم بعبدك منهم أجمعين؛ بل أتوسل إليك ربّي بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك. اللهم إن كانت ذنوبي حُجةً لك على عبدك فتُعذبه ولكنّ حُجّة عبدك عليك هي أعظم وهي رحمتك التي كتبت على نفسك فوعدك الحقّ وأنت ارحم الراحمين.
اللهم إني أشعر بتحسّرٍ على أمّي وأبي وأخي وولدي تحسراً عظيماً لو كانوا من أصحاب الجحيم فأراهم يصطرخون في نار جهنم فإذا كان هذا حالي فكيف بحال من هو أرحم بهم مني الله أرحم الراحمين؟ وعليه فإنّ عبدك يسألك بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك أن تهدي أمّي وأبي وإخوتي وأبنائي وجميع أهل بيتي وجميع المُسلمين والناس أجمعين فتدخلهم برحمتك في عبادك الصالحين، وليس دُعائي لهم لأني أرحمُ بهم أكثر منك ربّي سُبحانك! بل أنت ربّي وربهم أرحم من عبدك بهم وأرحم بي منهم يا أرحم الراحمين، فمن ذا الذي هو أرحم منك؟ فكم أنت عظيم يا إلهي يا من وسعت كُل شيءٍ رحمةً وعلماً؛ أكتب لي هذه الشهادة عندك أنّ عبدك يشهد أن لا إله إلا الله أرحم الراحمين حتى أُجادلك بها عن نفسي يوم يقوم الناس لربّ العالمين: {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا} صدق الله العظيم [النحل 111]، فلا حُجّة لعبدك بين يديك إلا رحمتك التي كتبت على نفسك. تصديقاً لوعدك الحقّ في مُحكم كتابك الحكيم:
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156)} صدق الله العظيم [الأعراف:156].
اللهم أني آمنت بآياتك واعترفت برحمتك وأنك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت ارحم الراحمين، اللهم إياك أعبد ولك أسجد ولك كُل صلاتي ونسكي ومحياي من أجلك حتى ترضى ومماتي من أجل لقائك وأنت راضٍ عني؛ اللهم إنك لك حقاً على عبدك أن يعبد رضاك ولي حقّ عليك أن ترضيني.
اللهم إنما نعبد نعيم رضوانك في نفسك فحقق لنا ذلك فلن نرضى حتى تكون أنت راضياً في نفسك، وكيف تكون راضياً في نفسك؟ وذلك حتى تدخل أمّي وأبتي وأولادي وإخوتي وجميع أهل بيتي وجميع المُسلمين في رحمتك وأشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنك أرحم بهم من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين".
ويا معشر الربانيين أيها العابدين لنعيم رضوان الله ربّ العالمين وكأني أرى روح نعيم الرضوان تغشاكم فخشعت قلوبكم ودمعت عيونكم مما عرفتم من الحقّ والحقّ هو ربّكم الله أرحم الراحمين صلى الله عليكم وملائكته ليخرجكم من الظُلمات إلى النور. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:43].
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا معشر المُسلمين: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}صدق الله العظيم [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ عليه وعلى جميع الأنبياء من قبله وآله وآلهم وسلم تسليماً، وسلام الله على الصالحين التابعين للحقّ، فاعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد وحده لا شريك له في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
اللهم اغفر لكافة المُسلمين ذكرهم والانثى اللهم لا تُعذبهم لأنهم كذبوا بأني المهديّ المنتظَر الحقّ فإنهم لا يعلمون أني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم؛ اللهم فاغفر لهم بحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك ولجميع أمواتهم وأدخلنا أجمعين برحمتك في عبادك الصالحين؛ اللهم عبدك يسألك بحق لا إله إلا أنت أن لا تُجبْ دعوتي عليهم أبداً وأن تجيب دعُائي لهم يا من وسعت كُل شيء رحمةً وعلماً يا أرحم الراحمين.
فادعوا يا معشر الأنصار كدعاء إمامكم لأمّتكم من أجل تحقيق النعيم الاعظم في نفس ربّكم فإنه لا يتحقق ما لم يدخل عباده في رحمته إن كنتم تعبدون نعيم رضوان الله كغاية، وأما أن تكونوا تعبدون رضوان الله كوسيلةٍ ليدخلكم جنته ويقيكم من ناره فلكم ذلك، ولكن لي سؤال لو أن أحدكم بحث عن أبيه وأمّه وإخوته وأبنائه بين أصحاب الجنة فلم يجدهم ومن ثم اطّلع فرأهم يصطرخون في سواء الجحيم فهل ترون أنكم سوف تستمتعون بالنعيم والحور من بعد اطِّلاعكم عليهم وهم يصطرخون في نار جهنم؟ فلا يفتنكم ذلك عن رحمة من هو أرحم بهم منكم، وقولوا: "إذا كانت هذا حالنا فكيف حال من هو أرحم بهم منّا"، ثم سلوه برحمته التي كتب على نفسه أن يهدي أهل بيوتكم والناس أجمعين، واعلموا أنّ الله حين يُهلك الكُفار المُعرضين عن دعوة رسل ربّهم فيهلكهم من غير ظُلمٍ ثم يقول في نفسه: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون(30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ(31)} صدق الله العظيم [يس].
{ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ مِن شَيْءٍ لِّمَّا جَاء أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102)} صدق الله العظيم [هود].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
الذليل على المُسلمين مثل جدّه بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________