وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوانه يا خليفة الله، ويا هلا وغلا ونليون مرحبًا بإمام قوم يحبهم الله ويحبونه الخبير بحال الرحمن صاحب عِلم الكتاب الذي عَلَّمنا بحال الله الرحمن الرحيم حبيب قلوبنا المستوي على عرشه العظيم، فما أجمل الدردشات وإن كانت مثل هذه الدردشة، ويا مرحب بخليفة الله وأنصاره من قوم يحبهم الله ويحبونه صلى الله عليهم سلَّم تسليمًا..
ونقول: فإن كنت إمامنا وقدوتنا وحبيب قلوبنا وخليفة الله على العالم بأسره الذي يجب أن نتبعه ولكنك عَلَّمتنا ألا نجعلك خطًّا أحمرًا بيننا وبين الله سبحانه، فأقسم بمن خلق السموات والأرض بأني لا أتمنَّى أن تكون أنت العبد الأحب والأقرب إلى الرب وكذلك لا أتمنى ذلك لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برغم أني أحبكما أكثر من نفسي، غير أنّي أحُبِّ رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أكثر منك يا إمامي ثم أنت يا إمامي تليه في درجة الحب في قلبي، ولكن رقم 1 في القلب هو الله ربي وربكما، فكُن على ذلك من الشاهدين وكفى بالله شهيدًا.
وكُلَّما أحب الإمام أن يُرِقق قلوب عبيد النعيم الأعظم، فيُذَكِّرنا بحال الله وحسرته وحزنه ومن ثم لا نقول إلا: وأسفاااه رَبّي، فوالله وبحق قدرك في قلب عبدك يا ربّ لنسعدك يا ربّنا ونفرحك ونرضيك عن كافة عبادك وذلك بإذنك وبتثبيتك وبحولك وقوتك، فلا تثبيت إلا من بعد إذنك ولا هدى إلا هداك.
ويا إمامي أني لن أرضى حتى يرضى ربي الله لا متحسرًا ولا حزينًا ولا غضبان وتلك هي غايتي من حياتي ونسكي ومماتي وصلاتي.
يا إمامي فإن كان الضالِّين في النار يائسون من رحمة ربي فإنّا معنا سلاحٌ لإخراجهم منها وهو أن الله مجيب الدعوات، فندعي لهم الله فيستجيب فيخرجهم من ناره أفواجًا أفواجًا استجابةً للدعاء، وذلك ليس رحمةً منّا بهم ولكن حتى تخمد الحسرة والحزن في نفس ربّي، وكذلك ندعي للأحياء منهم أن يهتدوا وإن الله على كل شيءٍ قدير وقتما يشاء وكيفما يشاء فله الأمر كله سبحانه لا نسأله عمَّا يفعل.
يا إمامي، بالنسبة لأمر النتن ذو النتانة الشديدة فلعنةُ الله عليه من كل قلبي، وأسأل الله أن يوقع على نفوخه نيزكًا فيخرج من دبره بصعوبةٍ شديدة فيشعر بالإمساك لحين ما يخرج النيزك نيران مشتعلة من دبره.
وصلوات الله وسلامه على الإمام المهدي الملتزم بأمر ربه بدعوة حتى شياطين البشر وإقامة الحجة عليهم تنفيذًا لأمر الله.
وبالنسبة لأصحاب بيعة الرضوان تحت الشجرة وإمامهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلوات الله وسلامه عليهم، فلكم أسعدني أنه تبسَّم ضاحكًا وقتها فأحب دائمًا عندما أسمع قصصًا عنه ويكون فيها أنه أسعده موقفًا أو أضحكه شيئًا، وطبعًا لنا في تلك القصة عبرة وخصوصًا قول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِىٓ أَرَيْنَٰكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ} صدق الله العظيم، فلذلك أنزل الله قصص القرآن لكي يكون لنا فيها عظة وعبرة، فالموقنون من الصحابة وقتها لم يقعوا في الفتنة لأن إيمانهم قائمٌ على أسسٍ ثابتة وأولها هو القول الثقيل (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونحن له عابدون) وإنّما صبروا لحين تصديق الرؤيا من الله وقال تعالى: {قَدْ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءْيَا بِٱلْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا۟ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم.
وكذلك أصحاب بيعة تحقيق الرضوان في نفس الرحمن (عبيد النعيم الأعظم وإمامهم المهدي صلوات الله وسلامه عليهم) فلَكَم يسعدني عندما يذكر الإمام المهدي أو يشير إلى تبسّمه ضاحكًا أو سروره من شيءٍ، ونقول: يا إمامنا نحن عندما تلقينا هذا الجزء من البيان فتبسمنا ضاحكين أيضًا كما لو نكون أنا وأنت في وجه بعضنا بعضًا، وكانت جديدة علينا تفصيلات قصة دردشة رسول الله مع صحابته عليهم الصلاة والسلام، وبالنسبة لتحديد موعد العذاب، ففي البداية لم أكن منتبهًا أن المقصود أن العذاب بالتاريخ الذي نعلمه لأنه كان في اقتباس من بيان قديم كنت تنهانا فيه بتحديد مواعيد العذاب حتى لا نفتن أنفسنا وأهلينا، فلما تكرر الأمر منك بأن العذاب قادم بتاريخ معين فخفت أني إذا لم أؤمن بأنه هذا هو الميعاد فوقتها سأكون من غير الموقنين، فوقتها قلت أكيد هذا أمر الله فلذلك حدد الإمام الميعاد بتاريخنا رغم أنه كان دائمًا لا يريد تحديده حتى لا ينتظره الذين لا يعقلون، وخلاص فتركت الأمر لله، فبعدها لم يأتِ العذاب في ذلك الميعاد فقلت أكيد في شيء لم نفهمه بعد ولكن ذلك لن يغير من عقيدتي شيءٍ.
وبالنسبة لشتاء القطب الجنوبي الذي تسبب في احترار صيف القطب الشمالي فنقول: إنّا لله وإنا إليه راجعون، فأؤلئك قوم لا يفرقون بين الأبيض والأسود.
وأخيرًا أقول: يا إمامي أنا معك بإذن الله لاقتحام أكبر عقبة في الكتاب وهي تحقيق رضوان نفس الله على كافة عباده لا متحسر ولا حزين ولا غضبان، وهذه سبيلي بإذن الله أدعو على بصيرة وأنا متَّبعك.
وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله ربّ العالمين وأحبكم في الله.