بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآله الأطهار والسابقين الانصار في الأولين وفي الآخرين وجميع المُسلمين إلى يوم الدين :
آيا أُمة الإسلام ياحُجاج بيت الله الحرام إتقوا الله فإني أنذركم ما أُُنذر به الذين من قبلكم فذروا عقيدة الشفاعة من العبيد للعبيد بين يدي الرب المعبود إني لكم نذير مبين بالبيان الحق للقرآن العظيم وأجد الذين يعتقدون بشفاعة أولياء الله لهم بين يدي الله قد أشركوا بالله وكذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون وإليكم السؤال والجواب مُباشرة من محكم الكتاب "
س1 -فهل يعلمُ الله بأحد من عبيده يتجرأ أن يشفع لعبيده بين يدي ربهم يوم القيامة ؟
ج1 -قال الله تعالى(( وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ))صدق الله العظيم
س2 -وهل أمر الله رُسلة إلى الناس أن ينهوهم عن الإعتقاد بشفاعة أولياء الله بين يدي ربهم ؟
ج2 -قال الله تعالى(( وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ))صدق الله العظيم
س3 -وهل للكافرين شُفعاء بين يدي ربهم كما يعتقدون في الدُنيا والآخرة ؟
ج3 -قال الله تعالى(( وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ ))صدق الله العظيم
س4 -وهل للمؤمنين شُفعاء بين يدي الله كما يعتقدون ؟
ج4 -قال الله تعالى(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ ))صدق الله العظيم
س5 -إذاً لن يجرؤ أحد أن يتقدم بين يدي ربه يُحاجه من أن يعذب عباده الذين ظلموا أنفسهم فيشفع للظالمين بين يدي ربهم ؟
ج5 -قال الله تعالى(( فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ))صدق الله العظيم
س6 -فإذا كان الأب من أولياء الله وإبنه من الذين ظلموا أنفسهم فهل يغني عنه من عذاب الله شيئاً فيشفع لولده بين يدي ربه ؟
ج6 -قال الله تعالى(( وَاخْشَوْاْ يَوْماً لاّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنّ وَعْدَ اللّهِ حَقّ فَلاَ تَغُرّنّكُمُ الْحَيَاةُ الدّنْيَا وَلاَ يَغُرّنّكُم بِاللّهِ الْغَرُورُ ))صدق الله العظيم
س7 -وهل إذا كان الزوج من أولياء الله وزوجته من الذين ظلموا أنفسهم فهل يغني عن زوجته شيئاً فيشفع لها بين يدي ربها حتى ولو كان نبياً ورسولاً ؟
ج7 -قال الله تعالى(( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَ فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ {10}))صدق الله العظيم
س8 -فهل هذا يعني نفي الشفاعة مُطلقاً للعبيد بين يدي الرب المعبود لكافة عبيده ؟
ج8 -قال الله تعالى(( وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ))صدق الله العظيم
س9 - إذاً لن ينفع الأرحام أرحامهم بين يدي ربهم فلا يأذن الله لأحد منهم أن يشفع لأهله بين يدي ربه فزدنا فتوى في ذلك من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب ؟
ج9-قال الله تعالى(( لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَــامــُكُـمْ وَلَا أَوْلَادُكُــــمْ. يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَالله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ {3}))صدق الله العظيم
س10 -إذاً الشفاعة هي من الله إليه فلم تتجاوز ذاته سُبحانه إلى أحد من عباده فزدنا فتوى التأكيد من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب ؟
ج10 -قال الله تعالى(( قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ))صدق الله العظيم
س11 -فهل يوجد في سنة البيان في الأحاديث النبوية الحق ما يزيد ذلك بيانا" وتوضيحا" للأمة عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان يبين للناس الكتاب بالحق ؟
ج11 -قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
أ - في صحيح مسلم عن عائشة قالت : لما نزلت : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ، قام رسول الله ( ص ) على الصفا فقال : يا فاطمة بنت محمد ! يا صفية بنت عبد المطلب ! يا بني عبد المطلب ! لا أملك لكم من الله شيئا ، سلوني من مالي ما شئتم ( 1 ) .
ب - في صحيح مسلم وسنن النسائي ومسند أحمد واللفظ للأول عن أبي هريرة قال : لما نزلت هذه الآية : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) دعا رسول الله ( ص ) قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال : يا بني كعب بن لؤي ! انقذوا انفسكم من النار . يا بني مرة بن كعب ! انقذوا انفسكم من النار . . . يا بني هاشم ! انقذوا انفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب ! انقذوا انفسكم من النار . يا فاطمة ! انقذي نفسك من النار ، فاني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها ( 2 ) .
عليه : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) : يا معشر قريش ! اشتروا انفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني عبد المطلب ! لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس ابن عبد المطلب لا اغني عنك من الله شيئا ، يا صفية عمة رسول الله ! لا أغني عنك من الله شيئا ، يا فاطمة بنت رسول الله ! سليني بما شئت لا اغني عنك من الله شيئا ( 1 ) .
ه - في تفسير السيوطي عن ابن عباس قال : لما نزلت : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ورهطك منهم المخلصين خرج النبي ( ص ) حتى صعد على الصفا فنادى : يا صباحاه ، فقالوا : من هذا الذي يهتف ؟ قالوا : محمد ! فاجتمعوا إليه ، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو ، فجاء أبو لهب وقريش ، فقال : أرأيتكم لو اخبرتكم ان خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟ قالوا : نعم ، ما جربنا عليك إلا صدقا ، قال : فاني نذير لكم بين يدي عذاب شديد ، فقال أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا ؟ فنزلت : ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي
و - في مسند أحمد وصحيح مسلم وتفسير الطبري والسيوطي عن أبي عثمان النهدي ، عن قبيصة بن مخارق وزهير بن عمرو قال : لما نزلت على رسول الله ( ص ) : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) انطلق رسول الله ( ص ) إلى صخرة من جبل فعلا اعلاها ، ثم نادى أو قال : يا آل عبد مناف اني نذير ، ان مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يربؤ أهله ينادي ، أو قال : يهتف يا صباحاه ( 2 ) .
ح - عن البراء قال : لما نزلت على النبي ( ص ) : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) صعد النبي ( ص ) ربوة من جبل فنادى : يا صباحاه ، فاجتمعوا ، فحذرهم وأنذرهم ثم قال : لا أملك لكم من الله شيئا ، يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار ، فاني لا أملك لك من الله شيئا ( 4 ) .
الامام ناصرمحمد اليمانى
المهدى المنتظر