بسم الله الرحمن الرحيم
بيان النشأة الأولى والآخرة من القرآن لقوم يعقلون
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴿35﴾} [غافر]
الحمد لله رب العالمين ورب العرش العظيم الذي بنعمته تتم الصالحات وتحل البركات ، والصلاة والسلام على النبيين والمرسلين وعلى خاتمهم الأمين محمد لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون وعلى آل الأنبياء وصحابتهم والتابعين للحق إلى يوم الدين ..
اللهم صل على عبدك وخليفتك وصفيك من خلقك المهدي الهادي الناصر لمحمد على نفس البصيرة بعثته ولأعظم الغايات أكرمته وأهدى الرايات حملته ولبيان القرآن من ذات القرآن علمته ، وأحسن القوم من أحبابك وأولياءك أحطته ، ليسعى ويسعوا في رضوانك فيقوم ويقوموا على هداية الناس ليكونوا أمة واحدة شاكرة لك ..
اللهم صل على القوم الذين تحبهم ويحبونك الأنصار الأخيار صفوة لبشرية وخير البرية ..
وبعد ،
فسبحان الله العظيم !! .. من يتابع هذا الحوار الغير متكافئ يرى التعصب المذهبي ظاهرا وجليا فيجب على المهدي أن يقلد من يثق أحمد عمرو بتأويلهم مع أن الناظر في كتب التفسير لا يجدهم مجمعون على المعاني التي يوردها هذا الزائر في الحوار ويجعلها لازمة ..
ولو علم هؤلاء القوم هذا السلوك المتعصب لتبرؤا منه لأن لسان حالهم لا تقلدونا وخذوا من حيث أخذنا ولم يدع أحد منهم اليقين في تأويله كما يفعل هذا المغرور ..
بل لسان حالهم كما هو منقول عن مالك بن أنس وغيره
عن سعيد بن سليمان قال: "قلما سمعت مالكا يفتي بشيء إلا تلا هذه الآية: {إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين}"..
وقال مالك أيضا: "ليس كل ما قال رجل قولاً –وإن كان له فضل- يتبع عليه، يقول الله عز وجل: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}" ..
وقال القعنبي: "دخلت على مالك في مرضه الذي مات فيه فسلمت عليه فرأيته يبكي، فقلت: ما الذي يبكيك؟ فقال لي: "يا ابن قعنب ومالي لا أبكي، ومن أحق بالبكاء مني، لودّدت أني ضُربت سوطاً وقد كانت لي السمعة فيما سبقت إليه، وليتني لم أفت بالرأي" ..
وروي أن مالكاً أفتي في طلاق البتّة –أي الطلاق الذي لا رجعة فيه- أنها ثلاث، فنظر إلى أشهب قد كتبها، فقال: امحها، أنا كلما قلت قولاً جعلتموه قرآناً. ما يدريك لعلي سأرجع عنها غداً فأقول هي واحدة"
وهذا كلام الشافعي مثله:
"لقد ألفت هذه الكتب ولم آلُ جهداً، ولا بدَّ أن يوجد فيها خطأ. لأن الله تعالى يقول: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب والسنة فقد رجعت عنه" ..
وقال الشافعي للمزني:"يا إبراهيم، لا تقلدني في كل ما أقول، وانظر في ذلك لنفسك فإنه دين"
وكلام أحمد بن حنبل يؤكد ما قبله:
"لا تقلدني، ولا تقلد مالكاً، ولا الشافعي، ولا الأوزاعي، ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا" ..
وقال أيضا: "من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجال"
فما هذا العناد العقيم ..
هل نفي البعث الأول جاء ذكره في محكم القرآن حتى تنشأ هكذا عقيدة يفنى الإنسان في الدفاع عنها حتى بالتقول على الله وإلالزام بما ليس لازما !!
إن المتدبر لكتاب الله يجد أن نفي البعث الأول غير موجود ولا في آية واحدة إلا ما يفهمه الزائر من النصوص في آيات جاء فيها ذكر يوم البعث للحساب في يوم الدين .. وهذا ما يعبر عنه الأصوليون بمفهوم النص أي أنه غير منطوق فيه ..
وهذا دلالته ظنية ..
فكيف إذا وجدنا آيات تدل على البعث الأول بمنطوقها لا بمفهمومها .. فأي الدلالتين نقدم ..
دلالة المنطوق أو دلالة المفهوم !!
لا شك ولا ريب أن دلالة المنطوق مقدمة على دلالة المفهوم ..
لأن المفهموم لا يقوم أمام المنطوق إلا عند أمثال أحمد عمرو ممن لا دراية لهم ولا بصيرة ..
هذا إذا سلمنا بأن هناك دلالة مفهوم لهذه الآيات الكريمات فيما يذهب إليه ..
فلا دلالة مفهوم
"لأن عدم ذكر الشيء في موضع لا يدل على عدمه المطلق خاصة إذا ذكر في موضع آخر بمنطوق النص" ..
ويظن هذا الزائر أن واحدا من أهل العلم سيكون أحسن حظا منه في الحوار .. والأمر يختلف كلية عما يظن فالله لم يسوي بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون ..
{قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر: 9]
وأهل العلم أكثر ورعا منه وأجدر أن لا ينهجوا منهجة الذي يصيبني بالغثيان وأنا أقرأ .. فقد تجرأ كثيرا في القول على الله والقطع بصحة ما يقول .. ومن ينقل عنهم يجوزون على أنفسهم الخطأ لأنهم علموا شيئا وغابت عنهم أشياء ..
ولكن هذا هو حال الجهال في جدالهم يستجلبون مقت الله والذين آمنوا لسلوكهم المنحرف في الاستدلال ..
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر: 35] ..
وقديما قالوا: لا تهرف بما لا تعرف ..
فدع هذا الجدال للعلماء وسنكون لك من الشاكرين إن أقنعت أحد الأفاضل من العلماء للحضور للحوار ولن تجد هؤلاء العلماء يرددون أقوالك واستباطاتك بل على العكس من ذلك تماما فإن الحق أحق أن يتبع وأذكر قولا للشافعي:
"جادلت عالما فغلبته وجادلني جاهل فغلبني" .. أي فيما يبدو له ..
فالجاهل يغلب العالمين في نظر نفسه والعالم يُسَلم للحقائق فيرى حقا أنه قد غُلِب
أتدري لماذا !! لأن الجاهل ينقصه الكثير فلا يفرق بين المفهوم والمنطوق والظاهر والمؤول والعام والخاص والمطلق والمقيد واليقين والظن وما يلزم وما ليس بلازم إلى غير ذلك من مدارك الفهم والاستيعاب .. فتقدر على حوار العلماء المنصفين لأنهم يسلمون للحقيقة التي يكتشفونها وأنت بحاجة إلى التعلم أولا حتى تستطيع أن تفرق بين الظني والقطعي والمفهوم والمنطوق والمحكم والمتشابه والمذهب والوحي والنص والتفسير إلى غير ذلك ..
قد تدعي أنك تعلم ذلك ولا بأس عليك فادعي كما تشاء إلا أنني لا أجد ترجمة واقعية تشهد لك بذلك ..
وفي ردود الناصر لمحمد عبرة لمن يعتبر وهداية لكل مسترشد لمن يبحث عن الحق بكل تجرد وحيادية ممن يعتبر أراء المفسرين آراءا ولا تعدوا أن تكون رأيا قاله صاحبه ولا يدعي فيه العصمة أو اليقين ومستعد لأن يقبل أحسن منه ..
وأذكر قول أبي حنيفة في هذا المقام:
"قولنا هذا رأي، وهو أحسن ما قدرنا عليه، فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا" ..
وقيل لأبي حنيفة: "يا أبا حنيفة، هذا الذي تفتي به هو الحق الذي لا شكّ فيه". فقال: "لا أدري لعله الباطل الذي لا شكّ فيه" ..
وقال زفر: "كنا نختلف إلى أبي حنيفة ومعنا أبو يوسف ومحمد بن الحسن، فكنّا نكتب عنه، فقال يوماً: ويحك يعقوب! لا تكتب كل ما تسمعه منّي. فإنّي قد أرى الرأي اليوم فأتركه غداً، وأرى الرأي غداً فأتركه بعد غد".
وقد قبلنا نحن الأنصار ما جاءنا به ناصر محمد لأن ما جاء به يشهد بحق أنه قائله ناصر لمحمد كما هو اسمه ناصر محمد ولكن أكثر الناس لا يشكرون
{وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴿62﴾} [يس] ..
ولقناعتي بعدم جدوى الحوار مع أحمد عمرو لن أعلق على كلامه لأنه لا فائدة من تكرار النصيحة وقد أقمتها سابقا قبل نقل هذا الحوار في هذا القسم المخصص له فليعد إليها هناك من يرغب بالنظر فيها ..
وأكتب هنا تعليقا مختصرا ردا على المشارك المدعو بالساقي سقاه الله الهداية ..
قال تعالى:
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿20﴾} [العنكبوت]
ثم الله ينشئ النشأة الآخرة كما أنشأ النشأة الأولى كقوله تعالى:
{فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا ۖ قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ ﴿51﴾} [الإسراء]
فمن خلق أول مرة قادر على الإعادة بإنشائهم النشأة الآخرة ..
فالنشأة الأولى: هي بداية خلقهم .. والنشأة الآخرة: هي إعادتهم خلقا جديدا ..
ولذلك نجد قوله تعالى: {هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ ﴿32﴾} [النجم] وقوله تعالى: {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴿7﴾} [السجدة] فإنشاؤهم من الأرض كان هو بداية خلقهم .. لذلك فهم مندوبون للسير في الأرض لينظروا النشأة الأولى ثم الله ينشئ النشأة الآخرة ببعثهم من قبورهم
{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴿94﴾} [الأنعام]
فهذه الأرض تلدهم فرادى كما خلقهم الله أول مرة وولدتهم أمهاتم فرادى من بعد أن كانوا أجنة في بطونهن وهاهم يزورون القبور فتنقص الأرض منهم وتبقى بذورهم التي ينبتون منها ويخرجون منها إخراجا
{وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴿17﴾} [نوح]
في نشأتكم الأولى وأنبتكم نباتا -وليس إنباتا-
فلا تظنوا أن آدم أنشأه الله كالنبات من الأرض فالنبات يأخذ أطوارا ينمو فيها ولولا الحياة فيه لما نما فالحياة فيه قبل استوائه
وآدم نفخت فيه الروح بعد أن استوى خلقه ولم يمر بمراحل النبات ولم يخرج من الأرض ينمو منها مثلها لذلك أشار الله إلى خلقه بالتراب والطين اللازب والصلصال كالفخار
والله أنبتنا من الأرض نباتا .. فنحن من نبات الأرض أي أن خلقنا منها لا أننا أشجارا لذلك فكل العناصر الحيوية وغير الحيوية التي تتألف منها هذه الأبدان لها مثيل في الأرض لأنها أصلها وكذا النبات والحيوان كله نبات الأرض لأن الله تعالى خلقهم من هذه الأرض فلا تجد عنصر في تركيب أنسجتهم وأعضائهم لا يكون له مثيل في الأرض وغذاء هذه الأبدان من نفس العناصر التي تكون أعضاءها وهو من الأرض
{وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴿17﴾ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ﴿18﴾} [نوح]
فمن قدر على الأولى لا تعجزه الأخرى
{وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَىٰ ﴿47﴾} [النجم]
فالنشأة الأخرى عليه وحده ولا يقدر عليها غيره كما أنه هو وحده من خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَىٰ ﴿45﴾ مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ ﴿46﴾ وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَىٰ ﴿47﴾} [النجم]
فسيروا في الأرض فإن فيها أمثالا كثيرة تضرب لكم لعلكم تعقلون فانظروا كيف بدأ الخلق -النشأة الأولى- فيكم وفي الحيوان والأشجار وأنتم عن تدبره غافلون مع علمكم به
{وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴿62﴾} [الراقعة]
فكما تبذرون أنفسكم في الأرحام والأشجار في التراب ثم تخرجون طفلا فإن من أنشأ هذه النشأة هو من ينشؤها أخرى لا شريك له ..
وقوله تعالى:
{ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿14﴾} [المؤمنون]
يعلم تأويلها لمن يجادل عنها بالنظر في الأجنة التي تغادر الأرحام قبل هذا الإنشاء فتكون سقطا لا تشبه التكوين البشري المكتمل لأنها في طور التخلق .. والتخلق لم يكتمل بعد أن يكسى العظام لحما لأن هذه المضغة التي خلق الله فيها العظام التي هي مرتكز للعضلات -اللحم- في قوله تعالى:
{فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ﴿14﴾} [المؤمنون]
هي لا تزال في طور التخلق لقوله تعالى:
{ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ﴿5﴾} [الحج]
فلو لم يقرها الله في الرحم وهي في هذه المرحلة لرأيتموها كما وصف الله تعالى مخلقة وغير مخلقة أي لم يكتمل تطورها وتخلقها
وفي قوله تعالى:
{ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ﴿14﴾} [المؤمنون]
إشارة إلى التخلق المتجه إلى الإكتمال وهو تخلق آخر لأن فيه التمايز للأعضاء والأجهزة المختلفة تمهيدا للظهور البشري بصورته المعهودة وهو يختلف عن التخلق والإنشاء الذي سبقه لأن فيه التطور إلى تخلق البداءات -الأقواس الغلصمية- التي تنشأ منها أعضاء وأجهزة الجسم المختلفة ..
فلا يدل أبدا قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ ﴿14﴾} [المؤمنون] على عدم إنشاء وتخلق قبله بدلالة {خَلْقًا آخَرَ ﴿14﴾} [المؤمنون] أي أن هناك تخلق أول يسبقه حتى يسمى الثاني بآخر
فهذا الخلق والإنشاء في الإنسان أول مرة يعيده الله في النشأة الآخرة فلا تجادلوا في آيات الله بغير سلطان من الله كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا ..
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴿35﴾} [غافر]