وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني أفتني ما المقصود بقول الله تعالى {َمَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } وقولة تعالى: { فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ }؟
وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:
والبيان الحقّ لقول الله تعالى: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٤﴾ } صدق الله العظيم [الفاتحة].
أي ربّ الحساب على الدّين الحقّ الذي أمر به كافة عبيده، فيجازي قوماً بالثواب وآخرين بالعذاب، ويحاسبهم الله على دينهم فمن ابتغى غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه. تصديقاً لقول الله تعالى: { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ ۗ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ ۚ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوا ۖ وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ } صدق الله العظيم [آل عمران].
وأمّا قول الله تعالى: { فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ } صدق الله العظيم [الواقعة].
والبيان: فإن كنتم غير مدينين أي لا إدانة عليكم في نظركم وترون أنّكم على الحقّ المبين في دعوتكم من دون الله، فإنكم كنتم ترَون أنّه لا حجة عليكم في دعوتكم من دون الله أحداً {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}. أي يرجعون الروح إلى الجسد إذ لا يستطيع الباطل وأولياؤه أجمعون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.