- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 01 - 1431 هـ
24 - 12 - 2009 مـ
11:22 مســاءً
ـــــــــــــــــــــــ
ما سبب رجوع الناس في الشرك من بعد رسول ربهم إليهم إلى الشرك مرةً أُخرى؟
قال الله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿81﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿82﴾} صدق الله العظيم [مريم].
وقال الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا ﴿88﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿89﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿90﴾ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا ﴿91﴾ وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴿92﴾ إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا ﴿93﴾ لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا ﴿94﴾ وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴿95﴾} صدق الله العظيم [مريم].
وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿116﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿117﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿118﴾ قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿119﴾ لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿120﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} صدق الله العظيم [الأعراف:194].
وقال الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
وسؤال المهديّ المنتظَر إلى المُشرك الذي يصدُّ عن التنافس في حبّ الله وقربه هو: ما هو الذي منعك أن تكون من ضمن عبيد الله المُتنافسين في حبّ الله وقربه؟ أليس مُحمدٌ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- هو عبدٌ لله مثله مثلك؛ بشرٌ مثلكم؟ فلماذا جعلته حدّاً وخطاً أحمر بينك وبين الله؟
والسؤال الآخر: ما هي الدعوة التي جاء البشر بها كافة المُرسلين من ربهم؟ والجواب تجدونه في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ﴿79﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
والسؤال الثالث هو: ما سبب رجوع الناس في الشرك من بعد رسول ربهم إليهم إلى الشرك مرةً أُخرى؟ والجواب: هو بسبب المُبالغة في عباد الله المُكرمين ولذلك قال الله تعالى: {كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿82﴾} صدق الله العظيم [مريم].
فما أعظم غضب الله عليك ومقته! فإنك والله الذي لا إله غيره لتدعو إلى الشرك بالله وإلى المُبالغة في عبيده المُكرمين فتُعظمهم بغير الحقّ فتساوي حُبك لهم بحُبك لله فتجعلهم فاصلاً بين العبيد والمعبود والشفعاء! ولن يغنوا عنك من الله شيئاً، فكم ربي وقلبي غاضبين عليك غضباً شديداً! وسبق وأن قلت أنّي سوف أمهلك عدّة أيام للتفكير ولكني والله العظيم لا أطيق صبراً أن يكون صفتك لدينا من الأنصار السابقين الأخيار بعدما تبيّن لي أنك لمن المُشركين، ولذلك سوف أقوم بنفي صفتك ولكني لن أحظرك وفاءً للوعد حين يشاء الله، وكذلك لكي تُحاج ناصر مُحمد اليماني في ربه يا عابد العبيد ومُعرض عن عبادة المعبود! فأيّنُا أحقّ بالأمن يا داعي الشرك؟ أفلا تعلم أنك مؤمنٌ قد ألبست إيمانك بظلمٍ وهو الشرك بسبب المُبالغة؟ فأيّنُا أحقّ بالأمن يا إله العالمين؟ ثُمّ نجد الردّ من الله في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿82﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
وسبب نزع صفتك منك هو لأنّ الله قد نزع عنك صفة رضوانه وحتماً سيظل صدرك من بعد اليوم ضيّقاً حرجاً كأنّما يصّعّدُ في السماء! وذلك لأنه نزع النور الذي كان يشرح صدرك وهذه علامةٌ لك سوف تجدها في نفسك من بعد أن أعرضت عن دعوة المهديّ المنتظَر وانقلبتَ على عقبَيك وظلمت نفسك بالشرك بالله ظُلماً عظيماً وأعرضت عن داعي الله؛ العبد المُخلص لربّ العالمين الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني، فأيّنُا أحقّ بالأمن يوم الدين يوم يقوم الناس لربّ العالمين؟ هل الذين ألبسوا إيمانَهم بظلمٍ أم {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿82﴾}؟
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ