الحمد لله رب العالمين
أحبابي الأنصار السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لعل المتأمل في مجرى الحدث الذي نحن بصدده سيكتشف أن هناك تضارب كبير حدث بين الفلكييين
في مراقبة شهر رمضان لهذا العام وكان التباين واضح علما أن ما يجزمه الشرع من جهة و يلزم
الصيام برؤية الهلال وبين من أرادوا أن يتجاوزوا ذلك بما أوتوا من علم وأخبروا أن رؤية
الهلال مستحيلة ليلة الخميس بقولهم ( بيد أن المشروع الإسلامي لرصد الأهلة يرى خلاف ذلك إذ أكد استحالة
رؤية هلال رمضان الخميس وبالتالي فإن يوم السبت سيكون أول أيام الشهر الكريم )
معتمدين في ذلك خبراتهم الطويلة في هذا المجال وتقنياتهم العالية
لكن ما حدث هو عكس تصوراتهم وتكهناتهم لأنهم لا يدرسون كتاب الله العزيز ولا يعرفون
ما أخبر به الله في آياته ليتبين لهم ما وراء تكهناتهم وتصوراتهم من آيات عظيمة
في مجريات سنن هذا الخلق البديع و في قوله تعالى ( وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ
وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ
وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ
لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )
هذه هي السنن الحقة في هذا الخلق البديع فما الذي حدث حتى تضاربت أقوال
علماء الفلك بتكنلوجياتهم وتقنياتهم ماذا طرأ عليهم فلم يميزوا بين ما هو حق وما هو باطل
فيا الله ماذا حدث لهم ما الذي استشكل عليهم رغم علومهم أليسوا مسلمين
والاسلام يدعوهم الى تدبر كتاب الله تعالى ولا ينسوا ذكرهم ولا يتركوه مهجورا
فيا ليتهم يعلموا أنه كم من حضارات بادت رغم علومها وحدة ذكاءها وذلك لم ينفعها
ذلك أنها ليس لها نور تهتدي به فيخرجها من ظلمات الجهل والشك الى النور
ولكن الأنصار يتساءلون ويتساءلون ليعرفوا ما حذا بالامام ناصر محمد
اليماني ليصرح بهذه الحقيقة فأقول لهم بكل يسر لأنه من الدارسين لكتاب
الله تعالى والمتدبرين لآيات الله في محكم كتاب الله العزيز
فهو لم يسطر كلماته من فراغ بل يخبر بذلك وهو متحقق بما ألهمه الله
عز وجل وألهم به الصادقين والصالحين عملا بقوله تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء) الآية
ولعل المتتبعين الدارسين لكتاب الله تعالى عليهم أن يتنبهوا لقول الله عز وجل
ليعرفوا أن السنن الحكيمة في هذا الخلق البديع التي ذكرها الله عز وجل
في قوله تعالى ( لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ) الآية ، فهي سنن
سارية الى ما شاء الله حتى يأتي أمر الله بالحق وتقوم السماء والأرض
باذنه وتحصل الأشراط الموجبة لقوله تعالى (وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلاَّ مَلائِكَةً وَمَا
جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا
إِيمَانًا وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ
وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء
وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْبَشَرِ
كَلاَّ وَالْقَمَرِ
وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ
وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ
إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ
نَذِيرًا لِّلْبَشَرِ
لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ )
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين