هذا لا يثبت أنها حصرا في الكفار فقط, فاستخدام الموعضة مع فرعون لا يعني عدم استخدام الموضعة مع غيره, استخدام الموعضة مع كافر لا يعني عدم استخدام الموعضة مع غير الكافر.
علينا أن نفهم العلة من استخدام الموعضة الحسنة في الدعوة:
الشخص الذي تدعوه لدينك أو فكرك هو أيضا عنده فكر وهذا الفكر راسخ فيه, فإذا هاجمته بالحقيقة مباشرة فإنك تحطمه وقد يقع في صدمة مما تقول, أو أنه سيغضب ولن يسمع لك أساسا.
الصحيح هو أن تناقش الأدلة التي عنده التي أدخلت هذه الأفكار في رأسه, يعني أن تناقش الأساس وتجعله يكتشف الحقيقة, فلا تجامله ولا تصدمه, بل كن كالماء إذا وقع على النجاسة طهرها دون أن يسبب أذى للمتنجس, فالماء لا يجعل النجاسة تلتصق ولا ينزعها نزعاً.
ولا أقول أن الصدمة لا تنفع, لكنها ليست الحكمة والموعضة الحسنة.
فالآن يكفي أن أتجاوز على ناصر حتى تتطردوني ولا تستمعون لي, فأنتم لا ترضون بذلك, وما لا ترضونه على أنفسكم لا ترضوه على غيركم.
فهل ترضون أن أقول عنه شيطان؟ أو خليفة الشيطان؟ هل تقبلون؟؟
لكن ليس معنى هذا أن أقول له سيدي مثلا, بل أناديه بشكل محترم لا إفراط ولا تفريط.