بسم الله و الحمد لله والصلاة والسلام على محمد عبد الله ورسوله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه وسفيره الى عباده , أقرب الخلق اليه وأعظمهم عنده جاها وأسمعهم لديه شفاعة
وأحبهم اليه وأكرمهم عليه أرسله للتوحيد مناديا والى الجنة داعيا والى الصراط المستقيم هاديا وبكل معروف أمرا وعن كل منكرا ناهيا , رفع له ذكره وشرح له صدره ووضع عنه وزره
وأقسم بحياته في كتابه المبين وقرن اسمه باسمه في التشهد والتأذين , فلا يصح تشهد ولا أذان حتى يشهد أنه عبده ورسوله شهادة يقين ,
أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ و برأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج اليها من شر ما يخرج من الأرض ومن شر ما ينزل فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق يطرق الا طارق يطرق بخير يا رحمن , اللهم اني أعوذ بك من شر سمعي وبصري ومن شر لساني وقلبي, اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر الشيطان ونفسي, اما بعد
أوجه رسالتين الأولى الى أحبتي الأنصار و جميع الزوار والأخرى الى الأخ ناصر محمد اليماني ...
أما رسالتي لأحبتي الأنصار والزوار:
فهي والله نابعة من حرصي الشديد وحبي العميق لكم لأني أعرف تماما حقيقة مقصدكم وصفاء نيتكم,فمعرفتي هذه نابعة من معرفتي لذاتي لأني لو بايعت الأخ ناصر كما بايعتم لكان مقصدي مقصدكم ونيتي نيتكم,والله من وراء القصد.
أرجو الله أن يكتب لي ولكم ثواب أنصار محمد عليه الصلاة والسلام وأنصار المهدي وعيسى عيهما الصلاة والسلام,تصديقا لقول رسولنا الكريم : (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرئ ما نوى)
وحتى لايضيع هذا الثواب العظيم وهذا الأجر الكبيرعليكم أن تسمسكوا بالعروة الوثقى وإياكم والتعصب للنفس والهوى
حتى تكونوا ممن قال الله فيهم ( قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴿41﴾ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿42﴾)سورة الحجر
وهؤلاء العباد موجودين منذ وجود آدم عيه السلام إلى ما قبل قيام الساعة مصداقا لقوله تعالى (أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّـهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ۚ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَـٰنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ۩﴿58﴾)
ولا تكونوا متعصبين للهوى حتى لا تكونوا ممن قال الله فيهم في الآية التي تلي الآية التي وردت من سورة مريم ( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴿59﴾ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴿60﴾)
أو قوله تعالى (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا﴿43﴾أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖبَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿44﴾) سورة الفرقان
وأبلغ تعريف للهوى هو : شبهات فكرية وشهوات غريزية ولاحظ كيف أشارت الآيتين السابقتين للهوى والشهوات
(أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا﴿43﴾أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ) شبهات فكرية
(إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖبَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴿44﴾) شهوات غريزية
وفي مناظرتي وحواري مع الأخ ناصر تركت لكم المجال للحكم على أي البيانيين كان أبلغ وأوضح دون أن أشير إلى شيء , مع أن الأخ ناصر محمد دائما يتحدى بأن يهيمن بالبيان من القرآن على من يحواره .
سأسئلكم عدة أسئلة ولا أريد جواب لي وإنما أجيبوا أنفسكم فقط :
1- ألم يترك بيان الأخ ناصر كثيرا من الإستفهام ؟؟؟
2- ألم تكن إستفهاماتي على بيانه محقة وفي محلها كما وصفتها الأخت (حبيبة الرحمن)
3- ألم يثير بيانه الكثير من التناقض واللبس بين الأنصار أنفسهم كما ناقضت مشاركة الأخ (عبد النعيم الأعظم2)
4-ألم يبحر ويغوص ويتعمق بيان الأخ ناصر في قضية أن لوطا عليه السلام عرض بناته على قومه (لغير زواج) وكانت كل المشاركات تدور في فلك هذه القضية ؟
5- ألم يكن بياني في المثال واضحا ويزيل كل اللبس دون أن أتطرق الى هذه القضية أصلا؟؟ !!!
وأشرت أن لوطا عليه السلام قال(هؤلاء بناتي ) كان حقيقة مقصده لا عرضهن للزواج ولا لغير الزواج , وإنما حكمة منه ليسمع الضيوف رد قومه الذي كان يتوقعه ( قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ﴿79﴾) وأنه قام بأقصى واجبه لحماية ضيوفه لأنه كان يعلم أن قومه سوف يخزوه في ضيفه (فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ﴿78﴾) وأنه لا يملك قوة لحماية ضيوفه (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ ﴿80﴾)
لذلك كان لا يملك إلا حكمته ليبرء ساحته أمام ضيوفه (وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا )
وعلى كل حال حتى ولو جئت أو جاء أي عبد صالح بالحجة الدامغة على الأخ ناصر , فيستطيع الأخ ناصر بكل سهولة أن يقول لكم وبدليل قرآني أنه لما ظن موسى عليه السلام - كليم الله ونبيه ورسوله ومن أوحي إليه بالتوراة - أنه أعلم أهل الأرض أرسله الله إلى عبد صالح (غير معروف ولا مشهور) ليريه أنه فوق كل ذي علم عليم ويورد لكم الآيات من سورة الكهف , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فوالله وبالله وتالله لأن أكون من الأنصار المتأخرين خير وأنجى من أن أكون من السابقين الضالين.
وأخيرا أحبتي أختم معكم بما بدأت به فوالله الذي لا إله إلا هو ماكتبت هذا إلا لحرصي عليكم ومحبتي لكم وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعله حجة لكم لا حجة عليكم وأن يثيبكم أجر المهاجرين والأنصار ويجعلكم ممن تبعهم بإحسان , تصديقا لقوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿100﴾)
أما رسالتي للأخ ناصر محمد اليماني :
فإني أبتهل إلى الله عز وجل بالدعاء لي ولك وأقول :
اللهم زينا بزية الإيمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.