الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 09 - 1433 هـ
21 - 07 - 2012 مـ
10:58 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
بيان المهديّ المنتظَر ناصر محمد، فهل من مدّكر ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله في الأولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أمّا بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
ويا شمس المغرب لا تثريب عليك من العتاب يا قرة عين إمامك، فلكم الحقّ أن تعاتبوا إمامَكم وأتقبل عتابكم وكافة الأنصار وأنا متبسمٌ ضاحك ومن ثم أُقيمُ عليكم الحجّة بالحقّ، كون عتاب شمس المغرب بسبب إنَّها لم تصُم الجمعةَ مع الإمام المهديّ بسبب أنها لا تعلم بأمر صيام الجمعة.
وأقول: يا قرة عين الإمام المهدي، رضي الله عنكم وأرضاكم إن البيان كان جليّاً واضحاً لا غُبار عليه فسبقت الفتوى بالحقّ عن غرّة صيام رمضان لعام 1433 أنها الجمعة لا شك ولا ريب مثقال ذرةٍ، وكذلك لم نعلن التخوف من إعراض المملكة العربيّة السعوديّة كون المحكمة العليا قد تراجعت عن قرارها بردّ شهود رؤية هلال المستحيل في نظر علماء الفلك، ولذلك أفتيتُكم بالحقّ فقلتُ لكم الحقّ: وسوف يتمّ إعلان ثبوت رؤية الهلال من المملكة العربيّة السعوديّة فيعلنون أنّ أول صيام رمضان لعام 1433 هو يوم الجمعة. واعتمدنا ذلك الإعلان لكافة الدول الإسلاميّة العربيّة والأعجميةِ وكان عليهم جميعاً أن يبدأوا الصيام بيوم الجمعة كون هلال رمضان هلال واحد في سماء الكرةِ الأرضيةِ وليس لكلّ دولةٍ هلال، فما دام ثبُتت رؤيتِه في دولة إسلاميّة التي هي قِبْلَة العالم الإسلاميّ فيها فكان يجب على الجميع أن يتبعوا المملكة العربيّة السعوديّة فيصومون جميعاً يوم الجمعة المباركة، فيتوحّد صيامهم أجمعين. كون هلال الشهر هلالاً واحداً إذا ثبتت رؤيته من قِبَلِ عدولٌ فلن يفتروا على أنفسهم وعلى أمَّتِهم ما دام مشهود لهم بالصدق والصلاح، وأمّا في العصور الأولى فلن يستطيعوا أن يُبلِّغوا بعضَهم بعضاً، وقدَّر اللهُ ظروفَهم. وقال الله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} صدق الله العظيم [البقرة:185].
وصدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالحديث الحقّ وقال: [صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ]. صدق عليه الصلاة والسلام
وصدق حديث ربه بالحديث الحقّ، وذلك كونهم لا يستطيعون مشاهدة الهلال في ليلة واحدة في جميع أقطار العالم، ولذلك قال الله تعالى: {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} صدق الله العظيم.
وعلم الله أنهم لن يستطيعوا أن يبلِّغوا بعضَهم بعضاً في نفس ليلة الصيام بسبب عدم وجود وسائل إعلام عالميّة، ولكن الله بيَّن للناس أن منازلَ الأهلّة ميقاتٌ عالميٌ للناسِ بشكل عام؛ بل إذا تمت مشاهدة منزلة الهلال فذلك ميقاتٌ عالميٌ لتاريخ العالم بأسره كون هلال الشهر واحدٌ في سماء الكرة الأرضية وليس لكل بلدة هلال، فأتوا البيوت من أبوابها يا معشر المسلمين لعلكم تفلحون، واعتصموا بقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:189].
فانظروا لقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهلِّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} صدق الله العظيم، كونه ليس لكل شعب هلال خاص؛ بل إذا ثبُتت رؤية هلال الشهر فأصبح ميقات يُعتمد لميقاتِ التاريخ لأهل الأرض، وإن أول مشاهدة رؤية هلال الشهر أنه أول أيام الشهر الجديد لكل العالم، كون الشهر لا ينبغي له أن يكون أكثرَ من ثلاثين يوماً، وبما أنّ الأهلّة أفتاكم الله إنها ميقاتٌ عامٌ للناس لدخول منازل الأهلّة في سماء الكره الأرضيّة، وبما أن العالم صار كمثل قريةٍ واحدةٍ تأتيهم أخبارُ بعضِهم بعضاً في نفس وقت الحدث بشكلٍ مباشر، فهنا أصبح على المسلمين أن يعتمدوا رؤية هلال شهر رمضان لأي من الدول الإسلاميّة فيتوحّد صيامهم في يومٍ واحدٍ وإفطارهم في يومٍ واحدٍ، فإن غُمَّ في دولة تمت المشاهدة في دولة أخرى، وإنما في الزمن الماضي لا توجد وسائل إعلام عالميّة في نفس الحدث بل لا تأتيهم أخبار بعضهم بعضاً إلا بعد أيام وأشهر وليس في نفس الحدث.
ولم يُفتِكم الإمام المهديّ أن تعتمدوا رؤيةَ هلال الشهر ميقاتاً للناسِ بشكل عام في ظل التطور العلمي بل أفتاكم الله في محكم كتابه أن أهلّة الشهور ومنازل الأهلّة هي مواقيت للناس بشكل عام. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم، فهي مواقيت عامة للناس ومواقيت للحج. فتذكروا قول الله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم.
وكان من المفروض بعد أن ثَبُتَتْ رؤية هلال شهر رمضان لعام 1433 في السعوديّة وفي اليمن ودول أخرى كان من المفروض أن يصدقهم كافة الدول الإسلاميّة فيصومون جميعاً يوم الجمعة ويتوحّد التاريخ وليس الوقت؛ بل يعتمدون يوم الجُمُعةِ غرّة صيام شهر رمضان المبارك فيصومُ جميعُ المسلمين في يومٍ واحدٍ، كون رمضان له هلالٌ واحدٌ في سماء الأرض الأمّ وليس لها عدة أقمار كما في الكواكب الأُخر، فاتقوا الله يا أولي الأبصار.
وأمّا سبب أن ناصر محمد اليماني شَهِد لله شهادة الحقّ اليقين أن غرّة صيام رمضان لعام 1433 سوف تكون بيوم الجمعة المباركة وذلك لأني أعلم علم اليقين أن الشمس سوف تدرك القمر في أول شعبان لعام 1433، وبما أن غرّة شعبان كانت في حالة إدراك ولم يتم حساب غرّة شعبان إلا من تاريخ الليلة الثانية وشاهدوه منتفخاً فقيل هلال ليلتين، إذاً فلا ينبغي لشهر شعبان أن يكون واحد وثلاثون يوماً؛ بل سوف تتم مشاهدة هلال رمضان بعد غروب شمس الخميس. وأعلم أن شعبان ثلاثون يوماً بدءاً من ليلة الأربعاء منزلة غرّة شعبان الأولى ليلة الإدراك وتسعة وعشرون شعبان هو يوم الأربعاء وثلاثون الخميس وغرّة صيام رمضان الجمعة المباركة كون الشهر لا ينبغي له أن يزيد عن ثلاثين يوماً.
وأنا الإمام المهديّ الموقن بدقة علماء الفلك وأصبح يقيني بعلمهم أشدّ من يقينهم بعلمهم الفلكي الآن كونهم تزلزلوا زلزالاً عظيماً وما قط اختلف علماء الفلك في حسابات جريان الشمس والقمر ولكنهم اختلفوا الآن، ومن ثم يحكم بينهم الإمام المهديّ بالحق وأقول:
يا معشر علماء الفلك إن الذين هم أعلمكم الثابتين الموقنين بعلمهم كمثل "محمد عودة" بالمشروع الإسلاميّ لرصد الأهلّة كونه بحسب علمهم أن تاريخ 29 شعبان لعام 1433 تستحيل رؤية هلال رمضان فلا بد من إكمال عدة شعبان ثلاثون يوماً، ولكن يا محمد عودة إنك لا تعلم أن الشمس أدركت القمر في غرّة شعبان فأنتم لم تحسبوا شعبان إلا من الليلة الثانية أي ليلة الخميس ولكنكم شاهدتم هلال شعبان لعام 1433 كان منتفخاً فقيل هلال ليلتين وهو حقٌ هلال ليلتين برغم إنها المشاهدة الأولى، ولكن أول مشاهدة لهلال شعبان هي أصلا الليلة الثانية كون المنزلة الأولى كانت في حالة إدراك ولم يشاهدها البشر جميعاً، وإنما شاهدوا هلال الليلة الثانية وكان منتفخاً كونه هلال الليلة الثانية حقاً لا شك ولا ريب. وإنما ذلك الحدث تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكبرى (انتفاخ أهلة الشهور)، كون الهلال المنتفخ هو هلال الليلة الثانية ولذلك يراه الناظرين إليه إنه ليلتين، وذلك الحدث تصديقٌ للحديث الحقّ عن محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي علمكم أن أحد أشراط الساعة الكبرى انتفاخ الأهلّة فتكون أول مشاهدة أهلة الإدراك هي ليلته الثانية ترونه منتفخاً، كونها مضت عليه منزلة وهو في حالة إدراك ولم تشاهدوا إلا منزلة الهلال الثانية من الميقات، فمن كذّب ناصر محمد اليماني في بيان انتفاخ الأهلّة على الواقع الحقيقي فقد كذب بحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [من اقتراب الساعة انتفاخ الأهلّة وأن يرى الهلال لليلة فيقال لليلتين]. صدق عليه الصلاة والسلام
ولكن المعرضين عن الحقّ من ربهم لن يتبعوا الحقّ في كتاب الله وسنة رسوله الحقّ بل سوف يعتصمون بما يخالف لمحكم كتاب الله وسنة رسوله ويزعمون إنهم هم المهتدون، أولئك قوم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً، ويغضبون من ناصر محمد اليماني الذي يدعوهم للاحتكام إلى القرآن العظيم فتشمئز قلوبهم ويقولون إنه قرآني لا يتبع السُّنة النّبويّة. ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: هيهات هيهات.. والله الذي لا إله غيره إن يقين ناصر محمد بسنة محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أعظم من يقينكم، وأتحداكم أن تتبعوا الحقّ فيها ما دمتم أبيتم الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وهل سبب إعراضكم إلا إن آيات الكتاب المحكمات البينات سوف تأتي مخالفة لبعض ما لديكم من الأحاديث في السنة؟ ولذلك كرهتم دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن كما كره ذلك اليهود من قبلكم وأنتم اتبعتم ملتهم ونهجتم نهجهم وتحسبون أنكم مهتدون، وأنتم لستم على شيء في كثير من أحكام دين الله، فلا أنتم على كتاب الله ولا سنة رسوله كون منطق كتاب الله ومنطق أحاديث الحقّ في السُّنة النّبويّة هو منطق واحد موحد لا يختلف شيئاً، ولكنكم تفرّقون بين الله ورسوله كمثل اليهود الذين يريدون أن يفرِّقوا بين ما جاء به محمد رسول الله وما جاء به رسل الله موسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا(150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)} صدق الله العظيم [النساء].
ولكن شياطين البشر منهم قاموا بتحريف التوراة والإنجيل ولذلك نهى الله رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعوهم للاحتكام إلى كتاب الله التوراة ولا إلى كتاب الله الإنجيل كونهم تم تحريفهما من قِبل شياطين البشر من اليهود، وأفتاكم الله بذلك المكر الخبيث عن تحريف التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:78].
ولذلك لم يأمر الله خاتمَ الأنبياء محمد رسول الله أن يدعوهم للاحتكام إلى التوراة والإنجيل بسبب علمه تعالى بتحريفهم كثيراً مما جاء فيهم إلى غير الحقّ الذي أنزله الله في التوراة والإنجيل، ولذلك أمر الله محمداً عبدَه ورسولَه أن يدعو أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى محكم القرآن العظيم، ولكن ذُرِّيات الذين حرَّفوا التوراة والإنجيل قالوا: "لن نتبع من القرآن ما جاء مخالفاً في التوراة إلا ما وافق من القرآن التوراة اتبعناه". ومن ثم ردّ الله عليهم بقوله الحقّ وأفتى إن منطق رسله موسى وعيسى ومحمد -صلى الله عليهم وسلم- هو منطقٌ واحدٌ من غير اختلافٍ في أحكام دين الله وشريعته الحقّ، وما خالفه فهو من حديث الشيطان عن طريق أوليائه وليس من حديث الله ورسله. وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151)} صدق الله العظيم [النساء]. ولذلك أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم بسبب أنه سوف يأتي مخالفاً لكثيرٍ مما لديهم ولم يوافق في التوراة كونه تمّ تحريف أكثره.
ولربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "يا ناصر محمد وما يدريك أنه تم تحريف أكثر ما في التوراة والإنجيل؟". ومن ثم نردّ عليه بفتوى الله في محكم كتابه القرآن العظيم: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76]، ومن خلال ذلك نستنبط أنه تم تحريف الكثير فيهما وبقي القليل من الحقّ، ولو اتبع محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهواءهم لترك أكثر ما تنزل عليه في محكم القرآن العظيم ولضلّ عن الصراط المستقيم ثم لا يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} صدق الله العظيم [البقرة:120].
ولذلك اعتصم محمد رسول الله بما أوحي إليه في محكم القرآن العظيم ودعا أهل الكتاب إلى الاحتكام والاعتصام بحبل الله القرآن العظيم بشرط إن ما يجدونه جاء في التوراة والإنجيل مخالفاً لمحكم القرآن العظيم أن يعتصموا بحبل الله القرآن العظيم فيذرون ما خالف لمحكمه في التوراة والإنجيل كون ما خالف لمحكم القرآن في التوراة والإنجيل فهو من عند غير الله ورسله موسى وعيسى صلى الله عليهم وسلم تسليماً، ولكن ما هي النتيجة؟ فهل يا ترى استجاب شياطين البشر من أهل الكتاب للاحتكام إلى القرآن العظيم؟ والجواب تجدونه من الربّ في محكم الكتاب قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].
وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولكنك تقول أنّهم أعرضوا أي شياطين البشر الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً، فما يدريك فعل المعرضين ليس إلا أنهم ضالّون وليسوا من شياطين البشر؟". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكنهم ليعلمون إنه الحقّ من ربهم وأعرضوا عنه وهم يعلمون إنّ جزاءَهم على ذلك النار، ولكنهم قالوا لا مشكلة إنما نمكث فيها أياماً معدوداتٍ. ولذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامَاً مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ(25)} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولربّما يودّ أحدُ الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور أن يقول: "يا أيها الإمام المهديّ المنتظَر، فهل هذا يعني الحكم على المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم أنّهم من شياطين البشر؟". ومن ثمّ يردّ على السائل المهديّ المنتظَر وأقول: كلا ليسوا من شياطين البشر ولكنهم كمثل البقر التي لا تتفكر، فمشكلتهم هي عدم التفكّر في بيان المهديّ المنتظَر هل ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيم؛ بل لا يُعطوا لأنفسِهم الفرصة بالتفكر في بيانات الإمام ناصر محمد، ولو سألتَهم عن السبب لقالوا: "فكيف نصدق أنّ اسم الإمام المهديّ ناصر محمد بل اسمه محمد بن عبد الله أو محمد بن الحسن العسكري". ولئن سألتهم: وما دليلكم على أنّ اسم الإمام المهديّ محمد؟ لقالوا: "ذلك بسبب حديث التواطؤ للاسم محمد في اسم الإمام المهدي". ولئن سألتهم: فهل التواطؤ يقصد به لغةً واصطلاحاً التطابق؟ لقالوا: "كلا بل التواطؤ يقصد به التوافق". ومن ثم يقول لهم الإمام المهديّ ناصر محمد: أفلا تتفكرون فكيف أنكم لتعلمون علم اليقين أنّ التواطؤ لغةً واصطلاحاً تعني التوافق وليس التطابق ومن ثم تعتقدون بغير الحقّ؟ ما لكم كيف تحكمون! ولئن سألتهم: فهل تعتقدون أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر رسولاً إلى الناس بكتابٍ جديدٍ؟ لقالوا بلسانٍ واحدٍ: "بل نعتقد إن الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ". ولئن سألتهم: وما تقصدون بعقيدتكم في بعث المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ؟ لقالوا بلسان واحد: "ذلك تصديق لقول الله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّينَ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]، ولذلك نعتقد أنّ الله يبعث المهديّ المنتظَر ناصراً لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد وأقول: أفلا تتفكرون؟ فما غرّكم بدعوة الحقّ من ربكم؟ برغم إنَّ أوضح دعوة للناس هي دعوة الإمام المهديّ يخضع لها العقل إن كنتم تعقلون، وما يتذكر إلا أولو الألباب وأمّا أشرُّ الدواب فإنهم الصمّ البكم العمي الذين لا يعقلون.
وإلى متى الاعراض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، أم تنتظرون ناصر محمد يتبع أهواءكم؟ ومن ثمّ يردّ عليكم ناصر محمد وأقول: والله الذي لا إله غيره لن يتبع الإمام ناصر محمد اليماني أهواءَكم لو استمر عصر الحوار من قبل الظهور خمسين مليون سنة لما اعتصمت بغير كتاب الله القرآن العظيم والسُّنة النّبويّة الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فكونوا على ذلك من الشاهدين.
ويا أحبتي في الله جميع المسلمين علماءهم وعامتهم، لا حجّة لكم عند الله بل الحجّة عليكم لئن أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فلن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً.
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عامة المسلمين فيقول: "يا ناصر محمد فما ذنب العامة المعرضين ممن أظهرهم الله على أمرك فهم ليسوا بعلماء حتى يتبيّن لهم الحقّ من الباطل؟". ومن ثمّ يردّ على عامة المسلمين إمام العالمين ناصر محمد وأقول: هل تفقهون قول الله تعالى: {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ(107)} صدق الله العظيم [المؤمنون].
ومعلومٌ جواب كافة عامة المسلمين فسوف يقولون: "هذه آية محكمة يبيّن الله فيها الحجّة على عباده أنه القرآن العظيم الذي يُتلى على الناس فمن أعرض عن اتباع آياته أُقيمت الحجّة عليه ودخل النار سواءً يكون مسلم أم كافر فمصيره النار". ومن ثمّ يقول المهديّ المنتظَر ناصر محمد: أفلا ترون إنكم لتعلمون محكم كلام الله في آياته المحكمات البيّنات وذلك بيني وبين علماء المسلمين وعامتهم، وصار عمر دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور في نهاية عامها الثامن ولا يزال علماء المسلمين وعامتهم من الذين اطَّلعوا على دعوة الإمام المهديّ للاحتكام إلى القرآن العظيم معرضين ويحسبون أنهم مهتدون.
ألا والله لا يُغني عنكم علماؤكم يا معشر المسلمين، فاتقوا الله وأطيعونِ لعلكم تهتدون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ