01 - شعبان - 1428 هـ
14 - 08 - 2007 مـ
10:47 مساءً
ـــــــــــــــــــ
بيان المهديّ المنتظَر بالحقيقة العُظمى ..
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد النَّعيم الأعظم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني خليفة الله على الأُمَم من البعوضة فما فوقها إلى جميع الأُمَم، حقيقٌ لا أقول على الله إلاَّ الحقَّ ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ويَهدِي الله بعبده كثيراً ويُضِلُّ به كثيراً وما يُضِلُّ به إلا الفاسقين من شياطين الجنّ والإنس الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض؛ أولئك هم الخاسرون سيضلّهم الله بدعاء عبده فلا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم وذلك لأنّهم يضلون عن الطريق الحقِّ لأنّهم يعلمون أنَّهُ الحقُّ من رَّبِّهِم لذلك لا يَتَّخِذُونَهُ سبيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الغَيِّ والباطل يَتَّخِذُونَهُ سبيلاً ويبغونها عوجاً وهم يعلمون ويعرفون محمداً رسول الله كما يعرفون أبناءهم وهم به كافرون وَيُحَرِّفُونَ كلام الله من بعد ما عقلوه ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون وَسَوَاء عَلَيهِم أَأَنذَرْتَهُم أَم لَم تُنذِرْهُم لاَ يُؤْمِنُونَ.
فكيف أطمع في إيمانهم؟ حتى إذا تبيَّن لهم الطريق الحقُّ من الباطل فيرون الحقّ فلا يَتَّخِذُونَهُ سبيلاً وإن يَرَوْاْ سَبِيلَ الباطل يتَّخذونهُ سبيلاً! ولبئس ما يأمرهم به إيمانهم، إنهم قومٌ مجرمون. وأَدعو ربّي بحق لا إله إلا هو وبحق رحمته التي كتب على نفسه (وهم منها يائسون) وبحق عظيم نعيم رضوان نفسه الذي له كارهون ويريدون أن ينالوا غضبه - وأرجو من الله ما لا يرجون - أَنْ يجتَثَّهُم من فوق الأَرض (كشجرةٍ خبيثةٍ اجْتُثَّتْ من فوق الأَرضِ ما لها من قرارٍ) وأن يُثبّتني وجميع المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد؛ يوم لا ينفعُ الظالمون معذرتهم ولا هم يُنظرون، وأقول كما قال نوح عليه الصلاة والسلام في دعائه لربه: {إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧﴾} [نوح].
ويا أيّها الناس، إنّي خليفة الله عليكم وعلى جميع الأمم ما يَدبُّ منها وما يطير من البعوضة فما فوقها، عَلَّمنِي ربّي بالوسيلة، وأَضْرب لكم عليها: مثلاً لو أَنَّ أَحدكُم يفوز بالدرجة العالية الرفيعة عند ذي العرشِ فيؤتيه الله ملكوت الدنيا والآخرة؛ ملكوت كلّ شيءٍ يَدبُّ أَو يطير وجعل فيه سرّ رحمته التي كتب على نفسه، فما دخل في نطاق مُلكه نجا من النار، ثم أَخَّر الله عن ملكه بعوضةً واحدةً فدخلت النار، ثم خاطب ربّه في شأنها فقال له تنازل عن ملكوت ربك الذي جعلك خليفةً عليه فأعْطه لأحد من عبادي مقابل الفداء لهذه البعوضة التي أَخَّرتُها عن ملكك فأدخلتها نار جهنم. فمن منكم يتنازل عن درجة خلافة الملكوت فداءً لهذه البعوضة من نار جهنم؟ ولماذا؟
وفي ذلك سرّ الوسيلة التي عَلَّمَ الله بها المهديّ المنتظَر لتحقيق اسم الله الأعظم؛ وفي ذلك سِر الحَقِيقَةِ العُظمَى لشأن المهديّ المنتظَر والذي ضرب الله في سِرّ شأنِهِ مَثلاً في القُرآن العظيم لقوم يؤمنون، ويهدي بالمهدي كثيراً ويُضِلُّ بِهِ كثيراً والذين يُضِلهم به لهم حياتين وموتين وبعثين ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون، وقال الله تعالى:
{إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖوَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وكان جوابهم في موضع آخر في القرآن العظيم: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [غافر].
فلا يضلّونكم يا معشر المسلمين والنّصارى ولا تركنوا إليهم، ومن ركن إليهم واتَّبَعَهُم فهو منهم؛ له ضعف الحياة وضعف الممات، ولو رَكن إليهم محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وافترى على الله مثلهم لأذاقه الله ضِعفَ الحياةِ وضِعفَ المماتِ، تصديقاً لقوله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
يا معشر المسلمين هل تنتظرون رجُلاً صالحاً إماماً للأمّة الذي يهدي به الله الناس أجمعين ما عدا شياطين الجنّ والإنس الذين يَستاءون حين يرونه قد ظهر لأَنَّهُم يعلمون أَنَّهُ المهديّ المنتظَر، وقالوا ماذا أَرادَ الله بهذا مثلاً؟ وذلك لأَنَّهُم مؤمنون بالقرآن أَنّه من عند الله وليس مفترًى، لذلك قالوا ماذا أَراد الله بهذا مثلاً؟ لأَنَّهم يرون مصيبتَهُم تكمن وراء هذا المثل وفيه سر المهديّ المنتظَر الذي يهدي به اللهُ الضَّالين من الناس أَجمعين ما عدا الشَّيَاطِين من الجنّ والإِنسِ فيهدي به الله الناس فيجعلَهُم أُمةً إِسلاميَّةً واحدةً في الخلافة الأَرضيَّة فيملأها عدلاً كما مُلِئَت جوراً وظلماً. فَتَدَبَّروا الآية جيداً يا معشر المسلمين لعلَّكُم تعلمون بِأَنِّي حقاً المهديّ المنتظَر لعلَّكُم تفلحون، فَتَدَبَّرُوا: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ويا معشر المسلمين لربّما تقولون: "مادام الله جعلكَ خليفَته على ملكوتِ كلِّ شيءٍ من البعوضة فما فوقها مِن جميع أُمم الخلائق فلماذا لا يَحشُر الله لك جنودك من كلِّ شيءٍ قُبُلاً والناس إليه ينظرون وسوف يُصَدِّقُكَ الناس أَجمعون؟". ومن ثمَّ أَردُّ عليكم يا معشر المسلمين فأقولُ: بل أَنتم أَول من يكذّبُني مِن بعد اليهود نظراً لأَنَّهم قد أَضلُّوكم عن الصراط المستقيم فردُّوكُم مِن بعد إِيمانكُم كافرين فصدَّقتُم افتراء شياطين البشر بالروايات الكاذبة افتراءً على الله ورسوله بأَنَّ الله يؤيّد (بمعجزاتِه وآياتِه) للمسيح الدجَّال! فأَعطيتُم للمسيح الدجَّال ملكوت السماء والأَرض فيقول يا سماء أمطري فَتُمطِر ويا أَرض انبتِي فتُنبِت؛ بل وصدَّقتُم بأَنَّه يقطع رَجُلاً إلى نِصفَين فيمُر بين الفَلقَتين ثُمَّ يعيد إِليه روحه مِن بعد الموت، فأَيِّ افتراء صدَّقتُم بِه يا معشر المسلمين فأَضلُّوكم عقائديَّاً عنِ الصراط المستقيم، ولو لم تزالوا على الصِّراطِ المستَقِيم لما جاءَ قدري وظُهوري فيكم لِأُخرِجَكُم والنَّاس أَجمعِين منَ الظُّلماتِ إلى النُّورِ وأَهديكُم صراطاً مستقيماً؛ صراط العزيز الحميد.
ويا معشر علماء المسلمين، لا تأخُذكم العزَّةُ بالإِثم فلا تعترفون بالحقِّ وأَنَّكُم كنتم على ضلالٍ في عقيدَتكم بأَنَّ الله يؤيِّد بِمعجزاتِه لأَعدَائه بل لِعَدُوِّهِ اللدُود المسيح الدَجَّال! فما لكم كيف تَحكمون؟ فكم لي وأَنا أَصرُخ فيكم عبرَ الإنترنِت العَالمِيَّة وأَتحدَّاكُم بالحوار والاحتكام إلى القرآن العظيم المرجعيَّة الحقِّ فيما كنتم فيه تختَلفون، وتالله لأَبرهِن لكم بأَنَّكم على ضلالٍ فأَجعل برهاني على ضلالكم الآيات المحكمات الواضحات البيّنات والتي جعلهُنَّ الله أُمُّ الكتَابِ لا يزيغُ عنهُنَّ إلا هالك، وأُكَرِّر وأُذَكِّر فأَقول إِنَّ الله يقول لئن استطاع المسيح الدجَّال أَن يعيد الرُّوح إلى جسدها وهو يَدَّعِي الرُّبُوبيّة فقد صدق الَّذِين يدعون الباطل مِن دون الله، وجعل الله هذا التَّحَدّي واضحاً وجليّاً في القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٨٠﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
فَانظروا وتدبّروا الموضِع الذي جاء فيه التَّحدّي في قوله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فهل وجدتم اختلافاً كثيراً؟ فهنا نجد التحدّي واضحاً وجليّاً {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾}. إذاً يَا مَعشَر المُسلِمين إِن استطاع المَسِيح الدجَّال أَن يعيد الرُّوح من بعد خروجها وهو يدَّعي الرُّبوبيّة إذاً قدّم البرهان لرُبوبيَّتِه حسب عقيدتكم! فما لكم كيف تحكمون؟ وقال الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
فما دامت تلك عقيدتكم فهل تظنُّون بأَنَّ الله لو يؤتيني خلافة الملكوت فيحشُر الله لي جنوده من السَّماوات والأَرض ما يَدبُّ أَو يطِير بِأَنَّكم سوف تقولون صدقت إِنَّك أَنت المهديّ المنتظَر؟ بل سوف تقولون إِنَّك أَنت المسِيح الدَجَّال الذي يعطيه الله ملكوت كل شيء، حسَب عقِيدتكُم الباطل والمنكر العظيم، وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
إذاً يا معشر المسلمين؛ إِنَّه بسبب إِيمانِكم بعقِيدة المنكر بتغيِير ناموس المعجِزات في الكتاب بأَنَّ الله يؤيِّد بِمعجزات الآيات لِعدُوِّهِ اللَّدود المسِيح الدجَّال إذاً لَن تزيدَكُم المعجزات التي يؤيِّد الله بِها المهديّ المنتظَر إلا كفراً، وبرغم أَنَّ النَّاموس هو أَن تَأتِي المعجزات أَوَّلاً حتَّى إِذا كذَّب بِها النَّاس يأَتي بعد ذلك العذاب، ولكنَّكُم غيَّرتم النَّاموس وعكستُم النِظام لذلك سوف يكون العذاب أَولاً ثُمَّ بعد ذَلك الآيات مِن بعد الظُّهور، وللعلم بِأَنَّ العذاب سوف يشمل جميع قُرى العالمين فمنها ما سوف يهلكها الله فيدمّرها تدميراً ومنها ما سوف يعذبها الله عذاباً شديداً بسبب الكفر بآيات ربكُم وزعمِكُم بأَنَّ الله يؤيِّد بها الباطل وكأَنَّ الله لم يبعث بآياته مع محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لِيَدَّخرها للمسِيح الدجَّال حسب زعمِكُم ولكنّ الله يقول بأَنَّه امتَنَع مِن إِرسَال الآيات بسبب كفر الأَوَّلين بِها، وقال الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
ويا من تقول: "بَيِّن لنا من القرآن آيات المهديّ المنتظَر".. قد بيَّنَّا ما تيسَّر ولا يزال الكثِير ندَّخره للممتَرين في شأن المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهّر خليفة الله على البشر، فلا أَتغنَّى لكم بالشِّعر ولا أُساجِع لكم بالنَّثر بل الحقُّ من ربِّكُم.
عبد النَّعيم الأعظم المهديّ المنتظَر؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
________________