الإمام ناصر محمد اليماني
15 - رمضان - 1435 هـ
12 - 07 - 2014 مـ
01:11 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ
{ أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ }
صدق الله العظيــــم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وجميع المؤمنين، أمّا بعد..
سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته أحبتي في الله المتدبِّرين لآيات القرآن العظيم، وإنّ أقربكم لبيان هذه الآية بالحقّ هو وليد بن أحمد التونسي وينقصه قليلٌ من تفصيلها.
ونَعَمْ؛ فإنَّ الله يقصد أومن ينشَّأُ في العزّة. فإنّما يقصد بالحلية أي العزّة جاهٌ ومالٌ وسلطانٌ ولكنّه في الخصام غير مبينٍ، أي في مجادلة النّبيِّ غير مبين الحُجّة، أي غير واضح الحُجّة البيِّنةِ، وإنّما اتّبع آباءه الاتِّباع الأعمى.
ونعم؛ هو يقصد الوليد بن المغيرة ومن كان على شاكلته، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَٰنُ مَا عَبَدْنَاهُم ۗ مَّا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20) أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (22)} صدق الله العظيم [الزخرف].
وإنّما يقصد أصحاب العزّة في الأرض وهم ضِعافُ الحُجّة بين يدي الأنبياء الذين يقيمون الحُجّة عليهم بالحقِّ من آيات الله البيِّنات فتزهق حُجَّتهم الواهيّة التي ليست بيِّنةً لكونها ليست مَبْنِيَّةً على أساس سلطان علمٍ مبيْنٍ من ربِّ العالمين، ولذلك قال الله تعالى: {أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (22)} صدق الله العظيم [الزخرف].
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________
[ لقراءة البيان من الموسوعة ]
------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأنصار السابقون الأخيار هل هناك بيان للإمام قد تطرق فيه لهذه الأية :
( أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ )
وإن لم يوجد نرجو من إمامنا بيان هاذه الأية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ( 18 ) )
يقول - تعالى ذكره - : أو من ينبت في الحلية ويزين بها ( وهو في الخصام ) يقول : وهو في مخاصمة من خاصمه عند الخصام غير مبين ، ومن خصمه ببرهان وحجة ، لعجزه وضعفه ، جعلتموه جزء الله من خلقه وزعمتم أنه نصيبه منهم ، وفي الكلام متروك استغنى بدلالة ما ذكر منه وهو ما ذكرت .
واختلف أهل التأويل في المعنى بقوله : ( أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) ، فقال بعضهم : عنى بذلك الجواري والنساء .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) قال : يعني المرأة .
حدثنا محمد بن بشار قال : ثنا عبد الرحمن قال : ثنا سفيان ، عن علقمة ، عن مرثد ، عن مجاهد قال : رخص للنساء في الحرير والذهب ، وقرأ ( أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) قال : يعني المرأة .
حدثني محمد بن عمرو قال : قال ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني [ ص: 580 ] الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله ( أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) قال : الجواري جعلتموهن للرحمن ولدا ، كيف تحكمون .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) قال : الجواري يسفههن بذلك ، غير مبين بضعفهن .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ( أومن ينشأ في الحلية ) يقول : جعلوا له البنات وهم إذا بشر أحدهم بهن ظل وجهه مسودا وهو كظيم . قال : وأما قوله : ( وهو في الخصام غير مبين ) يقول : قلما تتكلم امرأة فتريد أن تتكلم بحجتها إلا تكلمت بالحجة عليها .
حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي ( أومن ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) قال : النساء .
وقال آخرون : عنى بذلك أوثانهم التي كانوا يعبدونها من دون الله .
ذكر من قال ذلك :
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( أومن ينشأ في الحلية ) . . . الآية ، قال : هذه تماثيلهم التي يضربونها من فضة وذهب يعبدونها هم الذين أنشئوها ، ضربوها من تلك الحلية ، ثم عبدوها ( وهو في الخصام غير مبين ) قال : لا يتكلم ، وقرأ ( فإذا هو خصيم مبين ) .
وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : عنى بذلك الجواري والنساء ، لأن ذلك عقيب خبر الله عن إضافة المشركين إليه ما يكرهونه لأنفسهم من البنات ، وقلة معرفتهم بحقه ، وتحليتهم إياه من الصفات والبخل ، وهو خالقهم ومالكهم ورازقهم ، والمنعم عليهم النعم التي عددها في أول هذه السورة ما لا [ ص: 581 ] يرضونه لأنفسهم ، فاتباع ذلك من الكلام ما كان نظيرا له أشبه وأولى من اتباعه ما لم يجر له ذكر .
واختلف القراء في قراءة قوله : ( أومن ينشأ في الحلية ) فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة وبعض المكيين والكوفيين " أو من ينشأ " بفتح الياء والتخفيف من نشأ ينشأ . وقرأته عامة قراء الكوفة ( ينشأ ) بضم الياء وتشديد الشين من نشأته فهو ينشأ . والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال : إنهما قراءتان معروفتان في قراءة الأمصار ، متقاربتا المعنى ، لأن المنشأ من الإنشاء ناشئ ، والناشئ منشأ ، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب . وقد ذكر أن ذلك في قراءة عبد الله " أو من لا ينشأ إلا في الحلية " وفي " من " وجوه من الإعراب الرفع على الاستئناف والنصب على إضمار يجعلون كأنه قيل : أو من ينشأ في الحلية يجعلون بنات الله . وقد يجوز النصب فيه أيضا على الرد على قوله : أم اتخذ مما يخلق بنات أو من ينشأ في الحلية ، فيرد " من " على البنات ، والخفض على الرد على " ما " التي في قوله : ( وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ) .
هذه أغلب أقوال المفسرين وننتظر بيانها من الإمام إن شاء الله تعالى