الموضوع: دروس مستفادة من الهجرة النبوية تؤيد ما قاله الإمام المهدي ناصرمحمد اليماني

النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. افتراضي دروس مستفادة من الهجرة النبوية تؤيد ما قاله الإمام المهدي ناصرمحمد اليماني

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله النعيم الأعظم الكريم الأكرم ، الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ، وجعل القرآن هو المهيمن على كل الكتب وحاكماً على الحكام ، أحمده سبحانه معترفاً بأن التوفيق للحمد من نعمه العظام ، وأشكره على مواهبه الجسام ، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والرسل من أولهم إلى النبي الخاتم لانفرق بين أحد منهم ،وعلى خليفة الله وعبده المنتظر الإمام المهدي ناصرمحمد اليماني وعلى أنصاره الأخيار أجمعين .

    مما لاشك فيه أن أول السنة الهجرية الأربعاء كما أفتى بذلك الإمام وجاء القمر مصدقاً لذلك في يومنا هذا ، وفي هذه المناسبة نجد في هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كان فيها دروس وعبر يجب علينا تدبرها ، هذه الدروس توضح لنا السنة العملية للرسول صلى الله عليه وسلم ، ونجد أن الإمام المهدي متمسكاً بنفس الطريق ولكن هل من يعتبر من العلماء والعامة وهذه الدروس هي :-

    1- أن الرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يهاجر إلى المدينة المنورة كان يدعو القبائل في المواسم ،ويقوم بلقاء المبايعين الذين كانوا من مناطق شتى ،ولكن فيهم جزء من أهل المدينة المنورة ،وبعد وجود أنصار هنالك بعث مصعب بن عمير إلى المدينة كما نعلم ،مما يجعلنا نستنبط حقيقة وسنة عملية مفادها :
    كيف يهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وليس له أنصار هنالك فقد يجتمع عليه أولياء الكفر ويكيدون له أو يخرجوه منها ،كما صنعوا بالطائف ، فلا بد إذاً من الحوار قبل الهجرة ولا بد من الدعوة ليكون هنالك مناصرين للدعوة .

    وما أشبه الليلة بالبارحة هاهو الإمام المهدي يرد على المتمسكين بالحديث القائل أن المهدي يظهر في الحرم فجأة دون أن يعرفه أحد فيقتلونه ،فلابد قبلها من نشر الدعوة والحوار قبل الظهور كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ،ولابد من وجود مناصرين للدعوة من أجل التمهيد للظهور ،فهل يقارن العلماء والناس بين ذلك .

    2- أن الحجة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحاججهم بها هي (القرآن الكريم) لقوله تعالى ((وجاهدهم به جهاداً كبيرا))صدق الله العظيم ، لكي نسلك نفس الطريق لأن القرآن برهان الداعية ، وهو نفس البصيرة التي دعا إليها الرسول صلى الله عليه وسلم مصداقاً لقوله تعالى ((قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) صدق الله العظيم

    فما بال علماء اليوم يطالبون الإمام المهدي ناصرمحمد اليماني أن يحاججهم بكتب البشر وهم يجدون أن الرسول صلى الله عليه وسلم ما كان يحاجج إلا بالقرآن البصيرة والبرهان القوي ،ألم يتأملوا ذلك في كتب السير إن لم يتدبروا القرآن .!!!!!!!!!!!!!!!

    3- قصة (أم معبد ) التي مر بها الرسول صلى الله عليه وسلم عند هجرته ،واستمعت بعض مما يقول الرسول لأصحابه المرافقين له ،ثم بايعت الرسول صلى الله عليه وسلم على الإسلام .
    وهنا وقفة مهمة ،،وهي المرأة كانت أعقل من وجهاء قريش الذين صدوا عن الدعوة الحق رغم المعجزات التي حدثت أو حدثهم بها الرسول صلى الله عليه وسلم ،مثل (الإسراء والمعراج ،.....) ولكنهم لم يؤمنوا واستمروا يطلبون آيات أخرى كما وصف القرآن الكريم ذلك الأمر ((أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً))صدق الله العظيم
    وآيات أخرى كالرقي في السماء ،أو أن ينزل القرآن على شخص آخر من القريتين ،أما أم معبد فآمنت دون أن ترى معجزات كبيرة ،والسبب بسيط جداً أنها استخدمت عقلها وتدبرت دون عناد أو مكابرة ،أما من جحدوا الدعوة فكانوا لايستخدمون عقولهم ولم يقوموا مثنى وفرادى ويتفكروا .
    وعلماء اليوم وناس اليوم يكررون نفس السلوك لم يستخدموا عقولهم لم يتدبروا سلطان علم الإمام المهدي ،يؤجلون التصديق حتى رؤية العذاب ، يحاكمون البصيرة الحق التي جاء بها الإمام المهدي إستناداً إلى ما ألفوا آبائهم عليه، أو كتب البشر أو الأحاديث المفتراة على الرسول صلى الله عليه وسلم ،!!!!!!!!

    4- أن المشركين واليهود والنصارى كانوا يحاولون أن يطفأوا نور الله بأفواههم وكيدهم وهم بذلك يقفون إلى جانب الشيطان في خندق واحد ،ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ،وذلك يعطينا يقين قوي ليندفع الأنصار السابقين الأخيار للدعوة والله ناصرهم ومعهم .

    5- عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار ونسج العنكبوت وباضت الحمام ،يدل على أن أهل الباطل الذين كانوا يلاحقون الرسول صلى الله عليه وسلم بجمعهم أتوا إلى باب الغار ،ولم يروا الرسول ولا صاحبه ،يجعلنا نتعلم أن الله معنا في كل وقت ما دامت غايتنا هي الدعوة إلى الله ،ومن جهة أخرى فإن كيد المشركين والشيطان الرجيم أضعف من خيط العنكبوت الذي كان على باب الغار ، وكذلك سيكون كيدهم الآن .

    6- مقدار البلاء والتعب الذي قابله الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه في نشر الدعوة الحق ،يجعلنا ندرك مقدار رحمة الله التي تحف الأنصار السابقين في هذا الزمن فنحمد الله على هذه النعمه ، وندعوا لرسولنا صلى الله عليه وسلم ندعوا للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يجزيه الله خير الجزاء عنا ،وكذلك الصحابه ،ونحس مقدار الجهد الذي قابله خليفة الله وعبده حتى وصلت دعوة الحق إلينا ،فنبذل مزيداً من الجهد في نشر دعوة الحق حباً في الله الرحمن الرحيم .

    اللهم إنا نشهدك أن نبيك ورسولك محمد قد بلغ الأمانه وأدى الرسالة ، اللهم أجزه خير ما جازيت نبي عن أمته ،اللهم صل وسلم عليه صلاة دائمة متصلة إلى يوم الدين يا أرحم الراحمين .

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

  2. افتراضي

    ماشاء الله لاقوة الا بالله

    تبارك الله رب العالمين


    صدقت اخى أمين

  3. افتراضي

    بارك الله فيك اخي على هذه التذكرة البليغة .

  4. افتراضي


    وهذا الاسترالي اخي توافق طريقة اسلامه ما ذكرت فانظر الى هداية الله لمن يطلب الايمان بحق ويصر على الهداية الى الحق فطلب معجزة وهي اشعال شمعه اي طلب من الله اشعال شمعة ليؤمن فانظر ما اعطاه اياه الله رب العالمين احكم الحاكمين
    سبحان الله شيء جميل طلب معجزة مادية بينه وبين الله لكي يسلم وكان طلبه ان يشعل الله شمعه او يشق الحائط ولكنه لم يحدث شيء وقال هذه اخر فرصة لك يا الله لتجعلني مسلما وحينها فتح القران على نفس الصفحة التي كان يقرا فيها من قبل ولكن قلبها الى الصفحة التي تليها وسبحان الله كانت اول اية قراها(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّـهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴿١٦٤﴾صدق الله العظيم
    فاين هؤلاء الذين يطلبون اية مادية على صدق الامام المهدي والايات في بيانه لكل ذي لب لبيب عاقل يستخدم عقله بحكمة والله ان الايات ليست باحياء الموتى وليست بالمشي على الماء ان الايات ابسط من ذلك بكثير وكل ما على الانسان ان يستخدم عقله فقط ويكون باحثا عن الحق فكان حقا على الحق ان يهديه للحق والحق احق ان يتبع ان كنتم صادقين مؤمنين




    اقتباس المشاركة 4166 من موضوع الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم ..

    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    02 - ربيع الثاني - 1431 هـ
    18 - 03 - 2010 مـ
    01:31 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
    ____________


    الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم ..


    بسمِ اللهِ الرَحمنِ الرحِيم، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرسَلين وَالْحَمدُ لِله رَبِ العالَمين..
    أخي السائل، إنّما الهجرة تكون إلى نبيٍّ أو إلى إمامٍ للأمّة لنُصرة دين الله بأموالهم وأنفسهم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَّنَصَرُوا أُولَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا} صدق الله العظيم [الأنفال:72].

    ولم يتمّ إغلاق الهجرة إلى الله ورسوله من بعد فتح مكّة بل استمرّ بابها مفتوحًا للجهاد في سبيل الله، وإنّما الهجرة إلى الله لنُصرة رسوله وإعلاء كلمة الله، فإذا دعا محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلى الجهاد في سبيل الله فوجب على المؤمنين بالله القادرين أن يُهاجروا إلى محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أينما يكون للانضمام إلى جيش نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولقد دعا محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - المؤمنين إلى الهجرة إليه لقتال قومٍ أولي بأسٍ شديدٍ من بعد فتح مكة، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    وهذه الدعوة جاءت من بعد فتح مكة لهجرة المؤمنين بالله إلى رسوله لنُصرته على قومٍ قد أغضبهم فتح مكّة ونصر المسلمين ومنهم هوازن وغطفان الّذين قرّروا التّجهيز لقتال المسلمين قبل أن يستفحل أمرهم أكثر فأكثر من بعد فتح مكة، وعلم محمدٌ رسول الله بمكر أعداء الله ورسوله من الأعراب من قبائل هوازنٍ وغطفان ومن تَبعهم من قبائل الأعراب لقتال المسلمين وقرّروا غزو المسلمين من قبل أن يغزوهم المسلمون ولو لم يفعلوا لَما غزاهم المسلمون ولكنّ محمدًا رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - قرّر أن يلاقيهم من قبل أن يأتوا لغزو المسلمين إلى ديارهم تنفيذًا لأمر الله في مُحكَم كتابه:
    {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴿٥٨وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ﴿٥٩وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١} صدق الله العظيم [الأنفال].

    ولا بد أن نُبيِّن قول الله تعالى:
    {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّه لا إكراه في الدّين فما يقصد الله بقوله الحق: {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ}؟ وذلك لأنّ الله أمَر المسلمين إذا جنحوا للسّلم فاجنح لها ونهاهم الله عن قتالهم لأنّه قد يُنزل الله في قلوبهم الرّعبَ فيسلمون خشيةً من لقاء المسلمين وهم بدأوهم، ولكن حين التّرائِي يُلقي الله في قلوب الّذين كفروا الرّعبَ لعلّهم يسلمون، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ ﴿٥٨وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ ﴿٥٩وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّـهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّـهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴿٦٠ وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١}صدق الله العظيم.

    وذلك هو البيان لقول الله تعالى:
    {تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم، بمعنى: {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦١}صدق الله العظيم [الأنفال].

    ونهاهم الله أن يقول المؤمنون للكافرين الذين جنحوا للسّلم إنّما تظاهروا بالإسلام خوفًا من بطشنا ولذلك أمرهم الله أن لا يقولوا ذلك، وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّـهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا ﴿٩٤} صدق الله العظيم [النساء].

    وما نريد أن نتوصّل إليه هو بيان الدعوة إلى الهجرة إلى الله ورسوله للقتال في سبيله ضدّ الذين يريدون قتال المسلمين، ولم يأمر الله نبيّه بقتال الكفار الذين لم يريدوا قتال المؤمنين، وقال الله تعالى:
    {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴿١٩٠وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ ۚوَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ ۚ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ ۖ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ ۗ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿١٩١فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿١٩٢وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّـهِ ۖ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٩٣} صدق الله العظيم [البقرة].

    إذًا لم يأمر الله المسلمين إلا بقتال الذين يريدون قتالهم وفتنتهم عن دينهم الحق، ألا وإنّ فتنة المؤمن عن دينه لَهي أشدُّ إثمًا عند الله من القتل، وقبائل هوازنٍ وغطفان كانوا يريدون قتال المؤمنين وفتنتهم عن دينهم وكسر شوكة المؤمنين من قبل أن تستفحِل وأعدّوا لقتال المؤمنين كُلَّ ما يملكون وأخرجوا معهم أموالهم وأنعامهم ونسائهم وأولادهم لأنّهم يريدون إنهاء الدعوة المحمديّة وهزيمة المسلمين ولكنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - دعا المسلمين من الأعراب جميعًا الذين آمنوا من قبل الفتح ومن بعد الفتح إلى الهجرة إلى محمدٍ رسول الله ومَن معه من المؤمنين السابقين للقاء هوازنٍ وغطفان والذي وصف الله شجاعتهم وقال:
    {قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ}.

    وقال الله تعالى:
    {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    والمُخلّفين هم الذين تخَلّّفوا عن فتح مكة ومِن قبل في غزوة تبوك، ثمّ أرسل محمدٌ رسول الله برُسلٍ إلى قراهم للهجرة إليه في سبيل الله لقتال هوازنٍ وغطفان، وقال الله تعالى:
    {قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ ۖ فَإِن تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّـهُ أَجْرًا حَسَنًا ۖ وَإِن تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُم مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

    وقد أجاب الدعوةَ جميعُ المسلمين الذين آمنوا من قبل الفتح ومن بعده وهاجروا إلى مكّة للانضمام إلى جيش المسلمين للقاء هوازن وثقيف في وادي حُنين وقال مَن قال مِن المسلمين: "لن نُهزَم اليوم عن قلّة فنحن مُنتصرون عليهم لا شكَّ ولا ريبَ نظرًا لكثرة المسلمين"، ولكنّ الله قد وصف شجاعة هوازنٍ وثقيف من قبل وقال في وصفهم:
    {قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم، برغم أنّ المسلمين كانوا ضعف عدد هوازن وغطفان، وكان الله ينصر المسلمين على الكافرين رغم أنّ الكافرين ضعف المسلمين، وأراد الله أن يؤدِّب المسلمين فيعلمون إنّما النّصر من عند الله العزيز الحكيم، وقال الله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [التوبة].

    وقد أخبرهم الله من قبل عن بأس الأعراب من هوازنٍ وغطفان، وقال الله تعالى:
    {سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم، وفعلًا وجد المسلمون بأسًا شديدًا من قوم هوازنٍ ومَن والاهم؛ {وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرض بِمَا رَحُبَتْ ثمّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} صدق الله العظيم، حتى إذا علَّم الله المسلمين درسًا على الواقع الحقيقي في عقيدة النّصر ليعلموا أنّما النّصر من عند الله العزيز الحكيم وإن كان الكافرون أولي بأسٍ شديدٍ فإنّ الله يلقي في قلوب الكافرين الرُّعب حين اللقاء وذلك لأنّ الرعب إذا نزل بالقلب ارتجف العدو فينتصر المؤمنون على عدوّهم ولكنّ الله ترك قلوب هوازن وغطفان ومَن والاهم كما وصف قلوبهم: {قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ} صدق الله العظيم، وذلك لكي يُعلِّم المسلمين درسًا في العقيدة؛ إنّما النّصر من عند الله الذي ينصرهم على عدوّهم وهم قلّةٌ والكافرون أضعافٌ، ولكن قد انهزم المسلمون بادئ الأمر فولَّوا مُدبرين إلّا قليلًا، ثمّ أنزل الله في قلوب القوم أولي البأس الشديد الرُّعب وأنزل على نبيِّه وجنوده السَكينة وأيَّد نبيَّه بجندِه ونَصَرَه كما وعده، وقال الله تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴿٢٥ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [التوبة].

    إذًا الدعوة للهجرة إلى الله ورسوله ماضيةٌ إلى يوم القيامة لنُصرة الله ورسوله ولنُصرة الناصرين التَّابعين من الخلفاء الراشدين إلى يوم الدين، تصديقًا لحديث رسوله في السُنّة الحقّ، قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تنقطع الهجرة ما دام العدوّ يقاتل].

    وكذلك تصديقًا لحديث محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    [إن الهجرة خصلتان: إحداهما تهجر السيئات، والأخرى تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع ما تُقبّلت التوبة] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وإنّما الهجرة إلى الله ورسوله ومَن تبعه بالحقّ للقتال في سبيل الله على أساس ردع الذين يفتنون المؤمنين عن دينهم، تصديقًا لقول الله تعالى:
    {ثُمَّ إِنَّ ربّك لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثمّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ ربّك مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [النحل:110].

    وكذلك توجد في الكتاب هجرةٌ أخرى للمؤمن الذي يفرّ بدينه خشية الفتنة من الكافرين في بداية الدعوة للأنبياء ولا يزال الأنبياء بين أقوامهم ومن ثمّ يَفتِن الكافرون مَن تَبِع الرُّسل، فأمَر الله أتباعهم بالفرار بدينهم في أرض الله حتى يأتي الفتح من عند ربّهم، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨فَأُولَـٰئِكَ عَسَى اللَّـهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٩٩} صدق الله العظيم [النساء].

    وتصديقًا لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّـهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿٤١الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [النحل].

    ومن ثمّ نأتي لبيان حديث محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحق:
    [لا هجرة بعد الفتح ولكنْ جهادٌ ونيَّةٌ وإذا استُنفِرتُم فانفِروا] صدق محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. ويقصد أنْ لا هجرة للمؤمنين الذين كانوا يفرّون بدينهم في أرض الله الواسعة من المستضعفين المؤمنين في مكّة كالذين فرّوا بدينهم إلى الحبشة من إيذاء كفار قريش وتعذيبهم لمن آمن بالحقّ من المستضعفين، ولكن من بعد فتح مكة فلا هجرة للمؤمنين الفارَّين بدينهم، فعليهم العودة إلى موطنهم مكّة المُكرّمة من بعد الفتح المبين، ولم يكونوا يستطيعون أن يهاجروا إلى رسوله نظرًا للاتفاقيّة في صُلح الحديبية.

    فلا تلوموني إخواني الأنصار وكافّة الزوّار الباحثين عن الحقّ من طول التفصيل، فإنّ المهديّ المنتظر لا ينبغي له الاختصار في حُكمِه بالحقّ بل وجب علينا أن نُفصِّلَه تفصيلًا مِن كتاب الله ومن سُنَّة رسوله الحقّ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين..

    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    لا اله الا الله وعلى انبيائه صلى الله وعلينا حلت رحمة الله
    الله الله الله الله
    يا سعد قوم بالله فازو ولم يرو في الورى سواه ولم يرو في الورى سواه
    قربهم منه واجتباهم قوم يحبهم ويحبونه
    ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله
    ازال حجب الغطاء عنهم فراو رضوانه في سماه
    ليس هذا باجتهادنا انما الفضل من الله

المواضيع المتشابهه
  1. لقد عزمت شياطين الجن والإنس على إعلان الحرب على الإمام المهدي ناصرمحمد اليماني
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى جديد الأخبار والأحداث العاجلة
    مشاركات: 123
    آخر مشاركة: 28-05-2024, 03:38 PM
  2. مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 04-06-2017, 02:43 AM
  3. مقارنة بين ما قاله علماء الظن عن الصلوات المقصورة وما قاله صاحب علم الكتاب
    بواسطة عمر بن الخطاب في المنتدى بيان الصلوات والركعات من مُحكم القرآن
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 16-03-2014, 10:00 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •