الموضوع: يا عباد الله ما احوجكم ان تسالوا رب العباد ارحم الراحمين رحمته في الدنيا والاخره ان كنتم برحمته موقنين انه ارحم الراحمين

النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. افتراضي يا عباد الله ما احوجكم ان تسالوا رب العباد ارحم الراحمين رحمته في الدنيا والاخره ان كنتم برحمته موقنين انه ارحم الراحمين

    اقتباس من البيان المرفق مع الرابط
    اقتباس المشاركة :
    وتعالوا يا أيها النّاس لأُعلِّمكم بحُجتكم على الله إن كنتم مؤمنين بصفة الرحمة في نفس ربكم بعباده أنّه أرحم بكم من أمّهاتكم ومن النّاس أجمعين، فاعلموا أنّ الله أرحم الراحمين، وأقسمُ لكم بالله العظيم إنّ الله أرحم الراحمين في الكتاب فاسألوه برحمته في الدنيا وفي الآخرة إن كنتم موقنين بصفة رحمتهِ أنّه حقًّا أرحم الراحمين.
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=5267

    اقتباس من نفس البيان المرفق
    اقتباس المشاركة :
    أيّها النّاس لو ينفع الإيمان لقوم كفروا برسل الله ومن ثم يؤمنون حين نزول العذاب إذاً لَما أهلَك الله أحدًا ولكَشَف الله عنهم العذاب في كلّ مرةٍ، ولكنّه لا ينفعهم الاعتراف بظُلمهم حين نزول العذاب وتلك سُنّة الله في الكتاب على الذين كفروا بالحقّ من ربّهم؛ ولن تجد لسُنّة الله تبديلًا؛ غير أنّي أعلمُ لكم بُحجّة على ربكم".

    ومن ثم قاطعه القوم وقالوا: وما هي؟ فقال: "وكتب ربّكم على نفسه الرحمة، فاسألوه بحقّ رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين".

    ومن ثم صلّى بهم الرجل ركعتين لِكَشف العذاب وناجى ربّه وقال: "ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم إننا نجأر إليك مُتوسلين برحمتك التي كتبت على نفسك وأمرتنا أن ندعوك فوعدتنا بالإجابة فاكشف عنا عذابك إنّك على كلِّ شيءٍ قديرٍ ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين".

    وكانوا يجأرون معه بالدُّعاء سائلين الله رحمته، وصَدَّقوا الرجل أنّه لا نجاة مِن عذاب الله إلَّا الفرار إلى ربّهم، وعلموا أنّه لا ينفع الإيمان بالحقّ وقتها والاعتراف أنّهم كانوا ظالمين، فلا ينفعهم حين نزول العذاب كَما لم ينفع الذين من قبلهم، ولذلك جأروا إلى الله سائلين رحمته التي كتب على نفسه، ومن ثم نفعهم الإيمان برحمة الله ولم يستيئِسوا من رحمة ربّهم.

    ولذلك نفعهم إيمانهم واستطاعوا تغيير سنّة من سُنن الكتاب في وقوع العذاب، فهم الوحيدون الذين نفعهم إيمانهم من بين الأمم الأولى، والسِرٍّ في ذلك هو سؤال الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

    وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=5267
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 5266 من موضوع الإجابة بالحقّ من الكتاب عن سبيل النّجاة مِن عذاب الله، وسبب النَّجاة مِن العذاب لقوم نبيّ الله يونس ..

    - 1 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    17 - ربيع الأول - 1430 هـ
    14 - 03 - 2009 مـ
    11:45 مساءً
    (حسب التقويم الرسمي لأم القرى)

    [لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان]
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=875
    ________



    الإجابة بالحقّ من الكتاب عن سبيل النّجاة مِن عذاب الله، وسبب النَّجاة مِن العذاب لقوم نبيّ الله يونس ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..

    ويا أختي السائلة، أمّا بالنسبة للذين اتّبعوا الحقّ من ربّهم فلا خوفٌ عليهم ولا هُم يَحزنون نظرًا لأنّ الله لا يُجازي إلَّا الكَفور المُعرِض عن دعوة الحقّ في كلّ زمانٍ ومكانٍ. تصديقًا لقول الله تعالى: {ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا ۖ وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

    ثم يُعَذِّب الله الذين كفروا بالحقّ من ربّهم وينجّي الذين اتَّبعوا الحقّ من ربّهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ إذا جاء بأس الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۖ وَمَا كَانُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٧٢﴾‏} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وكذلك سُنّة المُعرِضين عن الحقّ الذي جاء به محمدٌ صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا ﴿٤٢﴾ اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    وقال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ دَمَّرَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ ۖ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [محمد].

    ولن أجد في الكتاب أنّ الله كشف العذاب إلّا عن أمّتين اثنتين؛ فأمّا أمّةٌ فكان تعدادهم مائة ألف ورجُلًا غريب الوطن؛ أي أن تعدادهم مائة ألف ويزيدون واحدًا كان يسكن معهم وليس من قوم يونس وهو الوحيد الذي آمن بنبيّ الله يونس ولكنّه كَتَم إيمانه لأنّ ليس له قبيلة تحميه مِن أذاهم وشَرّهم، والتزم دارَه ولم يُخبِر بإيمانه أحدًا حتى نبيّ الله يونس، وعِندَما أمر الله يونس بالإرتحال لم يُخبِر هذا الرجل الصالح فيصطحبه معه لأنّه لا يعلمُ بإيمانه ولذلك مكَث الرجل بين قوم يونس، وحين انقضت الثلاثة أيام كما وعدهم نبيّ الله يونس بإذن ربّه فإذا بالعذاب قد جاءهم من فوقهم فسمع الرجل الصالح صريخ النّاس مِن الفزع، وإذا هم يقولون: "نشهدُ أن لا إله إلا الله ونشهدُ أنّ يونس رسول الله"، ومن ثم خرج الرجل فأبصَر كِسَفًا مِن السماء ساقِطًا عليهم وعلموا أنّه ليس سحابًا مَركومًا؛ بل هو العذاب الأليم الذي أخبرَهم عنه نبيّ الله يونس أنّه سوف يأتيهم بعد ثلاثة أيام، ومن ثم قام في قوم يونس خطيبًا فوعظهم وقال: "أيّها النّاس لو ينفع الإيمان لقوم كفروا برسل الله ومن ثم يؤمنون حين نزول العذاب إذاً لَما أهلَك الله أحدًا ولكَشَف الله عنهم العذاب في كلّ مرةٍ، ولكنّه لا ينفعهم الاعتراف بظُلمهم حين نزول العذاب وتلك سُنّة الله في الكتاب على الذين كفروا بالحقّ من ربّهم؛ ولن تجد لسُنّة الله تبديلًا؛ غير أنّي أعلمُ لكم بُحجّة على ربكم".

    ومن ثم قاطعه القوم وقالوا: وما هي؟ فقال: "وكتب ربّكم على نفسه الرحمة، فاسألوه بحقّ رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين".

    ومن ثم صلّى بهم الرجل ركعتين لِكَشف العذاب وناجى ربّه وقال: "ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، اللهم إننا نجأر إليك مُتوسلين برحمتك التي كتبت على نفسك وأمرتنا أن ندعوك فوعدتنا بالإجابة فاكشف عنا عذابك إنّك على كلِّ شيءٍ قديرٍ ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين".

    وكانوا يجأرون معه بالدُّعاء سائلين الله رحمته، وصَدَّقوا الرجل أنّه لا نجاة مِن عذاب الله إلَّا الفرار إلى ربّهم، وعلموا أنّه لا ينفع الإيمان بالحقّ وقتها والاعتراف أنّهم كانوا ظالمين، فلا ينفعهم حين نزول العذاب كَما لم ينفع الذين من قبلهم، ولذلك جأروا إلى الله سائلين رحمته التي كتب على نفسه، ومن ثم نفعهم الإيمان برحمة الله ولم يستيئِسوا من رحمة ربّهم.

    ولذلك نفعهم إيمانهم واستطاعوا تغيير سنّة من سُنن الكتاب في وقوع العذاب، فهم الوحيدون الذين نفعهم إيمانهم من بين الأمم الأولى، والسِرّ في ذلك هو سؤال الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين.

    وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ ﴿٩٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وذلك هو سبب النّجاة من العذاب لقوم نبيّ الله يونس بسبب الدُّعاء الذي علَّمهم الرجل الصالح، وأمّا قُرى الأمم الأخرى الذين أهلكهم الله فلن ينفعهم الإيمان بالحقّ من ربّهم حين نزول العذاب والاعتراف أنّهم كانوا ظالمين، وما زالت تلك دعوتهم ولا غير في كلّ زمان إلَّا قوم يونس، وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴿٤﴾ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥﴾ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦﴾ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وما زالت تلك دعواهم وهي: {وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} [الأنبياء:14]، وقال الله تعالى: {فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومازالت تلك دعواهم فلَم ينفعهم من عذاب الله. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فانظروا لقول الله تعالى: {فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ ليست الحجّة لهم على الله الاعتراف بظُلمهم فيرحمهم حين نزول العذاب (سُنّة الله في الكتاب) ذلك لأنّ الله قد أقام عليهم الحُجّة ببعث الرسل. تصديقًا لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وتعالوا يا أيها النّاس لأُعلِّمكم بحُجتكم على الله إن كنتم مؤمنين بصفة الرحمة في نفس ربكم بعباده أنّه أرحم بكم من أمّهاتكم ومن النّاس أجمعين، فاعلموا أنّ الله أرحم الراحمين، وأقسمُ لكم بالله العظيم إنّ الله أرحم الراحمين في الكتاب فاسألوه برحمته في الدنيا وفي الآخرة إن كنتم موقنين بصفة رحمتهِ أنّه حقًّا أرحم الراحمين.

    ولربّما يودّ أحد علماء الشيعة أو السُّنّة أن يُقاطعني فيقول: "عجيبٌ أمرك يا ناصر محمد اليماني! فكيف تقسمُ لنا أنّ الله أرحم الراحمين؟! ومَن قال لك أنّنا لا نؤمن أنّ الله هو حقًّا أرحم الراحمين؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إذًا لماذا تلتمسون الشفاعة مِمَّن هُم أدنى رحمة من الله إن كنتم صادقين؟ وأُشهِدكم وأُشهدُ عالَمًا آخَر ضِعْفَكم في الأرض معكم (رقيب وعتيد) أنّي كافرٌ بشفاعة العباد بين يدي ربّ العباد ولا أرجو مِن دون الله وليًّا ولا شفيعًا لأنّي أعلمُ أنّ الله أرحم بي من عباده أجمعين؛ ذلك لأنّي مؤمنٌ وموقنٌ أنّ الله هو أرحم الراحمين، فإذا لم تشفع لي رحمته من عذابه فلن أجد لي من دون الله وليًّا ولا نصيرًا. تصديقًا لقول الله: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ويا أختي الكريمة في الله ويا إخواني المسلمين، والله الذي لا إله إلا هو إنّه نبأٌ عظيمٌ والنّاس عنه مُعرِضون ولا أعلمُ بسبيل للنجاة لهم إلّا اتّباع الحقّ من ربّهم وإن أعرضوا إلى ذلك اليوم عن الحقّ من ربّهم فأقول كما قال خليل الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام: {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [إبراهيم:36].

    فاسألوه بحقّ رحمته التي كتب على نفسه (جميعُ الذين أعرضوا عن الحقّ من ربّهم والذين اتّبعوه) فاسألوه ذلك اليوم برحمته التي كتب على نفسه، وقد علمتُ في الكتاب أنّه سوف يُجيبكم برحمته التي كتب على نفسه فيَكشِف عنكم العذاب إلى حين، وعلمت الإجابة لدُعائكم في سورة الدخان في الكتاب، وعلمت أنّّ الله سوف يجيب دعاء الداعين منكم حين أقسم بحرفين من اسم محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والكتاب الذي أنزله عليه في ليلة القدر المُباركة. تصديقًا لقول الله تعالى: {حم ﴿١﴾ وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴿٣﴾ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴿٤﴾ أَمْرًا مِّنْ عِندِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ ﴿٥﴾ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦﴾ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٧﴾ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٨﴾ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    فأما المُقسَم به {حم ﴿١﴾} فهما حرفان من اسم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - وأخذهما الله من الوسط (حم)، وأمّا الكتاب المعطوف على ما قبله قَسَم آخَر {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾}، فذلك القرآن العظيم الذي أنزله الله على محمدٍ عليه الصلاة والسلام والذي يُحاجِج النّاس به الإمامُ المهديّ، فإذا أول مَن أعرض عنه هم المؤمنون به المسلمون! ورفض علماؤهم الاحتكام إلى كتاب ربّهم فيما كانوا فيه يختلفون وقالوا: "حسبنا ما وجدنا عليه آبائنا من الأحاديث والرّوايات حتى ولو كانت تخالف لِما جاء في مُحكَم القرآن العظيم فلا يعلمُ تأويله إلا الله"! أولئك أشرّ علماء في أمّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - سواء كانوا في السُّنّة أو في الشيعة أو في أي المذاهب الإسلاميّة؛ أهلكوا أنفسهم وعذّبوا أمّتهم بسبب إعراضهم عن الدعوة الحقّ للرجوع إلى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ التي لا تخالِف لمُحكَم القرآن العظيم فأعرضوا ولم تُعجِبهم دعوة الداعي لأنّه يُخالِف أهواءهم، ولذلك تَوجَّه الخطاب في الكتاب للإمام المهديّ المنتظَر الداعي إلى الحقّ في قول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم.

    وذلك عذاب شامل للناس أجمعين، ولو قال يغشى الذين كفروا لعلمتُ إنه لن يُعذّب المسلمين ولكنّي وجدته يقول: {يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم.

    فعلمت أنّه يقصد الكُفار والمسلمين لأنّهم مُعرِضون عن اتّباع الحقّ من ربّهم (جميعًا) الذي يدعوهم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ فأعرَضوا وأوّل مَن أعرض هم المسلمون وأضلّهم علماؤهم عن الحقّ المُبيِن؛ لأنّهم منتظرون التَّصديق مِن علمائهم فيُصَدِّقون بعدهم ولكنّهم لن يُغنوا عنهم من الله شيئًا، وعلمتُ علم اليقين أنّ المقصود بقول الله تعالى: {يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾} أنه يقصد الكُفار والمسلمين، ومن ثم بحثت لأعلم هل توجَد ولو قريةٌ واحدةٌ سوف تنجو من العذاب الأليم؟ وللأسف لم أجِد ولا قريةً واحدةً مِن قُرى النّاس أجمعين. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ومن ثمّ علمتُ علمَ اليقين أنّها آية التَّصديق للإمام المهديّ الذي يدعوهم إلى الحقّ وهم عنه معرضون، ثم علمت أنّهم سوف يُصَدِّقون فيؤمنون بالحقّ من ربّهم فيقولون: {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} [الدخان]، فيؤمن النّاس أجمعون بالحقّ من ربّهم، وعلمت أنّ الله سوف يُجيب دعوة الدَّاعي مِنهم فيكشِف عنهم العذاب إلى حينٍ كما كشَفَه عن قوم يونس. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    ولكن الذين يعودون إلى الكفر بالحقّ من ربّهم مرةً أخرى أولئك أشرُّ خَلق الله وعليهم تقوم الساعة وهي البطشة الكُبرى. تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

    وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
    أخو المسلمين الدَّاعي إلى كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ، الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    ومن ثم نأتي لحبِّ الله ورسوله، فلن تستطيعوا أن تعدلوا بين حبّ الله وحبِّ رسوله وما ينبغي لكم، ومن أحبَّ محمداً رسول الله أكثر من الله فقد أشرك بالله ولن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً، كون الذين آمنوا قد جعل الله برهان إيمانهم في قلوبهم هو أن يجدوا أنّه أشدُّ حباً في قلوبهم، وهو تصديقٌ لقول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فهل تعلمون البيان الْحَقّ لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ}؛ أي الحبّ الأشدّ في قلوبهم هو لله، أولئك هم المؤمنون حقاً. وبرهان إيمانهم بالله بالغيب هو أنّهم يجدون في قلوبهم أشدَّ الحبّ بأعلى مقاسٍ هو لله، ألا وإنّ المحبّ ليطمع دائماً في رضوان من يحبّ فلن يكون سعيداً لو علم أنّ حبيبه حزينٌ وليس راضياً، فإن علِم أنّ حبيبه سعيدٌ مسرورٌ فيُسَرُّ من سروره، وإن يراه غضبانَ حزيناً فإنّه يحزن من حزنه كونه ينشد رضوان من أحبّ، وأشدّ الحبّ في القلب لا ينبغي أن يكون إلا لله، ومن أحبَّ أحداً بالحبِّ الأشدّ الذي لا ينبغي أن يكون إلا لله فقد أشرك بالله وجعل له ندّاً، ولذلك قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة]
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=5266
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 21040 من موضوع ما معنى البدعة؟

    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 10 - 1432 هـ
    01 - 09 - 2011 مـ
    01:55 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=21028

    ــــــــــــــــــــ



    ما معنى البِدعة ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد وآله الأطهار وجميع المؤمنين، أمّا بعد..

    إنّما البِدعة هي البِدعة في دين الله من عند أنفسكم ما لم ينزل الله بحرامه أو حلاله من سلطان، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَالٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿١١٦} صدق الله العظيم [النحل].

    وأهم شيء عند الله هو أن تلتزموا بالنهي عن كبائر ما تُنهون عنه، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ﴿٣١} صدق الله العظيم [النساء]، فهل أفراح العيد وتقسيم الحلوى بين الأطفال في العيد من الكبائر! ما لكم كيف تحكمون؟ وهلك المتشدّدون بغير الحقّ.

    وكذلك لا نحرّم الفرح والطرب في الأعراس، ولكنّنا نحرّم فيه رقص النساء أمام الرجال ونحرّم فيه الفجور والسّفور وشرب الخمور، فاتّقوا الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور فلا تضيّقوا على الناس بغير الحقّ.

    وربّما يودّ أن يقاطعني أحد الأنصار فيقول: "فهل هذا يعني أنّ الغناء حلال؟". ومن ثم نقول له: إنّ ذلك يعود لكلمات الغناء، فما كان فيه كلمات العشق والتغزل في الغانيات فإنّه يثير الشجن ويهزّ العواطف لدى الذين يتّبعون الشّهوات ويسعون لفتنة النساء الشريفات، ولكنّنا لا نستطيع أن نُحرّم شعر الغزل في زوجاتكم لكونه شاعر يتغزّل في زوجته بسبب الحبّ الحلال، وأما أصحاب فتنة الشعر الذين يتّبعهم الغاوون بسبب شعر الغزل في الحبّ الحرام من غير زواجٍ فذلك محرمٌ لكونه من خطوات الشيطان لكونه قد يفتنها بشعره فتلبّي طلبه إلى ما حرّم الله! فمِن الشعر لَسحرٌ والغانيات يغرهنَّ الثناءُ، أولئك هم الشعراء الذين يتّبعهم الغاوون عن الصراط المستقيم من الذين يتّبعون الشهوات،
    ونفتي بالْحَقّ أنّ الشعر الغزلي في الحبّ الحرام محرّمٌ في محكم كتاب الله، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالشُّعَرَ‌اءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ﴿٢٢٤﴾ أَلَمْ تَرَ‌ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ﴿٢٢٥﴾ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴿٢٢٦﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ألا والله لو يستغلّون كلَّ لحنٍ جميلٍ من ألحانهم فيتغنون الأشعار في محبّة الله ورسوله لخشعت لذلك القلوب وما زادكم إلا سكينةً وطمأنينةً، كمثل أن تستمعوا إلى لحن وغناء "طلع البدر علينا من ثنيّات الوداع" فيبعث ذلك السرور في أنفسكم بسبب محبّة الله ورسوله، وخيرٌ لكم أن لا تشغلوا قلوبكم بالشعر في حبّ الزوجات غير أنّنا لا نحرّم عليكم التغزل بالشعر في زوجاتكم؛ بل ننصحكم أن تشغلوا قلوبكم بحبّ الله ورسوله، ومن علم أنّه يحبّ زوجته أكثر من حبّه لرسول الله فليعلم أنّه ليس من المؤمنين لكون سرّ محبّة رسول الله هو من شدة حبّكم لمن أرسله؛ الله الغفور الودود، ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين حبّ الله ورسوله وما ينبغي لكم، فلا بدّ أن تحبّوا أحدهما أكثر من الآخر.

    ولن تستطيعوا أن تعدلوا في الحبّ بين زوجاتكم ولو حرصتم فلن تستطيعوا، فلا بد أن تحبّوا إحداهُنّ أكثر من الأخريات، وكذلك في درجات الحبّ لأولادكم لن تستطيعوا أن تعدلوا بينهم في الحبّ.

    ومن ثم نأتي لحبِّ الله ورسوله، فلن تستطيعوا أن تعدلوا بين حبّ الله وحبِّ رسوله وما ينبغي لكم، ومن أحبَّ محمداً رسول الله أكثر من الله فقد أشرك بالله ولن يجد له من دون الله وليّاً ولا نصيراً، كون الذين آمنوا قد جعل الله برهان إيمانهم في قلوبهم هو أن يجدوا أنّه أشدُّ حباً في قلوبهم، وهو تصديقٌ لقول الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    فهل تعلمون البيان الْحَقّ لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ}؛ أي الحبّ الأشدّ في قلوبهم هو لله، أولئك هم المؤمنون حقاً. وبرهان إيمانهم بالله بالغيب هو أنّهم يجدون في قلوبهم أشدَّ الحبّ بأعلى مقاسٍ هو لله، ألا وإنّ المحبّ ليطمع دائماً في رضوان من يحبّ فلن يكون سعيداً لو علم أنّ حبيبه حزينٌ وليس راضياً، فإن علِم أنّ حبيبه سعيدٌ مسرورٌ فيُسَرُّ من سروره، وإن يراه غضبانَ حزيناً فإنّه يحزن من حزنه كونه ينشد رضوان من أحبّ، وأشدّ الحبّ في القلب لا ينبغي أن يكون إلا لله، ومن أحبَّ أحداً بالحبِّ الأشدّ الذي لا ينبغي أن يكون إلا لله فقد أشرك بالله وجعل له ندّاً، ولذلك قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولربّما يودّ أحد أحبّتي الأنصار أن يقول: "يا إمامي إنّي أحبّ زوجتي وتالله لا أكون سعيداً حتى أراها سعيدةً راضيةً، فهل يعني ذلك أنّي مشركٌ بالله؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني: كلا حبيبي في الله فهذا وازع الحبّ الحقيقي، ولكن لو أنّها تطلب منك شيئاً لا يرضي الله فتسعى لتحقيق طلبها لتنال رضاها فقد أصبح حبّها في قلبك هو الأشدّ فسعيتَ لتحقيق رضوانها بما يُسخط الله، والله أحقّ أن تُرضوه إن كنتم مؤمنين.

    وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ربّ العالمين ..
    خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _________________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  3. افتراضي

    اقتباس من البيان المرفق
    اقتباس المشاركة :
    ولذلك حرَّم المهديّ المنتظَر جنّة النّعيم على نفسه وأنفق درجته فيها لجدّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قُربةً إلى ربّي لكي يحقق لي هدفي الأعظم من جنته الذي أعيش من أجله فيكون هو راضياً في نفسه وليس عليَّ فحسب بل على عباده الضالين الذين يتحسر عليهم بعد أن أهلكهم، ولذلك سوف يبعثهم ليجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ لكي يتحقّق هدف المهديّ المنتظَر، وفي ذلك سرّ البعث الأول لجميع أموات الكافرين لكي يجعل الله النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ في زمن المهديّ المنتظَر فيتحقق هدف المهديّ المنتظَر يا من تجادل في أمره ولا تحيط بسره. تصديقاً لقول الله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جهنّم لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٨].

    وتصديقاً لوعد الله بالحقّ: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119]، بمعنى أنه لم يتحقّق هدف الهُدى فيجعل الله النّاس أمّةً واحدةً منذ أول رسول إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولن يتحقق الهدى للناس جميعاً فيجعلهم الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيتحقق الهدف من خلقهم إلا في زمن المهديّ المنتظَر الذي يعبد نعيم رضوان نفس ربّه وليس كوسيلة بل كغاية.
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=21040

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 110789 من موضوع السبب الحقيقي للإشراك بالله وسرّ الشفاعة ..

    - 8 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    17 - 10 - 1430 هـ
    06 - 10 - 2009 مـ
    10:14 مساءً
    ـــــــــــــــــــ


    ولذلك حرَّم المهديّ المنتظَر جنّة النّعيم على نفسه وأنفق درجته فيها لجدّه محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- قُربة إلى ربّي لكي يحقِّق لي هدفي الأعظم من جنته ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين النّبيّ الأمّي الأمين وآله التوّابين المتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين، وبعد..

    ويا محمود المصري، يا من يحاجّني في أمري فتارةً يؤمن بالبيان الحقّ للذكر للمهديّ المنتظَر وتارةً يكفر بدعوة المهديّ المنتظَر للبشر إلى عبادة نعيم رضوان ربّهم الأكبر من نعيم جنته ولذلك خلقكم، يا محمود المصري فأنا أولى منك بجدّي وأشدُّ غيرةً عليه بالحقّ، ولم أقل إلا أنه أخطأ الوسيلة، ومثله كمثل غيره من الأنبياء والرسل والمقربين المكرمين جميعاً يعبدون رضوان الله وسيلةً ليرجوا رحمة الله التي هي جنته ويخافون عذاب ناره، فاتخذوا نعيم رضوان الله وسيلةً لتحقيق جنته ويقيهم من ناره. وقال الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    ولم يقل المهديّ المنتظَر أنّهم على ضلالٍ، وأعوذُ بالله؛ بل أنا من التّابعين لمحمدٍ رسول الله وكافة المرسلين في الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك غير أني لم أتّخذ رضوان الله كوسيلةٍ لأنافسهم للفوز بالدرجة العالية في الكتاب والتي لا تكون إلا لعبدٍ من عباد الله وهو الذي أدرك الوسيلة فعبد الله كما ينبغي أن يُعبد.

    ولا تفترِ على الله ورسوله يا محمود المصري! فلم يُفتِكم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّ هذه الدرجة لا ينبغي أن تكون إلا لنبيٍّ! بل قال لعبدٍ ولم يقل أنّه هو؛ بل قال لكم:
    [وأرجو أن يكون أنا هو]، فإذا كان لا يعلم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّه هو صاحب تلك الدرجة، فهل جعلك الله حكماً فيها فتحكم بها أنّها لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! وافتريت على محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولم يقل أنهُ صاحب تلك الدرجة؛ بل قال: [وأرجو أن يكون أنا هو]. وهذا حديث حقٌّ مُتفقٌ عليه من كافة علماء الأمّة بأنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يقل أنه صاحب تلك الدرجة؛ بل قال وأرجو أن يكون هو بمعنى أنه يتمنى أن يكون هو صاحب هذه الدرجة، وإنما هي الدرجة الرفيعة في جنّة النّعيم. وأقسم بالله العلي العظيم لا تساوي لدى المهديّ المنتظَر شيئاً إلى تحقيق نعيم رضوان الله في نفسه، وأقسم بالله العظيم أنهُ فاز بها (ن) في القرآن العظيم وأنفقتُها لجدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتسلّمها. تصديقاً لقول الله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أنت بِنِعْمَةِ ربّك بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [القلم].

    والمهديّ المنتظَر هو السبب الوحيد الذي حقق لمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما كان يرجوه، وإنما أنفقتها كوسيلة لكي يحقق لي الله النّعيم الأعظم منها فيكون راضياً في نفسه وذلك لأني لم أتخذ نعيم رضوان الله وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر الدرجة العاليّة الرفيعة في الجنّة، فكيف أتّخذُ النّعيم الأكبر وسيلةً لتحقيق النّعيم الأصغر! ولذلك أنفقتها لكي يحقِّق لي الله النّعيم الأعظم منها، ولا أقصد أن يكون الله راضياً عني وحسبي ذلك كلا وربي؛ بل جميع الأنبياء والمرسلين والصالحين يرجون من الله رضوانه لكي يدخلهم في جنة رحمته ويقيهم نار عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧]. ولكنّ المهديّ المنتظَر لم يكتفِ برضوان الله عليه! إذاً أصبح رضوانه ليس إلا كوسيلة لتحقيق جنته ويقيني من ناره؛ بل أريد أن يكون الله راضياً في نفسه وأنفقُ كلّ شيء في سبيل تحقيق رضوان الله في نفسه، ولكنه حال بيني وبين تحقيق هذا الهدف هم عباده الذين أهلكهم فيقول: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ‎﴿٢٨﴾‏ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ‎﴿٢٩﴾‏ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ‎﴿٣٠﴾‏ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ‎﴿٣١﴾‏ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ‎﴿٣٢﴾‏} صدق الله العظيم [يس].

    ولذلك حرَّم المهديّ المنتظَر جنّة النّعيم على نفسه وأنفق درجته فيها لجدّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قُربةً إلى ربّي لكي يحقق لي هدفي الأعظم من جنته الذي أعيش من أجله فيكون هو راضياً في نفسه وليس عليَّ فحسب بل على عباده الضالين الذين يتحسر عليهم بعد أن أهلكهم، ولذلك سوف يبعثهم ليجعل النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ لكي يتحقّق هدف المهديّ المنتظَر،
    وفي ذلك سرّ البعث الأول لجميع أموات الكافرين لكي يجعل الله النّاس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ في زمن المهديّ المنتظَر فيتحقق هدف المهديّ المنتظَر يا من تجادل في أمره ولا تحيط بسره. تصديقاً لقول الله تعالى: {عَسَىٰ رَبُّكُمْ أن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جهنّم لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٨].

    وتصديقاً لوعد الله بالحقّ:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨﴾ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119]، بمعنى أنه لم يتحقّق هدف الهُدى فيجعل الله النّاس أمّةً واحدةً منذ أول رسول إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولن يتحقق الهدى للناس جميعاً فيجعلهم الله أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ فيتحقق الهدف من خلقهم إلا في زمن المهديّ المنتظَر الذي يعبد نعيم رضوان نفس ربّه وليس كوسيلة بل كغاية.

    ويا محمود المصري، سوف يحكمُ الله بيني وبينك بالحقّ وهو خير الحاكمين، لا سامحك الله لا من بعد موتك ولا يوم يقوم النّاس لربّ العالمين إن كنت من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر؛ من الذين يؤمنون أول النّهار ويكفرون آخره ويخادعون الذين آمنوا، خدعك الله في نفسك وفي مالك وفي ولدك.
    ألا والله ما دعوت على أحدٍ قط كما دعوت على محمود المصري، غير إنّي أرجو من الله أن لا يجيب دعوتي إلا في حالةٍ واحدةٍ وهي إذا كان محمود المصري من شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر فيؤمنون، من الذين يؤمنون أول النّهار ويكفرون آخره فتنةً للأنصار.

    ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، ويا معشر المسلمين وكافة علماء الأمّة، إن كنتم تعلمون أنّ الدرجة فاز بها محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]. ولم يفتِكم محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن هذه الدرجة التي لا ينبغي أن تكون إلا لعبدٍ واحدٍ هي لنبيٍّ أو رسولٍ؛ بل قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [لا تكون إلا لعبد واحد من عباد الله وأرجو أن يكون أنا هو].

    إذاً كلّ نبيّ يرجو أن يكون هو، ولكنه لن ينالها إلا أقرب عبد من ربّ العالمين، ولذلك تنافسوا على الله أيّهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أَقْرَبُ} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    ولكن لماذا؟ فهل من أجل تحقيق الهدف من خلقهم؟ والجواب:
    {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].

    إذاً أخطأوا الوسيلة فاتخذوا النّعيم الأعظم وسيلة لتحقيق الأصغر ورضي الله عنهم ورضوا عنه فلم يضلوا عن الصراط المستقيم بل عبدوا الله وحده لا شريك له وإنما أخطأوا الوسيلة. فهل فهمتم الخبر أم نزيدكم ونزيدكم علماً حتى نُلجم المُمترين إلجاماً؟


    وكم يُحزنني الجدل في هذا الأمر، ألا والله لا اريد أن أحاجِج النّاس في درجتي في الكتاب، ولكن محمود المصري قد أجبرني فلا سامحه الله ثانيةً واحدةً في الحياة الدُّنيا واليوم الآخر إن كان من شياطين البشر من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر، ولا أجاب الله دعوتي على محمود المصري إن لم يكن من شياطين البشر فإنّ ربّي غفورٌ رحيمٌ، ولا تثريب عليه إن كان من الذين لو علموا الحقّ لاتّبعوه، وأفوّض الحكم لله الذي هو بعباده خبيرٌ بصيرٌ.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ______________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6622 من موضوع حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.

    - 11 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    29 - 07 - 1431 هـ
    11 - 07 - 2010 مـ
    01:36 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    { وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ }
    صدق الله العظيـــــم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النبي الخاتم الأمي الأمين وآله الطيبين الطاهرين..
    السلامُ عليكم إخواني المُسلمين ورحمة الله وبركاته، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..

    ويا أيها السائل أبو حمزة، إنّ سؤالك هو بالضبط: فهل باب رحمة الله مقفولٌ على الكافرين أثناء حدث العذاب أو من بعد الحياة الدُنيا أم لا يزال مفتوحاً؟ ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ بالفتوى من الله من محكم كتابه:
    {لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    ومن ثم نعلم أنّ الله لم يقفل باب الرحمة في الكتاب لا في الدُنيا ولا في الآخرة، ولكن المُشكلة لدى الذين ضلوا عن صراط العزيز الحميد أنهم يائسون من رحمة ربهم وذلك هو الضلال البعيد. وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} صدق الله العظيم [الحجر:56].

    ولكن مُشكلتهم أنهم حين يأتيهم العذاب يبلسون من رحمة الله بعد أن تبيّن لهم أن رسل ربهم جاؤوهم بالحقّ وتبيّن لهم أنهم هم الظالمون لأنفسهم، وسبب عدم كشف العذاب عنهم نظراً لأنهم لم يتضرعوا إلى ربهم من بعد الإيمان أن يكشف عنهم العذاب وسبب عدم تضرعهم بالدُعاء إلى ربهم هو لأنهم مُبلسون من رحمة الله كما يئس إبليس من رحمة ربه، ولذلك قال الله تعالى:
    {حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:44].

    فهل تعلم البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {مُبلسون}؟ والجواب تجده في قول الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50)} صدق الله العظيم [الروم]. ومن ثم يتبيّن لنا المقصود بالضبط البيان من قوله تعالى: {لَمُبْلِسِينَ} صدق الله العظيم؛ وأنه حقاً يقصد يائسين، وكذلك الكُفار المُعذبون مُشكلتهم هي أنّهم مُبلسون من رحمة الله، ولذلك قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:44].

    وبرغم أنّهم حين يرون العذاب جميع الأمم الذين كذّبوا برسل ربهم، يؤمنون بالله وحده ويؤمنون أنّ رسل ربهم جاءتهم بالحقّ من ربهم ويعترفون أنّهم ظلموا أنفسهم وما زالت تلك دعواهم فلم ينفعهم الإيمان بالله والاعتراف بظلمهم لأنفسهم لأنّه لم يرافق الإيمان التضرع إلى الله فيسألوه بحقّ رحمته التي كتب على نفسه، ولكن الذين أهلكهم الله لم تجدهم تضرّعوا إلى ربهم ليكشف عنهم عذابه، وسبب عدم تضرعهم هو لأنهم مُبلِسون من رحمة الله ولذلك يُسمى إبليس بالاسم إبليس لأنهُ مُبلس من رحمة الله وهذه هي مُشكلة شياطين الجن والإنس برغم أنّهم بربهم مؤمنون ويعلمون أنّ الله هو الحقّ المُبين، ويعلمون أنّهم على ضلالٍ مُبين ويعلمون أنّ البعث حقّ والنار حقّ والجنة حقّ ولكنّهم من رحمة الله مُبلِسون كما يئِس إبليس من رحمة ربه برغم أنّه يعلم الصراط المُستقيم لكنّه مع ذلك يريد أن يصدَّ عباد الله عن صراط العزيز الحميد صدوداً شديداً حتى يكونوا معه جميعاً في نار جهنم، فانظر إلى قول إبليس لما قُضي الأمر. وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [ابراهيم:22].

    وهنا يتساءل السائلون: "لماذا إبليس يستمر في الضلال وهو يعلم الحقّ من الباطل؟". ومن ثم نفتيكم بالحقّ أنّ سبب استمراره في الصد عن الصراط المُستقيم هو لأنه يائسٌ من رحمة الله. وسؤال الإمام المهديّ إلى إبليس وكافة شياطين الجن والإنس هو: ألستُم من عبيد الله تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)} صدق الله العظيم [مريم].

    فإذا كان جوابكم: "نعم نحن معشر شياطين الجن والإنس نعلم أنّنا من ضمن عبيد الله خلقنا الله لعبادته وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]".

    ومن ثم يلقي الإمام المهديّ إلى عبيد الله من شياطين الجن والإنس سؤالاً آخر وهو: فلماذا تصدون أنتم ووليّكم الشيطان عن الصراط المُستقيم وتريدون جميعاً أن تبرّوا قسم الشيطان برغم أنّهُ أقسم بالحقّ بعزة الله؟ ولكن بئِس برّ القسم أن يبرّه بالباطل وتريدون جميعاً أن تصدّوا عبيد الله عن الصراط المستقيم من الجن والإنس، فإن كانت حجّتكم كما حجّة الشيطان الرجيم أنه بسبب أن الله أغواه، وقال:
    {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} صدق الله العظيم [الأعراف:16].

    ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ وأقول: ولكن الله قال في محكم كتابه:
    {وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

    برغم أنّي الإمام المهديّ لا أنكر أنّ الله أغوى قلبك عن السجود لخليفته الذي أمرك الله أن تسجد له ولكن سبب أنّ الله أغوى قلبك يا إبليس هو بسبب الكبر والغرور بنفسك، وقد تمّت الفتوى عن سبب إغوائك وصرف قلبك من ربك الذي يحول بينك وبين قلبك، وحتى نعلم عن سبب صرف قلبك ولذلك ألقى الله إلى إبليس بالسؤال عن سبب عدم السجود لآدم. وقال الله تعالى:
    {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:12].

    إذاً سبب أنّ الله أغوى قلبك هو تكبّرك على خليفة ربك لأنّك ترى أنّ الله كَرَّمَهُ عليك وترى أنّك خير منه وأولى أن تكون خليفة الله أنت، ولذلك قال إبليس:
    {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:62].

    إذاً يا إبليس فلم يظلمك ربّك حتى تحقد بغير الحق! وبما أنّك لا تستطيع أن تضر الله شيئاً ولذلك تسعى إلى صدّ عباده من الجن والإنس عن الصراط المستقيم لأنّك تريد أن يجعلهم الله معك جميعاً في نار جهنم أنت وأولياءك من شياطين الجن والإنس ولذلك تودّون جميعاً شياطين الجن والإنس لو يكفر عباد الله جميعاً من الجن والإنس ومن كُل جنسٍ حتى يكونوا معكم سواءً في نار جهنم. وقال الله تعالى:
    {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاء} صدق الله العظيم [النساء:89]، أي سواءً في نار جهنم، إذاً الشيطان وحزبه من شياطين الجن والإنس يدعون حزبهم ليكونوا من أصحاب السعير. وقال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} صدق الله العظيم [فاطر:6]، فهل ترضون يا معشر حزب الشيطان أن تكونوا من أصحاب النار وبئس القرار وأنتم تعلمون أنّ الله حقٌّ والبعث حقّ والنار حقّ والجنة حقّ؟ ولكن مُشكلتكم هو اليأس من رحمة الله. ولكنّي أعود إلى السؤال الأول في هذا البيان فأنسخه لكم مرةً أخرى كما يلي في أول البيان كما يلي:

    وسؤال الإمام المهديّ إلى إبليس وكافة شياطين الجن والإنس هو: ألستم من عبيد الله؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94)} صدق الله العظيم [مريم]؟ وأعلم بجوابكم أنّكم لتعلمون أنّكم عبيد لله مثلنا ولكنّكم يَئِسْتُمْ من رحمة الله فازددتم إسرافاً على أنفسكم نظراً لقنوطكم من رحمة الله، ولكن الله أرحم الراحمين ينادي عباده بشكل عام من الجن والإنس ومن كُل جنسٍ فأمرنا الله أن نقول لكم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)} صدق الله العظيم [الزمر].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الشياطين أو أحد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون: "أفلا ترى أنّ الهدى هدى الله؟ ولذلك يقول الذي أسرف على نفسه يوم القيامة:
    {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} صدق الله العظيم". ومن ثمّ نردّ عليه بالفتوى الحقّ أنّ الله جعل سبباً لهدى القلب والسبب هو الإنابة إلى الربّ ليهدي القلب، ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ} صدق الله العظيم، ومن أناب إلى الربّ ليهدي قلبه إلى الحقّ هداه الله الذي يحول بين المرءِ وقلبه. تصديقاً لوعده الحقّ: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:122].

    فلن يخلف وعده لمن أناب إلى ربه من عبيده جميعاً بشكل عام، فلِمِ اليأس من رحمة الله يا معشر الشياطين؟ ولربّما يودّ أن يقاطعني إبليس الشيطان الرجيم فيقول: "هيهات هيهات أيّها الإمام المهديّ أن يغفر الله لشياطين الجنّ والإنس فيهدي قلوبهم مهما أنابوا إلى ربهم بعد أن لعنهم الله كما لعن إبليس الشيطان الرجيم، فكيف يهدي الله قلوبهم من بعد أن تمّت لعنة الله عليهم ولعنة ملائكته والناس أجمعين فقد لعنهم الله وأهل الأرض وأهل السماء؟ فكيف يهدي الله قلوبهم من بعد أن جازت عليهم لعنةُ الله وملائكته والناس أجمعين؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88)} صدق الله العظيم [آل ‌عمران]؛ بل يا ناصر محمد، فبما أن الله لعن إبليس وشياطين الجن والإنس من الذين كفروا بالله بعد إيمانهم ليس لهم إلا أن يصدّوا عن دين محمد وكافة النبيين حتى يكونوا جميعاً الجنّ والإنس معهم سواء في عذاب السعير".

    ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)} صدق الله العظيم [آل ‌عمران].

    فانظروا يا معشر الشياطين إلى قول الله تعالى:
    {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل ‌عمران: 89]، فلا تكذِّبوا بآيات الله وأنتم تعلمون بل يقبل الله التوبة من قبل الموت لكافة عبيده جميعاً من الجنّ والإنس بشكل عام. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)} صدق الله العظيم [الزمر].

    فانظروا لرد الله بالحجّة على عباده الذين أسرفوا على أنفسهم فقنطوا من رحمة الله:
    {بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آَيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم.

    فاتّقوا الله يا معشر شياطين الجن والإنس، وأنا الإمام المهديّ كفيلٌ على الله بالحقّ أنّ من تاب وأناب إلى ربِّه من عبيده جميعاً ليجدنّ لهُ ربّاً غفوراً رحيماً ولعنةُ الله على الكاذبين، فما كان هذا البيان خدعة لكم حتى أثنيكم عن مكركم حتى لا تحقّقوا هدفكم أن تجعلوا الناس معكم في أصحاب السعير؛ بل أقسمُ بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّي أخاطبكم بالحقّ قلباً وقالباً من غير خداعٍ لكم، فلسنا مثلكم يا معشر الشياطين نقول بألسنتنا في الدين ما ليس في قلوبنا وأعوذُ بالله أن أكون من المُجرمين؛ بل ننطق لكم بالحقّ لعلكم تتّقون، ومن ثم أشهدُ الله وملائكته وحملة عرشه وجميع من في سمواته وأرضه أنّي أفتي جميع شياطين الجن والإنس بالحقّ أن ليس من جازت عليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين أن ليس لهُ الحجّة أن ييأس من رحمة الله ثم يصدّ عباد الله عن الصراط المُستقيم، ولكن تدبروا فتوى الله إليكم وإلى عبيده جميعاً في هذه المسألة. وقال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (86) أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (87) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (88) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (89)} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

    فتدبّروا يا معشر الشياطين قول الله تعالى:
    {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم، فبرغم أنّها قد جازت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (87) أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلَآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (88) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (89) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (90)} صدق الله العظيم [آل ‌عمران]، فانظروا بالضبط لقوله: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ}؛ أي بعد ما حلَّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين فليس لهم الحجّة أن ييأسوا من رحمة الله، ولذلك قال الله تعالى: {كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْمًا كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِى الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (87) أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلَآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (88) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ (89) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (90)} صدق الله العظيم [آل ‌عمران].

    إذاً يا أيّها الناس توبوا إلى الله متاباً، فإذا كان الله سوف يغفر لشياطين الجنّ والإنس لو تابوا وأنابوا وأصلحوا من بعد أن لعنهم الله وأحلّ لملائكته والناس أجمعين أن يلعنوهم ومن ثم وعدهم الله لو تابوا من بعد أن حلّت اللعنة عليهم فتابوا وأصلحوا فسوف يجدوا لهم ربّاً غفوراً رحيماً، فما بالكم بمن هم من دونهم مهما كان إسرافهم على أنفسهم؟ فليعلموا أنّ رحمة الله وسعت كُل شيءٍ سُبحانه وتعالى علوّاً كبيراً فرحمته تسَعُ من تاب وأناب وسأل الله بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن يغفر له فيرفع لعنته ومقته وغضبه عن عبده فقد علم أن لهُ ربّاً غفوراً رحيماً وكان حقاً على الله أن يغفر له إنّ الله على كلّ شيْءٍ قديرٌ إنّ الله لا يخلف الميعاد.

    يا عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم، فاعلموا أنّ الله يغفر الذنوب جميعاً واعلموا أنّه هو الغفور الرحيم لمن تاب وأناب فأنيبوا إلى ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تـُنـْصَرون إني لكم منه نذيرٌ مُبينٌ بالبيان الحقّ للقرآن العظيم حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحق، وتذكّروا يا معشر اليهود قول الله تعالى:
    {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)} صدق الله العظيم [البقرة].

    فتذكّروا قول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (68) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا (70)} صدق الله العظيم [النساء].

    فلِمَ اليأس من رحمة الله يا بني إسرائيل ولِما الحقد على المؤمنين بالله؟ وقال الله تعالى:
    {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:82].

    ويا أهل الكتاب جميعاً والناس أجمعين، إنّي الإمام المهديّ أدعو المُسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين إلى كلمةٍ سواءٍ بين العالمين وبين الإنس والجنّ وبين عباد الله جميعاً في السماوات وفي الأرض أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فلا نعبدُ سواه، وما كان لنبيٍّ أن يأمر الناس بتعظيمه من دون الله فلا تفتروا على الله الكذب في التوراة والإنجيل. وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78) مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ (79) وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (80)} صدق الله العظيم [آل ‌عمران].

    فاتقوا الله يا عباد الله ولا تيأسوا من روح الله حتى ولو استمررتم بتكذيب الإمام المهديّ حتى تروا العذاب الأليم فاعلموا أنّ سُنة الله في الكتاب أنّه لا ينفعكم إيمانكم بالله واعترافكم بظلمكم لأنفسكم ما لم يرافقه التضرع إلى الله أن يغفر لكم ويرحمكم ويكشف عذابه عنكم واعلموا أنّ الله على كُل شيْءٍ قدير. وقال الله تعالى:
    {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ}
    صدق الله العظيم [يونس: 98].


    وسبق التفصيل أنّ سُنة الله في الكتاب في الكافرين أنّه لا ينفعهم إيمانهم حين يرون العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَٰكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)} صدق الله العظيم [فاطر].

    ولربّما يودّ أبو حمزة أن يقاطعني فيقول: "أفلا ترى يا ناصر محمد اليماني أنّ سنة الله في الكتاب أن لا يكشف عن الناس العذاب إذا تحقق على الواقع الحقيقي؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ للمرة المائة وأقول:
    بل تستطيع أن تُغيّر القدر المقدور في الكتاب المسطور بالإيمان والتوبة والإنابة والتضرع بالدُعاء، ولا يكفي الإيمان والاعتراف بظلمهم لأنفسهم ما لم يرافقه الدُعاء. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12)}
    صدق الله العظيم [الدخان].


    فانظر أنّ الإيمان بالله إذا رافقه الدُعاء تمّت الإجابة ولذلك قالوا:
    {رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم، ومن ثم انظر كيف تحققت الإجابة على الواقع الحقيقي وقال الله تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

    فما خطبك يا أبا حمزة لا تكاد أن تفقه قولاً؟ فأنا قلت أنّه لا ينفعهم الإيمان بالله واعترافهم بظلمهم لأنفسهم ما لم يرافقه الدُعاء والتضرع إلى ربهم ليكشف عنهم العذاب ويغير سنّة عليهم في الكتاب برحمته التي كتب على نفسه إنّ الله على كُلّ شيءٍ قديرٌ، فإذا حدث ذلك تمّ تبديل سُنّة العذاب بسُنّة الرحمة في الكتاب إنّ ذلك على الله يسير، ومن استيأس من رحمة ربه فقال الله تعالى:
    {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} صدق الله العظيم [الحجر:56].

    ويُبرِأ الله المصائب في الكتاب برحمته إنّ الله على كُل شيء قدير، وبالدُعاء يتم تغيير القدر المقدور في الكتاب المسطور لو كنتم تعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} صدق الله العظيم [الحديد:22].


    وتمّ الانتهاء من بيان تبديل سُنّة العذاب في الكتاب بسُنّة الرحمة بسبب الدعاء ليهلك من هلك عن بيِّنةٍ ويحيي من حيَّ عن بينةٍ، فإن كذّبتم فسوف يكون لزاماً في أجله المُسمى. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} صدق الله العظيم. [الفرقان:77].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  5. افتراضي

    اقتباس من البيان المرفق رابطه

    اقتباس المشاركة :
    ومن ثم نرفع بالسؤال إلى الله سويّاً فنقول: يا الله يا من أنت الحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، فاحكم بيننا بالحقّ وأنت خير الفاصلين، فهل حكم الخلود على الكفار والمشركين في النّار إلى ما لا نهاية ويجب عليهم أن يستيئسوا فلا يسألوا الله رحمته لكونه قد حكم عليهم بالخلود في نار جهنّم إلى مالا نهاية؟ ومن ثمّ نترك الجواب من الربّ مباشرة بالحكم الحقّ في محكم الكتاب. قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النّار مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فهذا يعني أنهم يستطيعون تحقيق الإشاءة من الله فيرحمهم من الخلود بسببٍ من عند أنفسهم وهو أن يسألوه رحمته فيؤمنوا موقنين أن ليس لهم إلا رحمة ربّهم فيوقنوا أنّ الله حقاً أرحم الراحمين، ويوقنوا أنّه أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم ومن النّاس أجمعين كون الله أرحم الراحمين، وأنّ صفة الرحمة لا تزال في نفس ربّهم سبحانه ولا يزال هو الله أرحم الراحمين، حتى إذا علم الله بهذه العقيدة الحقّ في قلوبهم فلن ينكر ما في قلوبهم أنه الله لا إله إلا هو الرحمن أرحم الراحمين، ومن ثم يجدوا رحمة الله تشملهم. فسبحان الذي وسع كل شيء رحمةً ولم يكتبها لليائسين من رحمة الله فلا ولن يرحمهم الله ما دام يعلمهم يائسين من رحمته.
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=111025
    اقتباس ثاني من من نفس البيان
    اقتباس المشاركة :
    ولي ملاحظةٌ في بياني هذا تخصُّ أنصاريّاً بالذات أن:
    من طلبناه للمباهلة من المعرضين فتولى فهذا لا يعني أنّه من شياطين البشر بل خشي أن يلعنه الله الواحد القهّار خشية أن يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، فإن تولى أحمد عمرو عن المباهلة فلا تقولوا له أنّه هرب لأنه من شياطين البشر بل ادعوا له بالهدى، فلا تنسوا أن أحمد عمرو هو من ضمن هدفكم السامي العظيم ذلك إن لم يكن من شياطين البشر، وحتى وإن كان من اليهود فمنهم من يهتدون إلى الحقّ من كان من ذريّة الكبير من العشرة حرث الأمّ الواحدة فلا يأس من هدى قومٍ منهم، وأمّا الصالحون فمن ذريّة يوسف وأخيه، وكذلك في ذريّة يوسف وأخيه طرائق قدداً، يخرج الحيَّ من الميت ويخرج الميت من الحيّ، فهو يخرج الذاكرين من ذرّيات الغافلين كمثل نبي الله إبراهيم وأبيه آزر، ويُخرج الغافلين من الذاكرين كمثل الأبوين الصالحين في قول الله تعالى: {وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الجنّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (19)} صدق الله العظيم [الأحقاف:17].

    اللهم اغفر لكل من أساء إلينا في هذه الحياة ووعدك الحقّ وأنت خير الغافرين، اللهم وأعزّ وأكرِم وارحم وأَعلِ مقام كل من أحسن إلى عبدك واتّبع الهدى الحقّ من ربّه، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    فلا يزال الإمام المهديّ حريصاً على بلوغ هدفه ما دمتُ حياً، ورجوتُ من ربّي التثبيت الذي يحول بين المرء وقلبه، وإليه تُحشرون، فمن اهتدى فلا يثق في نفسه شيئاً بل يثق في ربّه الذي يحول بين المرء وقلبه أن يثبّته على الهدى.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=111025

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 111025 من موضوع ردّ المهدي المنتظر إلى الدكتور أحمد عمرو الذي ينكر أن رضوان الله النّعيم الأكبر..


    - 13 -

    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=111004

    الإمام ناصر محمد اليماني
    28 - 09 - 1434 هـ
    04 - 08 - 2013 مـ
    11:30 صبـاحاً
    ـــــــــــــــــــــــ



    إعلان تطبيق المباهلة بين الدكتور أحمد عمرو والمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وأئمة الكتاب من الإنس والجنّ ومن تبِع سبيلهم الحقّ من الإنس والجنّ ومن كافة عبيد الربّ بالملكوت صلوات ربّي عليهم جميعاَ وأسلّم تسليماً، أمّا بعد..

    فأقول يا أحمد عمرو لقد أقمنا عليك الحجّة بالحقّ وليس مجرد تطبيلٍ بل نستنبط الحجّة من محكم التنزيل، وأراك تريد أن تفرّ من المباهلة ونِعْمَ الفرار كونه أهون من المباهلة، وأراك كتبت بياناً جديداً ولكنك أجبرتني لنزيد الباحثين عن الحقّ برهاناً بمزيدٍ من إقامة الحجّة عليك بالحقّ، ومن ثم نختم البيان بالمباهلة الحقّ كما هي في محكم كتاب الله، وإنما المسخ إلى خنزير هو بالدعاء عليك ولكني حرٌّ في دعائي فإن شئتُ دعوت عليك أن يمسخك إلى خنزيرٍ بعد أن يلعنك لعناً كبيراً، وإن شئتُ اكتفيت بالمباهلة كما هي في محكم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
    فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:61].

    وسوف نختم بها بياني هذا بإذن الله ولا حوار بيني وبينك من بعد المباهلة بل نترك الحكم لله حتى يجمع بيننا يوم الدين فيحكم بيننا بالحقّ وهو خير الفاصلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴿١٤١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا أحمد عمرو، إنّي أراك تقول إنما تُمْنَعُ شفاعةُ العبيد بين يدي الربّ المعبود للكافرين وأمّا المؤمنون فإن لهم شفاعةَ أولياء الله من الأنبياء والأولياء، ونحن نعلم ما تريد تحقيقه، ويخصّ هدفك المؤمنين لكون الكافرين قد ضمنتم أنّهم سوف يدخلون نار جهنّم داخرين بسبب كفرهم ولكن بقي معكم المؤمنون، ولذلك أحمد عمرو يفتي أن المؤمنين بالله هم الوحيدون الذين يأذن الله لأنبيائه وأوليائه أن يشفعوا لهم، وعليه فقد علمنا ما تريد يا أحمد وهو أن تضمنوا المؤمنين أن يكونوا مشركين بربّهم بسبب عقيدة الشفاعة ولذلك تفتي الذين آمنوا بأنّ لهم الشفاعة وتنفيها عن الكافرين وحتى إذا أقام عليك الحجّة الناصر (علاء الدين نور الدين) بآيةٍ محكمة في القرآن العظيم تنفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود للمؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَاكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِىَ يَوۡمٌ لاَّ بَيۡعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالۡكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    وبرغم أنّ هذه الآية مُحكمةٌ مُوعِظَةٌ للمؤمنين أن لا ينتظروا شفاعة الأنبياء والأولياء بين يدي ربّهم وأنّه لن ينفعهم إلا عملهم الخالص لوجه ربّهم من صدقاتٍ ونفقاتٍ والباقيات الصالحات من الأعمال ولكن أحمد عمرو قال إنّما يقصد الله الكافرين فينفي شفاعة الأنبياء لهم، فأمّا المؤمنون فيقرّ أحمد عمرو أنّ لهم الشفاعة من قبل الأنبياء والأولياء! ومن ثم نقيم عليه الحجّة ونقول: يا أحمد فإن وجدنا أنّ الله قال يا أيها الذين كفروا فصدق أحمد عمرو وكذب المهديّ المنتظَر ناصر محمد، وإن وجدنا الله يخاطب الذين آمنوا بشكل عام وقال:
    {يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟} فكذب أحمد عمرو وصدق الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وإلى الحكم بالحقّ. قال الله تعالى: { يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا۟ أَنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقۡنَاكُم مِّن قَبۡلِ أَن يَأۡتِىَ يَوۡمٌ لاَّ بَيۡعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالۡكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } صدق الله العظيم.

    فلماذا تحرّف الموعظة في الخطاب إلى المؤمنين من ربّهم لنفي شفاعة الأنبياء والأولياء؟ فكيف يقول أحمد عمرو إنّما الله يخاطب الكافرين وليس المؤمنين؟ ومن ثم يقيم عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الحجّة بالحقّ وأقول: يا أحمد لقد تبيّن للباحثين أنّك من الذين يحرِّفون الكلم عن مواضعه فأصبحتَ بحسب فتوى الله في محكم كتابه:
    {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلا قَلِيلا (46)} صدق الله العظيم [النساء].

    وكذلك تحاججنا بآيات الكتاب المحكمات البيّنات في الحكم على الكفار والمشركين أنّهم في النّار خالدين فيها وكأنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره يكفرون بأنّ الكفار والمشركين في نار جهنّم خالدين! وحسبنا الله عليك كيف تُلْبِسُ الحقّ بالباطل، ويا أحمد عمرو، نحن مصدّقون وموقنون أنّ الكفار والمشركين في نار جهنّم خالدين.

    ومن ثم نرفع بالسؤال إلى الله سويّاً فنقول: يا الله يا من أنت الحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، فاحكم بيننا بالحقّ وأنت خير الفاصلين، فهل حكم الخلود على الكفار والمشركين في النّار إلى ما لا نهاية ويجب عليهم أن يستيئسوا فلا يسألوا الله رحمته لكونه قد حكم عليهم بالخلود في نار جهنّم إلى مالا نهاية؟ ومن ثمّ نترك الجواب من الربّ مباشرة بالحكم الحقّ في محكم الكتاب. قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الجنّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النّار مَثْوَاكُمْ
    خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فهذا يعني أنهم يستطيعون تحقيق الإشاءة من الله فيرحمهم من الخلود بسببٍ من عند أنفسهم وهو أن يسألوه رحمته فيؤمنوا موقنين أن ليس لهم إلا رحمة ربّهم فيوقنوا أنّ الله حقاً أرحم الراحمين، ويوقنوا أنّه أرحم بهم من آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم ومن النّاس أجمعين كون الله أرحم الراحمين، وأنّ صفة الرحمة لا تزال في نفس ربّهم سبحانه ولا يزال هو الله أرحم الراحمين، حتى إذا علم الله بهذه العقيدة الحقّ في قلوبهم فلن ينكر ما في قلوبهم أنه الله لا إله إلا هو الرحمن أرحم الراحمين، ومن ثم يجدوا رحمة الله تشملهم. فسبحان الذي وسع كل شيء رحمةً ولم يكتبها لليائسين من رحمة الله فلا ولن يرحمهم الله ما دام يعلمهم يائسين من رحمته.

    ويا أحمد عمرو، أفلا تسأل نفسك لماذا الله جعل المقابلة بين الفريقين وجهاً لوجهٍ فقال للمؤمنين أصحاب عقيدة شفاعة الأنبياء والأولياء: فادعوهم ليستجيبوا لكم فيشفعوا لكم عند ربكم من عذابه إن كنتم صادقين. فما هي النتيجة يا ترى؟ ونترك الجواب من الربّ مباشرة من محكم الكتاب. قال الله تعالى:
    {فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ} صدق الله العظيم [القصص:64].

    بمعنى أنهم قالوا لهم اشفعوا لنا عند الله فأنتم عباده المقربون منه، فما هي النتيجة؟ {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ
    فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64)} صدق الله العظيم [القصص].

    وتمت المواجهة وجهاً لوجهٍ كون أصحاب عقيدة الشفاعة قالوا:
    {فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (53)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثم ناداهم الله من وراء الحجاب فقال لهم مكانكم أنتم وشركاؤكم، أي لا تزالون تعتقدون بشفاعتهم لكم بين يدي. وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم [يونس:28].

    وليس أنهم لم يجيبوهم فحسب؛ بل تبرأ منهم عبادُه المكرمين وكفروا بعقيدة عبادتهم في انتظار شفاعتهم لهم بين يديّ ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكاؤُكُمْ فَزَيَّلْنا بَيْنَهُمْ وَقالَ شُرَكاؤُهُمْ ما كُنْتُمْ إِيَّانا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ لَغافِلِينَ(29)} صدق الله العظيم [يونس].

    ومن ثم ألقى الله سبحانه بسؤالٍ إلى أنبيائه وأئمة الكتاب: هل هم من أفتوا النّاس بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود بعد أن أنزل الله إليهم ذكرهم يحذِّرهم من تلك العقيدة في قول الله تعالى
    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ ربّهم ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51)} صدق الله العظيم [الأنعام]؟ وننظر إلى السؤال من الربّ والجواب من الأنبياء وأئمة الكتاب . قال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    فبالله عليكم معشر الباحثين عن الحقّ انظروا لقول الأنبياء وأئمة الكتاب:
    {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)} صدق الله العظيم، فهل تعلمون ما يقصدون بقولهم: {مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ}؟ أي ما كان ينبغي لنا أن نتّخذ من دونك من شفعاء بل أنذرناهم من تلك العقيدة الباطلة في محكم ذكرك وقلنا لهم ما أمرتنا أن ننذرهم منه في قولك الحقّ:{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    فانظروا لقول الله تعالى:
    {لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ}، ومن ثم انظروا لنفي شفاعة الأولياء العبيد بين يدي الربّ المعبود على لسان الأنبياء قالوا: {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ}، أي لا ينبغي لنا أن نعتقد بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فنحن علّمناهم الحقّ ولكنهم نسوا محكم الذكر المنزَّل إليهم من ربّهم وكانوا قوماً بوراً. فذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ (17)قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)} صدق الله العظيم.

    وقد فصّلنا إليكم من الآيات التي لا تزال تحتاج إلى تبيانٍ وتفصيلٍ فتجدونها هي ذاتها تحمل عقيدة نفس ما جاء في محكم كتاب الله القرآن العظيم في آيات الكتاب المحكمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب في قول الله تعالى، ويفتيكم الله بعدم شفاعة الأنبياء وكافة الأولياء بين يدي الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51]. فبالله عليكم يا معشر علماء الأمّة وعامتهم من الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون به شفاعةَ عبادة المقربين، هل هذه الآية تحتاج إلى تأويلٍ وتفصيلٍ في نفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود في قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى ربّهم لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِىٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم؟

    {وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَ‌زَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُ‌ونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال تعالى:
    {وَذَرِ‌ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّ‌تْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۚ وَذَكِّرْ‌ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَّا يُؤْخَذْ مِنْهَا ۗ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا ۖ لَهُمْ شَرَ‌ابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُ‌ونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وقال تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْ‌شِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    وقال تعالى:
    {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    اللهم إنك تشهد وعبدك يشهد وكفى بالله شهيداً أنّي الإمام المهدي المنتظَر ناصر محمد اليماني، اللهم إن كنت تعلم أن عبدك ناصر محمد اليماني يفتري شخصية المهديّ المنتظَر وهو ليس المهدي المنتظَر اللهم إليك أبتهل أن تجعل لعنتك على الكاذبين لعناً كبيراً حتى يذوقوا وبال أمرهم فلا بدّ أن يذوقوا وبال أمرهم إلى حين، فلا يستوون مثلاً الذين آمنوا وعملوا الصالحات من المفسدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)} صدق الله العظيم [القلم].

    اللهم وإن كنت تشهد أنّك اصطفيت ناصر محمد اليماني المهديّ المنتظَر فجعلته للناس إماماً وكذّب بدعوتي المسلمون اللهم فاغفر لهم فإنهم لا يعلمون وليس لعبدك إلا الصبر والانتظار لهم حتى يهتدوا، فهم كذلك انتظروا بعثَ عبدك الإمام المهدي المنتظَر كثيراً، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وأما الدكتور أحمد عمرو فإنّك به عليم، اللهم إن كنت تعلم أنّه من الذين لو أسمعتهم الحقّ لاتّبعوه اللهم فاغفر له واهده إلى الصراط المستقيم واجعل فيه خيراً كثيراً للإسلام والمسلمين واجعله وذريته للمتقين إماماً وقهم عذاب جهنّم إنّ عذابها كان غراما إنها ساءت مستقراً ومقاماً.
    اللهم وإن كان الدكتور أحمد عمرو قد تبيّن له أنّ ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظَر ولذلك يصرُّ على الصدّ عنه الليل والنّهار اللهم فقد حلّت عليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، اللهم إليك أبتهل أن تجعل لعنتك على الكاذبين الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً؛ الذين يتخذون من افترى على الله خليلاً؛ الذين إنْ يُدعى الله وحده يكفروا وإن يشرك به يؤمنوا، فالحكم لله العلي الكبير هو المولى فنعم المولى ونعم النّصير، وإلى الله ترجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والحكم لله وحده ولا يشرك في حكمه أحداً وهو خير الفاصلين.

    فهذا دعائي بالحقّ من غير ظلمٍ فنجعل لعنة الله على الظالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ
    فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:61].

    وقد زدنا في المباهلة بالحقّ فيما يخصّ اصطفاء المهديّ المنتظَر وذلك لتطمئن قلوبُ قومٍ آخرين لا يزالوا في ريبهم يتردّدون، وآخرون يمسّهم أحياناً طائفٌ من الشيطان فيتذكروا حقيقة النّعيم الأعظم فإذا هم مبصرون يجدون في أنفسهم أنّهم لن يرضوا حتى يرضى ربّهم حبيب قلوبهم، وأمّا المنكرون فالحكم لله في الدنيا والآخرة يحكم بينهم بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا ﴿١٤١﴾} صدق الله العظيم [النساء].. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

    ولي ملاحظةٌ في بياني هذا تخصُّ أنصاريّاً بالذات أن:
    من طلبناه للمباهلة من المعرضين فتولى فهذا لا يعني أنّه من شياطين البشر بل خشي أن يلعنه الله الواحد القهّار خشية أن يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، فإن تولى أحمد عمرو عن المباهلة فلا تقولوا له أنّه هرب لأنه من شياطين البشر بل ادعوا له بالهدى، فلا تنسوا أن أحمد عمرو هو من ضمن هدفكم السامي العظيم ذلك إن لم يكن من شياطين البشر، وحتى وإن كان من اليهود فمنهم من يهتدون إلى الحقّ من كان من ذريّة الكبير من العشرة حرث الأمّ الواحدة فلا يأس من هدى قومٍ منهم، وأمّا الصالحون فمن ذريّة يوسف وأخيه، وكذلك في ذريّة يوسف وأخيه طرائق قدداً، يخرج الحيَّ من الميت ويخرج الميت من الحيّ، فهو يخرج الذاكرين من ذرّيات الغافلين كمثل نبي الله إبراهيم وأبيه آزر، ويُخرج الغافلين من الذاكرين كمثل الأبوين الصالحين في قول الله تعالى: {وَالَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ ما هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (17) أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الجنّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ (18) وَلِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (19)} صدق الله العظيم [الأحقاف:17].

    اللهم اغفر لكل من أساء إلينا في هذه الحياة ووعدك الحقّ وأنت خير الغافرين، اللهم وأعزّ وأكرِم وارحم وأَعلِ مقام كل من أحسن إلى عبدك واتّبع الهدى الحقّ من ربّه، ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

    فلا يزال الإمام المهديّ حريصاً على بلوغ هدفه ما دمتُ حياً، ورجوتُ من ربّي التثبيت الذي يحول بين المرء وقلبه، وإليه تُحشرون، فمن اهتدى فلا يثق في نفسه شيئاً بل يثق في ربّه الذي يحول بين المرء وقلبه أن يثبّته على الهدى.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ______________


    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 202327 من موضوع من الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة البشر المسلم منهم والكافر، فكونوا من أولي الألباب فاسمعوا القول من قبل أن تحكموا ثم اتّبعوا أحسنه ..

    [لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=202314

    الإمام ناصر محمد اليماني
    24 - 11 - 1436 هـ
    08 - 09 - 2015 مـ
    09:43 مساءً
    ــــــــــــــــــــــ



    من الإمام المهديّ المنتظَر إلى كافة البشر المسلم منهم والكافر، فكونوا من أولي الألباب فاسمعوا القول من قبل أن تحكموا ثم اتّبعوا أحسنه
    ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المؤمنين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

    يا معشر البشر، إنّي الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم بالحقّ وأبشّركم بأنّ الله أيّدني بأعظم آيةٍ في الكتاب على الإطلاق وهي حقيقة اسم الله الأعظم يتنزّل في قلوبكم، ولا ولن يعلم علم اليقين بأنّي المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب إلا الذين تنزّلت حقيقة اسم الله الأعظم في قلوبهم، وأولئك هم القوم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(54)} صدق الله العظيم [المائدة].

    ومن كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فأُقسم بربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّهم لن يرضوا بمَلكوت ربِّهم في الآخرة حتى يكون ربّهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً.

    وربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: "اتّقِ الله يا من يدّعي أنّه المهديّ المنتظَر! فكيف تصف حال الله بالحسرة على الذين ظلموا أنفسهم؟". فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على السائلين وأقول: "إنّما الحسرة في نفس الله لا ولن تحدث حتى تحدث الحسرة في أنفسهم على ما فرّطوا في جنب ربّهم بعد أن أهلكهم الله وذاقوا وبال أمرهم وأذاقهم الله العذاب الأليم، وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون، ولكن لا تنسوا صفة الرحمة في نفس الله أرحم الراحمين.

    وتعال أيها الشيخ الفاضل لنضرب لك مثلاً، فلو أنّ ولدك عصى أمرك طيلة عمره حتى الموت فمُتَّ من بعده فوجدته يوم القيامة يصطرخ في نار جهنم نادماً ومتحسّراً على ما فرّط في جنب ربّه وأبيه فكيف يكون حالك أيها الأب الرحيم؟ فوالله لن تهنأ بجنات النعيم والحور العين وأنت تسمع وليدك يصطرخ في نار جهنم بعد أن علمت أنّه نادمٌ ندماً شديداً على عصيان ربّه وأبيه، فهيا أجبني كيف سيكون حالك أيها الأب الرحيم؟ فتفكّر قليلاً وتصوّر الموقف حتى تستشعر الرحمة في قلبك على وليدك، فمن ثمّ تتفكّر فتقول: "إذا كان هذا ما سيكون حالي عليه فكيف بحال من هو أرحم بعباده من عبده الله أرحم الراحمين؟ فهل يا ترى هو كذلك متحسرٌ وحزينُ؟ فهل تستطيع أن تخبرنا عن حال الله أرحم الراحمين أيّها الإمام المهديّ، فهل هو حقاً سوف يكون مُتحسراً وحزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأهلكهم فأصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربهم؟". فمن ثمّ يردّ على السائلين المهديّ المنتظَر وأقول: وما يدريني بما في نفس ربي؟! وإنّما علمت بحسرة الله من الخبر الربّاني الذي أنزله الله في محكم كتابه ليخبر عباده عن حاله أنّه متحسرٌ على عباده الذين أهلكهم الله فتحسّروا على ما فرّطوا جنب ربهم، والحمد لله الذي أنزل إليكم الخبر عن حال الله أرحم الراحمين في محكم كتابه في قول الله تعالى:
    {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فيا إخوة المهديّ المنتظَر في الدم كافة البشر من حواء وآدم، فمن كان منكم يؤمن أنّ الله حقاً أرحم الراحمين فليسأل عقله يُجيبه بالحقّ أنّ الله إذا كان حقاً أرحم الراحمين فبما أنّ عبيده قد أصبحوا نادمين ومتحسّرين على ما فرّطوا في جنب ربّهم فإذا كان هذا حالهم فكيف بحال الله أرحم الراحمين!

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول: "ولماذا لا يرحمهم الله ما دام متحسراً عليهم؟". فمن ثم نردّ على السائلين بالحقّ ونقول: ذلك لكونهم لا يزالون يظلمون أنفسهم باليأس والقنوط من رحمة ربهم، وقالوا:
    {سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ﴿٢١﴾} [إبراهيم]، ومنهم من يبحث عن الشفعاء ليشفع له بين يدي ربه فيقول: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} [الأعراف]، وآخرون يطلبون الرّجعة ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، وللأسف لم يسألوا الله رحمته ظنّاً منهم أنّ الله لا يدخلنهم جنته إلا بأعمالهم؛ بل هي الأعمال الصالحة مجردُ سببٍ لرحمة الله، ولكنّهم لم يقدروا ربهم حقّ قدره!

    وعلى كل حالٍ نعود إلى حقيقة قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه؛ أولئك بما أنّهم حقاً يحبّون ربَّهم أكثر شيءٍ في الوجود وهو ربّ الوجود أحبّ شيء إلى أنفسهم، وبما أنّهم علموا بعظيم حسرة الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فهنا يقول قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه: "فما دام قد تبيّن لنا أنّ ربّنا متحسرٌ وحزينٌ، فماذا نبغي من جنّات النعيم وربنا متحسرٌ وحزينٌ؟ فوربّ السماء والأرض ربّ الملكوت كله لا ولن نرضى حتى يكون ربنا راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً فسُحقاً لجنّات النعيم أجمعين إذا لم يتحقّق النعيم الأعظم من جنات النعيم؛ ذلكم رضوان الله على عباده". فمن ثم يعلمون حقيقة بيان قول الله تعالى:
    {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّ من كان من قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه فإنّهم ليرون تأويل هذه الآية الآن في قلوبهم أنّ رضوان نفس ربهم على عباده هو حقاً النعيم الأعظم من نعيم جنته فيقولون: "فكيف نسعد بجنات النعيم وربنا أحبّ شيءٍ إلى أنفسنا متحسرٌ وحزينٌ؟". ولذلك نُكرِّر القسم بالحقّ قسم المهديّ المنتظَر بالله الواحد القهّار ليس قسم كافرٍ ولا فاجرٍ:
    إنّ ربّهم لن يُرضيهم بملكوت جنّات النعيم يوم القيامة حتى يرضى ربّهم في نفسه لا مُتحسراً ولا حزيناً.

    وربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقول: "يا أيها المهديّ المنتظَر، أليس الله على كلّ شيءٍ قديرٍ؟ فهذا يعني أنّ الله قادرٌ على إرضائهم كونه على كلّ شيءٍ قدير". فمن ثمّ يردّ المهديّ المنتظَر على كافة السائلين وأقول: اللهم نعم إنّي مؤمنٌ أنّ قدرة الله لا حدود لها، ولكنّي أشهد لله شهادة الحقّ اليقين أنّ إصرار قومٍ يحبّهم الله ويحبّونه على تحقيق النعيم الأعظم كذلك لا حدود لإصرارهم كما قدرة الله لا حدود لها! فهل فقهتم الخبر؟ فما أعظم ندم الذين أعثرهم الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يكونوا من التّابعين فيفوتهم أعظم تكريمٍ يوم يقوم الناس لربّ العالمين كون قوم يحبّهم الله ويحبّونه هم الوفد المكرمون الذين لم يتمّ حشرهم إلى جنات النعيم ولا إلى نار الجحيم؛ بل تمّ حشرهم إلى الرحمن وفداً كونهم رفضوا الدخول في جنّات النعيم ويريدون من ربّهم أن يُحقق لهم النعيم الأعظم من جنات النعيم فيرضى. وكيف يكون راضياً ما لم يُدخل عباده المتحسِّرين على ما فرّطوا في جنب ربهم في رحمته فيرضى؟ حتى إذا جاءت الشفاعة من الربّ فشفعت لعباده رحمتُه في نفسه فيأمر بإخراجهم من نار الجحيم وإدخالهم في جنات أهل اليمين، فمن ثم يقول النادمون للوفد المكرّمين: "ماذا قال ربكم؟". قالوا: "الحقّ، وهو العلي الكبير". تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [سبأ:23].

    وليس أنّ الذين أذِن الله لهم بالخطاب خاطبوا ربّهم في شأن عباده، إذ لا ينبغي لهم أن يشفعوا للعبيد بين يدي الربّ المعبود، وإنّما جعلهم الله السبب في تحقيق الشفاعة في نفس الله كونهم خاطبوا ربّهم أن يحقق لهم النعيم الأعظم فيرضى. ولكنّ ربّهم لن يرضى في نفسه حتى يدخل عباده في رحمته فيرضى. فلا تدعوا مع الله أحداً لا في الدنيا ولا في الآخرة فلا وسيط بين الربّ وعبده،
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].

    فكونوا من الشاكرين، وشَحَنَّا بهذا البيان النورانيّ قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحبونه، فذكّر فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين.

    فبلغوا هذا البيان أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، فلا تَهِنوا ولا تستكينوا في شدّ أزر إمامِكم وتعزيره والدعوة إلى الله على بصيرةٍ من ربكم، فقد بعثكم الله وإمامكم رحمةً للعالمين.

    ألا وإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأنصاره حريصون على تحقيق السلام العالميّ بين شعوب البشر وإلى تحقيق التعايش السلميّ بين المسلم والكافر، ونأذن بحرية العقيدة فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وما علينا إلا البلاغ بالبيان الحقّ للكتاب فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، ذلكم ما أمر الله به رُسله والمهديّ المنتظَر أنّه لا إكراه في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:29].

    ولذلك جعل الله النار لمن كفر والجنة لمن شكر وما على الرسل إلا البلاغ المبين.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4052 من موضوع رد الإمام على العضو كاشف وبياناته إلى الشيعة الاثني عشر ..

    - 3 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ
    05 - جمادي الآخرة - 1428 هـ
    20 - 06 - 2007 مـ
    12:17 صباحًا
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=138
    ــــــــــــــــــــــــ



    اليماني المنتظَر يدعو المؤمنين للخروج من عبادة العباد إلى عبادة ربِّ العباد ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وقال الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف]. منَ الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ إلى جميع المسلمين والنّاس أجمعين، والسلام على من اتَّبع الهادي إلى الصّراط المستقيم..

    يا معشر المسلمين، لا تدعوا مع الله أحدًا، وإني لآمركم بالكفر بالتّوسل بعباد الله المقرّبين فذلك شركٌ بالله، فلا تدعوهم ليشفعوا لكُم عِند ربّكم فذلك شركٌ بالله، وتعالوا لننظر في القرآن العظيم نتيجة الذين يدعون من دون الله عبادَه المكرّمين فهل يستطيعون أن ينفعونهم شيئًا أم إنّهم سوف يتبرّأون ممَّن دعاهم من دون الله؟ وكما بيَّنا لكم من قبل بأنّ سبب عبادة الأصنام هي المبالغة في عباد الله المُقَرَّبين والغلوّ فيهم بغير الحقّ، حتى إذا مات أحدهم من الذين عُرفوا بالكرامات والدعاء المُستجاب بالغَ فيهم الذين من بعدِهم؛ وبالغوا فيهم بغير الحقّ فيصنعون لكُلٍّ منهم صَنَمًا تمثالًا لصورته فيدعونه من دون الله، وهذا العبد الصالح المُكرّم قد مات ولو لم يزل موجودًا لنهاهم عن ذلك ولكن الشرك يحدث من بعد موته، فهلمّوا لننظر إلى حوار المشركين المؤمنين بالله ويشركون به عباده المُكرمين، وكذلك حوار الكفار الذين عبدوا الأصنام دون أن يعلموا سرّ عبادتها إلّا أنّهم وجدوا آباءهم كابِرًا عن كابرٍ كذلك يفعلون فهم على آثارهم يهرعون. وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].

    وإليكم التأويل بالحقّ؛ حقيقٌ لا أقول على الله بالتأويل غير الحقّ وليس بالظنّ فالظنّ لا يُغني من الحقّ شيئًا، والتأويل الحقّ لقوله: {‏وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾}، ويقصد الله أين عبادي المُقَرَّبين الذين كنتم تدعونهم من دوني؟ وقال الذين كانوا يعبدون الأصنام: " ربنا هؤلاء أغوينا. " ويقصدون آباءهم الأولين بأنّهم وجدوهم يعبدون الأصنام ولم يكونوا يعلمون ما سرّ عبادتهم لها فهَرَعوا على آثارهم دون أن يعلموا بسرّ ذلك وآباؤهم يعلمون السرّ في عبادتها. ثمّ ننظر إلى ردِّ آبائهم الأولين فقالوا: {أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا}، ويقصدون بذلك بأنّهم أغووا الأمم الذين من بعدهم بسبب عبادتهم لعباد الله المُقَرَّبين ليقرّبوهم إلى الله زُلفًا ومن ثمّ زيّل الله بينهم وبين عباده المقربين فرأوهم وعرفوهم كما كانوا يعرفونهم في الحياة الدُّنيا من الذين كانوا يُغالون فيهم من بعد موتهم، وقال تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾} صدق الله العظيم [النحل]. وإنّما أزال الله الحجاب الذي يحول بينهم وبين رؤيتهم لبعضهم بعضًا فأراهم إيّاهم، ولذلك قال تعالى: {وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِن دُونِكَ ۖ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٨٦﴾}، وذلك هو التزييل المقصود في الآية، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ ۚ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ ۖ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [يونس]. ومن ثمّ قال عباد الله المقربون: {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} صدق الله العظيم [القصص:63]، وهذا هو التأويل الحقّ لقوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ ﴿٦٢﴾ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا ۖ تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ ۖ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم.

    إذًا يا معشر المسلمين، قد كفر عبادُ الله المقرّبين بعبادة الذين يعبدونهم من دون الله كما رأيتم في سياق الآيات وكانوا عليهم ضدًا، تصديقًا لقوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ﴿٨١﴾ كَلَّا ۚ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [مريم].

    إذًا يا معشر الشيعة من الذين يدعون أئمة أهل البيت أن يشفعوا لهم فقد أشركتم بالله أنتم وجميع الذين يدعون عبادَ الله المُقَرَّبين ليشفعوا لهم من جميع المذاهب، وإنّما هم عبادٌ لله أمثالكم، وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وهذا بالنسبة للمؤمنين المشركين بالله عبادَه المقربين، ولكنّه يوجد هناك أقوامٌ يعبدون الشياطين من دون الله؛ بل ويظهر لهم الشياطين ويقولون بأنّهم ملائكة الله المقربين فيخرّون لهم ساجدين حتى إذا سألهم: ما كنتم تعبدون من دون الله؟ فقالوا: الملائكةَ المقرّبين. ومن ثمّ سأل ملائكتَه المقربين: هل يعبدونكم هؤلاء؟ وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَـٰؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ﴿٤٠﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سبأ]. وهؤلاء من الذين تصدّهم الشياطين عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون، وكُلّ هذه الفرق ضالّة عن الطريق الحقّ ويحسبون بأنّهم مهتدون، ويُطلَق عليهم الضالين عن الطريق الحقّ وهم لا يعلمون بأنّهم على ضلالٍ مبينٍ؛ بل ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون بأنّهم يُحسنون صُنعًا.

    وأما فرقةٌ أخرى فليسوا ضالّين عن الطريق وبصَرهم فيها حديد، ولكنّهم إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلًا لأنّهم يعلمون بأنّه سبيل الحقّ، وإن يروا سبيل الغيّ يتّخذونه سبيلًا وهم يعلمون بأنّه سبيل الباطل، أولئك شياطين البشر، أولئك ليسوا الضالين؛ بل هم المغضوب عليهم باءوا بغضبٍ على غضبٍ، كيف وهم يعلمون سبيل الحقّ فلا يتّخذونه سبيلًا وإن يروا سبيل الغيّ يتخذونه سبيلًا؟! كيف وهم يعرفون بأنّ محمدًا رسول الله حقٌّ كما يعرفون أبناءهم ثمّ يصدّون عن دعوة الحقّ صدودًا؟! أولئك هم أشدُّ على الرحمن عتيًّا، أولئك هم أولى بنار جهنم صليًّا، ويحاربون الله وأوليائه وهم يعلمون أنّه الحقّ فيكيدون لأوليائه كيدًا عظيمًا، ويعبدون الطاغوت من دون الله وهم يعلمون أنّه الشيطان الرجيم عدوّ الله وعدّو مَن والاه لذلك اتّخذوا الشياطين أولياء من دون الله وغَيَّروا خلق الله، ويجامعون إناث الشياطين لتغيير خلق الله، فاستكثروا مِن ذُريّات بني البشر عالَم الجنّ الشياطين، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أولئك لا يدخلون النّار بالحساب؛ بمعنى أنّهم لا يؤخَّرون إلى يوم القيامة بل يدخلون في النّار مباشرةً من بعد موتهم، أولئك شياطين البشر في كلّ زمانٍ ومكانٍ يدخلون النّار من بعد موتهم مباشرةً، وعكسهم عباد الله المُقَرَّبون لا يدخلون الجنة بحسابٍ؛ بمعنى أنهم لا يُؤخَّرون إلى يوم القيامة لمحاسبتهم بل يدخلون الجنّة فور موتهم ويَمكُثون في الجنة ما دامت السماوات والأرض، وكذلك شياطين البشر يمكُثون في النّار ما دامت السماوات والأرض، وأما أصحاب اليمين فيُؤخَّر دخولهم الجنّة إلى يوم البعث والحساب؛ بمعنى أنّهم يتأخرون عن دخول الجنّة إلى يوم القيامة فيدخلون الجنة بحساب ويرزقون فيها بغير حساب، وكذلك الضالّون يُؤخَّر دخولهم النّار إلى يوم القيامة فيدخلون النّار بحساب ويأكلون من شجرة الزَقُّوم بغير حساب؛ طعام الأثيم كالمُهل يغلي في البطون كغلي الحَميم. ومعنى القول بحساب أي: يُحاسَبون حتى يتبيّن لهم بأنّ الله ما ظلمهم شيئًا بل أنفسهم كانوا يظلمون، أما شياطين البشر فهم يعلمون وهم في الحياة الدنيا بأنّهم على ضلالٍ مبينٍ أولئك يدخلون النّار مرتين المرة الأولى من بعد موتهم في الحياة البرزخيَّة والأخرى يوم يقوم الناس لله ربّ العالمين.

    ويا معشر المسلمين، تعالوا لأبيّن لكم الفَرْقُ بين أصحاب اليمين والمُقَرَّبين، والفارق هو بين الدرجات، وأن الفرق هو بين عمل الفرض وعمل النافلة تقرُّبًا إلى الله، فإنَّ الفَرق بينهما ستمائة وتُسعون درجة، ولا ينال محبَّة الله أصحاب اليمين بل ينالون رضوانه؛ بمعنى أنّه ليس غاضِبًا عليهم بل راضٍ عنهم، وذلك لأنّهم أدّوا ما فرضه الله عليهم، ولكنّهم لم يقربوا الأعمال التي جعلها الله طوعًا وليس فرضًا؛ بل إن شاءوا أن يتقرّبوا بها إلى ربّهم ولكنهم لم يفعلوها بل أدّوا صدقة فرض الزكاة ولم يقربوا صدقات النافلة.

    ولكنّ الفرق عظيم في الميزان يا معشر المؤمنين، فتعالوا ننظُر الفَرق: فأما المُقَرَّبون فأدّوا صدقة الفرض فكُتبت لهم كحسنات أصحاب اليمين عشرة أمثالها، ومن ثمّ عمدوا إلى صدقات النافلة فأنفقوا في سبيل الله ابتغاء مرضاة الله وقربةً إليه تثبيتًا مِن أنفسهم ولم يكن عليهم فرضُ أمرٍ جبريٍّ كفرض الزكاة بل من أنفسهم، وكان الله أكرم منهم فجعل الفرق بين درجة الفرض ودرجة النافلة ستمائة وتُسعون درجة، وأحبَّهم وقرَّبهم. وقال الله تعالى: {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام:160].

    وتلك هي حسنة الفرض والأمر الجبريّ، ولا تُقْبَل النافلة إلا بعد إتيان العمل الجبريّ ومن ثمّ الأعمال الطوعيّة، وذكر الله الفرق بينهما بنصّ القرآن العظيم بأنّ الحسنة الجبريّة هي في الميزان بعشرة أمثالها وأما الحسنة الطوعيّة قربةً إلى الله فهي بسبعمائة حسنة، وبَيَّن الفرق بينهما أنّه ستمائة وتُسعون درجة، وكذلك يُضاعف الله فوق ذلك لمن يشاء فلم يحصر كرمه سبحانه.

    ولكن توجد هُناك حسنة وسيئة قد جعلهم الله سواءً في الميزان في الأجر أو الوزر وهي قتل نفسٍ بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنّما قتل الناس جميعًا، وكذلك من أحياها وعفا أو دفع ديّة مُغرية لأولياء الدم حتى عفوا فكأنّما أحيا الناس جميعًا.

    فتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، ولينظر أحدُكم هل هو مِن المُقَرَّبين أو من أصحاب اليمين أو من أصحاب الجحيم؟ فهل يعلم بحقيقة عمل الإنسان ونيّته غير الإنسان وخالق الإنسان؟ فانظروا إلى قلوبكم تعلمون هل أدّيتُم ما أمركم الله به أم لا؟ وإذا أدَّيتُموه انظروا هل عملكم خالصٌ لوجه الله أم لكم غاية أخرى ( رياء الناس أو حاجة دنيوية في أنفسكم )؟ فأنتم تعلمون ما في أنفسكم وكذلك ربّكم، فانظروا إلى نوايا أعمالكم وسوف تعلمون هل أنتم من المُقَرَّبين أم مِن أصحاب اليمين أم مِن أصحاب الشِّمال، وذلك تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الحشر].

    أخو المسلمين خليفة الله على البشر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهَّر؛ اليماني المُنتَظَر الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _____________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  8. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 294106 من موضوع تحذيرٌ إلى كافة المؤمنين بالله ثم ألبسوا إيمانهم بظلمِ الشرك بالله؛ إنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ ..





    الإمام ناصر محمد اليماني
    23 - ذو الحجّة - 1439 هـ
    03 - 09 - 2018 مـ
    11:04 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=294082

    ــــــــــــــــــــــــ



    تحذيرٌ إلى كافة المؤمنين بالله ثم ألبسوا إيمانهم بظلمِ الشرك بالله؛ إنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم أرحم الراحمين، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله أجمعين ومن تبعهم من المؤمنين بالله وحده ولم يُلبسوا إيمانهم بالشرك بالله أحداً من عباده، أولئك لهم الأمن من عذاب الله في الدنيا والآخرة، وقد اقترب عذاب الله، وإني لكم لمن الناصحين فاسمعوا وعُوا فلا أحذّركم إلا ما حذّر به رسلُ الله أجمعين أن لا تعبدوا إلا الله وحده فلا تدعوا مع الله أحداً في الحياة الدنيا وفي الآخرة، واعلموا أنّ الله أرحم الراحمين فلا تلتمسوا الرحمة من عذابه عند أحدٍ من عباده الصالحين من الأنبياء والأولياء الصالحين فذلك كفرٌ بأنّ الله أرحم الراحمين، فلا ينبغي أن يكون هناك عبدٌ لله هو أرحمُ بكم من الله أرحم الراحمين، واعلموا أنّما ابتعث الله رسله إلى عباده لينذروهم من الشرك بالله وأنْ ليس لهم من دون الله نبيٌّ ولا وليٌّ يشفعُ لهم بين يدي الله أرحم الراحمين؛ من أوّل نبيٍّ إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليه وعليهم أجمعين وعلى من استجاب لدعوتهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    فاستجاب رسلُ الله لأمر ربهم وأنذروا عباده أنّ من أشرك بالله ليحبطنّ عمله فلا يتقبل منه شيئاً فيكون من الخاسرين، فَصَدَعَ رسلُ الله بأمر الله لعباده أن لا يشركوا بالله وأنذروا العباد أن ليس لهم من دون الله لا وليٌّ ولا نبيٌّ يَشفع لهم بين يدي الله.

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].

    وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فكيف تعتقدون بحديث الإفك على رسول الله محمدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه قال:
    [أنا لها، أنا شفيعكم يوم الدين بين يدي ربّ العالمين] ؟!! وإني الإمام المهديّ أقول يا أسفي على المسلمين فجميعهم يعتقدون أنّ محمداً رسول الله شفيعهم يوم الدين، فأحبطَ الله أعمالهم فلا يتقبل منهم أعمالهم. فوالله ثم والله لا يستجيب لدعوة الإمام المهديّ إلا أولو الألباب المتدبّرون لآيات أمّ الكتاب في محكم القرآن العظيم، فلسنا بحاجةٍ إلى تفسيرٍ ولا تأويلٍ من علماء المسلمين لعامة المسلمين في العالمين، ولا يكفر بها فيتّبع ما يخالفها إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. كونهنّ الأساس لعبادة الله وحده لا شريك له. ولكن المسلمين المؤمنين بالله وكتبه ورسله يُعرضون عن آياتٍ هُنّ أمّ الكتاب في محكم القرآن العظيم فيعتقدون بما جاء مخالفاً لهنّ في الأحاديث المدسوسة في سنّة رسول الله؛ جاءتهم من عند غير الله ورسوله ومُخالفةٌ لمحكم كتاب الله ومخالفةٌ لأحاديث محمدٍ رسول الله في السُّنة النبويّة الحقّ! فكيف يحسب أنه على الهدى من اتّبع ما يخالف لمحكم كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ صلى الله عليه وعلى من اتّبع دعوته من المؤمنين وأسلّم تسليماً؟

    فيا أسفي على المؤمنين بالله ثم ألبسوا إيمانهم بظلم الشرك، إنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ لأنفسهم، فلا يتقبل الله صلاتهم ولا كافة أعمالهم حتى يؤمنوا بالله وحده لا شريك له، فلا شفيع لكم من دونه، فإذا لم يرحمكم الله فمن ذا الذي هو أرحم بكم من الله فيشفع لكم بين يدي الله أرحم الراحمين؟ وقال الله تعالى:
    {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

    وإني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني مُستغنٍ برحمة الله في الدنيا وفي الآخرة، فلا أدعو مع الله أحداً، ولا أعتقد بشفاعة أنبياء الله وأوليائه أن يشفعوا لي بين يدي الله من عذابه، فإن اعتقدت بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فلن أجد لي من دون الله ملتحداً ولن يغني عني أحدٌ من عذابه، فلا أرجو إلا رحمة الله، فمن ذا الذي هو أرحم بي من الله أرحم الراحمين؟ فَمَنْ اعتقد بما يعتقد به الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فقد صدّق بالقرآن العظيم وصدّق بأحاديث رسوله الحقّ، فيا للعجب يا معشر المسلمين في العجم والعرب فكيف تصدّقون بالباطل وتتّبعونه وتعرضون عن الحقّ في محكم القرآن وعن الحقّ في أحاديث سنّة البيان؟ فكيف ترون الحقّ باطلاً والباطل حقّاً! فهل أنتم مسلمون أم مُبلسون من رحمة الله أرحم الراحمين؟ ألا وإنّ المُبلسين من رحمة الله في عذاب الله خالدون في النار، وسبب بقائهم في عذاب الله هو بسبب إبلاسهم من رحمته وينتظرون أن يرحمهم سواه فيشفع لهم بين يدي ربهم، فاتقوا الله يا معشر المُبلسين من رحمة الله وتذكّروا قول الله تعالى:
    {حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولو كنتم مستغنين برحمة الله أرحم الراحمين أن تشفع لكم رحمته من عذابه لما اعتقدتم بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود، فهل تعتقدون كما يعتقد عبيد الأصنام تماثيل قومٍ صالحين بسبب مبالغة أممٍ من قبلهم في أولياء الله وأنبيائه أنهم شفعاؤهم عند الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ وقال الله تعالى:
    {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـٰؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّـهِ ۚ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّـهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    وإنما يختفي سرّ عبادة الأصنام عن الأمم الذين اتّبعوا آباءهم الأولين المُبالغين في عباد الله المقربين وهم عبادٌ لله أمثالهم ولهم الحقّ في الله ما لأنبيائه وأوليائه الصالحين المتنافسين إلى ربهم أيهّم أقرب، فلا ينبغي لعبدٍ يعبد الله وحده لا شريك له ومن ثم يتنازل عن المنافسة في حبّ الله وقربه لأنبيائه وأوليائه العابدين، أم تجدونهم تَفضّلوا بالله لأحدهم أن يكون هو الأقرب؟ فقربةً إلى من تتفضلون بالله الحقّ! فماذا بعد الحقّ إلا الضلال؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ بل إنكم لكاذبون يا عبيدَ عباد الله المقربين، فتذكّروا قول الله تعالى:
    {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    أم إنّ الوسيلة حصرياً لرسله من دون التابعين لهم؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين. وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

    فمن الذي منعكم من منافسة أنبياء الله وأوليائه التّابعين لهم المتنافسين هم ورسله أيّهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه؟ فأنّى يتجرأون أن يشفعوا لكم بين يدي الله؟ وما ينبغي لعبدٍ أن يطلب من الله الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود كونه ليس بأرحم من الله أرحم الراحمين، سبحانه! وجميع أنبياء الله حذّروا أقوامهم من عقيدة الشفاعة من العبيدِ للعبيدِ بين يدي الربّ المعبود، ولسوف يَسأل اللهُ رسلَه وأئمةَ الكتاب فيقول لهم هل أنتم أضللتم عبادي هؤلاء فقلتم لهم أنكم شفعاؤهم بين يدي ربهم، أم هم ضلّوا السبيل من بعدكم بسبب المبالغة فيكم ولم يتّبعوا الذِّكر الذي أنزلته عليكم؟ فتعالوا لننظر إلى سؤال الله لأنبيائه وأئمة الكتاب، وانظروا ردّهم بالجواب بالحقّ على ربهم. وقال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚوَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗوَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

    ويا معشر كافة علماء المسلمين وعامتهم أجمعين والناس كافةً، كونوا شهداء على أنفسكم أنه تبيّن لكم أنّكم كنتم على الباطل جميعاً المسلم منكم والكافر سواء، أم يزعم المسلمون أنهم أهدى من الكافرين سبيلاً؟ فمن ثمّ يردّ الإمام المهديّ على المسلمين وأقول: والله ثم والله لو صلّيتم الليل والنهار لله وأنفقتم جبالاً من ذهبٍ وأنتم تعتقدون بشفاعة محمدٍ رسول الله لكم بين يدي الله فإنّ الله ليحبطنّ أعمالكم فلا يتقبل منها شيئاً ثم في النار تُسجرون، ألم يفتِكم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنه لا يتجرأ أن يشفع حتى لابنته الوحيدة، وأنه لن ينفعها إلا عملها وإخلاصها لربّها؛ راجية رحمته وتخشى عذابه؛ معتقدةً برحمة الله وأن ليس لها من دون الله من وليٍّ ولا شفيعٌٍ؟ وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
    [يا فاطمة بنت محمد اعملي لنفسك فإني لا أغني عنك من الله شيئاً] صدق عليه الصلاة والسلام. فإذا كان محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يجرؤ أن يشفع لابنته فكيف يشفع لأمّته؟ أفلا تعقلون!

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚوَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة:3]، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: [يا فاطمة بنت مُحمد اعملي لنفسك فإني لا أغني عنك من الله شيئاً] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    ومن ثم تبيّن لنا الحديث المُفترى عن النّبي كذباً أنَّ محمداً رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم، يشفع للناس كما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    فيأتون آدم فيقولون له اشفع لذريتك ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بإبراهيم ، فإنه خليل الله ، فيأتون إبراهيم ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بموسى ، فإنه كليم الله ، فيؤتى موسى ، فيقول : لست لها ، ولكن عليكم بعيسى ، فإنه رُوح الله وكلمته ، فيؤتى عيسى ، فيقول : لست لها، ولكن عليكم بمحمد .
    فأوتى فأقول : أنا لها ، ثم أنطلق فاستأذن على ربي ، فيؤذن لي ، فأقوم بين يديه ، فأحمده بمحامد لا أقدر عليها إلا أن يلهمنيها ، ثم أخر لربنا ساجداً ، فيقول : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفَّع ، فأقول : يا رب ، أمتي أمتي، فيقول : انطلق فمن كان في قلبه حبة من برةٍ أو شعيرةٍ من إيمانٍ فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل .ثم أرجع إلى ربي فأحمده بتلك المحامد ، ثم أخرُّ له ساجداً ، فيقال لي : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفَّع ، فأقول : يا رب أمتي أمتي ، فيقال لي : انطلق ، فمن كان في قلبه مثقال حبة من خردلٍ من إيمان فأخرجه منها ، فأنطلق فأفعل .
    ثم أعود إلى ربي أحمده بتلك المحامد ، ثم أخر له ساجداً ، فيقال لي : يا محمد ، ارفع رأسك ، وقل يسمع لك ، وسل تعطه ، واشفع تشفع ، فأقول : يا رب ، أمتي أمتي ، فيقال لي : انطلق ، فمن كان في قلبه أدنى أدنى أدنى من مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل.
    انتهى الاقتباس
    انتهى حديث الشيطان الرجيم المفترى على رسول الله الكريم على لسان أوليائه شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر للصدّ عن الذكر، وأقصد من افتراه فتولّى كِبْرَهُ ولا أقصد من رواه بظنّه أنه عن رسول الله، ولكنه لا تُكشف لكم الأحاديث المكذوبة عن النّبيّ إلا بعرضها على آيات أمّ الكتاب المحكمات، فإذا كان الحديث نبويّاً في السُّنة الحقّ من عند الله ورسوله فحتماً لن يخالف القرآن، وأمّا إذا كان من أحاديث شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر لصدّ المسلمين عن اتّباع الذكر القرآن العظيم فحتماً سوف تجدون بين الحديث المفترى على الله ورسوله وبين محكم القرآن العظيم اختلافاً كثيراً كون القرآن العظيم محفوظ من التحريف والتزييف، ولذلك جعله الله الكتاب المرجع المهيمن على التوراة والإنجيل والأحاديث في السُّنة النبويّة، فما كان فيهم جاء مخالفاً لمحكم القرآن العظيم فاعلموا يا معشر المسلمين أنّه حديثٌ مفترًى جاءكم من عند غير الله ورسوله. أم إنكم لا تعلمون بالمنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر؛ المندسّون بين صحابة رسول الله الحقّ قلباً وقالباً؟ فجميعهم مسلمون ظاهرَ الأمر معلنون الطاعة والولاء لله ورسوله غير أنّ طائفةً من التابعين منافقون يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر، وكانت لا تفوتهم محاضرةٌ من مجالس البيان عند النبيّ حتى يكسبوا ثقة المسلمين فيُبيّتون أحاديث إلى ما بعد موت النبيّ فَيَروُونَها للناس ثم تأتي مخالفةً لأحاديث رسول الله عن صحابته الحقّ الذين معه قلباً وقالباً، وكذلك تأتي مخالفةً لمحكم آيات أمّ الكتاب البيّنات في القرآن العظيم, وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فلكم ذكرتُ ولكم كررتُ دعوى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم بعرض ما لديكم على محكم آيات الكتاب البيّنات هنّ أمّ الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ، فنُغربل سُنّة محمدٍ رسول الله من الأحاديث المفتراة ونطهّرها بإذن الله تطهيراً، ونجاهدكم بمحكم القرآن جهاداً كبيراً، ونعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى على كتاب الله وسنّة رسوله، فأبيتم يا معشر كِبار علماء المسلمين من بعد ما تبيّن لكثيرٍ منكم أنه الحقّ! والذين لا يعقلون ينتظرون لتصديقكم ومكذّبين عقولهم التي جعلها مع البيان الحقّ للقرآن العظيم كونها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. فوالله ثمّ والله لا ولن يتّبعوا البيان الحقّ للقرآن بالقرآن للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا الذين يعقلون سواء من علماء المسلمين وعامتهم، وأمّا الذين لا يعقلون فهم من أصحاب النار، وحتماً سوف يقولون أمثال قول أهل النار تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الملك].

    فلن يُغني عنكم علماءُ الأمّة المعرضون شيئاً من عذاب الله، فاتقوا الله يا أولي الألباب، فما يتذكّر إلا أولو الألباب خير الدواب. واستجيبوا قُبيل رجفة نيزك كويكب العذاب أو قبل مرور كوكب سقر ذي أمطار الأحجارٍ، واستجيبوا لداعي الحقّ من ربكم، وتهافتوا في موقعنا بصوركم وأسمائكم الحقّ في طاولة الحوار العالميّة فلن يسعني وإيّاكم جميعاً غيره، ذلكم موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني منتديات البشرى الإسلاميّة للحوار من قبل الظهور، وسارعوا يا معشر المسلمين بالبيعة لله في قسم البيعة في طاولة الحوار العالميّة واستكثروا من الخيرات حتى لا يمسّكم السوء فإن عذاب الله لآت؛ بل اقترب.

    واعلموا أنّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض قبل مواليد أنبيائكم وهجرتهم، ومنها أربعة حُرُمٌ، وآخر عامكم هذا شهر محرم الرابع في الأشهر الحُرُم والأخير في السَّنة القمريّة، ويبدأ العام القمريّ من شهر صفر.

    ولكنّ المستكبرين أبشّرهم بعذابٍ عقيمٍ من ربّ العالمين كونه تبيّن لهم الحقّ من ربّهم وعنه يصدّون، فمن يُجيرهم من عذابٍ قريبٍ على الأبواب الساعة التاسعة في يومٍ ما في شهرٍ ما؟ اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    عبدُ الله وخليفته الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  9. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 20771 من موضوع ردّ الإمام على ضياء في بيان "الوسيلة" وبيان معنى التنافس على حبّ الله ..

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    26 - 09 - 1432 هـ
    26 - 08 - 2011 مـ
    07:21 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركــــــــة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=20762
    ــــــــــــــــــــــ



    ردّ الإمام على ضياء في بيان "الوسيلة" وبيان معنى التنافس على حبّ الله ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمدٍ رسولِ الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله من عبيده في الملكوت إلى يوم الدين وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين..

    ويا ضياء، يا من يتحدى إمام الهدى فإنّي الإمام المهديّ ابتعثني الله لأهديكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد ونذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد، وننذرُكم بأسٍ من الله شديدٍ للمعرضين عن الدعوة إلى عبادة الله وحده وعن التنافس في حبّ الله وقربه أيُّهم أقرب إلى الربّ، فذلك هو ناموس الهدى في محكم الكتاب للذين اهتدوا إلى صراط العزيز الحميد من الأنبياء ومن اتَّبعهم، وأفتاكم الله في محكم كتابه عن طريقة هداهم في قول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    ولم يقلْ لكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ ولم يفتكِم أنّه لا ينبغي لكم أن تنافسوه في حبّ الله وقربه؛ بل أمركم بما أمره الله به أن يقول لكم:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    فما هو الاتِّباع لمحمدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ والجواب هو: أن نعبد الله وحده كما يعبده محمدٌ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم ونتنافس مع محمدٍ رسولِ الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه، ولن يستجب لدعوة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا من كان يحب الله فيجد أنَّ حبَه الأعظم في قلبه هو لربه الله وحده لا شريك له، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    أيْ إنْ كنتم تحبّون اللهَ فاتَّبِعوني لنتنافس في حبّ الله وقربه إن كنتم صادقين في محبتكم لله فلكل دعوى برهان، فاستجيبوا لدعوتي إلى عبادة الله وحده لا شريك له وتنافسوا في حبّ الله وقربه
    {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ}.

    ولكنّكم قلبتم الآية يا ضياء وكأنّ الله قال: إنْ كنتم تحبّون محمداً رسولَ الله فاتّبعوني يحبِبْكم الله! وكأنّ المنافسة هي في حبِّ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كونَكم جعلتم محمداً رسول الله هو خطاً أحمرَ بين الله وعبيده وتعتقدون أنّه لا يجوز لأيِّ عبدٍ أن يتمنّى منافسة محمدٍ رسول الله في أقرب درجةٍ إلى ذي العرش فأصبحت منافستكم في الحبّ هي إلى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كونكم جعلتموه خطاً أحمر لا ينبغي تجاوزه إلى الربّ، ولكنكم تُحِلُّون المنافسة إلى الرسول أيُّكم أحبّ وأقرب إليه.

    ولربّما ضياء يودّ أن يقاطعني فيقول: "بل نعبد الله وحده لا شريك له وإنّما حبّ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقربنا زلفةً إلى الربّ"، ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: وإلى أين منتهى الزلفة في حبّ الله وقربه؟ ومعلوم جوابك يا ضياء سوف تقول: "إلى أقرب درجةٍ من النّبيّ كوننا لا يحقّ لنا أن نتمنى أن نكون أحبّ وأقرب إلى الله من نبيه"، ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام المهديّ وأقول: فقد أشركت بالله يا ضياء! ألا والله لا ينبغي للأنبياء ومن تبعهم واقتدى بهديهم أن يفضلوا بعضهم بعضاً في حبّ الله وقربه، بل تجدون أنّهم يتنافسون إلى ربِّهم أيّهم أحبّ وأقرب إلى الربّ. تصديقا لقول الله تعالى:
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

    فانظر يا ضياء إلى فتوى الله عن طريقة هداهم إلى ربّهم
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، إذاً فكلّ عبدٍ يعبد الله كما ينبغي أن يعبد وحده لا شريك له يتمنى أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب، فإن كنتم تحبّون الله يا ضياء فاستجبْ لدعوة الحقّ من ربِّك وتنافس مع العبيد في حبّ الله وقربه {إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ}.

    ألا والله الذي لا إله غيره إنّ أنصار المهديّ ما استجابوا لدعوة التنافس في حبّ الله وقربه إلا لأنّهم يحبون الله، ولكن الذين لا يحبون الله بالحبّ الأعظم فتجدونهم يلتهون بحبّ ما دونه.. ويا سبحان الله العظيم! وإنّما أمركم الله أن تحبّوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من بعضكم بعضاً، بمعنى إذا كنت تحب فلاناً أكثر من رسول الله فذلك ضعفٌ في الإيمان بالله ورسوله. تصديقاً لحديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
    [والذي نفسي بيده لايؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين]. ((البخاري)).

    ولكن الله ورسوله لم يأمراكم أن تحبّوا محمداً رسول الله أكثر من الله فإن فعلتم فقد جعلتم لله نداً في الحبّ في القلب فأشركتم بالله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ وَلَوْ يَرَ‌ى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَ‌وْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وإنّي أرى ضياء يعلن الدفاع عن محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويا سبحان الله فهل أفتاكم ناصر محمد اليماني أن تحبونه أكثر من محمدٍ رسول الله ولم يأمركم أن تحبوا بعضكم بعضاً أكثر من النّبيّ عليه الصلاة والسلام؟ ولكن أنصاري وممن أظهرهم الله على أمري لمِن الشاهدين أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد يدعو المؤمنين أن يكونوا أشدّ حباً لله كما كان يدعوهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى عبادة الله وحده لا شريك له والتنافس في حبّ الله وقربه، ولو كانوا يدّعون محبة الله فلكل دعوى برهان فليتنافسوا في حبّ الله وقربه كما يفعل أنبياؤه ورسله ومن اتبعهم واقتدى بهديهم
    {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم. إذاً فبالعقل والمنطق لن يستجيب إلا الذين يحبّون الله و{يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم. وإذا وُجد الحبّ في القلب وُجدت الغيرة على من تُحبّ فتريد أن تكون أنت الأحبّ والأقرب إلى الربّ، ولذلك تجد الذين يحبون الله {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، ولكنك لست منهم يا ضياء.

    ألا والله إنّ الإمام المهديّ ليقول لكم إنْ كنتم تحبّون الله فاتّبعوني للتنافس في حبّ الله وقربه يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم. وهذه هي دعوة كافة أنبياء الله ورسله إلى الإنس والجنّ لمن كان يحب الله من العبيد فليستجِبْ لدعوتهم فيتنافس معهم في حبّ الله وقربه
    {أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} إلى الربّ. ولسوف نبدأ بهذه النقطة الحوار مع الضيف الكريم ضياء شرط أن نحتكم إلى الله ليحكم بيننا فيما اختلفنا وشرط أن تأتيني أو آتيك بحكم الله من محكم كتابه في قلب وذات موضوع الحوار، وشرط أن نستنبط حكم الله من آيات الكتاب المحكمات البيِّنات هُنّ أمّ الكتاب وأساس هذا الدين كونكم تعتقدون أنّ الاقتداء هي المبالغة للأنبياء والرسل، ولكنّ المهديّ المنتظر يُفتي بالحقّ أنّ الاقتداء بالأنبياء هو اتِّباع هديهم فنسلك ذات طريقتهم إلى ربِّهم أيُّهم أقرب إلى الربّ. تصديقاً لفتوى الله عن طريقة هداهم إلى ربهم: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، ولكنكم حرَّمتم الوسيلة يا ضياء على أنفسكم وجعلتموها حصرياً للأنبياء من دون الصالحين وكلّ الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون به أنبيائه ورسله كذلك حرَّموا على أنفسهم الوسيلة إلى أقرب درجة إلى الربّ بل يسألونها لأنبيائهم من دونهم فأشركوا بالله.

    ويا ضياء، إنَّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يُفتِكم أنَّ الدرجة العالية الرفيعة التي يتنافس عليها أنبياءَ الله ورسله ومن اتَّبعهم لم يقل عنها محمدٌ رسولُ الله أنّها لا تنبغي إلا أن تكون لأحدٍ من أنبياء الله؛ بل جعل الفتوى شاملةً أنها لا تنبغي أنْ تكون إلا لعبدٍ من عبيد الله، كما ورد في سُنَّة البيان الحقّ عنه عليه الصلاة والسلام:
    [أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَلُولٍ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ ، لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ،وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ] صدق عليه الصلاة والسلام.

    وهذه الرواية قد خلت من الإدراج في أولها ولكن فيها إدراج في آخرها سنجعله باللون الأحمر ولسوف نقوم بتنزيلها كما هي في بعض كتبكم.
    [أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَلُولٍ ، حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنِي كَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ ، فَإِنَّهَا مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ ، لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، وَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ عَلَيْهِ الشَّفَاعَةُ"]، رَوَاهُ الإِمَام أَحْمَد ، عَنِ الْمُقْرِئ .

    ويا سبحان الله عمَّا يشركون! فكيف لمحمدٍ عليه الصلاة والسلام ليأمركم أن تسألوا الله الوسيلة له من دونكم جميعاً لأنها لا تكون إلا لعبدٍ من عبيد الله؟ ويا سبحان الله! والآخرين عبيد من يا ترى؟ بل فكذلك أنتم من عبيد الله فكيف يحصرها لنفسه من دونكم؟ ألم يُفتِكم أنّها لا تكون إلا لعبدٍ وأفتاكم أنّه لا يعلم من هو ذلك العبد المجهول؟ والدليل قوله عليه الصلاة والسلام:
    [لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ]. ولكن من شغفكم للمبالغة في النّبيّ أفتيتُم من عند أنفسكم أنّها لمحمدٍ رسول الله حصرياً من دونكم، فقطعتم السبيل إلى استمرار التّنافس بين العبيد إلى الربّ المعبود أيُّهم أقرب! فما أعظم افترائِكم عند الله أيها المشركين! أفلا تعلمون أنّ الله لم يخبر كافة أنبيائِه ورسله من هو العبد المجهول صاحب تلك الدرجة وذلك لكي يستمر التنافس بين العبيد بشكل عام إلى الربّ المعبود أيُّهم ذلك العبد المجهول الأقرب إلى الرب؟ لذلك تجدون كل واحدٍ منهم يتمنّى أن يكون هو ذلك العبد الأقرب إلى الربّ كونهم ليعلمون أنّه عبدٌ مجهولٌ لم تعلن النتيجة عنه، ولذلك قال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} صدق الله العظيم، أي أيُّهم ذلك العبد المجهول الأحبّ والأقرب إلى الربّ.

    وخلاصة هذا البيان آمركم بأمر الله إلى نبيّه:
    {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:31].

    أي إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوني لعبادة الله وحده لا شريك له للتنافس في حبّ الله وقربه أيُّنا العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ من غير تعظيمٍ للعبيد، فلم يتخذ الله ولداً من عبيده حتى يكون هو الأولى بأبيه أنْ يكون الأحبّ والأقرب بل نحن عبيد الله جميعاً سواءً أنبياء الله ورسله ومن اتّبعهم، فلنا الحقّ سواءً في ذات الله فهو الربّ ونحن العبيد، ويحقُّ للصّالحين من التّابعين في ذات ربهم ما يحقّ لأنبيائِه ورسله، فلم يتميّزوا عليهم في ذات الله بشيءٍ فالكل عبيد الربّ ونحن له عابدون، ذلكم الله ربّكم الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ} صدق الله العظيم [يونس:32].

    ولكنّك يا ضياء وكأنّك تقف ضدّ هذه الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له والتّنافس في حبه وقربه فيقف ضياء ضدّ الدعوة المباركة بحجّة أنّه يدافع عن النّبيّ ومن ثمّ يردُّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وهل أعلنَ الحرب الإمامُ المهديّ على جدِّه محمدٍ رسول الله أم ابتعثه الله ناصراً له فيقتدي بهديه ويحاج بذات البصيرة التي كان يحاج بها الناس محمد رسول الله ومن اتّبعه واقتدى بهديه يحاج بذات البصيرة الحقّ من ربه؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].

    وأما بالنسبة لرؤياك فهي تخصّك فإن صدقت فلنفسك وإن كذبت فعلى نفسك تكذب، وإنما الرؤيا تخصّ صاحبها وتظلّ تخصّه حتى يصدقها الله بالبرهان بالحقّ على الواقع الحقيقي ومن ثم تصير حجّة على الآخرين. كمثل رؤيا الإمام المهديّ لجده محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
    [كان مني حرثك وعليٌّ بذرك، أهدى الرايات رايتك وأعظم الغايات غايتك، وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته].
    وفي رؤيا أخرى:
    [وإنّك أنت المهديّ المنتظر يؤتيك الله علم الكتاب، وما جادلك عالمٌ من القرآن إلا غلبته].
    وفي أخرى:
    [وإنّك أنت المهديّ المنتظر وما جادلك عالم من القرآن إلا غلبته].

    ولكن من صدَّق أنّ الإمام المهديّ هو ناصر محمد اليماني لا شك ولا ريب استناداً على هذه الرؤيا فليسمح لي أنْ أقول له إنّه لمن الجاهلين، فما يدريه فلعل ناصر محمد اليماني كاذبٌ في الرؤيا كما ضياء، ولكنّ أولي الألباب سوف يقولون سننظر أصدقتَ أم كنت من الكاذبين، فإن كنت المهديّ المنتظر فلا بدّ أن يُصدِقك الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي ومن ثم نجد أنّه حقاً لا يُجادلك عالمٌ من القرآن إلا وهيّمنت عليه بالعلم والسُلطان المبين كون الحجة هي سلطان العلم وليس فقط الحلم بالمنام.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  10. افتراضي

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4687 من موضوع الرد على أخي المبايع المصري بالحقّ وكل من أراد الحقّ ..

    - 1 -
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    17 - 05 - 1430 هـ
    12 - 05 - 2009 مـ
    03:07 صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    الرد على أخي المبايع المصري بالحقّ وكل من أراد الحقّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، أُشهدُ لله بالحقّ أنّ الله أرحم بكم من آبائكم ومن أمّهاتكم وأبنائكم وإخوانكم؛ بل أرحم بكم من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأرحم بكم من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. وسبب عذابكم لأنكم ترجون الرحمة ممن هم أدنى رحمة من الله فيشفعون لكم بين يدي أرحم الراحمين، أفلا تتقون؟

    ويا أيها المبايع المصري، إني أراك تحاجّني ببياني وكأنّي قلت لكم إنّي سوف أتقدم بين يدي الله وأقول: أنا لها، أنا لها. فأطلب من الله الشفاعة! أفلا تتقِ الله أخي الكريم؟ ولماذا لا تُبصر الحقّ والمقصود؟ فتعال لأزيدك علماً بالحقّ، وأشهدُ أنّي لم أجدْ في الكتاب أرحم من محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالناس، ولا أعلم بمن هو أرحم من محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا الله أرحم الراحمين، ونظرت إلى رحمة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالناس فوجدته كاد أن يذهب نفسه حسراتٍ على الناس من شدة الأسى والتأسف عليهم. وقال الله تعالى:
    {
    فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦} صدق الله العظيم [الكهف].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} صدق الله العظيم [فاطر:8].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣} صدق الله العظيم [الشعراء].

    فزاده الله عتاباً، وقال الله تعالى:
    {
    طه ﴿١مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢} صدق الله العظيم [طه].

    ولكن محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - استمَرَّ في التحسر على الناس ويكاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات بسبب عدم إيمانهم بالحقّ، ولذلك يتحسّر عليهم لأنّ الله سوف يعذبهم ويريد أن ينقذهم بالتصديق، فأعرضوا ثم حرص عليهم واستغفر لهم، فردّ الله عليه بالحقّ:
    {
    اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠} صدق الله العظيم [التوبة].

    وأوجِّه لك سؤالاً ولجميع الباحثين عن الحقّ: أليس التقدم بين يدي الله يوم القيامة طالباً الشفاعة بمعنى أنّه يرجو من الله أن يغفر للذين كفروا؟ فإذاً لا يجوز لمحمدٍ رسول الله والمؤمنين في الدنيا أن يستغفروا الله فيرجون منه أن يغفر للذين كفروا فكيف يجوز لهم ذلك يوم القيامة؟ وقال الله تعالى:
    {
    مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١١٣} صدق الله العظيم، [التوبة].

    وهل تعلمون يا معشر الباحثين عن الحقّ أنّ الله ينزع الرحمة من قلوب جميع المتقين يوم القيامة حتى لا يرحموا أصحاب الجحيم؟ وقال الله تعالى:
    {
    وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم [الأعراف:50-51].

    وذلك حتى لا يأسَوْا على أهليهم في النار شيئاً ولا يحزنوا عليهم شيئاً. وقال الله تعالى:
    {
    فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴿٣٤عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٣٥هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦} صدق الله العظيم [المطففين].

    ولو لم ينزع الله الرحمة من قلوب كافة الأنبياء والمرسلين وكافة عباد الله المتقين لحزنوا حزناً شديداً على أهاليهم ولما استمتعوا بالجنة شيئاً لأنهم في حزنٍ على أهاليهم، ولكنّ الله نزع الرحمة من قلوب المتقين نحو أهل النار فتجدونهم يضحكون منهم وليسوا محزونين عليهم شيئاً كما كانوا محزونين عليهم في الدنيا، وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كذلك ينزع الله من قلبه الرحمة بالكافرين يوم القيامة حتى ولو كانوا من المقربين، فتصور الآن أيّها المبايع المصري لو أنّ أباك في النار وأنت في الجنة فهل تراك سوف تنعم في الجنة وفي قلبك أسى وحزن وحسرة على أبيك؟ كلا لن تكون سعيداً وسوف تظلّ حزيناً على أبيك لو كان ولا قدر الله في النار، ولذلك ينزع الله الرحمة من قلوب المتقين وكأنهم لا يعرفون آباءهم ولا أمهاتهم ولا إخوانهم ولا عشيرتهم برغم أنهم يبصرونهم ويعرفونهم ولكنْ وكأنهم لا يعرفونهم وكأنّ لا أنساب بينهم من قبل بين المتقين والكافرين، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴿١٠١فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٢وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿١٠٣} صدق الله العظيم [المؤمنون].

    ولذلك تجدون أصحاب الجنة قلوبهم جعلها الله كمثل قلوب خزنة جهنم لا يرحمون المعذَّبين في نار جهنم وذلك حتى يكون أصحاب الجنة سُعداء وليس في قلوبهم حزنٌ ولا أسى على أحدٍ من الكافرين. وأقسمُ بالله العظيم لو لم ينزع الله من قلوبكم الرحمة يوم القيامة تجاه الكافرين من أصحاب النار لتعذبتم في أنفسكم عذاباً عظيماً، فانظروا إلى حال محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو في الدنيا يكاد أن يذهب نفسه عليهم حسراتٍ من قبل أن يراهم في العذاب؛ بل وهو يرى الكافرين مسرورين فرحين وبرغم ذلك يكاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات، فكيف بحسرته يوم يراهم في جهنم يصطرخون فيها! تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [فاطر].

    ولكنك تجده يوم القيامة يخاصمهم ويقيم عليهم الحجّة بين يدي ربّهم أنه بلّغهم وأنذرهم. وقال الله تعالى:
    {
    إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١} صدق الله العظيم [الزمر].

    وكذلك الرحمة تُنزع من قلب محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوم القيامة على الكافرين ويقيم عليهم الحجّة ويشهد أنّه بلّغهم وحذَّرهم فأعرضوا عن الحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {المص ﴿١كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴿٤فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿٧وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٨وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴿٩} صدق الله العظيم [الأعراف].


    ألا والله لو تُركت الرحمة في قلب محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما كان في الدنيا لكان من أشدِّ الناس عذاباً في نفسه حسرةً على الكافرين من أصحاب النار، ولكن الله لم ينزع الرحمة من قلب محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - والمتقين تجاه بعضهم بعضاً؛ بل قال الله تعالى:
    {
    وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٤٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

    بمعنى أن الرحمة لن تُنزع من قلوب المتقين تجاه بعضهم بعضاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿٤٧} صدق الله العظيم [الحجر].

    ولكنكم تجدونهم لا يرحمون الكفار شيئاً؛ بل يضحكون منهم ولم يحزنوا عليهم شيئاً، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴿٣٤عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٣٥هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦} صدق الله العظيم [المطففين].

    ولذلك تجدون أصحاب الجنة حين يستغيث أصحاب النار لا يرحموهم شيئاً. وقال أصحاب النار لأصحاب الجنة:
    {
    وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم [الأعراف:50-51].

    ولو لم يفعل الله ذلك فما ظنّكم بعظيم حزنكم على أقربائكم وأولادكم وآبائكم وإخوانكم لو كانوا من أصحاب الجحيم؟ وما ظنّكم بحزن إبراهيم على أبيه آزر الذي كان من الكافرين؟ وكذلك الإمام المهديّ ينزع الله من قلبه الرحمة يوم الدين بالكافرين، ولكن لماذا حرَّم على نفسه جنة النعيم؟ إنه ليس رحمة بالناس؛ بل لأني أعلمُ من الله ما لا تعلمون، ويا قوم قد علمتم بعظيم حسرة محمد رسول الله أرحم عبدٍ في خلق الله أجمعين فما ظنّكم بحسرة ربّ العالمين الذي هو أرحم بعباده من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ الله أرحم الراحمين؟ ولكنكم لا تعلمون ما يقوله الله في نفسه فور هلاك عباده الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم وقال الله تعالى:
    {
    وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].


    ولماذا لا يتحسر الله على عباده وهو أرحم الراحمين؟ ولكن الذي أغضب الله منهم هو يأسهم من رحمته فهم منها مبلسون حين يرون العذاب الأليم، وقد علمتم الآن أنّ الله يتحسر على عباده بعد أن يهلكهم في الدنيا بسبب تكذيبهم برسل ربهم وكذلك يوم القيامة، فالعبد الخبير بالرحمن المذكور في القرآن في قوله تعالى:
    {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان:59]؛ يفتيكم عن حال ربكم أرحم الراحمين أنه ليس بسعيدٍ ويتحسر على عباده في نفسه ولكنهم من رحمته يائسون، ويتوسل أصحاب النار إلى الملائكة أن يدعوا الله أن يُخفف عنهم يوماً واحداً من العذاب، وأفتتهم الملائكة أنْ يدعوا ربهم فليس ممنوع الدعاء للربّ يوم القيامة. وقال الله تعالى: {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴿٤١﴾ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّـهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ﴿٤٢﴾ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّـهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ﴿٤٣﴾ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾ فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ ﴿٤٧﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴿٤٨﴾ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗوَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظروا لقوله:
    {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّكم وجدتموهم بدل أن يدعوا الله أن يرحمهم فتجدونهم يلتمسون الرحمة عند الملائكة الذين هم أدنى رحمةً من الله فيتوسلون إليهم أن يدعوا الله أن يخفف عنهم يوماً واحداً من العذاب، ولكن الملائكة أجابوهم بالحقّ وقالوا: {قَالُوا فَادْعُوا}، أي ادعوا ربكم فهو أرحم بكم من ملائكته، ولكن الكفار لم يفطنوا ولذلك يدعون عباده من دونه لكي يدعوا ربهم أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، وذلك هو الضلال والشرك بالله أن يدعوا غير الله فيرجون منهم أن يدعوا الله أن يرحمهم؛ أولئك يئسوا من روح الله الذي وسِع كل شيء رحمةً وعلماً وهو أرحم الراحمين، ولم يعرفوا ربّهم ولم يقدروه حقّ قدره فيعلموا أنّه أرحم الراحمين، ولذلك تجدونهم يلتمسون الرحمة عند من هم أدنى رحمةً من أرحم الراحمين، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال بسبب البحث عن الرحمة عند عباده من دونه ليدعوا ربهم؛ فجعلوا بينهم وبين الله وسيطاً وأشركوا بالله، وما دعاء الكافرين إلا في ضلالٍ بسبب الدعاء من عباده من دونه أن يشفعوا لهم عند ربهم وذلك هو الضلال البعيد. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗوَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    فانظروا لقوله:
    {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنهم يدعون غير الله من عباده ويلتمسون الرحمة عندهم ليشفعوا لهم عند الله حتى يخفف عنهم يوماً واحداً من العذاب، ولذلك قال الله عن دعائهم لملائكته من دونه: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، وبسبب دعائهم لغير الله في الدنيا وفي الآخرة حتماً سيدخلون جهنم داخرين ولن يجدوا لهم من دون الله من ينفعهم أو يشفع لهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠} صدق الله العظيم [غافر].

    فلا تُجادلني أيها المصري بأنّ الشفاعة لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واستغنِ برحمة الله ولا تنتظر للشفاعة من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا من ناصر محمد اليماني. ولم أقل بأني سوف أشفع لكم بين يدي الله حسب اعتقادكم بالشفاعة، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين! وإنما أفتيتكم كيفية الشفاعة أنها ليست كما تزعمون ولا تحيطون بها علماً، وإنما أحاجّ ربي في تحقيق النعيم الأعظم بالنسبة لي من نعيم ملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ومهما كانت ومهما تكون فأعوذُ بالله أن أدخلها حتى يتحقق لي النعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه وليس متحسراً على عباده. وليس إنّي أحاجّ الله في عباده سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! فليس لي من الأمر شيئاً، وإنما لأنّي علمتُ أنّ الله أرحم بعباده من عبده وليس سعيداً في نفسه؛ بل مُتحسر على عباده أعظم من تحسّر محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاسألوا الخبير عن الرحمن وأفتيكم بالحقّ وأقول لكم انظروا تحسّر الله أرحم الراحمين على عباده في محكم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    فتذكّروا وتدبّروا {
    يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}؛ مَنْ الذي قال ذلك؟ إنّه الله أرحم الراحمين قال ذلك، فكيف لا يتحسّر على عباده وهو أرحم الراحمين! ولكنّ الذين يئسوا من رحمة الله فالتَمَسوا الرحمة مِن سواه ظلموا أنفسهم وأشركوا بالله، والشرك ظلم عظيم لأنفسهم. فهل تحبون الله أم تحبون أنفسكم يا معشر المؤمنين؟ فإن كنتم تحبون أنفسكم فلتتخذوا رضوان الله وسيلة لتحقيق الحور العين وجنات النعيم، وإن كنتم تحبون الله فأقسمُ بالله العظيم لا تستمتعون بالحور العين وجنات النعيم وأنتم تعلمون أنّ الله ليس راضياً في نفسه بسبب ظلم عباده الذين في النار لأنفسهم، فإن نُزعت الرحمة من قلوبكم نحوهم فإن الذي لا يتغيّر ولا يتبدل الأوّل والآخر والظاهر والباطن لا يزال كما هو في الدنيا وفي الآخرة أرحم الراحمين، لو كنتم تعلمون لمَا بحثتم عن الرحمة لدى عباده من دونه فهل أنتم برحمة الله مؤمنون؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّـهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٢} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
    أخوكم عبد النعيم الأعظم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، قد جعل الله في أسمائي حقيقة لأمري أيها المبايع المصري.
    ____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

المواضيع المتشابهه
  1. هلموا إلى باب كرم خالقكم الله ارحم الراحمين
    بواسطة الاواب في المنتدى قسم الإستقبال والترحيب والحوار مع عامة الزوار المسلمين الكرام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 16-04-2022, 03:02 PM
  2. ارحم الراحمين
    بواسطة كلمة الحق في المنتدى البرهان اليقين على حقيقة النَّعيم الأعظم من نعيم جنَّات النَّعيم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-03-2021, 12:21 AM
  3. جمال يوسف عليه السلام ورحمه الله ارحم الراحمين
    بواسطة وائل عزالدين الحطامي في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-02-2021, 01:43 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •