الموضوع: إلى إمامنا سؤال لم أستطع فهم إجابته من أحد !

النتائج 1 إلى 10 من 22
  1. افتراضي إلى إمامنا سؤال لم أستطع فهم إجابته من أحد !

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

    سيدي الامام ( ناصر محمد اليماني ) احييك وإليك سؤالي او تسائلي كما ناقشته مع الغير ولم يقنعني رد من احد


    قبل فترة ليست ببعيده استغليت فرصة وجودي عند احد العلماء وسألته .

    هل الله عالم بكل ما ساعمله في هذه الدنيا ؟

    رد علي وببساطة : نعم بكل تاكيد

    فقلت له فكيف يستقيم للعقل ان يخلق شيء وهو يعلم يقيناً بكل ماسيفعله ثم يدخلة النار او حتى يحاسبه ؟

    هنا بدء يشرح لي ان علم الله ( سابق لا سائق ) ولم اجد في شرح هذه الجمله غير مهرب عقلي لما عجزوا عن تفسيره فببساطه بعد انتهاء شرحه اعدت عليه استفساري .. هل يعرف الله سلفاً اني كنت ساجلس معك واني غداً سافعل كذا وكذا واني ساذنب او ساتوب او اي تصرف اتصرف ؟

    انا لايعنيني ان يكون علمة ( سابق لا سائق ) ولا اريد مصادره عقلي بجمله كهذه سؤالي واضح وضوح الشمس ( هل يعرف او لايعرف ) فالرد على هذا وحده هو ماينقل العقل الى احد المربعين

    الاول : ان قلت انه يعرف فيكفيني فقط انه يعرف ولست بحاجة لشرح اني حر بتصرفاتي وانه لايلزمني بها ويكفيني ان اقول لك اترك ارادتي التي اتصرف بها كيف اشاء وحدثني عن إله يعلم سلفاً بكل ماسيفعله عبده من يوم خلق الى ان يموت ثم يحاسبه ويعاقبه .. معرفته بحد ذاتها بكل شيء تطرح تساؤلات عقليه تطعن في قدسيه العقل وتعييه.

    واما ان تنقلني الى المربع

    الثاني : وهو انه لايعرف غير تقديراً وليس يقيناً وهنا سيلغى سؤالي وستكون هذه اجابته التي لا اعتقد انها الاجابه الصحيحه .

    سيدي الامام ( ناصر محمد اليماني ) ماردكم على تساؤلي ؟

    لكم كل حبي وتقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  2. افتراضي

    الإمام ناصر محمد اليماني
    20 - 09 - 1434 هـ
    27 - 07 - 2013 مـ
    10:19 صبـاحاً
    ــــــــــــــــــــــ

    ردّ الإمام المهدي إلى محمد العامر بمزيدٍ من علوم الذكر الحكيم عسى أن يهديه الله الصراط المستقيم ..

    اقتباس المشاركة : محمود العامر
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
    سيدي الامام ( ناصر محمد اليماني ) احييك وإليك سؤالي او تسائلي كما ناقشته مع الغير ولم يقنعني رد من احد
    قبل فترة ليست ببعيده استغليت فرصة وجودي عند احد العلماء وسألته .
    هل الله عالم بكل ما ساعمله في هذه الدنيا ؟
    رد علي وببساطة : نعم بكل تاكيد
    فقلت له فكيف يستقيم للعقل ان يخلق شيء وهو يعلم يقيناً بكل ماسيفعله ثم يدخلة النار او حتى يحاسبه ؟
    هنا بدء يشرح لي ان علم الله ( سابق لا سائق ) ولم اجد في شرح هذه الجمله غير مهرب عقلي لما عجزوا عن تفسيره فببساطه بعد انتهاء شرحه اعدت عليه استفساري .. هل يعرف الله سلفاً اني كنت ساجلس معك واني غداً سافعل كذا وكذا واني ساذنب او ساتوب او اي تصرف اتصرف ؟
    انا لايعنيني ان يكون علمة ( سابق لا سائق ) ولا اريد مصادره عقلي بجمله كهذه سؤالي واضح وضوح الشمس ( هل يعرف او لايعرف ) فالرد على هذا وحده هو ماينقل العقل الى احد المربعين
    الاول : ان قلت انه يعرف فيكفيني فقط انه يعرف ولست بحاجة لشرح اني حر بتصرفاتي وانه لايلزمني بها ويكفيني ان اقول لك اترك ارادتي التي اتصرف بها كيف اشاء وحدثني عن إله يعلم سلفاً بكل ماسيفعله عبده من يوم خلق الى ان يموت ثم يحاسبه ويعاقبه .. معرفته بحد ذاتها بكل شيء تطرح تساؤلات عقليه تطعن في قدسيه العقل وتعييه.
    واما ان تنقلني الى المربع
    الثاني : وهو انه لايعرف غير تقديراً وليس يقيناً وهنا سيلغى سؤالي وستكون هذه اجابته التي لا اعتقد انها الاجابه الصحيحه .
    سيدي الامام ( ناصر محمد اليماني ) ماردكم على تساؤلي ؟
    لكم كل حبي وتقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    انتهى الاقتباس من محمود العامر

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وآلهم الأطهار وجميع أنصارهم الأخيار في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

    ويا أخي الكريم محمد العامر أولاً نبدأ الردّ على السؤال الأول الذي تقول فيه:
    ســ1- هل الله عالم بكل ما سأعمله في هذه الدنيا ؟

    جــ 1- ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي وأقول: سوف نترك لك الجواب من الله مباشرةً من محكم الكتاب. قال الله تعالى:
    { وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا ٱلْمُسْتَأْخِرِينَ }
    صدق الله العظيم [الحجر:24]

    ويقصد بأنه يعلم بأعمال خلقه أجمعين الأوّلين والآخرين ويعلم أيَّهم يتقدم لاتّباع الحقّ وأيَّهم يتأخر عن الاتّباع، وليس أنَّ الله قدر لهم أعمال السوء سبحان الله العظيم!! بل علَّام الغيوب يعلم ما فعلتم و ما تفعلون وما سوف تفعلون، ومن ثم كتب الأحكام الجزائيّة منها ما هو في الدنيا من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون، ومنها ما هو في الآخرة.
    فأمّا الأحكام الجزائية في الدنيا فجعل هناك فارقاً زمنياً بين زمن الفعل وزمن الحكم الجزائي، فإن تاب من عمل السوء فمن ثم يبدل الله الحكم الجزائي بحكم العفو والغفران فلا يصيبه كون العبد تاب من قبل أن يأتي زمن الحكم الجزائي، ولذلك يمحو الله الحكم الجزائيّ لمن تاب وأناب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }
    صدق الله العظيم [الحديد:22]

    ولذلك قال الله تعالى:
    { وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) }
    صدق الله العظيم [الفرقان]

    وإنما يبدل أحكام ما قد فعلوه من أعمال السوء فيستبدل الحكم الجزائي بحكم العفو والمغفرة كون التوبة وفعل الحسنات يذهبن السيئات فتمحوها.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    { إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى ‏لِلذَّاكِرِينَ }
    [هود: 114]

    ويا حبيبي في الله محمد العامر، فإنَّ الله علّام الغيوب وقابل التوب شديد العقاب، وربّما يودّ أن يقول محمد العامر: "يا ناصر محمد إنما سؤالي هو: ما دام الله يعلم بذنوب أهل النّار من قبل أن يفعلوها، فلماذا خلقهم الله؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: "يا
    محمد، إنَّ الله أراد أن يُرديهم في نار جهنم كونه علم أنهم كالأنعام لن يستخدموا عقولهم شيئاً. وقال الله تعالى:
    { وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }
    صدق الله العظيم [الأعراف:179]

    ولذلك تجد اعتراف أهل النار على أنفسهم بالحق فقالوا:
    { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ }
    صدق الله العظيم [الملك:10]

    ولذلك تجدون الإمام المهدي ناصر محمد اليماني دائماً يدعوكم إلى استخدام عقولكم وعدم الاتّباع لما وجدتم عليه أسلافكم وآباءكم حتى تتفكروا فيما وجدتم عليه آباءكم قبل الاتّباع فتتفكروا فيه هل هو حقٌّ يقبله العقل والمنطق أم باطلٌ لا تقبله عقولكم! وربّما محمد العامر يقول: "يا أخي ناصر محمد، إني لا أكفر بعلم الغيب لله وإنما أقول إن الله قد علم بكافة أعمال خلقه منذ أن يوم خلقهم وسؤالي هو: لماذا أوجدهم في هذه الحياة ما دام علم بما سوف يفعلون مسبقاً" ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول :"يا محمد العامر، ما خلقهم الله ليعذبهم سبحانه وما يفعل الله بعذابهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147) }
    صدق الله العظيم [النساء]

    فبرغم علم غيب أعمالهم فإنَّ الله ليس غاضباً عليهم في نفسه كونهم لم يفعلوا أعمال السوء بعد وإنّما يعلمها الله في علم الغيب وبرغم ذلك فليس في نفس الله منهم شيء برغم أنه قد علم بأعمالهم في علم الغيب عنده ولم يغضب عليهم شيئاً كونه سبحانه حرّم على نفسه أن يغضب على عباده من قبل أن يفعلوا ما يغضبه حتى ولو كان يعلم ذلك في علم الغيب فإنه سبحانه حرّم على نفسه أن يغضب على عباده من قبل أن يفعلوا السوء كونه سبحانه يرى إنَّ ذلك ظلمٌ في حقِّهم لو يغضب عليهم من قبل أن يفعلوا السوء وحتى لا تكون لهم حجّة على الله يرسل إليهم أولاً رسولاً لينهاهم ويحذرهم غضب نفس ربّهم وإنّ الشرك بربّهم وفعل السوء والفساد في الأرض يُغضب نفس الله وذلك حتى لا تكون لهم حجّة على ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) }
    صدق الله العظيم [النساء]

    ولذلك يبعث رسله ليحذروهم غضب نفس ربهم. تصديقا لقول الله تعالى:
    { وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ } [آل عمران:30]

    وتصديقا لقول الله تعالى:
    { وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ}
    صدق الله العظيم [آل عمران:28]

    فإن كذبوا برسل ربّهم فعصوا أمر الله ورسله فهنا أُقيمت حجّة الله عليهم و يحل لله أن يغضب من فعلهم من بعد أن فعلوه على الواقع الحقيقي. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {
    يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ﴿٨٠كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ۖ وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ ﴿٨١وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ﴿٨٢}
    صدق الله العظيم [طه]


    ورغم ذلك كتب على نفسه الرحمة أنَّ من خالف وعصى الله ورسله وفعل ما يغضب نفس ربّه فإنه غفار لمن تاب وأناب وعمل عملا ً صالحاً. تصديقاً لقول الله تعالى :
    {وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ ﴿٨١وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ ﴿٨٢}
    صدق الله العظيم

    ويا محمد العامر إن من هواية نفس الله العفو، ولذلك تجده يحب الكاظمين الغيظ من أجله والعافين عن النّاس كونه يحب العفو من عظيم رحمته بعباده، وبغض النظر عن علم الله لأعمال عباده فهو قادر أن يغفر لهم ذنوبهم جميعاً ويبدلهم حسنات لئن تابوا وأنابوا إلى ربّهم ليجدوا الله غفوراً رحيماً، ولذلك أنزل الله في محكم كتابه نداءً عاماً يشمل كافة عبيد الله في الملكوت كله بما فيهم شياطين الجنّ والإنس وبما فيهم إبليس كون النداء جعله الله نداء يشمل لكافة عبيده في الملكوت كله وذلك النداء في قول الله تعالى:
    { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ(57)أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(58)بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ ءَايَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ(59) }
    صدق الله العظيم [الزمر]

    إذاً يا محمد فلا حجة لكم على ربّكم سبحانه وتعالى علواً كبيراً، فلا يظلم ربّك أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِم النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }
    صدق الله العظيم [يونس:44]

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربَ العالمين..
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    _________________________






    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  3. افتراضي


    اقتباس المشاركة 51399 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..





    - 26 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    05 - 04 - 1430 هـ
    01 - 04 - 2009 مـ
    04:32 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ



    بل أنا مؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره، فهل تفتري حتى على المهديّ المنتظَر وهو على قيد الحياة؟

    يا علم الشيطان الرجيم لا تفتري علينا بغير الحقّ، فأنا المهديّ المنتظَر المؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره، ولكن قضاءك وقدرك حسب فتواك أن تزني فترتكب الفاحشة والمُنكر ومن ثم تقول بفتواك إنّ ذلك قضاءٌ وقدرٌ! وكان جدالنا حول ذلك، ولكنك الآن تفتري علينا أنّي أنكر القضاء والقدر، فاتقِ الله، فأنت لا تفرِّق بين القضاء والقدر والفحشاء والمُنكر، وأنا المهديّ المنتظَر لك لبالمرصاد ولن تضل الأمّة من بعد حضور المهديّ المنتظَر وها أنا فيهم يا عدو الله. ولو كنتَ واثقاً من نفسك أنّك على الحق لتجرَّأت إلى مُباهلة ناصر محمد اليماني وفي موقعي بين يدي الباحثين عن الحقّ، ولكنك لا ولن تتجرأ على ذلك، وهل تعلم لماذا؟ لأنك تعلم علم اليقين حقيقة أمرك أنّك من شياطين البشر ومن ألدِّ أعداء المهديّ المنتظر، ولن تجد الغلظة لدى المهديّ المنتظَر إلا في التخاطب مع شياطين البشر أمثالك، وقد حاورتني كثيراً فلماذا لا تجرؤ على المُباهلة؟ بل تريدنا أن نعيد الحوار نفسه وقد قضينا فيه أياماً تترى وهيمنتُ عليك بالحقّ وتريدُ أن تعيدنا من جديدٍ وفي نفس الموضوع، فأنت لا تريد إلا أن تضيّع وقت المهديّ المنتظَر من البلاغ للأمّة، والوقت صار قصيراً، أفلا تُجيبني لدعوة المُباهلة؟ ومن ثمّ نترك المُباهلة في موقعي بين يدي عالَم الأنترنت الباحثين عن الحقّ، ومن ثم ننتظر الحُكم من الله الواحد القهّار بين المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وبين علم الجهاد، فإن كان ناصر محمد اليماني شيطاناً أشراً وعلم الجهاد على الحقّ فالحُكم لله وسوف ترون ما يصنع الله بناصر محمد اليماني، وإن كان علم الجهاد يصدُّ عن الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين فسوف تعلمون ما يصنع الله بعلم الجهاد فيجعله الله عبرةً لمن يعتبر فيمسخه إلى خنزيرٍ وآية التصديق للمهديّ المنتظَر.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    عدوكم اللدود يا معشر اليهود؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 5090 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..





    - 7 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 02 - 1430 هـ
    29 - 01 - 2009 مـ
    09:34 مساءً
    ــــــــــــــــــ


    تعالوا لحكم الله بيننا بالحقّ في مُحكم القرآن العظيم..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة على محمد وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    ويا نسيم الذي يُحرّف كلام الله عن مواضعه، إني لا أراك أُوتيت من العلم شيئاً فلا تُجادل في آيات الله بغير الحقّ، وأراك تفتي وتقول إنّ القرآن لا يعلم تأويله إلا الله، ومن ثم تأتي بقول الله تعالى:
    {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ومن ثم أردّ عليك بالحقّ :
    حقيقٌ لا أقول على الله غير الحق بأنّ الله يقول أنّ المُتشابه فقط لا يعلم تأويله إلا الله ولم يقـُل أنّ القرآن لا يعلم تأويله إلا الله فهذا افتراء على الله بغير الحقّ، فلنحتكم إلى حُكم الله بيننا بالحق. وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    فانظر لقول الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّ آيات القرآن تنقسم إلى قسمين اثنين، آياتٌ مُحكماتٌ جعلهنٌ الله أمّ الكتاب باطنهن كظاهرهن لا يزيغ عنهنّ إلا من في قلبه زيغٌ عن الحقّ فينبذهنّ وراء ظهره ويتّبع المُتشابه -الذي لا يزال بحاجة إلى التأويل لأنّ باطنه غير ظاهره- ابتغاء الفتنة، أي إنّ الذي يتّبعه يبتغي البرهان لأحاديث الفتنة وابتغاء تأويله بهذه الأحاديث السّنية الموضوعة فتنةً للمُسلمين، ومن ثم قال الله عن المُتشابه فقط قال: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ (7)} صدق الله العظيم [آل عمران].

    ولكنّ نسيم يقول غيَّر ذلك: "إن القرآن لا يعلم تأويله إلا الله"! ومن ثم أقول لك ردّ الله على أمثالك. قال الله تعالى:
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111]، {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [النمل:64].

    وقال الله لكما ولأمثالكما:
    {إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (69)} صدق الله العظيم [يونس]. إذاً أصبحت يا نسيم تفتري على الله الكذب، ذلك لأنّ الله يقول إنّ المُتشابه فقط من القرآن هو الذي لا يعلمُ تأويله إلا الله ولم يقـُل إنّ القرآن لا يعلم تأويله إلا الله: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

    وأما بالنسبة لبيانك لقول الله تعالى:
    {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} صدق الله العظيم [فاطر:8]؛ أي يُولّيه ما تولّى، حسب اختيار العبد يصرّف الله قلبه إلى ما اختاره العبدُ. وقال الله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا (115)} صدق الله العظيم [النساء]؛ بمعنى أنّ الله صرف قلبه إلى الضلال ليستمسك به نظراً لأنّ العبد اختار ذلك، بمعنى أنّ الله يهدي من يشاء الهدى من عباده ويُضلّ من لم يُرِد إلا ما وجد عليه أباءه فيصرفه إلى ذلك فيستمسك به حتى الموت، فإليكم البيان الحقّ في نفس وقلب الموضوع. قال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)}صدق الله العظيم [الرعد].

    وقال تعالى:
    {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5)} صدق الله العظيم [الصف]؛ بمعنى أنّ الله يهدي من يشاء الهدى ويضلّ من يشاء الضلال. تصديقاً لقول الله تعالى: {يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} صدق الله العظيم [فاطر:8]؛ بمعنى أنّ الله يهدي إليه من يريد الهُدى من عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ (16)} صدق الله العظيم [الحـج]؛ بمعنى أنّ الله يهدي إليه من ينيب. تصديقاً لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)} صدق الله العظيم [الرعد].

    وكذلك يا نسيم لم تكتفِ بتحريف القرآن عن طريق البيان بل كذلك حتى في اللفظ وتقول إنّ الله قال:
    ( فإنه لا يخاف عندي المرسلون ) ولكن الحقّ في الكتاب: {يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [النمل:10].

    وأما بيانك لقوله تعالى:
    {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدىً وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} صدق الله العظيم [محمد:17]. فهي برهان للحقّ وليس حسب ما تشتهي بغير الحقّ؛ بل يقول الله إنّ الذين اختاروا سبيل الحقّ زادهم هُدىً وآتاهم تقواهم لتحقيق الإشاءة الفعليّة، أما الإشاءة الاختياريّة فهي من العبد ولكن العبد لا يستطيع أن يحقِّق إشاءته الفعليّة على الواقع ما لم يصرف الله قلبه إلى ذلك لكي يحقق مشيئته بالفعل. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ربّ العالمين (29)}صدق الله العظيم [التكوير].

    فأما الإشاءة الاختياريّة فهي من العبد، ولكنه لا يستطيع أن يُحققها ما لم يُنِبْ إلى ربه ليَهدي قلبه إلى ذلك، وذلك لأنّ الله يحول بين المرء وقلبه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)} صدق الله العظيم [الأنفال].

    إذاً البيان لقول الله تعالى:
    {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ربّ العالمين (29)} صدق الله العظيم [التكوير]؛ أي أن المرء لا يستطيع أن يحقق إشاءته الاختياريّة ما لم يُسيِّر الله قلبه فيصرفه إلى ذلك، ومن ثم يأتي تحقيق الإشاءة الفعليّة بالعمل على الواقع، ولكن هذا يأتي من بعد الإشاءة الاختياريّة وهي من العبد. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (27) لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ (28)} صدق الله العظيم [التكوير].

    وذلك لإنه لا يكفي الإنسان أن يعلم طريق الحلال والحرام، ولكنك تجد الذي لم يُصَلِّ يتمنى أن يصلي ويعبد الله، ولكن ما الذي حال بينه وبين ذلك؟ إنها الإشاءة الفعليّة، وهي من الله، ولكن كيف نجعل الله يصرف قلوبنا التي ليس لنا عليها سلطان إلى الحقّ؟ إنّه بالإنابة إليه ومن ثمّ يهدي الله قلبه إلى الحقّ فيبصر أنّه كان لمن الغافلين وأنّه لفي خطرٍ عظيمٍ فينطلق نحو عبادة ربّه بخضوعٍ وخشوعٍ ودموعٍ، أفلا تتقون؟

    ويا معشر الأنصار، لا ينبغي لكم مُجاملة إمامكم إن رأيتموه لم يأتِ بالبرهان المُبين، فهل ترون سلطان علمي لا يزال ليس واضحاً؟ فلا تُجاملوني، واعلموا علم اليقين إذا لم آتِكم بسلطان مُبين لعالمكم وجاهلكم فلستُ الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم، وذلك لأنّ الإمام المهديّ لا يأتي بسلطانٍ جديدٍ؛ بل جعله الله حكماً بين علماء الأمّة فيما كانوا فيه يختلفون، ولا بدّ أن يكون سلطان الحكم واضحاً مُحكماً للعالم والجاهل، لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ، ولن يستطيع أي عالِم أن يُهيمن علينا بسلطان العلم من القرآن أبداً، ما لم فلست الإمام المهديّ الحقّ من ربكم، وذلك لأنّ الإمام المهديّ لا بدّ له أن يزيده الله بسطةً في علم البيان للقرآن على كافة علماء الأمّة.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ، كلا ولا ولن تستطيعوا أن تتّبعوا الحقّ ما لم تحتكموا للمُحكم الواضح والبيّن، ولربما يأتي عالِم آخر ويقول: "كلا يا ناصر محمد اليماني، بل إنّ الهدى لا علاقة للعبد به شيئاً". ومن ثم يُجادلني من القرآن ويقول: "قال الله تعالى:
    {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}صدق الله العظيم [الكهف]". ومن كان يجهل القرآن المُحكم فسوف يضلّه الله نظراً لتمسكه بهذه الآية التي لا تزال بحاجة للبيان فتضل الأمّة بها، ومن ثم تدعو الشباب، وتقول له: يا بني أنب إلى ربك ليهديك حتى تتّبع ما أمرك الله به. ومن ثم يرد عليك ويقول: "إنّ الهدى هدى الله وسوف يهديني الله حينما يشاء ووقت ما يشاء". ومن ثم أقول له: تالله لو تُعمّر ألف سنة ما هداك الله ومن ثم تموت فلا يُزحزحك من العذاب شيء ومن ثم تقول:
    {يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧}صدق الله العظيم [الزمر].

    إذاً ما هي حجّة الله على الذين سوف يقولون:
    {لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57 )} صدق الله العظيم، وإليكم الفتوى بالحقّ أن حجّة الله عليه أنه لم يُنِب إلى ربه لكي يهدي قلبه وجاءت حجّة الله من قبل قول العبد لو أنّ الله هداني لكنت من المتقين فحجّة الله عليه هو عدم الإنابة. ولذلك قال الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54)} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأما قول الله تعالى:
    {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)} صدق الله العظيم [الكهف]، وذلك الذي هدى الله قلبه من بعد الإنابة فهو على نورٍ من ربّه، وأما القلوب التي لا تنيب إلى الربّ فسوف يصرفها الله عن اتباع الحقّ حتى تُنيب إليه. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {{{{{{{{{وَ يَهْدِى إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}}}}}}}}}

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    إمام الهدى ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    (( آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ))
    صدق الله العظيم

  4. افتراضي


    اقتباس المشاركة 5088 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..




    - 5 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 02 - 1430 هـ
    29 - 01 - 2009 مـ
    02:00 صباحاً
    ـــــــــــــــــ


    يا علم الجهاد طريد ..

    أنا لم أقُلْ أنّ الإنسان مخيرٌ وليس مُسيراً! بل أقول إنّ الإنسانَ مُخيرٌ ومن ثم يُسيّره الله على حسب اختياره أي يُصرف الله قلبه على حسب اختياره، فأما دليل التخيير فهو قول الله تعالى:
    {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} صدق الله العظيم [البلد].

    وكذلك قول الله تعالى:
    {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} صدق الله العظيم [الإنسان:3].

    ومن ثم يأتي التّسيير على حسب اختياره. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} صدق الله العظيم، [الصف:5]

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 48840 من موضوع الإمام المهدي المنتظر يكلمنا عن سعة رحمة الله وعظيم مغفرته ..


    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 08 - 1433 هـ
    24 - 06 - 2012 مـ
    06:35 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=48820
    ــــــــــــــــــــــ


    الإمام المهديّ المنتظَر يكلمنا عن سعة رحمــــة الله وعظيم مغفرتــــه..


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنبياء الله وآلهم الأطهار وجميع المؤمنين إلى يوم الدين لا نفرق بين أحدٍ من رسله ونحن له مسلمون، أما بعد..

    ويا أيّها ( المذنب ) لسوف نقتبس بيانك الذي كتبته ومن ثم نجيب عليه بالحق، وما يلي بيان ( المذنب ) يقول:
    اقتباس المشاركة :
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ( المذنب الحقير ) مشاهدة المشاركة:
    بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
    أعانكم الله على قبول عضويتي وتفعيلها، لأنني سأكون منبع أسئلة.. فإن هداني الله بأجوبتكم فهو من حسن توفيقي.. وإن لم يهدني فعسى أن تهدي أجوبتكم غيري! ويشهد الله أنني أبحث عن إمام حق.. يجيب بالحق دون تكفير.. إن عدالة الله هي عدالة مطلقة! نسأل الله أن لا يعاملنا بها ويبدلنا إياها برحمته.. وسؤالي إليكم وأرجو إيصاله إلى فضيلة الإمام..
    ألم يكن ربي يعلم ذنوبي قبل خلقي؟ ألم يكن ربي يعلم بأنني سأنمو وأكون ضعيفاً عن مجابهة نفسي الأمارة بالسوء.. وسأقوم بمختلف أنواع الذنوب التي تغضبه وتجرني إلى نيرانه وعذابه؟ فان كان يعلم.. فلماذا خلقني؟ وهو الرحيم؟ ألم يكن أقرب للرحمة لو أنه جنبني ذلك كله.. كما جنب الغلام الذي قتله سيدنا الخضر للوالدين المؤمنين؟ وإن كان لا يعلم بمصيري فكيف ذلك وهو علام الغيب وعلام ما كان ويكون ليوم الدين؟
    أفتونا بهذه المتناقضات، فقد عجز عن إقناعي كل من كتبت لهم من رجال الدين والمجتهدين من كل الطوائف، وأنا ضائع في بحر الذنوب التي اقترفت وسجين بها ولها ليوم مماتي. لن أنتظر يوم القيامة لأتمنى أن أكون تراباً، فأنا أتمنى لو أنني كنت تراباً الآن!
    انتهى الاقتباس
    اِنتهى.
    ومن ثم يرد عليك المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: ويا رجل! وهل تظنّ المهديّ المنتظر معصوماً ولم يذنب قط؟ ومن ثم يجيب عليك المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني وأقول: إنه لربما كَلَّتْ يدا عَتيدٍ لكثرة ما كتب على الإمام ناصر محمد اليماني من السيئات من قبل أن أنيب إلى ربي ليهدي قلبي، ومن ثم علِمت كم ربّي غفورٌ رحيم، فبرغم كثرة ذنوبي ولم أيْأَس من رحمة الله وأنبْتُ إلى ربي فغفر لي فوهبني حكماً وعلماً وجعلني للناس إماماً فأيّدني بالبيان الحقّ للقرآن فلا يجادلني أحدٌ من كتاب الله من علماء المسلمين وعامّتهم المؤمنين بالقرآن العظيم إلا وأقمتُ عليهم الحجّة بسلطان العلم من محكم القرآن، وإنّا لصادقون، ذلك ممّا علّمني ربّي ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون.

    ويا صاحبي المذنب، لعل ذنوب الإمام المهدي هي أكثر من ذنوبك ولكن رحمة ربي وسعت ذنوبي عفواً وغفراناً، فرحمة الله وسعت كل شيء حبيبي في الله، وابتعث الله الرسل والمهديّ المنتظَر لندعو البشر إلى الله الواحد القهار ليغفر لهم ما علِمَه من ذنوبهم من قبل أن يفعلوها ثم يغفر لهم ما فعلوا من الذنوب من بعد الإنابة إلى ربهم ليغفر ذنوبهم، فلا شكّ في رحمة الله ولا في ذاته ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وابتعث الله رسله والمهديّ المنتظَر ليدعو البشر إلى عفو الله وغفرانه، فتدبّر وتفكّر في محكم الذكر في سورة إبراهيم عليه الصلاة والسلام:

    بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ {الٓر ۚ كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ ‎﴿١﴾‏ ٱللَّهِ ٱلَّذِى لَهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۗ وَوَيْلٌ لِّلْكَٰفِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ‎﴿٢﴾‏ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلْـَٔاخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا ۚ أُو۟لَٰٓئِكَ فِى ضَلَٰلِۭ بَعِيدٍ ‎﴿٣﴾‏ وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى مَن يَشَآءُ ۚ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ ‎﴿٤﴾‏ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِ ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَـَٔايَٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ‎﴿٥﴾‏ وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَىٰكُم مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوٓءَ ٱلْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَآءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَآءَكُمْ ۚ وَفِى ذَٰلِكُم بَلَآءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ‎﴿٦﴾‏ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ ‎﴿٧﴾‏ وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِن تَكْفُرُوٓا۟ أَنتُمْ وَمَن فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِىٌّ حَمِيدٌ ‎﴿٨﴾‏ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا۟ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَٱلَّذِينَ مِنۢ بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا ٱللَّهُ ۚ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَرَدُّوٓا۟ أَيْدِيَهُمْ فِىٓ أَفْوَٰهِهِمْ وَقَالُوٓا۟ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ ‎﴿٩﴾‏ ۞ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى ٱللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَىٰٓ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ قَالُوٓا۟ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَٰنٍ مُّبِينٍ ‎﴿١٠﴾‏ قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ وَمَا كَانَ لَنَآ أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَٰنٍ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ‎﴿١١﴾‏ وَمَا لَنَآ أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَىٰنَا سُبُلَنَا ۚ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ ءَاذَيْتُمُونَا ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ ‎﴿١٢﴾‏ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُم مِّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِى مِلَّتِنَا ۖ فَأَوْحَىٰٓ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ ‎﴿١٣﴾‏ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ ٱلْأَرْضَ مِنۢ بَعْدِهِمْ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِى وَخَافَ وَعِيدِ ‎﴿١٤﴾‏ وَٱسْتَفْتَحُوا۟ وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ‎﴿١٥﴾‏ مِّن وَرَآئِهِۦ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ ‎﴿١٦﴾‏ يَتَجَرَّعُهُۥ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُۥ وَيَأْتِيهِ ٱلْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَآئِهِۦ عَذَابٌ غَلِيظٌ ‎﴿١٧﴾‏ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِمْ ۖ أَعْمَٰلُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِى يَوْمٍ عَاصِفٍ ۖ لَّا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا۟ عَلَىٰ شَىْءٍ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلَٰلُ ٱلْبَعِيدُ ‎﴿١٨﴾‏ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ بِٱلْحَقِّ ۚ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ‎﴿١٩﴾‏ وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ ‎﴿٢٠﴾‏ وَبَرَزُوا۟ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ ٱلضُّعَفَٰٓؤُا۟ لِلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوٓا۟ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ ٱللَّهِ مِن شَىْءٍ ۚ قَالُوا۟ لَوْ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ لَهَدَيْنَٰكُمْ ۖ سَوَآءٌ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَآ أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ‎﴿٢١﴾‏ وَقَالَ ٱلشَّيْطَٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِىَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِى ۖ فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓا۟ أَنفُسَكُم ۖ مَّآ أَنَا۠ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ ۖ إِنِّى كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ‎﴿٢٢﴾‏ وَأُدْخِلَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جَنَّٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ۖ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَٰمٌ ‎﴿٢٣﴾‏ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى ٱلسَّمَآءِ ‎﴿٢٤﴾‏ تُؤْتِىٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۭ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ‎﴿٢٥﴾‏ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ ‎﴿٢٦﴾‏ يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَفِى ٱلْـَٔاخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّٰلِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ ‎﴿٢٧﴾‏ ۞ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ بَدَّلُوا۟ نِعْمَتَ ٱللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا۟ قَوْمَهُمْ دَارَ ٱلْبَوَارِ ‎﴿٢٨﴾‏ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا ۖ وَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ ‎﴿٢٩﴾‏ وَجَعَلُوا۟ لِلَّهِ أَندَادًا لِّيُضِلُّوا۟ عَن سَبِيلِهِۦ ۗ قُلْ تَمَتَّعُوا۟ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى ٱلنَّارِ ‎﴿٣٠﴾‏ قُل لِّعِبَادِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يُقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُنفِقُوا۟ مِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَٰلٌ ‎﴿٣١﴾‏ ٱللَّهُ ٱلَّذِى خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلْفُلْكَ لِتَجْرِىَ فِى ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِۦ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلْأَنْهَٰرَ ‎﴿٣٢﴾‏ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ‎﴿٣٣﴾‏ وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحْصُوهَآ ۗ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ‎﴿٣٤﴾‏ وَإِذْ قَالَ إِبْرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَٰذَا ٱلْبَلَدَ ءَامِنًا وَٱجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلْأَصْنَامَ ‎﴿٣٥﴾‏ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ ٱلنَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُۥ مِنِّى ۖ وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ‎﴿٣٦﴾‏ رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ‎﴿٣٧﴾‏ رَبَّنَآ إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِى وَمَا نُعْلِنُ ۗ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِن شَىْءٍ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَا فِى ٱلسَّمَآءِ ‎﴿٣٨﴾‏ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى ٱلْكِبَرِ إِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَ ۚ إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ ‎﴿٣٩﴾‏ رَبِّ ٱجْعَلْنِى مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِى ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَآءِ ‎﴿٤٠﴾‏ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لِى وَلِوَٰلِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ ٱلْحِسَابُ ‎﴿٤١﴾‏ وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلْأَبْصَٰرُ ‎﴿٤٢﴾‏ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِى رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْـِٔدَتُهُمْ هَوَآءٌ ‎﴿٤٣﴾‏ وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوا۟ رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىٰٓ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ ۗ أَوَلَمْ تَكُونُوٓا۟ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ ‎﴿٤٤﴾‏ وَسَكَنتُمْ فِى مَسَٰكِنِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ ٱلْأَمْثَالَ ‎﴿٤٥﴾‏ وَقَدْ مَكَرُوا۟ مَكْرَهُمْ وَعِندَ ٱللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَالُ ‎﴿٤٦﴾‏ فَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِۦ رُسُلَهُۥٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ ذُو ٱنتِقَامٍ ‎﴿٤٧﴾‏ يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلْأَرْضُ غَيْرَ ٱلْأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ ۖ وَبَرَزُوا۟ لِلَّهِ ٱلْوَٰحِدِ ٱلْقَهَّارِ ‎﴿٤٨﴾‏ وَتَرَى ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى ٱلْأَصْفَادِ ‎﴿٤٩﴾‏ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَىٰ وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ ‎﴿٥٠﴾‏ لِيَجْزِىَ ٱللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ ‎﴿٥١﴾‏ هَٰذَا بَلَٰغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا۟ بِهِۦ وَلِيَعْلَمُوٓا۟ أَنَّمَا هُوَ إِلَٰهٌ وَٰحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُو۟لُوا۟ ٱلْأَلْبَٰبِ ‎﴿٥٢﴾‏}
    صدق الله العظيم [إبراهيم].

    فانظر لقول الكافرين بربهم:
    {جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَرَدُّوٓا۟ أَيْدِيَهُمْ فِىٓ أَفْوَٰهِهِمْ وَقَالُوٓا۟ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَآ أُرْسِلْتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ ‎﴿٩﴾‏ ۞ قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى ٱللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۖ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم.

    ولربما يودّ أن يقاطعني المذنب فيقول: "يا ناصر محمد لماذا قال الله تعالى:
    {يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} صدق الله العظيم، فلماذا قال: {لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ}؟ فلماذا قال: من ذنوبكم؟! فهل يعني هذا أنه لن يغفر ذنوبنا جميعاً؟ كونه يعلم بذنوبنا جميعاً (ما سوف نفعله طيلة الحياة حتى الموت)؟ فلماذا قال الله تعالى: {{لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ}}؟ فهل هذا يعني أنه لن يغفر لنا كافة ذنوبنا (من ذنوبنا فقط) نحن المذنبون؟".

    ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: كون الله لن يحاسبنا على ما هو آتٍ من فعل الذنوب من قبل أن نفعلها، وحين تتوب إلى ربك متاباً -حبيبي في الله- يغفر لك ما فات من ذنوبك، وأما ما هو آتٍ في علم الغيب فلا يزال لم يُكتب عليك في كتاب الملك عتيد كونك لم تفعله بعد، وإنما ذلك يعلمه علام الغيوب الذي تاب عليك حين توبتك فغفر لك جميع ما فات من ذنوبك ولم ينظر لما هو آت حتى تفعله، فإن فعلته واستغفرت الله وتُبت إليه متاباً وجدت لك رباً غفوراً رحيماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    ولا ينظر الله إلى علمه بذنوبكم المستقبلية بل ينظر إلى قلوبكم حين التوبة والإنابة للربّ ليهدي القلب؛ فهل لا يوجد في قلوبكم الإصرار على الاستمرار في ذلك الذنب؟ فإذا لا يوجد نيّة الاستمرار في الذنوب ومن ثم يغفر لك الله ما تقدم من ذنوبك أجمعين ولا يبالي بما سوف تفعله من بعد التوبة في علم الغيب، وهو الغفور الرحيم. حتى إذا أذنبت كتب عليك ذلك في كتاب عتيد من بعد فعل الذنب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)} [الزخرف].

    وقال في سورة الانفطار:
    {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)}.

    وقال في سورة ق:
    {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)} صدق الله العظيم، وحتى إذا تبت وأنبت غفر الله لك ذلك الذنب وأبدلك بحسنة العفو والغفران ما دمت لم تنوِ الرجوع إلى ذلك الذنب فيغفره الله وحتى ولو كان يعلم الله أنّك سوف تعود لذلك الذنب بعد ساعة لما أثنى الله ذلك عن العفو والغفران كونك أقمت الحجة على ربِّك بالتّوبة النّصوح ولم تنوِ الرجوع إلى ذلك الذنب مرةً أخرى ومن ثم يغفر الله لك ذنبك. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (90)} صدق الله العظيم [آل عمران:89].

    ولكن شرط قبول التوبة لدى الربّ هو عدم نيّة الإصرار على الاستمرار في الذنب، وهنا توفر شرط الغفران كونه تاب إلى ربه متاباً ولم ينوِ أن يعود للذنوب، ومن ثم يغفر الله له ذنبه كونه تاب إلى الله متاباً، فما دام شرط قبول التوبة إلى الربّ توفر في القلب فيجد الله غفوراً رحيماً.

    ولربما يودّ المذنب أن يقول: "يا ناصر محمد، وما هو شرط التوبة في القلب ليغفر الله الذنب؟". ومن ثم نترك للسائل من الرب الجواب في محكم الكتاب:
    {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    وحتى ولو يعلم الله علَّام الغيوب أنّك سوف تعود إلى ذلك الذنب اليوم التالي لغفر الله لك ما سلف ولا يبالي نظراً لتوفر شرط التوبة إلى الرب في قلبك حين توبتك. تصديقا لقول الله تعالى:
    {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:135].

    وأما إذا المذنب يستغفر ربه ليغفر ذنبه غير أنّه مصرٌّ على الاستمرار فلن يغفر الله له، وأمّا علم الله بذنوبكم في علم الغيب فلن يحاسبكم الله عليها من قبل أن تفعلوها فإذا فعلتموها كتبت عليكم سيئة في كتاب الملك عتيد حتى إذا تبتم أبدل الله سيئاتكم حسنات بالحكم فلا يعاقبكم على ذلك الذنب من بعد التوبة، وربي عفوٌّ غفورٌ رحيم. ألا وإن العفو والغفران لهي من هوايات الربّ في نفسه أن يغفر ويرحم وهو خير الراحمين كونه عفوّاً يحب العفو عن عباده ويحب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين، فما أعظم صفات الله أرحم الراحمين وما أعدله وأكرمه غفّار الذنوب وستّار العيوب وقابل التَّوب ولا يظلم ربّك أحداً، وخلقكم الله لتعبدوه وحده لا شريك له ولتعلموا كم الله غفورٌ رحيمٌ.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    أخو المذنبين التائبين في العالمين المذنب التائب؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    ((وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. ))

  5. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآلة وصحبة وعلى امامنا الحق المبين الذي اخرجنا الله بة من الشك الى اليقين وعلى انصارة السابقين .

    اخي الضيف محمود العامر إن علم الله سبحانة وتعالى بما سيحدث معك مستقبلاً علم باب الغيب وليس علم فرض الغيب الذي يعلمة الله وبما ان الله يعلم غيب السماوات والارض ويعلم غيب ما نعمل غداً فيعلم عمل العبد بانة من المؤمنين ويعلم عمل العبد انة من الكافرين اذا وجب على ما تقول انت اخي الكريم ان يُدخل المؤمن مباشرة الى الجنة ويُدخل الكافر مباشرة الى النار ولكن الله سبحانة وتعالى لا يتدخل في هذا الامر ابدا وانما يترك العبد يعمل لينتهي الى ما قدرة الله لة وليس يعني ان الله قدر الخير لعبد ثم قدر الشر لعبد اخر لا ليس كذالك وانما خلق الله العبد وخلق معة المقياس القويم وهو العقل ومن بعد العقل يترك الله العبد الى ما يريدة هو اي ما يريدة العبد ويختارة وكفي بهذا العقل ان يهدية الى الخير او الى الشر قال تعالى :

    { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴿٣﴾ } صدق الله العظيم

    اي ان الله سبحانة وتعالى هداة السبيل اي منحة المقياس القويم الذي هو العقل فاما يختار بعقلة الشكر او يختار الكفر ومن ثم بين ووضح وارشد سبحانة وتعالى نتائج الخيارين السابقين الشكر او الكفر مباشرة بعد الآية السابقة فقال سبحانة وتعالى :

    { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴿٣﴾ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا ﴿٤﴾ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴿٥﴾ } صدق الله العظيم

    وهنا وضح سبحانة وتعالى ان الكافرين اعد الله لهم سلاسل واغالاً وسعيراً ووضح سبحانة وتعالى ان الشاكرين يشربون من كاس كان مزاجها كافورا وهنا يعلم العبد من خلال المقياس القويم نتيجة اختيارة اين سيذهب بة ..

    ومن باب علم الغيب الذي يعلمة الله فنقول بان الله يعلم عدد اهل الجنة اليوم والان فلا يزيدون واحد ولا ينقصون واحد وكذا يعلم عدد اهل النار اليوم والان فلا يزيدون واحد ولا ينقصون واحد وليس هذا يعني بان الله قد اختار فلان وفلان ليكونوا من اهل الجنة واختار غيرهم ليكونوا من اهل النار ولكن علمة بغيبيات ما يجري وما سيحدث مستقبلاً بان فلان سيختار كذا وكذا فيكون من اهل الجنة وغيرة سيختار كذا فيكون من اهل النار دون تدخل منة سبحانة وتعالى ولو كان هناك تدخل منة سبحانة وتعالى لكان هناك ضلم على عباد فقدر لهم عمل اهل النار في حين رحم غيرهم فقدر لهم عمل اهل الجنة ولكن الله من بعد ما بين الخير والشر ومن بعد ما علم العبد ما بين الله لة وعلم ان هذا الطريق يؤدي الى الخير وهذا يؤدي الى الشر وهذا مقياس الله في اقامة الحجة على عبادة لذا بدون العقل تكون الحجة للعبد على ربة الا ترى ان الله يرفع القلم عن المجنون حتى يعقل فحكمة حكم النائم حتى يستقيض ولذا كان العقل حكم الله وعدلة في اقامة الحجة على عبدة يوم الوقوف بين يدية وما كفر الملحدون بالله سوى من بعد ان نظروا الى حقيقة القول وعلموا ما يريد الله منهم فلما عقلوا ما يريد الله كفروا بالله مصداقاًلقولة تعالى :

    { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥﴾ } صدق الله العظيم


    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَّعَ إِيمَانِهِمْ}
    {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

    ولي جنة بناري اذا ربي راضي ::: طيبةُ المقامِ ولي قلب راضي
    رضــاء نفس ربي هذا مـــرادي ::: لهذا نذرت حتى تفنى حياتي

  6. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اقتباس المشاركة 5091 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..





    - 8 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 02 - 1430 هـ
    29 - 01 - 2009 مـ
    10:51 مساءً
    ــــــــــــــــــ




    يا علم الجهاد اِتقِ الله ربّ العباد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    يا علم الجهاد، اتّقِ الله ربّ العباد واتّبع الحقّ، وإنّي أجادلكم بآياتٍ مُحكماتٍ في قلب وذات الموضوع.

    وأمّا بالنسبة لعلم الله فهو يعلمُ ما سوف يفعله عباده من قبل أن يخلقهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {و لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24)} صدق الله العظيم [الحجر].

    ومن ثم قدّر الله مصائب على من يشاء منهم بسبب ظلمٍ من أنفسهم ولم يظلمهم الله فلا يأتي منه إلا الخير، وأما الشرّ الذي يصيب الإنسان بإذن الله إنه بسبب ظلمٍ من ذات الإنسان وما ظلمه الله فلا يظلمُ ربك أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} صدق الله العظيم [النساء:79].

    ولكن هذه المصائب قدّرها الله على علمٍ منه تعالى لأنّه يعلم ما سوف يفعله عباده من قبل أن يخلقهم وهو علّام الغيوب، ولكن الإنسان يستطيع أن يُغيِّر ما قدّر الله عليه من السوء بالإنابة بالدعاء إلى ربّه فيبرئها إنّ الله على كُلّ شيءٍ قديرٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} صدق الله العظيم [الحديد:22].

    و لذلك جعل الله مجال الدعاء مفتوحاً، وإنّ الله على كلّ شيء قديرٌ، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    أما إذا قلت كلا لا بدّ أن تصيبه فلا مفر، إذاً فما الفائدة من الدعاء إذا كنتم تعتقدون ذلك؟ ولكني أعلم أنّ إبليس من أشدّ الخلق عذاباً في جهنم، وهذا قدّره الله في الكتاب بسبب ظلمه لنفسه ظلماً عظيماً، وما ظلمه الله ولكنه ظلم نفسه، ولكن لو قلت كلا إنّ إبليس لا يغفر الله له مهما أناب ومهما تاب ومن ثم أردّ عليك وأقول: أليس إبليس عبداً من عباد الله؟ وقال الله تعالى:‏
    {‏‏قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ} صدق الله العظيم [الزمر:53-54].

    وذلك لأنّ العذاب مقدّر من الله عليه بسبب ظلم من ذات العبد وليس من الربّ، وإذا مات قبل أن ينيب ويتوب تحقق ما قدره الله بغير ظلمٍ، وأما إذا تاب وأناب فسوف يغير الله عقاب السيئات بالعفو إلى حسناتٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71)} صدق الله العظيم [الفرقان].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ


    الإمام ناصر محمد اليماني
    03 - 02 - 1430 هـ
    30 - 01 - 2009 مـ
    12:13 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــ



    سبق وأفتينا بالحقّ في سرّ الهدى..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    يا معشر الباحثين عن الحقّ، إنّ الإشاءة تنقسم إلى قسمين وهما:

    1- الإشاءة الاختياريّة: وهي بيد العبد.

    2- أما تحقيق الإشاءة الفعليّة فهي بيد الربّ.

    ونشرح الإشاءة الاختياريّة وهذه بيد العبد نظراً لأنّ الله جهزه بالعقل والعقل هو حجّة الله على العبد، وإذا ذهب عقله رفع الله عنه القلم وابتعث الله الرسل إلى الناس ليعلموهم طريق الحقّ وطريق الباطل، ومن ثم أقام الله الحجّة على عباده من بعد ما بين لهم ما يتقون. وقال الله تعالى:
    {رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حجّة بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165)} صدق الله العظيم [النساء].

    وقال الله تعالى:
    {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131)} صدق الله العظيم [الأنعام]؛ بمعنى أنه لا يهلكهم إلا إذا بعث الله إليهم رسله فاستحبوا العمى على الهدى، ومعنى قوله غافلون عمّا أمر الله به عباده في الأرض بل يبعث إليهم رسلاً مُبشرين ومنذرين حتى لا تكون لهم حجّة على الله فيقولوا: {أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُواْ لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيات اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ (157)}صدق الله العظيم [الأنعام].

    ونقول نعم إذا كان الهدى بالقدرة فبلى إن الله قادر على أن يهدي الناس أجمعين فيجعلهم أمّةً واحدةً ولكنه يهدي إليه من أناب من عباده ويذر الذين لا يريدون الهُدى في طُغيانهم يعمهون، فانظر يا علم الجهاد للذين قالوا إنّما الهدى لله ولو شاء لاهتدينا! فانظر لرد الله عليهم وعليك قال الله تعالى:
    {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلّهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللّهَ حَرَّمَ هَـذَا فَإِن شَهِدُواْ فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وبيّن الله أنّه لو يشاء بقدرته لهدى الأمّة كلها، ذلك لأنّ الله على كُل شيءٍ قديرٌ، ولكنّه يهدي إليه من يُنيب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)}صدق الله العظيم، وأما الذين لم ينيبوا إلى ربهم ليهديهم فسوف يقولون: {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)} صدق الله العظيم [الزمر]، وحجّة الله عليه إذ لم يهدِه إلى الحقّ هي عدم الإنابة: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54)} صدق الله العظيم [الزمر]. فكيف تريدني أن أتزحزح عن المُحكم البيِّن فأتّبع هواك؟ وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    إمام المؤمنين الداعي إلى الصرط المُستقيم ناصر مُحمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 5094 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..



    - 11 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    04 - 02 - 1430 هـ
    31 - 01 - 2009 مـ
    12:32صباحاً
    ـــــــــــــــــ



    يا معشر الأنصار إليكم علم الهدى من آيات الكتاب المُحكمات..



    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    يا أيها الناس، اتقوا ربكم وأنيبوا إليه يهديكم صراطاً مُستقيماً، واعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {
    وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السجدة:13].
    {لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً} [الرعد:31].
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} [يونس:99].
    صدق الله العظيم

    وذلك لأنّ الله على كلّ شيء قديرٌ فلا يعجزه هدى الناس ولو يشاء لهداهم جميعاً، ولكنّ الله جعل الهدى مربوطاً بالإنابة، ولن آتيكم إلا بالبرهان المُحكم من غير تأويل لأنّه محكمٌ، وإليكم البرهان المُحكم في علم الهدى أنّه مربوط بالإنابة. وقال الله تعالى:
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)} صدق الله العظيم [الزمر].

    ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، إنّ هذه الآيات من الآيات المُحكمات من أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم أنّ الهدى مُتعلِّقٌ بالإنابة وهي الإشاءة الاختياريّة من العبد يرجو الهدى من الربّ، ثم تأتي الإشاءة الفعليّة وهي هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه، وليس للإنسان سُلطانٌ على القلب بل السُلطان على القلب بيد الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {واُعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} صدق الله العظيم [الأنفال:24].

    فحين يُنيب العبد إلى الربّ طالباً أن يهدي قلبه إلى الحقّ فهنا يأتي هدى القدرة من الربّ فيهدي قلبه إلى الحقّ وفعل الحقّ، ولكن للهدى شرط وهو الإنابة إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد:27].
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} [الحج:16].

    وهذه آياتٌ مُحكماتٌ يبيّن الله لكم علم الهدى أنّه حسب اختيار العبد، فإن اختار سبيل الحق فتلك إشاءة اختارها العبد وبقي تحقيق الإشاءة وهي بيد الربّ فيصرف الله قلب عبده لتحقيق ما اختاره العبد، سواء يصرف قلبه إلى طريق الحقّ أو يصرف قلبه إلى طريق الضلال، تصديقاً لقول تعالى:
    {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} صدق الله العظيم [النساء:115].

    إذاً يا قوم، إنّ الله يهدي من يشاء الهدى من عباده فيصرف الله قلبه إلى الحقّ ويضلّ من يشاء الضلالة من عباده فيصرف الله قلبه إلى الضلال. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} صدق الله العظيم [الصف:5].

    أمّا إشاءة الله فلو شاء الله لهدى الناس جميعاً ولا يعجزه هداهم ولكنه يهدي إليه من ينيب، فاتقوا الله واتبعوا الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، وقد علمكم الله أنّ الإشاءة الاختياريّة من العبد والفعليّة من الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    فأما الاختياريّة هي قول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    وأما تحقيق الإشاءة الفعليّة فهو بيد الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

    والبيان الحقّ لقول الله:
    {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير]، أي الإشاءة الفعليّة، وهي تعتمد على صرف القلب لتحقيق الإشاءة بالعمل، فما بالكم لا تفقهون حديثاً؟

    والإشاءة الاختياريّة هي قول الله تعالى:
    {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)} صدق الله العظيم [الزمر].

    وأما الإشاءة الفعليّة فهي بيد من بيده الهدى الله ربّ العالمين:
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} [الحج:16]، أي من يُريد الهدى من عباده يهدي الله قلبه وإذا هدى الله القلب صلح العمل.

    والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} صدق الله العظيم [الحج:16]، تجدونه في قول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27]، أي من يُريد الهدى من العباد، وتلك آيات مُحكمات بيّنات من أمّ الكتاب، ومن كان له أي اعتراض على ما جاء فيهن فليتفضل ويرينا علماً أهدى منه سبيلاً إن كان من الصادقين، أما أن يعرض عما جاء فيهن ويذهب إلى سواهن فذلك في قلبه زيغٌ عن الآيات المُحكمات الحقّ من ربكم وحجة الله عليكم، وهل بعد الحقّ إلا الضلال، وكم أتيت بهذه الآيات وكررتها لعلم الجهاد الطريد من رحمة الله الذي يُقابل الشيطان الرجيم ليفتنكم عن دينكم، وقد اعترف أنه قابل الشيطان الرجيم وسوف نقتبس لكم من بيانه ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ( وفي المقابلة الثانية أراد أن يعلم لماذا يعذب قبل أن تقوم الساعة وما أخبرت به لأنه بدا له ما لا تراه أنت ! ولهذا أطنب أن أخبره ما أخبرني به الله فأبيت وقلت له أنت الآن الغبي فإني أعلم من الله ما لا تعلم فحشد كل جندهم ليجلبوا لي ما أشاء ويخدمونني بما أشاء فقط لأخبرهم بما قال الله عز وجل لي فأبيت علك لا تصدق لكن هذا حدث. )
    انتهى الاقتباس
    انتهى كلامه حين قابل إبليس.

    ونأتي الآن لافترائه على الله وكلامه ما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    ( وإن الله أوحى لي باليقظة 10 أيام في محرم 2005 فقط وكلمني من وراء حجاب وحياً فقد فعل وبلغ بأمر قصير بلغتك إياه ولكنك لا تريد أن تسمعه )
    انتهى الاقتباس
    وهنا الافتراء أنه يقول أنّ الله كلمه تكليماً من وراء الحجاب! إذاً وما تريد من ناصر محمد اليماني؟ أن يأخذ منك العلم؟ وأعوذ بالله، وسوف يعلم من اتّبعك من تكون وإنّك عدو الله، بل ألدّ الخصام لربّ العالمين.

    ويا معشر الباحثين عن الحقّ هذا يهودي من فصيلة الذين كادوا أن يفتنوا محمداً رسول الله ليفتري على الله بغير الحقّ، وكاد أن يركن إليهم شيئاً قليلاً لولا أن ثبته الله، ولم يقولوا له أن يفتري على الله؛ بل أن يتّبع علمهم، وعلمهم شيطانيّ خفيّ، ويتّبعون أهواءهم بغير علمٍ، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} صدق الله العظيم [البقرة:120]. وكذلك الإمام المهديّ لن يركن إليهم بإذن الله، وإنما يريدونني أن أفتري على الله وأتّبع أهواءهم، وأعوذ بالله أن أفتري على الله كذباً.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51393 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..



    - 20 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    07 - 02 - 1430 هـ
    03 - 02 - 2009 مـ
    09:55 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    الردّ بالحقّ من علم الهُدى على علم الجهاد ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
    ويا علم الجهاد، إنّي الإمام المهديّ الحقّ حقيق لا أقول على الله غير الحقّ ولا أفتي بالظنِّ الذي لا يُغني من الحقّ، وعليه فإني أُشهد الله وكافة ملائكته وكافة الصالحين من عباده من كُل جنسٍ من الجنّ والإنس أنّي أكفر بافترائك على الله بغير الحقّ بفتواك التي يهتز منها عرش الرحمن من شدّة غضبه من قولك:
    اقتباس المشاركة :
    وكذلك الزاني فإنه لا يزني إلا إذا شاء الله وكتب الله عليه الزنا وليس أي مخلوق قادراً على الزنا إذا لم يكتب الله عليه بأن يزني فإن قلت بلى جعلت المخلوق قادراً على الخروج عن مشيئة الله ويفعل ما لا يشاءه الله
    انتهى الاقتباس
    وسُبحان الله! إن هذه فتوى إثمها عظيم، ومقت الله أكبر من مقت عبده لك، وكيف تصف الزنا بإرادة الله؟ ولكن الله ينكر فتواك وافتراءك عليه. وقال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿27﴾ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّـهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿28﴾ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴿29﴾ فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثم أفتاكم الله إنّ السوء والفاحشة والقول على الله بما لا تعلم من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} صدق الله العظيم [النور:21].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وذلك من وحي الشيطان وليس من وحي الرحمن وقال الله تعالى:
    {وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].

    وقال الله تعالى:
    {الله وَلِيُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:257].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    وقال الله تعالى:
    {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم} صدق الله العظيم [البقرة:268].

    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} صدق الله العظيم [البقرة].

    أم إنّك لا تعلم ما هي مشيئة الله؟ أي ما يشاءُه الله سُبحانه. فكيف يشاء الله لعباده الكفر والزنا والسوء؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! بل لو شاء الله ما فعلوا ذلك، ولكن ليس كما فتواك؛ بل الحقّ أن لو يشاء الله ما فعلوا ذلك، وليس إنّ الله شاء ذلك الفعل سبحانه؛ بل لو يشاء ما فعلوا ذلك ولو يشاء لجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ. أما أعمال السوء فلا يشاء الله فعلها ولا يُحبّها ولا يرضاها ولو شاء لما فعلوا ذلك ولهداهم فلا يفعلون ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنس والجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:112].

    فأين الهدى يا علم الجهاد وأنت تنسب السوء والفحشاء أنّها بمشيئة الله كما يشاء؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! وأفتيناك بالحقّ إن كنت تريد الحق:
    إنّ الله لو يشاء لهدى الناس جميعاً فلا يعجزه ذلك، ولكن الله جعل ناموس الهدى أنه يهدي من يشاء الهدى من عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:93]؛ أي من يشاء الهدى من عباده.

    وأما الذين لا يشاءون الهدى فيذرهم في طغيانهم يعمهون، ولا تستطيع أن تُنكر هذه الآية والتي أوردها علم الجهاد وأتانا بها من مُحكم القرآن ثم أوّلها بغير الحقّ وهي قول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:93].

    وفي هذه الآية المُحكمة بيّنَ الله لكم المشيئة الربانيّة أنّه لو يشاء لجعلكم أمّةً واحدةً على الهدى ولكن
    يضلُّ من يشاء الضلال منكم ويهدي من يشاء الهُدى منكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    ومعنى قوله تعالى:
    {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ}؛ أي من يشاء الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69]؛ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27]؛ أي من أبى أن يتبع سبيل الحقّ أضلّه الله على علمٍ منه أنّ عبده لا يشاء الهدى ويهدي إليه من يُنيب، وما كان الله ليضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يُبيّن لهم ما يتّقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)} صدق الله العظيم [التوبة].

    ويا علم الجهاد، أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أنّ الهدى بيد الله وحده لا شريك له. وقال الله تعالى:
    {قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فتدبر قول الله تعالى:
    {قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فما هي حجّة الله على العباد الذين لم يهدِهم الله من الذين سيقولون يوم القيامة: "لو أنّ الله هداني"؟ وهذه حجّة العبد على الربّ أنّه لم يهدِهِ. ولكن ما هي حجّة الله البالغة على العبد؟ وإليك الفتوى بالحقّ:
    إنّها عدم الإنابة إلى ربِّه الذي بيده الهدى وحده لا شريك له. فتلك هي حجّة الله البالغة على عباده الذين لم يهدِهم إلى الصراط المُستقيم.

    ويا علم الجهاد إنّه بالعقل والمنطق إذا كان الله يُريد لعباده الكفر فأزاغ قلوبهم ليكفروا به من غير ظلمٍ واستكبار من عند أنفسهم، إذاً فالله ظالمٌ حسب فتواك يا علم الجهاد! ولكنّ الله ينفي أنّه يريد الكُفر لعباده ولا يرضاه لهم أبداً. وقال الله تعالى:
    {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

    وإذا كان الله يشاء لعباده الذين كفروا الكفر ومن غير ظلمٍ من أنفسهم وكذلك الذين شاء الله لهم الهدى من غير سبب من أنفسهم فلِمَ يُحاسب الله عباده بشيء ليس لهم فيه من الأمر شيئاً؟ سبحانه! بل جعل لهم المشيئة الاختياريّة من عند أنفسهم لمن شاء منهم أن يستقيم، ولكن السؤال هو: هل هذا العبد الذي يشاء أن يستقيم سوف يستطيع أن يُحقق إشاءته من التمني إلى الفعل على الواقع الحقيقي؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ربّ العالمين (29)}صدق الله العظيم [التكوير]. فالمهم والأساس هو تحقيق المشيئة، فإذا لم يشأ الله تحقيق المشيئة على الواقع فلن تغني عني مشيئتي شيئاً أبداً.

    ومُشكلة الذين لا يعلمون أنهم لم يفهموا بيان هذه الآية كما أنزلها الله بالحقّ وهي قول الله تعالى:
    {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿27﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿28﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ربّ العالمين ﴿29﴾} صدق الله العظيم [التكوير]؛ فلَمَا تفرِّقون بين المشيئتين وهي مشيئة العبد ومشيئة الربّ، فانظروا للفتوى الحقّ أنّه يوجد في هاتين الآيتين مشيئتان إحداهما بيد العبد والأخرى بيد الربّ، فأمّا مشيئة العبد فقد جعل الله له عقلاً يتفكر به ومن ثم يتخذ قراره، فإذا كان قراره عليه غمةً بعد أن فكّر وقدّر فقتل كيف قدر ومن ثم يزيده كفراً إلى كفره ويلعنه ويعذبه بالحقّ عذاباً مُهيناً، ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً. وأما إذا فكّر العبد فأجابه العقل والمنطق الذي جهزّه الله به أنّ الذي خلقه وصوّره في أيّ صورة ما شاء ركّبَه هو أولى بعبادته عما دونه، حتى إذا اتخذ قرار الاستقامة فهنا ليس إلا تمنيّاً ولا يستطيع أن يحقق منها شيئاً على الواقع الحقيقي إلا أن يشاء الله فيهدي قلبه إلى تحقيق الفعل مهما علم ومهما قرر ومهما آمن حتى ولو يتيقن أنّ الله حقٌ ورسوله حقٌ والبعث حقٌ والنار حقٌ والجنة حقٌ، ومع علمه علم اليقين بذلك تجد كثيراً من المُسلمين لا يُصلّون ولا يُزكّون ولا يعملون الصالحات، فهل أغنى عنهم علمهم؟ بل تراهم على صراط الكافرين؛ بل مُصيبتهم أعظم من مُصيبة الكافر الذي لا يعلم، وإن كنت لا تعلم فتلك مُصيبةٌ وإن كنت تعلم فالمُصيبة أعظمُ. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يستطيعون أن يهتدوا فيمشوا على صراطٍ مُستقيمٍ؟ إنها عدم الإنابة إلى الربّ يا علم الجهاد، لأنهم لم يشاءوا أن يستقيموا؛ بل يقولون: "لو شاء الله لهدانا إلى الصراط المُستقيم ذلك لأن الله يهدي من يشاء". ومن ثم يزيدهم فهمهم الخاطئ وتفسيرهم الخاطئ للقرآن رجساً إلى رجسهم فيموتون وهم كافرون، حتى وإن كانوا مُسلمين فلم يصدقوا إسلامهم بالعمل على الواقع الحقيقي. وأذكركم بقول الله تعالى: {قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وهذا ردٌ على الذين يقولون لو شاء الله لصلّيت واتّقيت، ولكن الله لم يشأْ لي ذلك (افتراءً على الله)، بل العبد لم يشأ الهدى فينيب إلى ربه ليهدي قلبه، أما لو يشاء الله بقدرته أن يهديه بلا سبب منه فنقول: بلى إنّ الله على كُل شيء قدير تصديقاً لقول الله تعالى:
    {قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾}صدق الله العظيم [الأنعام]، ولكنه يهدي من يشاء الهدى إلى صراط مُستقيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    المُفتي بالحقّ علم الهدى الحقّ؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51394 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..



    - 21 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    08 - 02 - 1430هـ
    04 - 02 - 2009 مـ
    10:06 مساءً
    ــــــــــــــــــــ



    { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ }
    صدق الله العظيــــم ..


    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
    حقيقٌ لا أقول على الله غير الحقّ لمن شاء منكم أن يستقيم، ولكنكم لن تحققوا ما شئتم على الواقع الحقيقي ما لم يشأ الله ربّ العالمين، ويا علم الجهاد فلا يزال لدينا الكثير والكثير من السُلطان على فتوى علم الهدى في مُحكم القرآن العظيم أنّ المشيئة الاختياريّة جعلها الله بيد العبد وتحقيق المشيئة على الواقع بيد الربّ وحده لا شريك لله وقال الله تعالى:
    {وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيات رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:27].

    ومن ثم انظر للردّ عليهم من ربّهم قال الله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:28].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل معقول أنّ هؤلاء الذين وقفوا على النار لكاذبون وقالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم أن لو يردهم الله أنهم سوف يعملون ما يحبه الله ويرضاه؟ والجواب كلا، بل يعتقدون لو يردهم الله إلى الدنيا أنهم سوف يعملون الأعمال الصالحة كما أمرهم ربهم غير ما كانوا يعملون، ولكني أُشهد الله لو رُدّوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون بهذه العقيدة الباطلة. والسؤال هو لماذا سوف يعودون لما نهوا عنه؟ والجواب: إنه بسبب جهلهم في علم الهدى أنّ العبد لا يستطيع أن يُحقق مشيئته الاختياريّة ما لم يشأ الله له تحقيق ذلك على الواقع الحقيقي، إذاً المشيئة الاختياريّة إنما هي سبب من الإنسان، وبما أنّ الله جعل لكل شيء سبباً فهل إذا ضربتم في الأرض لطلب الرزق وشئتم الرزق فهل ترون أنكم سوف تحققون ما تشاؤون فتحصلون على الرزق ما لم يشأ الله لكم ذلك من لحظة أن فكرتم أين تجدون رزقكم فتوكلتم على الله؟ ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ومن ثم يهدكم الله إلى سبيل رزقكم. إذاً الأسباب لن تنفع شيئاً ما لم تتدخل قدرة الربّ لتحقيق المشيئة على الواقع الحقيقي يا علم الجهاد، فما خطبك لا تفقه قولاً؟ وتذهب إلى متاهاتٍ لا تخرج بها بنتيجةٍ من قولك المشيئة التكوينيّة والملكوتيّة! وما شأنك بما يشاء الله في ملكوته؟ فنحن نتكلم عن علم الهدى ونفتي أنه لا بدّ من اتخاذ السبب ليهدينا الله إلى الصراط المُستقيم وهذا السبب هو المشيئة الاختياريّة ويريد العبد أن يرزقه الله الهدى ولكن هذه المشيئة الاختياريّة إنما هي سببٌ مثلها كمثل سبب الرزق، ولكن لن تُرْزَق ما لم يرزقك الله.
    إذاً المشيئة الإراديّة للإنسان لا تُسمن ولا تُغني من جوع ما لم يَشأ الله لعبده تحقيق ذلك على الواقع الحقيقي. فانظر لعقيدة أصحاب النار التي كذبهم الله أن يستطيعوا أن يُحققوها على الواقع الحقيقي، وبسبب جهلهم أنّ التحقيق بيد الله حتماً فسوف يعودون لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون بهذه العقيدة الباطلة، والآية واضحة وجلية وقال الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيات رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:27].

    وهذه المشيئة الاختياريّة التي نقصدها من أوّل الحوار في علم الهدى أنها بيد العبد، وبقي الأهم وهو تحقيق المشيئة على الواقع الحقيقي بالعمل الصالح، وهذه المشيئة هي بيد الربّ، ولكنهم يجهلون ذلك وقالوا:
    {أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} صدق الله العظيم [الأعراف:53].

    وهذه عقيدة باطلة لأنهم لا ولن يستطيعوا تحقيق ذلك ما لم يشأ الله لهم تحقيق مشيئتهم على الواقع الحقيقي، وبسبب جهلهم لذلك أفتاكم الله بقوله تعالى:
    {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:28].

    إذاً الهُدى والإيمان يتنزل من الرحمن إلى القلب المُنيب الباحث عن الحقّ فيريه الله أنه الحقّ وما دونه باطل.

    ولن أُعرض عن الآيات التي يوردها علم الجهاد كما يُعرض عن الآيات التي يوردها ناصر محمد اليماني، كلا؛ بل سوف أفسّرها خيراً منه وأحسنَ تأويلاً، فيذهب سلاحه من يده إلى جانب الحقّ، وأرى علم الجهاد يُحاج بقول الله تعالى:
    {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ} [الأنعام:111].

    {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً} [الإنسان:30].

    والجاهل عن البيان الحقّ سوف يظنّ أنّ علم الجهاد أتى بسُلطانٍ مُحكمٍ بيّنٍ من القرآن العظيم، حتى إذا جاء بيان ناصر محمد اليماني ومن ثم يتبيّن للذين يريدون الحقّ أنه الحقّ من ربّهم هو ما جاء في بيان ناصر محمد اليماني، وإلى البيان الحقّ عن سبب عدم إيمانهم مهما جاء من المُعجزات:

    وذلك بسبب عقيدتهم الباطلة في أنفسهم أنّ لو يؤيد الله رسوله بالمُعجزات فإنّهم سوف يؤمنون بلا شكٍّ أو ريبٍ، وهذه عقيدة باطلة. ولذلك لا ولن يُحقق الله لهم مشيئتهم شيئاً من بعد إرسال المُعجزات نظراً لأنهم يجهلون أنّ الله يحول بينهم وبين قلوبهم إذاً لن يهتدوا أبداً بسبب هذه العقيدة الباطلة، وهي عقيدتهم بأنهم سوف يوفون بما شاءوا ووعدوا به فور حدوث المُعجزة ويظنون أن لو يبعث الله آيات التصديق مع رُسله بأنهم سوف يؤمنون فوراً وهذه عقيدةٌ باطلةٌ لن يتحقق من مشيئتهم شيء مهما أرسل الله من آيات التصديق. قال الله تعالى:
    {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آية لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيات عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أوّل مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمْ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمْ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    أفلا ترون أنّ المشيئة الاختياريّة لا ولن تتحقق على الواقع العملي ما لم يشأ الله ربّ العالمين؟ وليس كما تعتقد يا علم الجهاد أنّ المشيئة الاختياريّة إشراكٌ بقدرات الربّ سبحانه وإنك لمن الخاطئين. وتبيّن فتوى ناصر محمد اليماني أنها الحقّ وأنّ المشيئة الذاتيّة للعبد لا ولن يتحقق منها شيء إذا اعتقد العبد أنه سوف يفي بما وعد وأنهم لن يؤخروا التصديق والاتّباع إلا إلى وصول معجزات التصديق ومن ثم يصدقون ويتبعون، وهذه عقيدةٌ باطلةٌ لأن تحقيق المشيئة بيد الله. إذاً يا علم الجهاد إنّ المشيئة الاختياريّة التي استكبرتها أن تكون بيد العبد قد علمنا أنها لا قيمة لها ما لم يتم تحقيقها على الواقع، فانظر للذين قالوا لئن أتانا الله من فضله لَنَصَّدَّقنّ ونكوننّ من المُحسنين وكانوا جازمين أنه لن يؤخرهم عن الإحسان إلا أن يأتيهم الله من فضله وهذه عقيدةٌ باطلةٌ، وكلا ولا ولن يتحقق ما يشاؤون بسبب عقيدتهم الباطلة أنهم سوف يفعلون ذلك بلا شكٍّ أو ريبٍ، وذلك لأنهم يجهلون أنّ تحقيق المشيئة الاختياريّة بيد الربّ وليس لهم من الأمر شيء إلا الاختيار ثم الإنابة للربّ ليثبّت القلب على تحقيق ما وعدوا به ربّهم حين يأتيهم من فضله؛ ما لم فسوف يأتيهم الله من فضله ومن ثم يصرف قلوبهم فيخلفوا الله ما وعدوه بسبب العقيدة الباطلة في أنفسهم باليقين في أنفسهم أنهم سوف يحققون ذلك. وقال الله تعالى:
    {وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (75) فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (76) فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وهذا تصديق بفتوانا بالحقّ أنّ تحقيق المشيئة الفعليّة هي بيد الربّ مهما شاء الإنسان ومهما أراد، فأنت تُريد وأنا أُريد والله يفعلُ ما يُريد، ولن يتم تحقيق المشيئة الفعليّة إلا أن يشاء الله ربّ العالمين.


    ويا معشر الأنصار، إن الاختلاف بيني وبين علم الجهاد هو في عدم الفصل بين المشيئتين، مشيئة العبد ومشيئة الربّ سُبحانه، فأمّا علم الجهاد فجعلها مشيئةً واحدةً وأفتى بأنها لله جميعاً المشيئة الاختياريّة والمشيئة الفعليّة وليس للعبد أي دخل في ذلك، إذاً يا قوم لماذا يُحاسب الله عباده وهو لا يُكلف نفساً إلا وسع قُدرتها فإذا لم يجعل لها قدرةَ الاختيار فلماذا يُحاسبها يا علم الجهاد فيدخلها نار جهنم؟ وسوف أضرب لك على ذلك مثلاً يا علم الجهاد، لو قال الله لك يا علم الجهاد ارفع ذلك الجبل على رأسك ومن ثم ذهبت ولم تستطيع أن ترفعه، فإن عذبك الله بسبب عدم رفعه أفلا ترى ذلك ظلماً من ربك سُبحانه لو فعل لأنه لم يخوّل لك القدرة على تنفيذ أمره؟ إذاً يا علم الجهاد إن سبب مُحاسبة الله لعباده في سوء الاختيار لأنّه خوّلهم القدرة على الاختيار إما شاكراً وإما كفوراً، ومن اختار ما يرضي الله صرف الله قلبه إلى ما يحبه الله ويرضاه وحبب الله ذلك العمل الصالح إلى أنفسهم وزينه في قلوبهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} صدق الله العظيم [الحجرات:7].

    ولكن الله لا يُزين للذين كفروا الكفر والفسوق والعصيان وذلك لأنّ الله لا يرضى لعباده الكفر والفسوق والعصيان، ولكن الله وبسبب إعراضهم جعل للشيطان عليهم سُلطاناً فهو وليهم الباطل والشيطان بدوره زيّن في قلوبهم الكفر والفسوق والعصيان. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [النحل:63].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [النمل: 24].
    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:43].

    وذلك لأنّ الله جعل للشيطان عليهم سُلطاناً بسبب إعراضهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)} صدق الله العظيم [المجادلة].

    وليس شيطاناً واحداً، بل كُل معرضٍ يقيّض الله له قريناً شيطاناً رجيماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَانِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَالَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)} صدق الله العظيم [الزخرف].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)} صدق الله العظيم [ق].

    ولله الحُجة البالغة فاتبعوني أهدكم بالذكر صراط العزيز الحميد بصيرة من الله لرسوله والتابعين. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)} صدق الله العظيم [الزخرف].

    الداعي إلى صراط العزيز الحميد بالقرآن المجيد خليفة الله الإمام ناصر مُحمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51395 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..





    - 22 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 02 - 1430 هـ
    05 - 02 - 2009 مـ
    12:09 صباحاً
    ــــــــــــــــــــــ



    اتَّقِ الله يا علم الجهاد، ويا معشر الأنصار أحكموا بيننا بالحقّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، بعد..
    يا علم الجهاد، إنك مُغالطٌ مغاوي مراوغ، تالله ما اختلف في فتواي بالحقّ شيئاً، إنّ الله لا يهدي من يشاء هو إذاً لهدي الناس أجمعين، ولوشاء الله لجعل الناس أمةً واحدةً إنّ الله على كل شيءٍ قديرٍ، ولكنّ الله يهدي من يشاء الهدى من عباده. إذاً الإشاءة الاختياريّة بقدرة العبد ومن ثمّ يتمّ تحقيق الإشاءة على الواقع الحقيقي، والتحقيق لا يتم إلا بإشاءة الله لأنّ الله يهدي إليه من يشاء الهدى من عباده. أمّا إشاءة الله فلو شاء لهدى الناس جميعاً وجعلهم أمّةً واحدةً ولكنّه يُدخل من يشاء الهدى من عباده ويذر المعرضين لسلطان الشياطين فتستحوذ عليهم فيصدونهم عن السبيل.

    فلا تأخذك العزّة بالإثم يا علم الجهاد، ولنجعل الأنصار شهداء بيننا بالحقّ في الحوار بيني وبينك في علم الهدى؛ هل اختلف من فتواي شيئاً من البداية حتى أقمت عليك الحجّة ببراهين كثيرة لعلك تتّبع الحقّ ومن ثم تبدأ بالمغالطة واقتباس سطرٍ وتذر التوضيح الذي يليه وهذا عملٌ شيطانيٌّ! فهل تريد الحقّ أم تريد الباطل؟ فليست لعبة شطرنج! هذه فتاوى نتحمل مسؤوليتها بين يدي الله، ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً؟ وأنا لا أنكر إشاءة ربي سبحانه، وأشهد أنّ الله لو يشاء لهدى الناس جميعاً ولجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ، ولكنّ الله جعل لكلّ شيء سبباً، وسبب الهداية جعله الإنابة من العبد ومن ثمّ يأتي هُدى الربّ. أفلا تفقه هذه الفتوى التي فصَّلتُها تفصيلاً؟ حتى لم تجد ما تقول ومن ثم تقول أنّي غيرت فتواي إلى فتواك، وقلتَ أنّ الزنا بإرادة الله وبإشاءة الله! ألا ترى إنّك مُفتري على الله وخليفته وعلى رُسله وأنبيائه؟ وأقول حسبي الله ونعم الوكيل، ولسوف نُحكِّم الأنصار وكافة الزوار بيننا بالحقّ هل اختلفتْ فتواي شيئاً واتبعتُك؟ وأعوذ بالله أن أتّبعُك إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين، ولو علمتُ أنّك على الهدى لما أخذتني العزّة بالإثم مثلك، ولكنّي أراك على ضلالٍ مُبينٍ يا علم الجهاد، فكم أنت بعيداً عن الحقّ! والحكم بيننا هو العلْمُ وليس الكلام، فتدبّروا بيان ناصر محمد اليماني يا معشر الأنصار والزوار، ومن ثم احكموا هل تناقضَ ناصر محمد اليماني في فتواه بالحقّ وتراجعتُ عنها كما يفتري علينا علم الجهاد هذا، ونحن منتظرون لحكمكم كما يريكم الله في البيانين المُختلفين كاختلاف الظلمات والنور.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    اقتباس المشاركة 51396 من موضوع ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد: دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ..




    - 23 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    09 - 02 - 1430 هـ
    05 - 02 - 2009 مـ
    01:18 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــ



    فتواي هي أنّ الله يهدي إليه من يُنيب ..

    فتــــــــواي هي : إنّ الله يهدي إليه من يُنيب. تصديقاً لقول الله تعالى: {و‏يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ‏} صدق الله العظيم [الشورى:13].

    إذاً الله سبحانه يهدي من يشاء الهدى من عباده، ومن أراد أن يهديه الله فليُنِب إلى ربّه ليهدي قلبه من قبل أن يأتيه العذاب ومن ثم يقول: لو أنّ الله هداني لكنت من المُتقين! تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:54].

    وإن لم تفعلوا فحتماً سوف تقول يا علم الجهاد؛ قال الله تعالى:
    {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾}صدق الله العظيم [الزمر]. والحُكم لله وهو أسرع الحاسبين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    بسم الله الرحيم والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله وآلهم الأطهار وجميع أنصارهم الأخيار في الأولين وفي الآخرين وفي الملاء الأعلى إلى يوم الدين)

    ويا محمد العامر ... إن من هواية نفس الله : العفو ... ولذلك تجده يحب الكاظمين الغيظ من أجله والعافين عن الناس كونه يحب العفو ... من عظيم رحمته بعباده ... وبغض النظر عن علم الله لأعمال عباده فهو قادر أن يغفر لهم ذنوبهم جميعا ويبدلهم حسنات لئن تابوا وأنابوا إلى ربهم ليجدوا الله غفورا رحيم ولذلك أنزل الله في محكم كتابه نداء عام يشمل كافة عبيد الله في الملكوت كله بما فيهم شياطين الجن والإنس وبما فيهم إبليس كون النداء جعله الله نداء يشمل لكافة عبيده في الملكوت كله وذلك النداء في قول الله تعالى)
    (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ(57)أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(58)بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ ءَايَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ(59)صدق الله العظيم سورة الزمر

    إذا يا محمد فلا حجة لكم على ربكم سبحانه وتعالى علوا كبيرا فلا يظلم ربك أحدا تصديقا لقول الله تعالى)
    ({ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِم النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }صدق الله العظيم
    وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين)
    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    انتهى الاقتباس

    نور على نور... اللهم اتمم لنا نورك ...برحمتك التى وسعت كل شئ ياأرحم الراحمين
    اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا ياكريم

    قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

  8. smiling face سبحان الذي علَّمك ما لم تكن تعلم يا إمامنا الحبيب في حب الله.






    سبحان الذي علَّمك ما لم تكن تعلم يا إمامنا الحبيب في حب الله.
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    نعيمي الأكبر ليس في جنّتكَ، فما لهذا عبدتُكَ يا غفور يا ودود، فنعيمي الأكبر برضوانكَ في ذاتكَ [يا حبيبي يا الله]..
    ~~~~~~~~~~~~
    ألا والله الذي لا إلهَ غيره لن أرضى حتى ترضى يا إله العالمين وأنت على عهدي هذا من الشاهدين، وكفى بالله شهيدًا.


  9. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    بسم الله النعيم الأعظم بسم الله الكريم الأكرم بسم الله العليم الأعلم بسم الله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين من خليفته النبي أدم إلى خليفته النبي والرسول الخاتم وأسلم تسليما كثيرا وأصلي وأسلم على إمام الأنبياء وقائد الأتقياء المأذون له بالخطاب والناطق بالقول الصواب صاحب علم الكتاب الناصر لدين محمد الإمام والخليفة الخاتم الإمام ناصر محمد اليماني المهدي المنتظر وأل بيته أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    بارك الله فيك يا إمامنا وقرة أعيننا وحبيبنا الإمام المهدي المنتظر الحق ناصر محمد اليماني عليك وعلى أنصارك إلى الله وأنصار الحق الى يوم الدين في كل زمان ومكان أفضل الصلاة والسلام وجزاك الله عنا خير الجزاء في الدنيا والآخرة فداك نفسي وأمي وأبي وكل ما أملك يا خليفة الله وعبده ويا حفيد رسول الله عليه الصلاة والسلام.. فسبحان الله العظيم الذي علمك ما لم تكن تعلم فعلمك البيان الحق للقرآن الكريم وأتاك علم الكتاب وأحاطك بأسراره وعلومه..

    سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.

    أخوكم الذليل عليكم الفقير إلى الله منافسكم في حب الله وقربه والسعي إلى تحقيق نعيم رضوان الله في نفسه
    عبد الله سفينة النجاة من المغرب

    -1- قائمة الأبواب الرئيسية لفهرسة بيانات الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني:

  10. افتراضي سبحان الذي بعث عبده وخليفته مبشرا برحمته التي وسعت كل شيء...!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين وآلهم الطيبين ولا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمين وأصلي وأسلم على أئمة الكتاب الأبرار وآل بيتهم الأطهار وعلى جميع أنصار الله الواحد القهار السابقين منهم واللاحقين المستقدمين والمستأخرين في كل زمان ومكان إلى اليوم الآخر ثم أما بعد:

    السلام على قاضي محكمة العدل الإلهية في الأرض خليفة الله وعبده الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني ورحمة الله وبركاته السلام على كافة إخوتي الأنصار الأبرار السابقين الأخيار وجميع الباحثين والزوار ورحمة الله وبركاته ثم أما بعد:

    الله الله الله يا خليفة الله ما أشد بيانك وتبينك للناس كم ينالنا العجب من قوم لا يفقهون آيات الله ولا يعقلونها وآن علموا منها شيئا أخذوا ببعضها وكفروا بالآخرى حتى يصبح بيان القرآن لديهم عمى وصمم كون بيان القرآن شامل وكامل وتام فلا يتعارض مع بعض آي القرآن ولا حتى مع كلمة فيه بل في البيان الوحد يتم الأخذ بجميع الآيات التي تتكلم عن مسألة واحدة ثم نراها مترابطة متراصة وكأن القرآن تنزل من جديد فسبحان من علمك يا إمامي وحبيبي ومنافسي في حب ربي وقربه.

    سبحانك ربي كيف جعلت الأمر بيدك ولو كان بيد خلقك لعلى بعضهم على بعض كما هو حاصل اليوم فيهلكون أنفسهم وكلا يريد أن يكون الأمر بيده ولكن رحمة الله يقسمها على من يشاء من عباده فكما بعث الله جميع الأنبياء مبشرين ومنذرين فبعث المسيح عيسى ابن مريم عليه وعلى أمه الصديقة الصلاة والسلام مبشرا بمحمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين عليه وعلى أنبياء الله جميعهم الصلاة والسلام كذلك بعث الله محمد رسول الله مبشرا بالمهدي المنتظر عليه الصلاة والسلام وكما جعل الله محمد رسول الله رحمة للعالمين كذلك جعل الله المهدي المنتظر فضله على الناس ورحمته التي وسعت كل شيء لذلك بعث الله المهدي المنتظر بما بعث به كافة أنبياءه ورسله ليدعوا الناس إلى عبادة الله وحده لا يشركون به شيئا وجاء المهدي المنتظر بالحق وصدق المرسلين كما جاء جده من قبل بالقرآن فجاء حفيده ببيان القرآن وكما كان زمن التنزيل للقرآن على محمد رسول الله كذلك نحن اليوم في زمن التأويل وبيان القرآن على الواقع الحقيقي ثم وما كان في زمن محمد رسول الله كان في زمن حفيده حيث قالوا ساحر أو مجنون.

    وكما بعث الله أنبياءه مبشرين ومنذرين كذلك بعث الله المهدي المنتظر نذير من عذاب يوم عقيم عذاب قبل قيام الساعة وجعله الله بشيرا برحمته لجميع العباد فعلمنا سعة رحمة الله وأنه غفار لمن تاب وأناب حتى الشياطين وعلى رأسهم إبليس لم يستثنيهم الله من رحمته ولم يهونوا عليه كونهم عباده ولو أنابوا إلى ربهم لغفر لهم ولا يبالي ولفرح بتوبتهم وأوبتهم فما يفعل الله بعذابهم وما خلق الله الخلق ليعذبهم بل ليعبدوه ولا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم الشكر.

    فسبحان من علمك يا خليفة الله فجعلك فضله للناس حتى لا يتبعوا المسيح الكذاب وجعله رحمته التي وسعت كل شيء فما أعظم وأوسع رحمتك يارب فلو أن أحد عباده أذنب ومن ثم يكن ذلك الذنب مكتوب عند الله في أم الكتاب ثم يؤخر الحكم عليه بمصيبة نتيجة ذلك الذنب حتى إن لم يتب وينيب وقعت تلك المصيبة بسبب ذلكم الذنب وإن تاب وأناب غفر الله له ثم يمحي الله تلك المصيبة التي كانت جزاء لذلك الذنب حتى لو كان العبد قد سبق في علم الغيب أنه بعد توبته بدقيقة سيرتكب ذنبا آخر فلا يحاسبه الله على ما كان في علم الغيب عنده كونه لم يفعله بل ينظر إلى قلب عبده عند إرتكابه للذنب فإن تاب وأناب صادق غفر الله له ولا يبالي ومحى ماكان سيقع عليه من جزاء ومصيبة لذلك الذنب.

    لذلك فإن الله لا يحاسب عباده على ما علمه من علم الغيب عنده وهو مسجل في أم الكتاب كونهم لم يفعلو تلك الأعمال بعد ويمحي الله ما يشاء وعنده أم الكتاب فلا يحاسب إلا على ما تم فعله ويجعل الجزاء بعد زمن رحمة منه للعبد لعله يتوب فإن تاب غفر له ومحى حتى لو كان مقدرا له أن ينذنب بعد توبته بدقيقة.

    اللهم لك الحمد أت جعلتنا في بعث المهدي المنتظر ولك الحمد أن مننت علينا بأن هديتنا به فصدقنا واتبعنا بما علمته من بيان فثبتنا يالله على الحق وعلى الصراط المستقيم وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العاليمن.
    بأَبي أَنتَ وأُمي يا أًمِيْر المُؤمِنيْن وخَلِيفَة ربَّ العَالَمِيْن فمَا نَحنُ قائِلينَ لَك إِلا مَا قالَه الله تعالىْ:
    {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ (35)} [الأحقاف ]
    [صدق الله العظيم]
    ___________________
    قنــــاتي على اليوتيـــــوب

المواضيع المتشابهه
  1. [ سؤال ] سؤال هام إلى إمامنا ناصر محمد اليماني أرجو الرد عليه
    بواسطة محمود العامر في المنتدى قسم الأسئلة والإقتراحات والحوارات المفتوحة
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 02-02-2024, 12:48 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •