الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 01 - 2012 مـ
06:30 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=31319
ــــــــــــــــــــ
الفرق بين أصحاب سحر التخييل وأصحاب سحر التفريق ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلاً، أمّا بعد..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
ويا أمازيقي، لقد وجدنا أنك أوردت في بيانك هذا مسائل عدّة تنكرها على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وتفتي أنّه على باطل فيها، فإن استطعت أن تثبت بالبرهان المبين فقط مسألةً واحدةً فقد أصبح ناصر محمد كذاباً أشِراً وليس المهديّ المنتظر، وإن لم تفعل ولن تفعل فقد أصبح أمازيقي من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ليصدّوا عن البيان الحقّ للذكر، ولسوف يتبيّن للباحثين عن الحق أيُّنا ينطق بالحقّ بسلطان العلم المحكم من ربّ العالمين وأيُّنا ينطق على الله بالظنّ من عند نفسه من غير برهان الصدق من ربّه. ويا سبحان الله إنّي أراك تفتي أنّ ناصر محمد اليماني يقول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ونقتبس من بيانك آيات تصف بها ناصر محمد اليماني أنه ينطبق عليه قول الله تعالى؛ قال الله تعالى عزّ وجل: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾} [يونس].
وقال الله تعالى عز وجل: {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [يونس:66].
وقال الله تعالى عز وجل: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى} [القصص:50].
وقال الله تعالى عز وجل: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا} [الأنعام:21].
وقال الله تعالى عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: الله المستعان على ما تصفون، وسبق أن بيّنّا هذه الآيات أنّها تنطبق على الذين يقولون على الله بالفتوى في دينه من غير سلطانٍ بَيِّنٍ من ربّ العالمين؛ بل يأتون بالبيان من عند أنفسهم وليس من كتاب الله، فوالله إنّ هذه الآيات تصفك أنت يا أمازيقي ومن كانوا على شاكلتك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، ولو تدبر الباحث عن الحقّ في بيانك لوجد أنك تأتي بالآية من القرآن ومن ثم تُأَوّلها من عند نفسك، ولم تأتِ بالبيان لهذه الآية من ذات القرآن كما يفعل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بل بيانك للقرآن ثرثرة من عند نفسك، وكافة الأنصار والباحثين عن الحقّ لمن الشاهدين.
والأعجب من ذلك أنك ترى أنّه لا ينبغي للسّحرة أن يقسموا بعزّة فرعون كذباً؛ بل لا بد أنّهم علموا أنهم هم الغالبون لا شك ولا ريب ولذلك أقسموا بعزة فرعون! ومن ثم أقول لك: وتالله لو أقسموا بعزّة الله لقلنا لا بدّ أنهم أقسموا بعزّة الله ظنّاً منهم أنهم هم الغالبون كونهم يعلمون أنّ الله ربّهم الذي خلقهم، ولكنهم لم يقسموا بعزّة الله بل بعزّة فرعون وذلك لكي لا يظنّ فرعون أنّهم على اتفاق هم ونبيّ الله موسى، فاتّقِ الله يا أمازيقي.
ولكن الإمام ناصر محمد اليماني يفتيك بالحقّ أنّ نبيّ الله موسى قد أفزعهم بتذكيرهم بعذاب الله إن يفتروا على الله الكذب بسحر التخييل ضد الحقّ، فنزلت الخشية في قلوبهم من ربّهم حتى تنازعوا فيما بينهم بسبب وعظ نبيّ الله موسى لهم فقال: {قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ﴿٦١﴾ فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ ﴿٦٢﴾} صدق الله العظيم [طه].
وفي هذه الآية المحكمة البيِّنة يفتيكم الله أنّ موعظة نبيّ الله موسى فزعت منها قلوبُهم، فانظر لموعظة نبيّ الله موسى وانظر لنتيجة الموعظة لدى السحرة: {قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ﴿٦١﴾ فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ ﴿٦٢﴾} صدق الله العظيم، فهذا يعني أنهم لم يعودوا جميعاً أعداءً لنبيّ الله موسى، وتنازعوا أمرهم بينهم بشأن دعم فرعون بآيات السحر، فقال بعضهم: نرى أن نرجع عن عرض افتراء السحر خشية أن يتحقق قول نبيّ الله موسى. كونه قال لهم موعظةً تخويفاً: {قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَىٰ ﴿٦١﴾ فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَىٰ ﴿٦٢﴾}صدق الله العظيم.
ولكنهم فكّروا أنّهم حتى لو آمنوا بنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام من قبل أن يلقي موسى بعصاه فسوف يظنّ فرعون أنهم اتّفقوا مع موسى ضدّه فيقتلهم، ولن يستفيد من إيمانهم بنو إسرائيل، ولذلك قرّروا أن يتظاهروا أنّهم مع فرعون ضدّ موسى عليه الصلاة والسلام، ولكنهم في الحقيقة قد مالت قلوبهم مع الحقّ ولذلك لم يأتوا بالسحر لنصرة فرعون إلا وهم كارهون، واعترفوا من بعد إيمانهم لفرعون أنّهم لم يأتوا بعرض افتراء الآيات السحرية ضدّ نبيّ الله موسى وإنما جاءوا بها خشيةً من بطش فرعون وهم كارهون لما فعلوا من السحر، ولذلك قالوا: {إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ ۗ وَاللَّـهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [طه].
حتى إذا علم فرعون أنهم أصلاً قد آمنوا بنبوّة موسى من قبل أن يلقي عصاه حسب فتواهم أنهم لم يأتوا بالسحر ضد نبيّ الله موسى إلا وهم كارهون وإنما خشيةً من بطش فرعون لو يعصون أمره، ومن ثمّ قال فرعون: إذاً فقد اتفقتم أنتم وموسى من قبل في المدينة لتمكروا هذا المكر. وذلك ما جاء في قول فرعون: {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿١٢٣﴾ لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٢٤﴾ قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ ﴿١٢٥﴾ وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴿١٢٦﴾ وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ﴿١٢٧﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]، وسبب شكّ فرعون أنهم اتّفقوا هم وموسى على أن يؤمنوا به هو اعترافهم أنهم لم ينصروا فرعون بالعرض السحري إلا وهم كارهون.
ويا أمازيقي ويا معشر الباحثين عن الحقّ، فهل يوجد تفسيرٌ لقول السحرة أنهم لم يأتوا بالافتراء السحري ضدّ نبيّ الله موسى إلا وهم كارهون إلا شيئاً واحداً فقط وهو أنّهم قد قبلت عقولهم بنبوّة موسى عليه الصلاة والسلام كونهم يعلمون أنّ أهل سحر التخييل لا يدعون إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما يفعل موسى وهارون؛ بل السحرة يعلمون إنما يُعلِّم الناس سحر التخييل شيطانٌ رجيمٌ فهو لا يأمر بالدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولم يطلب منهم أي مقابل بل علّمهم طريقة سحر التخييل وقال لهم اكسبوا بها رزقكم في التجمعات البشرية ولم يخبرهم بهدفه من ذلك، ولكن الله يعلم ما هو هدف الشيطان الذي علّمهم السحر، وأنه كيدٌ ضد التصديق بآيات الله حتى إذا أيّد الله بها رسله ليصدقهم الناس ومن ثم يقول الناس: إنما أنتم سحرة من الذين نجدهم في التجمعات فنعطيهم دراهم ليُرونا من عجائب آياتهم السحرية، وبما أنّ سحر التخييل كيد الساحر الشيطان الرجيم ضدّ التصديق بآيات الله ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ} صدق الله العظيم [طه:69]، ويقصد كيد الشيطان الرجيم الذي علَّمهم السحر فالسحرة لا يعلمون بهدف الشيطان من تعليمهم سحرَ التخييل، وإنما علَّمهم على أن تكون طريقة ليكسبوا بها رزقهم في التجمعات.
ويا أمازيقي، أنه ليوجد فرقٌ كبيرٌ بين أصحاب سحر التفريق وأصحاب سحر التخييل، كون أصحاب سحر التفريق هم من شياطين البشر من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر من شياطين البشر، واتفقوا مع شياطين الجنّ على فتنة المؤمنين ولم يأمروهم بالكفر ظاهر الأمر حتى لا يُكتَشف أمرهم؛ بل أمروهم أن يُظهروا الإيمان ويبطنوا الكفر، ومن ثمّ علّموهم بطريقة سحر التفريق، وقالوا لهم: "لا تقولوا نحن سحرة؛ بل قولوا إننا نجمع ونفرّق بإذن الله كرامةً من الله"، أولئك يقولون أنّ الله أيّدهم بجنٍّ صالحين. وإنهم لكاذبون؛ بل يعبدون الشياطين من دون الله وهم يعلمون، واتفقوا هم وشياطين الجنّ على فتنة المؤمنين، فأخبرهم الشياطين بطريقة سحر التفريق، وكذلك يوهِمون الناس أنهم يعالجون المؤمنين من المسِّ، وهدفهم أن يصرفوا المؤمنين عن العلاج بذكر الله للذي يتخبطه الشيطان من المسِّ، وأولئك هم أصحاب سحر التفريق، ولم يعترفوا أنّهم سحرة بل قالوا أنّ معهم جنٌّ صالحون. وهم أولياء الشياطين اتّفقوا معهم على أن يعلّموهم سحر الجمع والتفريق، وقالوا لهم: "إنما نحن وأنتم فتنة للمؤمنين بذكر الله الذي يحرق الشياطين ونريد أن نصرفهم من التعالج بذكر الله فيذهبون إليكم لتعالجونهم ويذرون ذكر الله وراء ظهورهم، ولكن لا تكفروا بالله ظاهر الأمر بل تُظهرون الإيمان وتُبطنون الكفر حتى يصدّقوا أنكم صالحون ولستم أولياء الشياطين". وقال الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
وأولئك يُهلكون الحرث وهو النساء والنسل وهم ذريتكم في ظهوركم بالمشاركة الروحية لمن كان فيه مسُّ خادم سحر الجمع أو التفريق من المؤمنين، ولذلك أمركم الله ورسوله أن الذي يأتي حرثه أن يقول: [اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا]، ولكن شياطين البشر من الذين يهلكون الحرث والنسل أمرهم الشياطين أن لا يكفروا ظاهر الأمر بل يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر في قلوبهم، وهم ألدّ الخصام لله ولرسله والمؤمنين. وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّـهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴿٢٠٤﴾ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} صدق الله العظيم [البقرة:204-205].
وأما أصحاب سحر التخييل فلم يأمرهم الشياطين بشيء، وإنما كانوا يبحثون عن الرزق والكنوز عن طريق الجانّ ومن ثم يقابلهم أحد الشياطين السحرة وقالوا لهم: "لسوف نعلمكم طريقة تكسبوا بها رزقكم من الناس بدون تعب وعناء، وكذلك تُعَلِّموا بها قوماً آخرين". ومن ثمّ علمهم الشيطان الساحر سحر التخييل وقال لهم: "فاذهبوا إلى تجمعات البشر واسحروا أعينهم بالآيات السحرية مقابل أن يعطوكم دراهم مقابل هذا العرض السحري". ولكن الشيطان الساحر لم يخبرهم عن هدفه من ذلك، ولكن الله يعلم بهدف الشيطان وأنّه كيد لله ولرسله، حتى إذا أيّد الله رسله بآيات التصديق لهم من ربّهم ومن ثم يقول الناس: "إنّما أنت ساحر كمثل الذين نجدهم في تجمعات الناس يأتون بِمثل ما تزعمون أنه آيات لكم من ربكم لنصدقكم". ولذلك قال فرعون: لسوف نأتيكم بسحر مثله وهو ليس مثله، ولكن ذلك من كيد الساحر الشيطان الرجيم حتى لا يصدق الناس بآيات ربّهم، وليس من كيد السحرة فهم لا يعلمون بذلك الهدف في نفس الشيطان الذي علمهم سحر التخييل، ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ ۖ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَىٰ} صدق الله العظيم [طه:69].
كونه من كيد الساحر الشيطان الرجيم ولا يعلم السحرة عن ذلك الهدف في نفس الشيطان، ولم يلقوا بالسحر كيداً لنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام؛ بل لم يأتوا بالسحر إلا وهم كارهون، فلا تناقضَ في كلام الله يا أمازيقي فاتّقِ الله فإنّك من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، أو أنه يتخبّطك مسّ شيطانٍ رجيم فاستحوذ عليك فأصبح أمازيقي قلمٌ بيد محرك فيستخدمك للصدّ عن اتباع الحقّ، أو إنك من الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر ليصدّوا عن البيان الحقّ للذكر، فلن نفتي في أمرك الآن عسى الله أن يهديك إلى سواء السبيل، ولسوف يستمر الحوار فيما أنكرت علينا نقطةً نقطةً حتى إذا خرجنا منها بنتيجة ومن ثم ننتقل للنقطة الأخرى لننظر أيُّنا ينطق بالحقّ بسلطان العلم المحكم من ربّ العالمين ويهدي إلى صراطٍ مستقيم، وأيُّنا يقول على الله ما لا يعلم فيأتي بتأويل القرآن من عند نفسه، ونترك ذلك الحكم لأولي الألباب المتدبرين البيان الحقّ للكتاب والقول الصواب وفصل الخطاب.
ولكني ألقي إلى الحسين بن عمر وطاقم إدارة الحوار بالعتاب فما كان لكم أن تتدخّلوا على بيان أمازيقي فتقوموا بتصغير كتابته وتغيير لونه، ونَعَمْ إنّكم لم تغيّروا فيه حرفاً واحداً ولكنكم قمتم بتغيير خطّه وتغيير لونه، فلا تعودوا لمثل ذلك فالإمام المهديّ يربّيكم على الأمانة وحفظ حقوق الآخرين، ويؤدّبكم ويحسن تأديبكم، فهو بمثابة الأب لأولاده، فلا تحزنوا وقولوا سمعنا وأطعنا.
ويا أحبتي في الله، نحن نريد أن يكون بيان الأمازيقي ذو خطٍّ كبيرٍ وواضحٍ للجميع لينظر أولو الألباب هل ينطق بالحقّ بسلطان العلم المبين من محكم الكتاب أم أنّه يبيّن الكتاب من عند نفسه؟ وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
حبيب الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور؛ قوم يحبّهم الله ويحبونه صفوة البشريّة وخير البريّة رضي الله عنهم وخليفته؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_________________