الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 10 -1430 هـ
01 - 10 - 2009 مـ
03:29 صباحاً
ــــــــــــــــــ
{ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ }..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
وبالنسبة لحجم سدرة المُنتهى (حجاب الربّ)، فهي أكبر من جَنّة المأوى بإشارة قول الله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾ عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [النجم].
ونعلمُ ضخامة حجم السدرة من إشارة قول الله تعالى: {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه: فكم حجم جنة المأوى؟ وقال الله تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} صدق الله العظيم [الحديد:21].
إذاً كيف تكون الجنة عند الشجرة ما لم تكن الشجرة هي أكبر من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض؟ ومن ثم تصوّر حجم الثمانية الملائكة الذين يحملون هذه الشجرة الكُبرى فهي أكبر ما خلق الله في الكتاب! فهل تذكر حديث محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حجم جبريل يوم رآه بالأفق المبين؟ وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [رأيت جبريل عليه السلام في صورته التي خلق لها له ستمائة جناح قد سدّ الأفق] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وكذلك تمّ الإذن لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُحدِّثكم عن حجم مَلَك واحد فقط من حملة العرش الثمانية لأنّ السّبعة الباقين بنفس وذات الحجم سوياً، ولذلك قال محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [أُذن لي أن أحدث عن ملك من الملائكة ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فانظر قدر المسافة ما بين فقط شحمة أُذنه إلى كتفه [مسيرة سبعمائة سنة]! إذاً كم المسافة من أعلى رأسه إلى أسفل قدميه؟ وقال الله تعالى: {إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ ﴿١٧﴾ لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [النجم].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ