https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=117346
الإمام ناصر محمد اليماني
17 - 11 - 1434 هـ
23 - 09 - 2013 مـ
06:14 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
المهدي المنتظَر يُعلن الإصرار بنفيِّ عقيدة عذاب القبر ويُقرُّ بالعذاب البرزخيّ في النّار
فالفرار الفرار إلى الله الواحد القهـــّـار ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلّى الله عليهم جميعاً وآلهم الطيّبين لا نفرق بين أحدٍ من رسله ونحن له مؤمنون، أمّا بعد ..
ويا حبيبي في الله (eslam karem) السائل عن حقيقة عذاب القبر، فما أنزل الله بعذاب القبر من سلطانٍ في محكم الذِّكر، وإنّ المهديّ المنتظَر ليُنكر عقيدة عذاب القبر ولكنْ أقرُّ وأعتقد بحقيقة العذاب البرزخيّ من بعد الموت مباشرةً، ولكنّي أجد أنّ العذاب البرزخيّ هو على النّفس من دون الجسد، فيجعلها الملائكةُ إمّا في نعيمٍ وإمّا في جحيمٍ من بعد الموت مباشرةً للظالمين يُجزون عذاب الهون في نار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الحقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الانعام:93].
بمعنى أنّهم يدخلون النَّار بأنفسهم في نفس اليوم الذي يموت فيه الظالمون، فانظر لقول الملائكة للأموات الظالمين: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الحقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} أي إنّهم يدخلون النَّار في نفس اليوم الذي يموت فيه الظالمون، فتدبَّر وتفكر لعلك تتذكر فتنكر أنّ العذاب في حفرة القبر؛ بل العذاب في النَّار.
فاتقوا الله يا أولي الأبصار، فهل وجدتم القبر جنّةً أو ناراً! فتدبروا فتوى الله في محكم الذِّكر حتى لا تكون عليكم الحجّة من الكفار كونهم لن يجدوا في قبور البشر لا جنةً ولا ناراً فيزدادوا كفراً بدين الله، وذلك ما يبتغيه شياطين البشر من افتراء أحاديث عذاب القبر، ونحن لا ننكر العذاب من بعد الموت بل نُقرُّ به ونفتي أنّه في النَّار.. في النَّار.. في النَّار.. يدخلُ فيها الكفارُ الظالمون فور موتهم في نفس اليوم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الحقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الانعام:93].
وربما حبيبي في الله الباحث عن الحقّ (eslam karem) يودّ أن يقول: "وأين سلطان العلم المحكم في محكم الذكر أنّ العذاب برزخيٌّ؟". ومن ثمّ نردّ على السائلين بالحقّ ونقول: أم لم تجدوا البرهان في محكم القرآن أنّ قوم نوح أُدخلوا النَّار فور موتهم وتجدوهم يتعذبون العذاب البرزخيّ في النَّار؟ وقال الله تعالى: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا (25)} صدق الله العظيم [نوح].
وكذلك قوم فرعون. قال الله تعالى: {ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢٢﴾ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٢٣﴾ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٢٤﴾ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٢٥﴾ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ﴿٢٦﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٢٧﴾ وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّـهِ إِن جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ﴿٣٠﴾ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّـهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ ﴿٣١﴾ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴿٣٢﴾ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّـهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٣﴾ لَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ﴿٣٥﴾ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴿٣٨﴾ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴿٣٩﴾ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٤٠﴾ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴿٤١﴾ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّـهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ﴿٤٢﴾ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّـهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ﴿٤٣﴾ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾ فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ ﴿٤٧﴾قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴿٤٨﴾ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَىٰ قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر]
ويا عباد الله، إنّ نار الله هي في كوكبٍ يحمل نار جهنّم في الفضاء الكونيّ، وهي الأرض السّابعة من بعد أرض البشر الأمّ، وهي في الفضاء العلويّ من الأدنى، ويتحاجُّ فيها الكفار من بعد حكم الله عليهم بالعذاب البرزخيّ، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ ﴿٤٧﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [غافر].
وأولئك هم الملأ الأعلى المختصمون في نار جهنّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص].
وربّما يودّ أحد أحبتي في الله السائلين أن يقول: "أفلا تأتينا بسلطانٍ مبينٍ عن الملأ الأعلى المختصمين أنّهم أصحاب الجحيم في الفضاء؟". ومن ثمّ نترك للسائلين الجواب من الربّ مباشرةً. قال الله تعالى: {هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ ﴿٥٩﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَارُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ ﴿٦١﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٦٥﴾ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴿٦٩﴾ إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [ص].
وقد مرَّ عليهم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بالطريق أثناء رحلته الفضائيّة وهو على جَنَاحِ أخيه جبريل عليه الصلاة والسلام، فمرَّ على الكوكب النّاري محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أثناء رحلته الفضائيّة فوجد الكفار يتعذّبون في نار جهنّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:95].
وتلك النَّار الكبرى من ضمن آيات ربّه الكبرى التي رآها ليلة رحلته الفضائيّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَات رَبّه الْكُبْرَى} صدق الله العظيم [النجم:18].
ومن آيات ربّه الكبرى النَّار الكبرى سجن الله للظالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴿١١﴾ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ﴿١٢﴾ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الأعلى].
ولهذا السجن سبعة أبوابٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ} صدق الله العظيم [الحجر:44].
فاتقوا الله يا عباد الله وصدّقوا الله أنّ العذاب البرزخيّ من بعد الموت على النّفس من دون الجسد والعذاب الآخر في النَّار بالنّفس والجسم معاً، ألا وإنّ النّفس هي التي فيها سرّ الحياة، ألا وإنّ النّفس هي الروح وهي من أمر الله لا تحيطون بها علماً، أم لم تجدوا الملائكة يخاطبون الذين ظلموا ويقولون لهم: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الحَقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام:93].
ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره إنّ أحاديث عذاب القبر مخالِفَةٌ جميعها لمحكم الذّكر، وإنّها أحاديثٌ جاءتكم من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر، والحكمة من ذلك هي دعوةٌ للكفر بعذاب الله من بعد الموت للكفار في النَّار كونهم يعلمون وأنتم تعلمون والملحدون يعلمون والصمّ البكم يعلمون وعلماء الأمّة يعلمون وعامة الأمّة يعلمون أنّهم لا يجدوا الجنّة التي عرضها السماوات والأرض في المقابر ولا يجدوا النَّار، ومن ثمّ يتولّى البشرُ بالكفر عن عذاب النَّار للكفار أو نعيم الجنّة للأبرار لكونهم لم يجدوا في قبور موتاهم لا جنّةً ولا ناراً، فانظروا كيف يخدعكم الشيطان بأحاديث لا تشكّون فيها مثقال ذرةٍ بأنّها أحاديث باطلة لكون ظاهرها الإيمان وباطنها الكفر والمكر وصدّ البشر عن اتِّباع الذكر، أفلا تعقلون؟
واقترب العذاب على الأبواب فاتّقوا الله يا أولي الألباب واتَّبعوا البيان الحَقّ للكتاب، ولسوف نعلِّمُكم بإذن الله ما لم تكونوا تعلمون، فذروا الكتب والمؤلفات التي بين أيديكم ولا ننكر أنّ فيها شيئاً من الحَقّ وأكثر ما فيها باطلٌ ما أنزل الله به من سلطان في محكم القرآن، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
المُنْكِر لعذاب القبر؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ