الموضوع: الصلاة والسلام عل الامام الناصر لمحمد رسول الله عليه الصلاة والسلام خليفة الله عل العالمين المبعوث الحق الامام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني. والسلام والتحيه عل الاحباب الانصار السابقين الاخيار وشهر مبارك عليكم جميعا. ومعذرة من الامام. ومنكم جميعا

النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. smiling face الصلاة والسلام عل الامام الناصر لمحمد رسول الله عليه الصلاة والسلام خليفة الله عل العالمين المبعوث الحق الامام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني. والسلام والتحيه عل الاحباب الانصار السابقين الاخيار وشهر مبارك عليكم جميعا. ومعذرة من الامام. ومنكم جميعا

    فليسمح لي الامام عليه السلام بستفسار لبعض الشئ من ما ورد في بعض البيانات لتوضيح بعض النقاط واولها مايلي: (
    موضوع الامه الواحده. )ونحيطكم علما انه بفعل النشر والتبليغ للذكر من يأتون لحوارنا عل مواقع التواصل المختلفه ونحاججهم من البيان الحق للقران وبرهان ايات القران
    فالبعض يقتنع والبعض الاخر عقيم ومنهم البعض يقول لماذا لا تكون امة رسول الله نوح عليه السلام امه واحده وهم هبطو جميعا من السفينه وليس بينهم منافق ولا كافر ونجيب عليهم من البيان الحق بانهم اختلفو من بعد نبيهم نوح واشركو مع الله وكفرو. . وهم قوم عاد التي اوحى لله الى نوح من علم الغيب بان امم منهم سوف يمتعهم قليلا ويأخذهم بالعذاب
    ) و يقولون و لماذا تكون امة المهدي ناصر محمد اليماني امه واحده وسيبعث من المغضوبين عليهم في عصره ولم يأمنو به ومن ثم. بعد موت الامام المهدي سوف يكفرون من بعده ويعودون الى الشرك. بتعظيمهم الامام المهدي وانصاره السابقين الاخيار. كيف تكون امه واحده ما الفرق بين امة المهدي التي سوف يجعلهم الله امه واحده وبين امة نحوح التي هبطو كلهم مؤمنين. والأختلاف نفس الأختلاف من بعد.)( امامي الحبيب نحن وضحنا لهم من بيانات الحق للقران بكل تفصيل من البيان). وشأن اخر في بيانات. الاحرف. الرمزيه للإمه والخلفاء والرسل في القران. الى ما ترمز الحرف (ق) (طه) وهل بين الحروف في القران. حرف. لنبي الله هود. عليه السلام
    ) وسلاما عل المرسلين والحمد لله رب العالمين
    ملاحظه امامي الغالي نحن نقدر ونجل امركم با النصيحه منكم للانصار بأن لا. نكثر. من التسائل وملتزمون بذالك لأننا نعرف بهدى الله لحكمة من لله عن تأخيرتفصيل ما تبقى من بعض القران )لكنه هناك. من لا يعرف ذالك. من الذين لم يتبينو
    وسلاما عليك يوم لدت ويوم تموت ويوم تبعث حي.
    والحمدلله رب العالمين

  2. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وعظيم نعيم رضوانه


    ساقتبس من بعض البيان

    يا قوم الآن تبيّن لكم سرّ المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم الذي سوف يهدي الله الناس من أجله فيجعلهم أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون بهِ شيئاً، ولا يزالون مختلفين فلم يجعلهم الأنبياء والمرسلون أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم بل لا يزالون مُختلفين، فريقاً هدى الله وفريقاً حقّت عليه الضلالة وقال الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    ولكنّ الله سوف يجعل الناس أمّةً واحدةً على صِراطٍ مستقيمٍ رحمةً بالمهديّ المنتظَر الذي لو لم يهدِ الله الناس جميعاً فسوف يدعو ثبوراً كثيراً؛ بل أعظمُ من دعاء الثبور لكافة الكافرين جميعاً، وقد يستغرب الذين لا يعلمون من قولي هذا، فكيف يدعو المهديّ المنتظَر ثبوراً كثيراً وهو المهديّ المنتظَر خليفة الله وليس كافراً في نار جهنّم؟ وقال الله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴿١١﴾ إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢﴾ وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴿١٣﴾ لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]. فلماذا المهديّ المنتظَر يدعو ثبوراً؟ فماذا أصابه وما خطبه وماذا دهاه؟
    ثم يجيب عليكم المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم وأقول: يا قوم إنّي أعبد نعيم رضوان نفس الله عليّ وعلى عباده وليس رضوان الله عليّ فحسب، إذاً لأصبح وسيلة لتحقيق نعيم الجنّة؛ بل أريد الله أن يكون راضياً في نفسه وذلك هو نعيمي الأعظم ولن أرضى بغيره بديلاً، وأقسمُ بمن رفع السبع الشداد وثبّت الأرض بالأوتاد الله ربّ العباد أرحم الراحمين أنّي على استعداد على أن أفتدي بعوضةً بما فوقها من الملكوت كُلّه من أجل تحقيق النعيم الأعظم، وذلك لأنّ الأمم من البعوضة فما فوقها جميعهم عباد الله، وقال الله تعالى: {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 6438 من موضوع الردُّ بالحقِّ؛ حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ ..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    02 - 12 - 1430 هـ
    19 - 11 - 2009 مـ
    12:17 صــباحاً
    ـــــــــــــــــــــ


    الردُّ بالحقِّ؛ حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ ..

    بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ..
    وإليك فتوى المهديّ المنتظَر بالبيان المختصر عن يوم وشهر وسنة كوكب النصر حسب أسرار الحساب في محكم الكتاب بالقول الصواب ذكرى إلى أولي الألباب؛ فأمّا طول يومه فهو ( اثنا عشرة سنة )، وأما طول شهره فهو ( اثنا عشرة سنة )، وأما طول سنته فهي ( اثنا عشرة سنة ).

    ألا والله لو كنت أعلم أنّني إذا بيّنت لهم يوم البطشة الأولى أنّ المسلمين سوف يؤمنون قبل مجيء ذلك اليوم لفصّلت لهم هذا الحساب من محكم الكتاب تفصيلاً ولكنّهم سيُنظِرون إيمانهُم بالمهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّهم حتى يأتي مِيقات اليوم المعلوم لينظروا هل سوف يُصيبهم العذاب؟ ثم يرد عليهم المهديّ المنتظَر بقول الله من محكم الذكر:
    {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ۚ آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [يونس].

    وقال الله تعالى:
    {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖأَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].


    فهل تدري يا حبيبي وأخي الكريم أبو محمد الكعبي وجميع أحبابي الأنصار السابقين الأخيار لماذا سوف يُنظِرون إيمانهُم بالبيان الحَقّ للذِّكر حتى وقوع الحدث؟ وذلك لأنّهم لا يعقلون، وتشابهت قلوب الذين يُنظِرون التصديق والاتّباع للحقّ من ربّهم حتى وقوع الحدث مع قلوب الكفار بالذكر:
    {وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [الأنفال].
    ولذلك ردَّ الله عليهم
    {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ۚ آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [يونس].

    ويا أُمّة الإسلام، يا حُجّاج بيت اللهِ الحرام، والله العظيم إنّ الذين يربطون اتّباع الحقّ إلى أن يروا آية التصديق بأساً من الله شديد أنّهم لا يعقلون، ولكنّي المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم أنصحكم بما هو خير لكم أن تقولوا: اللهم إن كان هذا هو الحَقّ مِن عندك فإنّنا إليك نتبتّل تبتيلاً بالدّعاء أن تُرينا الحَقّ حقاً فتُبصرنا بالبرهان للبيان الذي يحاجُّنا به هذا الإنسان من مُحكم القرآن فإنّنا بِكتابك القرآن العظيم مؤمنون وبهِ مستمسكون فاهدِنا بالقرآن العظيم إلى الصراط المستقيم ولا تجعله عمًى على قلوبِنا، فلا تعمي أبصارنا ولا تصُمّ أسماعَنا عن الحَقّ برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إن علمت أنّ عبدك يريد الحقّ ولا غير الحقّ، اللهم فعبدك يحاجّك بوعدك الحقّ:
    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    اللهم فاهدِ عبدك وأُمّتك إلى الحَقّ وبصّرهُم بِه حتى تقرّه عقولهم وتطمئن إليه قلوبهم برحمتك يا أرحم الراحمين إنّك قلت وقولك الحقّ:
    {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} صدق اللهُ العظيم [البقرة:186].

    ثم وعدتنا بِالإجابة في قولك الحقّ:
    {وَقَالَ ربّكم ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

    ويا أيها الناس أجمعين، إن كنتم تريدون أن تهتدوا إلى صراط العزيز الحميد فاتّبعوا القرآن المجيد تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١} صدق الله العظيم [إبراهيم].

    فهل وجدتُم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني يدعوكم إلى غير صراط العزيز الحميد؟
    {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]. فهل تعلمون إلهاً غير الله يستحقّ عِبادَتكم؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، فقد احتجَّ عليكم أحد الأمم من غير البشر وهو حقيرٌ صغير في نظر البشر ولكنّه ذو لُبٍٍّ وفكر وقال: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّـهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [النمل].

    فمن قال هذا القول الحَقّ العظيم إنّه ليس من أمم البشر؛ بل من أمم الطير! وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٥﴾ وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ﴿١٦﴾ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الجنّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴿١٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٨﴾ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴿١٩﴾ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ﴿٢٠﴾ لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٢١﴾ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾ ۞} صدق الله العظيم [النمل].

    فبالله عليكم يا معشر البشر المُعرضين عن اتِّباع الذِّكر انظروا إلى احتقار هذا الطائر لعقول البشر الذين يعبدون غير الله من خلقه وقال:
    {فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴿٢٢﴾ إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ ﴿٢٣﴾ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ ﴿٢٤﴾ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ﴿٢٥﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾ ۞} صدق الله العظيم، فكم أحببتُك في الله أيّها الطير الكريم! فانظروا لتعريفه لربّه: {اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ۩ ﴿٢٦﴾ ۞} صدق الله العظيم.

    يا أيّها الناس اتّقوا الله واعبدوا الله كما يعبده كثير من الأمم غير البشر، ولكنّ أمم الجنّ والبشر قليلٌ منهم الشّكور، فاتّقوا الله ربّ العالمين واتّبعوا ذِكره القرآن العظيم إلى الإنس والجنّ أجمعين، رسالة الله الشاملة القرآن العظيم الذي اتّخذتموه مهجوراً فاتّقوا الله واتّبعوا ذِكر الله إن كنتم تعقلون، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖأَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿١٦﴾ لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿١٧﴾ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴿١٨﴾ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴿١٩﴾ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴿٢٠﴾ أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِّنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ ﴿٢١﴾ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّـهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّـهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿٢٢﴾ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴿٢٣﴾ أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ۖ هَـٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي ۗ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ ۖ فَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].


    فإذا كان المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني في ضلالٍ مُبين حسب فتوى الجاهلين، إذاً قد أصبح كافّة الرُّسل على ضلالٍ مبين، أفلا تعقلون؟ وذلك لأنّ دعوة المهديّ المنتظَر جاءت مُطابقة لدعوة كافة الأنبياء والمرسَلين أن اعبدوا الله إن كنتم تحبّون الله فاتّبعوا الحَقّ من ربّكم وتنافسوا على حُبّ الله وقُربه واقتدوا بكافة رسل الله من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليهم وآلِهم الطيّبين أجمعين ولا تُفرّقوا بين رسل الله جميعاً لأنّهم جميعاً شيعةٌ واحدةٌ يدعون الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    فإن كنتم تحبّون الله فاتّبعوهم وتنافسوا على حبّ الله وقُربه يُحببكم الله، وأمّا رُسل الله فأحبّوهم في الله فلا تعظّموهم بغير الحَقّ فهم ليسوا أبناء الله وأحباءه من دونكم حتى تتركوا الله حصريّاً لهم ليتنافسوا على حُبّه وقربه أيُّهم أقرب؛ بل اتّبعوهم إن كنتم تحبّون الله فتنافسوا على حُبّ الله وقربه كما يفعل رسل الله إليكم، ولم يكن الله حصريّاً لهم من دونكم سبحانه أفلا تعقلون؟ إنّما هم عبادٌ أمثالكم يتنافسون على حُبّ الله وقربه فاقتدوا بهُداهُم إن كنتُم تُحبّون الله يُحبِبْكُم الله ويقرّبكُم، وإنّما هم عباد أمثالُكُم، لكم في الله من الحَقّ ما لهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ ۖ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٩٤} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فكيف تدعونهم من دون الله وترجون شفاعتهم بين يدي الله؟ ألا والله لا يتجرّأون أن يشفعوا لكم شيئاً، فلا ينبغي لهم أن يسبقوا الله بالقول بطلب الشفاعة؛ بل لله الشفاعة جميعاً تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ۗ سُبْحَانَهُ ۚ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ﴿٢٦لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ﴿٢٧يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴿٢٨ وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَـٰهٌ مِّن دُونِهِ فَذَٰلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿٢٩} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ويا معشر المسلمين والناس أجمعين، هذه سبيل المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّي القرآن العظيم، فهل ترون أنّكم إذا اتّبعتم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فإِنّه سوف يضِلّكُم عن الصراط المستقيم؟ ولكنّي والله الذي لا إله إلا هو لا أعلم بصراطٍ مستقيمٍ في الكتاب غير صراطٍ واحدٍ وهو الصراط إلى عبادة الله وحده لا شريك له ربّي وربّكم، فإن أبَيتُم فلن أتّبع سُبلَكم فتفرّق بي عن سبيل ربّي وربّكم الله ربّ العالمين، فإن أبيتُم فسوف أقول لكم ما أمر الله به جدّي من قبلي أن يقوله لمن أعرضوا من قبلكم:
    {إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [هود].

    ويا عجبي من أُمّةٍ يقولون إنّهم مسلمون وبكتاب الله مستمسِكون وها هو المهديّ المنتظَر قد بعثه الله بقدرٍ مقدور في الكتاب المسطور فيدعو النّاس إلى عبادة الله وحده لا شريك له فيتّبعون ذِكر الله إليهم القرآن العظيم، فإذا أوّل من يُكذِّب بدعوة المهديّ المنتظَر من البشر هم المسلِمون المؤمِنون بهذا القرآن العظيم فكانوا أوّل كافرٍ بالدعوة إلى اتّباع الذكر من البشر! فبِاللهِ عليكُم أليس هذا عجب العُجاب؟ فكيف لا تستحقّون العذاب؟ بل أصبحتُم أشدّ كُفراً ونفاقاً يا معشر الأعراب، فكيف أنّكم تزعمون أنّكم مؤمنون بهذا القرآن العظيم وبِهِ مستمسِكون ومن ثم يأمركم إيمانكم أن تكونوا أوّل كافرٍ بِه، والقرآن رسالةٌ من الله إلى العالمين فما تريدون أن أقول للكافرين بهذا القرآن العظيم من البشر الذين يقولون: "يا من يزعم أنّهُ المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر ويدعو البشر إلى اتّباع الذِّكر، فكيف تُريدنا أن نُصدّق دعوتك بعبادة الله وحده فنتّبع الذِّكر وأول كافر بدعوتك قومك الأعراب؟ فلم نجد حتى عالِماً واحداً من علمائهم المشهورين أو مُفتيي ديارهم أعلن الاتّباع لدعوتك برغم أنّك تُحاجّهم بالكتاب الذي هم به مؤمنون أنّه محفوظٌ من التّحريف! فإن كنت صادقاً يا من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر ناصر محمد، فلماذا لم يُصدّقك الأعراب - قومك الأمّة الوسط - فلم يتّبعوا بصيرتك؟ إذاً لا حجّة علينا نحن الأجانب إن لم نتّبعك.
    وأما العذاب الذي تعِدُنا به من عند الله لئن لم نُجِب دعوتَك فنتّبع الذِّكر، فنقول لك إذا كنتَ صادقاً فلن يعذّب الله قُرانا وحدنا نحن الكافرون بهذا القرآن العظيم بل كذلك سوف يُعذّب مع قُرانا كافة قُرى المسلِمين لأنّ مثلَهم مثلَنا ولا فرق بيننا وبينهم شيئاً فهم معرضون عن دعوتك إلى اتّباع الذِّكر كما نحن معرضون عنه نحن الكافرون، وسبب إعراضنا عن اتّباعه نحن الكافرون لأنّنا أصلاً به كافرون ولا نعلم أنّه كتابُ الله الحَقّ من عنده كما يزعم نبيّكم المزعوم محمدٌ رسول الله بل نحنُ كذلك به كافرون وبالقرآن العظيم في نظركم".

    ومن ثم يَرُدّ عليه الله الواحد القهار مباشرةً، فيقول:
    {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨} صدق الله العظيم [الإسراء].

    وأمّا المهديّ المنتظَر فيقول: يا أيّها الكافر بِالقرآن العظيم يا من لم يزدك المسلمون إلا كفراً إلى كفرِك يا من تُحاجّني على الماسنجر بأنّ أوّل من كفر بدعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى اتّباع الذّكر هم المسلمون، ثم يردّ الله عليك مباشرةً، وقال الله تعالى:
    {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١} صدق الله العظيم [النمل]، إذاً المُسلِمون الذين تحاجّني بأنّهم أوّل من كفر بدعوتي فهم ليسوا بِمسلِمين، ألا والله لا يستجيب إلى دعوة المهديّ المنتظَر إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم إلا من كان مسلماً لربّ العالمين مُتّبعاً الذِّكر من ربّه القرآن العظيم، فاعلم يا هذا إِنّه لم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديهم، وأفتيك بالحقِّ أنّ شياطين البشر قد ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين بالذِّكر الحكيم ولم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه المحفوظ من التحريف بين أيديهم، وأنّه قد أصبح مثلهُم كمثلِكُم، لأِنّهُم بالغوا بغير الحَقّ في محمدٍ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - وأئمّة آل بيته فهم يدعونهم من دون الله! ألا والله لو يقول الإمام المهديّ يا معشر علماء المسلمين إنّي المهديّ المنتظَر آمركم أن تُنافِسوا محمداً رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - أيّكم أقرب إلى الله منه لنال المهديّ المنتظَر غضب كافة علماء المسلمين وأتباعهم فيقولون: "يا ناصر محمد اليماني إنّك كذابٌ أشرٌ ولست المهديّ المنتظَر، فكيف تريدنا أن نُنافس سيّد الأنبياء والمرسَلين وخاتم النّبيّين؛ من أرسله الله إلى الناس أجمعين محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فتُريدنا أن نُنافسه في حُبّ الله وقُربه فإنّنا بدعوتك كافرون ولِما تدعو إليه مُنكرون ولن يتّبعك إلا الغاوون وإنّنا نحن المسلمون عليكم غاضبون يا من تريدون أن تُنافسوا نبيّنا في حُبّ الله وقربه فلا يحقّ لأحدٍ من المسلمين أن يُنافس محمداً رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - في حُبّ الله وقربه، فإذا كان إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد اتّخذه الله خليلاً فعليكم أن تعلموا أنّ الله قد اتّخذ محمدًا رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - حبيباً فهو حبيب الله عليه الصلاة والسلام وآله، فلا يحقّ لمسلمٍ أن يُنافس محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - علّه يكون أحبّ إلى الله وأقرب؛ بل هو شفيعنا يوم الدين يوم يقوم الناس لربّ العالمين، فاذهب يا ناصر محمد اليماني إلى الجحيم أنت ومن اتّبعك، فلستُم على الصراط المستقيم ولا من أتباع محمدٍ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - حبيب ربّ العالمين ما دمتم تُنافسون الأنبياء والمرسَلين في حُبّ الله وقربه ولن يُحببكُم الله أبداً حتى تتّبعوا محمداً رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، أم لم تتدبّروا قول الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١} صدق الله العظيم [آل عمران]؟".

    ومن ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: بالله عليكم يا معشر علماء المسلمين أعيدوا على مسامعي هذه الآية، ثم ينطقون بها جميعاً وبلسانٍ واحدٍ موحّدٍ، قال الله تعالى:
    {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١} صدق الله العظيم، ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ويقول: فهل قلتم إنّ الله قال: {قل إن كُنتم تحبّون محمد رسول الله فاتّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}؟ ثم يُقاطع المهديّ المنتظَر كافّة علماء المسلمين فيقولون وبلسانٍ واحدٍ موحّدٍ: "اتّقِ الله يا ناصر محمد اليماني فنحن لم نقل ذلك بل قلنا لك قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١} صدق الله العظيم". ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر ويقول: فهل ترون إنّكم اتّبعتُم محمداً رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - الذي يدعُوكم إلى التنافُس في حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه، أفلا تتّقون؟ فوالله الذي لا إله إلا هو لا تنالون محبة الله حتى تتّبعوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم فتقتدوا بهديه فتنافسوا مثله في حُبّ الله وقربه فتبتغوا إلى الله الوسيلة وهي أعلى درجة في الجنّة وهي أقرب درجة إلى ذات الرحمن لأنّها مُلتصقة بعرش الرحمن ويفوز بها أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى الله ربّ العالمين من عباده المتنافسين في حُبّه وقربه ويفوز بها الأقرب إليه منهم جميعاً ولذلك يتنافسون عليها أيّهم أقرب تصديقاً لقول الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولم يجعل الله ابتغاء الوسيلة إلى الله حصريّاً للأنبياء والمرسَلين سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّه سبحانه لو يجعل ابتغاء الوسيلة إليه حصريّاً للأنبياء والمرسَلين؛ إذاً لأصبح مُحرّماً عليكم التنافس في حُبّ الله وقربه أيّكم أقرب؛ لأنّ الوسيلة هي أقرب درجةٍ إلى ذات الرحمن؛ لأنّها بأعلى جنّة النعيم وملتصقة بعرش الرحمَّن، وذات الله سبحانه مستوٍ على عرشه العظيم ولن يفوز بِها إلا عبدٌ واحد من بين عباد الله أجمعين ولم يُفتِ الله أنبياءَه ورُسلَه وأتباعَهم من هو هذا العبد، والحكمة من ذلك لكي يستمر التنافس في حُب الله وقربه من عبيده أجمعين أيّهم أحبّ وأقرب، تصديقاً لقول الله تعالى:
    {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧} صدق الله العظيم [الإسراء].

    ولم يجعل الله التنافس على الوسيلة حصريّاً لأنبيائه ورسله من دون المؤمنين، سبحانه! فكيف يأمركُم بالإشراك بعد إذ أنتم مؤمنون أنّه الله لا إله إلا هو ربّ العرش العظيم وحده لا شريك له وأنّ كلّ من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً؟ بل هُم عبادٌ أمثالكُم مؤمنون بربّهم ولكُم مِن الحَقّ في ربّكم ما لهُم لأنّهم عبادٌ أمثالكم، ولذلك يأمركم الله أن تُنافسوهم فتبتغوا إليه الوسيلة فتجاهدوا في سبيله أيّكم أحبّ وأقرب، وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

    وبما أنّ المهديّ المنتظَر بُشّر بها فأنفقها لجدّه، ولكنّي لا أعلم هل أعطاه إيّاها أم أعاد عِلمها إلى العبد المجهول ليستمر التنافس؟ وأمّا سبب رفض المهديّ المنتظَر للفوز بالوسيلة وذلك لأنّي أريدُ النعيم الأعظم منها وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، فوالله الذي لا إله غيره لا تساوي لديّ الوسيلة إلى النعيم الأعظم شيئاً ولذلك تُسمّى بالوسيلة أي الوسيلة إلى تحقيق الغاية؛ النعيم الأعظم مِنها وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً في نفسه؟ حتى يهدي الناس كُلّهم أجمعين رحمةً بعبده الذي حرّم على نفسه أعظم درجةٍ في نعيم جنات النعيم ودعا ثبوراً، وليس ثبوراً واحداً بل ثبوراً كثيراً بل أعظم من دعاء فرعون ولكنّ فرعون دعا ثبوراً كثيراً هو وقومه وجميع الكافرين لأنّهم في الجحيم، فلماذا المهديّ المنتظَر خليفة الله على الملكوت يدعو ثبوراً بل يقول أنّه سوف يدعو ثبوراً أعظم من ثبور فرعون لو لم يحقّق الله له النعيم الأعظم من الملكوت كُلّه فيكون الله راضياً في نفسه.

    فلربّما يود أن يقاطعني أحد عُلماء الأمَّة فيقول: "فلنفرِض أنّك صادقٌ يا ناصر مُحمد اليماني وإنّ الله سوف يؤتيك الخلافة كما آتاها أبانا آدم من قبل - عليه الصلاة والسلام - فكيف يدعو ثبوراً من كان خليفة لله؟". ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم وأقول: لأنّي أُحبّ الله أكثر من ملكوته أجمعين فكيف تريدني أن أستمتع بالخلافة وأتبوأ من جنّته حيث أشاء رغداً وأنا أعلمُ أنّ الله ليس سعيداً في نفسه بسبب ظلم عباده لأنفسهم من الذين كذّبوا برُسل ربّهم بدعوتهم إلى كلمةٍ سواءٍ بين عباد الله أجمعين، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معبودَ سواه فكذّبوا بدعوة رسل ربّهم جميعاً إلا قليلاً ثم أهلكهم الله بسبب كفرهم بربّهم وأدخلهم ناره من غير ظلمٍ ولكن أنفسهم يظلمون، وقال الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴿٢٤إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [يس].

    ويا إخواني المسلمين بالله عليكم انظروا لقول الله أرحم الراحمين في نفسه بعد أن يُهلك عباده المُعرضين عن عبادة الله وحده لا شريك له فأعرضوا عن دعوة رسل الله إليهم جميعاً إلى عبادة الله وحده لا شريك له ثم يُهلكهم الله من غير ظلمٍ ولا يظلم ربّك أحداً، وبرغم ذلك يقول في نفسهِ قولاً لا يسمعهُ حملة عرشه ولا كافة الملائكة المسبّحون وإنّما علّمتُكم به في مُحكم كتابه فيقول:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

    فكيف تريدون المهديّ المنتظَر أن يهنأ بالنعيم والحور العين حتى ولو كان خليفةٌ لله ربّ العالمين؟ اللهم أنّي أعيذ نفسي بعظيم نعيم رضوان نفسِك من أن يفتنِّي نعيم ملكوت الدنيا والآخرة عن تحقيق الهدف من خلق عبادك، فما خلقتهم من أجل ملكوت الدنيا والآخرة ولا من أجل ملكوت جنات النعيم والحور العين، هيهات هيهات.. سبحانك وتعاليت علوّاً كبيراً، فقد أخبرت الإنس والجنّ جميعاً عن الهدف الوحيد من خلقهم وجعلت الفتوى في محكم كتابك يُدركها عالِم الأُمّة وجاهلها، وقال الله تعالى:
    {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٥٥وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    فيا أحباب الله من عباده يا من يحبّون الله أشدّ حُبّاً من حُبّهم لِرُسل الله ويحبّون أنبياء الله ورُسله محبّةً في الله ويحبّون عباد الله من أجل الله، يا من يحبّون في الله ويبغِضون في الله يا أحباب الله إنّي المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم سألتكُم بالله العظيم الغفور الودود كيف تستطيعون أن تهنأوا بالنعيم والحور العين وقد أخبرتكُم ما يقوله الرحمن في نفسه بسبب المُعرضين عن دعوة الرُّسل من ربّ العالمين، فأنكر كثيرٌ من عباد الله كلمة التوحيد، وقال الله تعالى:
    {ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ ﴿١بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ ﴿٢كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ ﴿٣وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ ﴿٤أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴿٥وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ﴿٦مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴿٧أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴿٨أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ ﴿٩أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖفَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ ﴿١٠جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ ﴿١١كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ ﴿١٢وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَـٰئِكَ الْأَحْزَابُ ﴿١٣إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ﴿١٤وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلَاءِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ ﴿١٥وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ ﴿١٦} صدق الله العظيم [ص].

    ثم يهلكهم الله بسبب إعراضهم عن الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له ثم تأخذهم الصيحة بالحقِّ من غير ظلمٍ من ربّهم ورغم ذلك يقول في نفسه:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم. فكيف تريدونني أن أهنأ بالخلافة؟ فأفًّ لها فلن أقبلها حتى يحقّق الله لي النعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه لا مُتحسّراً على عباده الذين ظلموا أنفسهم.

    إذاً يا قوم الآن تبيّن لكم سرّ المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم الذي سوف يهدي الله الناس من أجله فيجعلهم أمةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون بهِ شيئاً، ولا يزالون مختلفين فلم يجعلهم الأنبياء والمرسلون أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم بل لا يزالون مُختلفين، فريقاً هدى الله وفريقاً حقّت عليه الضلالة وقال الله تعالى:
    {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    ولكنّ الله سوف يجعل الناس أمّةً واحدةً على صِراطٍ مستقيمٍ رحمةً بالمهديّ المنتظَر الذي لو لم يهدِ الله الناس جميعاً فسوف يدعو ثبوراً كثيراً؛ بل أعظمُ من دعاء الثبور لكافة الكافرين جميعاً، وقد يستغرب الذين لا يعلمون من قولي هذا، فكيف يدعو المهديّ المنتظَر ثبوراً كثيراً وهو المهديّ المنتظَر خليفة الله وليس كافراً في نار جهنّم؟ وقال الله تعالى:
    {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ ۖ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴿١١إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا ﴿١٣لَّا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا ﴿١٤} صدق الله العظيم [الفرقان]. فلماذا المهديّ المنتظَر يدعو ثبوراً؟ فماذا أصابه وما خطبه وماذا دهاه؟
    ثم يجيب عليكم المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم وأقول: يا قوم إنّي أعبد نعيم رضوان نفس الله عليّ وعلى عباده وليس رضوان الله عليّ فحسب، إذاً لأصبح وسيلة لتحقيق نعيم الجنّة؛ بل أريد الله أن يكون راضياً في نفسه وذلك هو نعيمي الأعظم ولن أرضى بغيره بديلاً، وأقسمُ بمن رفع السبع الشداد وثبّت الأرض بالأوتاد الله ربّ العباد أرحم الراحمين أنّي على استعداد على أن أفتدي بعوضةً بما فوقها من الملكوت كُلّه من أجل تحقيق النعيم الأعظم، وذلك لأنّ الأمم من البعوضة فما فوقها جميعهم عباد الله، وقال الله تعالى:
    {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُم ۚ مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴿٣٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فلو هدى الله كافة الأُمم ما يدبُّ أو يطير إلا بعوضةً واحدةً وجعل الله عبده خليفة له على ملكوت كُلّ شيء من البعوضة فما فوقها إلا بعوضةً واحدةً قال فذرها تتعذّب في نار جهنم إلا أن تفتديها بملكوت كُلّ شيء بما فوقها من الأمم من ملكوتُ ربّك ما يدبُّ أو يطير الذي استخلفك عليه، فما ظنّكم بالمهديّ المنتظَر؟ فوالله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه أنّي لا أتردّد شيئاً بل سوف أفرح فرحاً كبيراً وأكبّر ربّي تكبيراً فأنفق الملكوت كُلّه إلى من يشاء ربّي مقابل أن ينقذ هذه البعوضة.

    وهُنا تصيب الناس الدهشة، فكيف ذلك؟ وماذا في هذه البعوضة من السرّ حتى يفتديها المهديّ المنتظَر بالوسيلة المُعلّقة بسدرة المنتهى فما دونها إلى الثّرى! ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: يا أخي في حُبّ الله، وما عساني أفعل بالبعوضة، فما قيمتها؟ بل والله إنّها لمن أكره الحشرات لدى المهديّ المنتظَر لأنّها توقظني من مضجعي وتؤذيني فتمرضني بالملاريا، ولكنّه لن يتحقّق النعيم الأعظم إذا ظلّت البعوضة في نار جهنم، فسوف يظلّ ربّي أرحم الراحمين مُتحسّراً على هذه البعوضة التي ظلمت نفسها وكانت من الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صُنعاً، فهل علِمتُم كم مدى إصرار المهديّ المنتظَر على تحقيق الهدف من الخلق فيكون الله راضياً في نفسه؟ ولن يكون الله راضياً في نفسه حتى يُدخِل كُلّ شيء في رحمته وفي ذلك سرّ المهديّ المنتظَر الذي يقصده الله بالمثل المضروب في القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۖوَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿٢٦الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿٢٧} صدق الله العظيم [البقرة].

    وفي ذلك سرّ المهديّ المنتظَر في الكتاب الذي يهدي بهِ الله الناس أجمعين ما دون الشياطين الذين علموا أنّه المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربهم فكرهوه ويريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المشركون، ثم يجعل الله الناس أمةً واحدة على صراط مستقيم، فهل تدرون لماذا؟ إنّما ذلك رحمةً بعبده المهديّ المنتظَر الذي لو لم يحقّق له الله النعيم الأعظم فسوف يدعو ثبوراً كثيراً أعظمُ من دُعاء الثبور للذين ظلموا أنفسهم، ولذلك سوف يرحم الله عبده المهديّ المنتظَر فيهدي الله الناس جميعاً فيجعلهُم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم، فهل تدرون لماذا؟ والجواب تجدونه في الكتاب، لماذا هدى الله الناس جميعاً في عصر بعث المهديّ المنتظَر وذلك رحمةً بعبده المهديّ المنتظَر وفي ذلك سرّ البعث الأول للذين كذّبوا بآيات ربّهم من الأُمم جميعاً ليجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [يونس:99].

    وتصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨} صدق الله العظيم [هود]. ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه فما يقصُد الله بقوله: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} وتجدون الجواب في محكم الكتاب: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

    ثم يأتي سؤالٌ جداً هامٌ وعظيمٌ، فهل سوف يجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ؟ وفي أيّ زمنٍ؟ ومن ثم تجدون الجواب في مُحكم كتاب الله أنّه سوف يجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ في زمن بعث المهديّ المنتظَر فيهدي الله الناس أجمعين رحمةً بالمهديّ المنتظَر الذي حرّم على نفسه جنّة النعيم حتى يتحقّق النعيم الأعظم منها ثم يتحقّق الهدف من خلقهم بتحقيق هدف المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّهم؛ عبد النعيم الأعظم، وقال الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118- 119].

    والبيان الحَقّ لقول الله تعالى:
    {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} صدق الله العظيم، وذلك في زمن بعث كافة الأنبياء والمرسَلين من أوّلهم إلى خاتم مِسكهم محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - فلا يزالون مُختلفين تصديقاً لقول الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ} صدق الله العظيم. ثم يتبيّن لكم القول الفصل وما هو بالهزل {إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم. وذلك في زمن بعث المهديّ المنتظَر الذي يهدي الله من أجله الناس أجمعين رحمةً بالمهديّ المنتظَر فيجعلهم أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ ثم يتحقّق الهدف من خلقهم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿١١٨إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم.

    ألا والله لقد أصبح شأن المهديّ المنتظَر جليّاً في القرآن العظيم يا من يزعمون أنّ القرآن لم يذكر المهدي المنتظر، يا من تقولون على الله ما لا تعلمون، فلو تنظرون في التفاسير لأئمّتِكم فتُقارِنوا بينها وبين بيان المهديّ المنتظَر للقرآن بالقرآن لوجدتم أنّ الفرق لعظيم كالفرق بين الظلمات والنور، فهل تستوي الظلمات والنور؟ وقال الله تعالى:
    {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ﴿١٩وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ﴿٢٠وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ ﴿٢١وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ ﴿٢٢} صدق الله العظيم [فاطر].

    فاتّقوا الله وارحموا أنفُسَكَم وارحموا إمامكم يرحمكُم الله، اللهم اغفر لهم فإنّهم لا يعلمون، وبصِّرهم بالحقّ بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك، فأنت ربّي الحَقّ ووعدك الحَقّ وأنت أرحم الراحمين.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
    خليفة الله الذليل على المؤمنين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
    _____________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    6438
    سبحان الله وبحمده ولا حول ولا قوة إلا بالله والله اكبر ولا إله إلا الله وأستغفر الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته

  3. افتراضي

    اقتباس

    والسؤال الذي يطرح نفسه لأولي الألباب هو: فكيف ضل قوم هود عن عبادة الله وحده لا شريك له وهم من ذريات أمة مؤمنة تعبد الله وحده لا شريك له؟ والسؤال مرة أخرى: فبرغم أن أول رسول من بعد رسول الله نوح هو رسول الله هود عليهم الصلاة والسلام وأمة نبي الله هود من ذرية أمة مؤمنة من الذين أنجاهم الله في السفينة مع نبي الله نوح، والسؤال الذي يطرح نفسه للمرة الثالثة هو:
    كيف ضل عاد قوم نبي الله هود عن عبادة الله وحده لا شريك له برغم أنهم من ذريات أمة يؤمنون بالله جميعا وهم أصحاب السفينة فلم يبق بينهم كافر ولا منافق؟

    اقتباس المشاركة 103017 من موضوع تساؤلات وإجابات للسائلين كيف ضلّ المسلمون عن عدد الركعات المفروضات في الصلوات..

    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - 08 - 1434 هـ
    09 - 06 - 2013 مـ
    05:57 صباحاً
    ـــــــــــــــــــــــ


    تساؤلات وإجابات للسائلين كيف ضلّ المسلمون عن عدد الركعات المفروضات في الصلوات..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله المكرمين في الإنس والجنّ أجمعين وآلهم الطيبين وعلى من تبعهم فاستجاب لدعوتهم في عبادة الله وحده لا شريك له وإلى التّنافس في حبِّه وقربِه وابتغاء رضوان الله، والله أكبر والله بصير بالعباد، أمّا بعد..

    نحن نعلم ردَّ كثيرٍ من علماء المسلمين وعامّتهم على أنصارنا إذا بيّنوا لهم أنّ الصلوات ركعتان لكلّ فرضٍ فزيدت في الحضر ركعتي السّنة في بيوت الله بين الأذان والإقامة، وبقيت على ما هي عليه ركعتان في السفر وركعةٌ واحدةٌ في الخوف إلا الإمام ركعتان في صلاة الخوف.

    وما كان ردّ كثيرٍ من علماء المسلمين وأمّتهم إلا أن قالوا:"وكيف ضلّ المسلمون عن صلاة النّبي وصحابته والمسلمين يصلّون أمّة من بعد أمّةٍ؟". ومن ثم نجيب عليهم من الكتاب ونقول: لقد دعا نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام وآله على كافة الكافرين في عصر بعثه بعد أن دعاهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، وذلك حرصاً من نبيّ الله نوح على أن لا يبقى من الكافرين أحداً فيضلّون أمّته من بعده، وقال الله تعالى:
    {وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿٢٦﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [نوح].

    فاستجاب الله لدعاء نبيّه نوح في هلاك الكافرين أجمعين فأهلك الكافرين من البشر ولم ينجُ منهم أحدٌ، ونجّى الله المؤمنين مع نبيّ الله نوحٍ عليه الصلاة والسلام وآله وسلّم، وحملوا معهم ذرّيات البشر في ظهورهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ( 41)} صدق الله العظيم [يس].

    وترك نبيّ الله نوح أمّته من بعد الطوفان بزمنٍ فمات وهم على المَحَجّة البيضاء ليلُها كنهارها يدينون بدين الإسلام يعبدون الله وحده لا شريك له فلا يوجد بينهم أحدٌ من الكافرين أو المنافقين الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر؛ بل ترك أمّةً مؤمنةٌ بالله لا يشركون بالله شيئاً ولا يوجد بينهم كافرٌ من البشر ولا منافقٌ لكون الله قد أهلك كافة الكافرين من البشر بنبيّ الله نوحٍ عليه الصلاة والسلام ولم يُبقِ منهم ديّاراً.

    وكان نبيّ الله نوح يظنّ أنّ الله لو يُهلك كافة الكافرين فإنّه لن يوجد من يُضلّ الأمّة من بعده من الكافرين أولياء الشياطين، ولذلك قال نبيّ الله نوح:
    {رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿٢٦﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [نوح].

    ولكنْ من المؤمنين من يُضلّون أنفسَهم بأنفسِهم ويُضلّون المؤمنين بسبب المبالغة في الأنبياء والأولياء، وكان البشر قليلاً آنذاك. وعلى كل حالٍ لقد علم كافةُ علماء المسلمين أنّه لن ينجو من البشر في الطوفان في عصر نبيّ الله نوح إلا نبيّ الله نوحٍ والذين آمنوا معه صلّى الله عليه وعليهم وأسلّم تسليماً. والسؤال الذي يطرح نفسه: فمن هم أوّل أُمم الأنبياء من ذرّيات المؤمنين أصحابَ السفينة؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب بأنّها أمّة نبيّ الله هود عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار، إذ دعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فأخذتهم الدّهشة من دعوة نبيّ الله هود إلى عبادة الله وحده لا شريك له ونالهم العجب الشديد، فردّ نبيُّ الله هود على قومه عادٍ فقال لقومه:
    {أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ ۚ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (69)} صدق الله العظيم [الأعراف].

    والسسسسسسسسسسؤال الذي يطرح نفسه لأولي الألباب هو: فكيف ضلّ قومُ هودٍ عن عبادة الله وحده لا شريك له وهم من ذرّيات أمّة مؤمنةٍ تعبد الله وحده لا شريك له؟ والسسسسسسسسسسؤال مرةً أخرى: فبرغم أنّ أوّل رسولٍ من بعد رسول الله نوح هو رسول الله هود عليهم الصلاة والسلام وأمّة نبيّ الله هود من ذريّة أمّةٍ مؤمنةٍ من الذين أنجاهم الله في السفينة مع نبيّ الله نوح، والسسسسسسسسسسؤال الذي يطرح نفسه للمرة الثالثة هو:
    كيف ضلّ عادٌ قومَ نبيّ الله هود عن عبادة الله وحده لا شريك له برغم أنهم من ذرّيات أمّة يؤمنون بالله جميعاً وهم أصحاب السفينة فلم يبقَ بينهم كافرٌ ولا منافقٌ؟

    وهنا تعجبون فتقولون:"فعلاً كيف ضلّ عادٌ الأولى من بعد قوم نوح عن دين الله برُمّته فعبدوا الأصنام برغم أن عاداً من ذرّيات المؤمنين الذين نجوا مع نبيّ الله نوحٍ في السفينة؟". بمعنى أن عاداً قومَ هودٍ من ذرّيات قوم مؤمنين بالله لا يشركون بالله شيئاً، فكيف إذاً ضلّ عادٌ قوم هودٍ عن دين الله برمته فبعث الله إليهم أخاهم هوداً بعد أن ضلّوا عن دين الله برُمّته برغم أنَّ نبيّ الله نوح ترك آباءهم وهم على دين الله الإسلام يعبدون الله وحده لا يشركون به شيئاً؟ فكيف ضلّت ذرّياتهم من بعدهم فعادوا لعبادة الأصنام من جديدٍ من دون الله؟ وقال الله تعالى:
    {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48) تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49) وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ (50) يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51) وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)} صدق الله العظيم [هود].

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول:"ومن هم الأمم الذين سوف يمتّعهم ويمسّهم من الله عذابٌ أليمٌ في قول الله تعالى:
    {قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ ۚ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48)} صدق الله العظيم؟" ومن ثم نفتيه بالحقّ أنّ تلك الأمم هم في ظهور المؤمنين؛ أصحاب السفينة؛ عوالم منويّة في ظهورهم منهم المؤمنون وفيهم الكافرون، وليس هدفنا الخوض في هذا الموضوع في هذا البيان بل للتساؤل كيف ضلّ من تسمّونهم قوم عادٍ، وهم عادٌ قوم هود؟ كيف ضلّوا عن دين الله الحقّ وهم من ذرّيات قومٍ مؤمنين؟ فكيف عادوا لعبادة الأصنام وهم من ذرّيات قوم مؤمنين لا يشركون بالله شيئاً؟ أفلا تتفكرون؟ بل عجبوا من دعوة أخيهم هود فقالوا: {يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (53)} صدق الله العظيم [هود].

    أليس ذلك من أشدّ العجب عودة الأمّة إلى عبادة الأصنام برغم أنّ عاداً من ذرّيات المؤمنين أصحاب السفينة! فكيف عادت ذرّياتهم إلى عبادة الأصنام؟ أيا أمّة الإسلام أليس ذلك أشدّ عجباً من عجبِكم كيف ضلّ المسلمون عن الصلوات؟ ولكن لا عجب كون محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ترك أمّةً مؤمنةً وبينهم المنافق من يُظهر الإيمان ويُبطن الكفر والمكر ليصدّ عن الذّكر، وكذلك يعيش معهم المشركون من النّصارى واليهود وغيرهم، ويوجد في عصرهم وقد عاصرهم أممٌ مشركون، واليهود؛ ولا يزال اليهود أمّةً بعد أمّةٍ يصدّونهم عن الهدى بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، والذين أشركوا يسعون ليصدّوا المسلمين عن دينهم الحقّ إن استطاعوا.
    تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النّاس عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} صدق الله العظيم [المائدة:82].

    ألا والله لولا أنْ حفظ الله القرآن العظيم من التحريف لكانوا ردّوكم إلى عبادة الأصنام من دون الله منذ أمدٍ بعيد، برغم أنّهم ردّوكم إلى الشرك بالله بطريقةٍ أخرى فجعلوا المسلمين يكفرون بكافة آيات الكتاب المحكمات التي تنفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود على الرغم من أنّ المسلمين يؤمنون بآيات نفي الشفاعة ثم يتركون اتّباعها ويتّبعون الآيات المتشابهات في ذكر تحقيق شفاعة الربّ لعباده الضالين فتشفع لهم رحمته من عذابه بعد أن ذاقوا وبال أمرهم، ولا تحيطون بسرّ تحقيق الشفاعة في نفس الله علماً يا أصحاب عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود إنكم لمشركون بالله! أفلا تتقون؟ أفلا تؤمنون؟ أفلا تعلمون أن الله ابتعث نبيّه محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لينذر بالقرآن العظيم أصحاب عقيدة شفاعة الأنبياء والأولياء بين يدي الربّ المعبود؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:51].

    وأعرضتم عن قول الله تعالى:
    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)} صدق الله العظيم [السجدة].

    ويا أمّة الإسلام والنّصارى واليهود والنّاس أجمعين، تعالوا لنخرجكم من عبادة العباد إلى عبادة الربّ المعبود بالبيان الحقّ للقرآن المجيد فنهديكم به إلى صراط العزيز الحميد.

    وربّما يودّ أحد أحبتي الأنصار السابقين الأخيار أن يقول:"يا إمامي، أفلا تُعْلِّمنا عن سبب فتنة قوم عادٍ وهم من ذرّيات صحابة نبيّ الله نوحٍ عليه الصلاة والسلام وآله وسلم؟ ولكن ما الذي أضلّ أمماً من ذرّياتهم حتى عادوا لعبادة الأصنام من جديدٍ". ومن ثم يجيب الإمام المهديّ على السائلين ونقول: إنّ سبب عودتهم إلى عبادة الأصنام هي المبالغة في آبائِهم صحابة نبيّ الله نوحٍ عليه الصلاة والسلام، فجعلوا لهم تماثيل لصورهم أصناماً لكونهم من عباد الله المكرمين حتى دعوهم من دون الله جيلاً بعد جيل، ومن ثم يختفي السرّ في عبادة الأصنام جيلاً بعد جيل برغم أنّ سرّها لدى المشركين الأوّلين بأنها تماثيل لعباد الله المقرّبين من الأنبياء وأوليائهم، فيعبدون أنبياءَ الله وأولياءه قربةً إلى ربّهم، وما كانت حجّتهم إلا أن قالوا:
    {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} صدق الله العظيم [الزمر:3].

    أيا أمّة الإسلام، ذروا اتّباع سلفكم الذين من قبلكم الاتّباع الأعمى حتى تردّوا ما وجدتموهم عليه إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم، فاتّقوا الله وأطيعوني تهتدوا، وذروا الاتّباع الأعمى إنّي لكم ناصحٌ أمينٌ، فأجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما جئناكم بوحيٍ جديدٍ بل الدعوة إلى اتّباع القرآن المجيد، وندعو جميع العبيد إلى التنافس إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب، ولذلك أدعوكم إلى أن نقوم بعرض التّوراة والإنجيل وأحاديث السُّنة النبويّة المحمديّة فما وجدناه قد جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم؛ فكل ما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فهو باطلٌ مفترى من عند غير الله سواء كان في التّوراة أو في الإنجيل أو في أحاديث السُّنة النبويّة. وما عندي غير قال الله وقال رسوله، ولن أقول لكم شيئاً من عندي، وما جعلني الله نبيّاً جديداً بل جعل في اسمي خبري
    (ناصر محمد)، ولذلك جاء الاسم محمد موافقاً في اسمي في اسم أبي كون خاتم الأنبياء هو محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

    وربّما كان بودّ الأنصار السابقين الأخيار أن نكتب بياناً بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج، ومن ثم نقول لهم :
    إنّ الإمام المهديّ لا يؤيّد ذكرى المناسبات ما دامت تجلب المبالغة في الأنبياء والأولياء، ولا نؤيّد أعياد ميلاد الأنبياء كونها تستمر بها المبالغات في الأنبياء، ولا أعياد أئمة الكتاب فيبالغون فيهم في كل عيدٍ جيلاً بعد جيل حتى يدعونهم من دون الله فيقعوا في الإشراك، وهل سبب عودة الأمم إلى الشرك مرّةً بعد مرةٍ وبين كلّ نبيّ ونبيٍّ أممٌ مشركةٌ بالله إلا بسبب المبالغة في الأنبياء والأولياء وبذكرى مناسباتهم وأعياد مواليدهم؟ فاتقوا الله وأطيعوني لعلكم تهتدون.


    وربّما يودّ عادل الكاف أحد الأنصار السابقين الأخيار أن يقول:"يا إمامي لو سمحت لدي سؤالٌ واحدٌ فقط حول الإسراء والمعراج، فهل أُسري بمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جسداً وروحاً ليلة فرض الله عليه وعلى أمّته الصلوات؟ لكوني متعجبٌ أن يُسرى به جسداً بل ربّما روحاً فقط كون بين الأرض وأقرب السماوات مسافة آلاف السنين الضوئيّة، فما بالك بالجنّة في علّيّين! فكيف اخترق جسم محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مليارات السنين الضوئيّة إلى سدرة المنتهى؟". ومن ثم يردّ على السائلين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: بل أُسري بمحمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلم- بجسده وروحه وهو يسمع ويرى، ولقد رأى من آيات ربّه الكبرى ومنها النّار والجنّة فمرّ بأصحاب النّار والكفار يتعذبون فيها وزار الجنّة فوجد الأبرار يتنعمون فيها. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيك مَا نَعِدهُمْ لَقَادِرُونَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:95].

    فوجد في الجنّة الأنبياء والمرسلين فقال لهم: أجعل من دون الرحمن آلهة يعبدون؟ قالوا: سبحان الله عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً! فقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: وأنا على ذلك من الشاهدين. وإنما سؤال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم هو تنفيذٌ لأمر الله إلى رسوله من قَبْلُ في القرآن العظيم في قول الله تعالى:
    {‏‏وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} ‏‏صدق الله العظيم [الزخرف:45].

    ألا وإنّ الأمر في هذه الآية كان أغرب وأعجب أمرٍ من الله إلى رسوله، فنال العَجَبُ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم، فحين جاء رسول الله جبريل بما أمره به ربّه بقول الله تعالى:
    {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} صدق الله العظيم، فقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم: وكيف أسأل رسل الله عليهم الصلاة والسلام وقد ماتوا يا أخي يا جبريل وصاروا عند ربّهم في علّيّين؟ فقال رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام والملائكة المكرمين قال: لا علم لمعلمك! وتبيّن لهما الحقّ ليلة جاء الأمر بالإسراء بمحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم بالجسد والروح، فحمله رسول الله جبريل جسداً وروحاً، فأحضره من الثرى إلى سدرة المنتهى.

    وكذلك رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام هو من حمل عرش ملكة سبأ من مأرب إلى نبيّ الله سليمان في بلاد الشام في أقرب من لمح البصر، فقال:
    {أنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} صدق الله العظيم [النمل:40]. وكذلك جبريل عليه الصلاة والسلام هو من حمل محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم مسافة تريليونات السنين الضوئيّة من الثرى إلى سدرة المنتهى، ذلكم شديد القوى؛ ذو الأجنحة الكثيرة؛ الأستاذُ معلم محمدٍ رسول الله صلّى الله عليهم وأسلم تسليماً. السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

    ويا معشر الأنصار، لقد وجدت لفظاً أساءني كثيراً لأحد الأنصار السابقين الأبرار يقول أنّه يشكر الإمام ناصر محمد اليماني على دعوته المباركة. ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: بل اشكر الذي علّم الإمام المهديّ ما لم يعلم ليعلِّمكم ما لم تكونوا به تعلمون أنتم ولا آباؤكم، فاشكروا الله وحده الذي بعث الإمام المهديّ ناصر محمد ليخرجكم من عبادة العبيد في عقيدة الشفاعة إلى عبادة الربّ المعبود، فلا تدعوا مع الله أحداً ولا شكر للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني على دعوته المباركة بل الشكر لله وحده، ولم أقل البيان الحقّ للقرآن من عندي حتى تشكرونني؛ بل الله من علّمني البيان الحقّ للقرآن بالتّفهيم من ذات القرآن وليس وسوسة شيطانٍ، أفلا أكون عبداً شكوراً؟ وكذلك أنتم كونوا من الشاكرين لله ربّ العالمين فلا تبالغوا في الإمام المهديّ، وما هو إلا بشرٌ مثلكم.

    ألا والله إنّ أحبّكم إلى الله وأقربَّ هو مَنْ كان أشدّ منافسٍ للإمام المهديّ في حبّ الله وقربه، ولكم الحقّ في ذات الله ما للإمام المهديّ فلا تبالغوا في الإمام المهديّ خيراً لكم، فابتغوا إلى ربّكم الوسيلة أيّكم أقرب، ولا تتفضلوا بالله لعبده الإمام المهديّ فيقول أحدكم: "وكيف ننافس الإمام المهديّ في حبّ الله وقربه، أليس هو خليفة الله وهو أولى أن يكون أحبّ إلى الله منّا وأقرب؟"، فمن ثم يعذبكم الله عذاباً نُكراً، فاحذروا ثم احذروا. فهل سبب إشراك الذين من قبلكم إلا المبالغة في عباد الله المكرمين؟ اللهم قد بلغت اللهم فاشهد، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وربّما يودّ أحد السائلين أن يقول:"يا ناصر محمد، أفلا يشكر النّاس بعضهم بعضاً في معروفٍ؟". ومن ثمّ يردّ على السائلين الإمام المهديّ وأقول: من لا يشكر النّاس لا يشكر الله، فمن فعل لك معروفاً وجميلاً وإحساناً فاشكره وأشكر الله الذي قدّر أن ينعم عليك بذلك الإحسان. ألم يقل الله تعالى:
    {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} صدق الله العظيم [الأحزاب:37].

    ولكن الدعوة والبيان الحقّ للقرآن العظيم ليست جميلاً من الإمام المهديّ تفضّل به عليكم؛ بل الشكر والفضل لله الذي بعث إليكم البيان الإمام المهديّ ليخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الربّ المعبود فيبصِّرهم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
    أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    [ لقراءة البيان من الموسوعة ]

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  4. افتراضي

    اقتباس المشاركة :
    كيف تكون امه واحده ما الفرق بين امة المهدي التي سوف يجعلهم الله امه واحده وبين امة نحوح التي هبطو كلهم مؤمنين.
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=412385


    الفرق أن سيدنا نوح وباقي الرسل دعوا على الكافرين بشكل عام دون تميز بين ضال وبين شيطان نحن قوم يحبهم ويحبونه علمنا من خلال الخبير بالرحمن بحزن ربنا حبيبنا ♥️ النعيم الأعظم ♥️
    على الضالين النادمين على ما فرطوا في جنب الله ✅ فجأ حزننا من حزن ربنا فلم ندعوا على الضالين ربنا يهلكهم فقط ندعوا على شياطين الانس والجن مثل ترامب ومن خلفه من شياطين البشر الذين يقتحمون المسجد الأقصى الان يومان على التوالي يمنعون المصلين من الصلاة ويضربونهم ضرب مبرح ويعتقلون ويرقصون رقصات افتفزازية ربي خذهم أخذت قدير مقتدر ولا تبقي لهم اثر يا ارحم الرحمين

    يا رب

    يا رب

    يا رب

    اليك هذا الاقتباس يوضح لك ✅


    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 02 - 1433 هـ
    05 - 01 - 2012 مـ
    08:00 صباحاً
    اقتباس المشاركة :
    ولكن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يأسفون على قومهم شيئاً بعد أن دعوا الله أن يفتح بينهم وبين قومهم بالحقّ، ومن ثمّ ينتقم الله من قوم النبيّ ومن ثمّ يتولى عنهم نبيّهم، ويقول كمثل قول أحدهم: {فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ ۖ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    بمعنى أنه لا أسف ولا حزن ولا حسرة على القوم الكافرين، ولكن حال الله أرحم من أنبيائه ورسله غير حالهم فهو أرحم الراحمين، ولذلك لم يقل كمثل قول أحد الأنبياء: {فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ}، بل يقول في نفسه: {يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=30974

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عبد من عبيد النعيم الأعظم
    اقتباس مشاركة : عبد من عبيد النعيم الأعظم
    فليسمح لي الامام عليه السلام بستفسار لبعض الشئ من ما ورد في بعض البيانات لتوضيح بعض النقاط واولها مايلي: (
    موضوع الامه الواحده. )ونحيطكم علما انه بفعل النشر والتبليغ للذكر من يأتون لحوارنا عل مواقع التواصل المختلفه ونحاججهم من البيان الحق للقران وبرهان ايات القران
    فالبعض يقتنع والبعض الا... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=412385
    انتهى الاقتباس من عبد من عبيد النعيم الأعظم
    أخي الكريم في الله إن الفرق بين أمة المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني عليه الصلاة والسلام وبين قوم نوح عليه الصلاة والسلام هو أن الله سيجعل الناس في عهد الإمام عليه الصلاة والسلام جميعهم عن بكرة أبيهم أمّة واحده على الصراط المستقيم وذلك بعد بعث أموات الكافرين الأولين والأخرين لمن يشاء الله منهم من أجل عبد النعيم الأعظم إمامنا المهدي وحزبه القليل من عبيد النعيم الأعظم
    فلعيوووووون إمامنا المهدي وحزبه القليل سيهدي الله الناس جميعاً الأولين والآخرين ويجعلهم أمة واحده على الصراط المستقيم إلا من أبى رحمة الله
    وبهداية الناس اجمعين في زمن إمامنا المهدي ناصر محمد اليماني عليه الصلاة والسلام فقد يكون أتم الله نوره للعالمين ولو كره الكافرين الشياطين وهم صاغرون
    ومن يضل بعد هذا الصراط المستقيم فهو من الفاسقين وأبى رحمة الله رب العالمين فلا حسرة عليهم وهم أولى بنار جهنم صلياً ليذوقوا وبال امرهم ماكثين فيه أبدا إلى أن يشاء الله
    وعليهم تقوم الساعة لأنهم أشر الناس
    والسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين
    (أعوذ بك ياالله ياأحب شيء إلى قلبي أن أرضى قبل أن ترضى في نفسك )

  6. افتراضي

    ​======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 28889 من موضوع فهل من حلَّت عليه لعنةُ الله وملائكته والناس أجمعين، فهل يستيئِس من رحمة الله ؟

    - 1 -
    الإمام ناصر محمد اليماني
    21 - 01 - 1433 هـ
    16 - 12 - 2011 مـ
    04:32 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=28978
    ــــــــــــــــــــ



    فهل من حلَّت عليه لعنةُ الله وملائكته والناس أجمعين، فهل يستيئِس من رحمة الله ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المسلمين، وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ربّ العالمين، أمّا بعد..

    ولا نزال نكرِّر الترحيب بالتائه الباحث عن الطريق الحقّ، والحق أحقّ أن يُتّبع إن تبيَّن لك أنّه الحقّ فاتّبعه، وما بعد الحقّ إلّا الضلال..
    ويا حبيبي في الله السائل عن المشاركة في البنين بين أَمَةٍ من الجنّ من إناث الشياطين وبين شياطين الإنس فيلتقيان للاستمتاع بجنس النساء من شياطين الجنّ فتحمل منه وتضعه في الأرض ذات المشرقين، وحين يتمّ حشر شياطين الجنّ والإنس جميعاً يخاطبهم الله، ويقول الله مخاطباً معشر إناث شياطين الجنّ:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    ولربّما يودّ أحد أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار المنتظرين تحقيق النّعيم الأعظم أن يقاطعني فيقول: "يا إمامي الكريم ثَبَّتَني الله وإياك على الصراط المستقيم، فهل شياطين الجنّ والإنس قد حكم الله عليهم بالخلود الأبديّ السرمديّ في نار جهنم إلى ما لا نهاية وعليهم أن يستيِئسوا من رحمة الله أنْ يرحمهم فيخرجهم من نار جهنّم بعد أن يذوقوا وبال أمرهم؟". ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: قال الله تعالى:
    {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ ۖ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿١٢٨} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فلا بدّ من أن يتحقّق النّعيم الأعظم بعد أن يذوق كلٌّ من عبيده وبال أمرهِ ولكن على مُكثٍ وقدرٍ مقدور في الكتاب المسطور، وإلى الله ترجع الأمور، وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ربّ العالمين.

    ويا معشر شياطين الجنّ والإنس الذين لعنهم الله وغضب عليهم وأحلّت عليهم من بعد لعنة الله ولعنة الملائكة والناس أجمعين، إنّ الإمام المهدي لا يزال يدعوكم إلى عدم اليأس من رحمة الله فأنيبوا إلى ربّكم ليهديَ قلوبكم ومن ثم يتقبّل الله توبتَكم إنْ فعلتم، واعلموا أنّ الله غفورٌ رحيمٌ، فما أعظم حجّة الله عليكم في مُحكم كتابه أنّه وعدكم بالعفو والغفران حتى ولو حلّت عليكم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين، فلا يعني ذلك أنّكم تستيئسوا من رحمة الله؛ بل لله الحجّة البالغة، وقال الله تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقال الله تعالى:
    {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ‌ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُ‌وا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّ‌سُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    إذاً فلماذا اليأس من رحمة الله يا معشر شياطين الجنّ والإنس؟ ومَن أصدق من الله قولاً ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين؟ فقد وعدكم بقبول التوبة، فتعالوا إلى كلمةٍ سواء بين العبيد أن لا نعبد إلا الله الربّ المعبود فنحقّق الهدف من خلقنا. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الذاريات].

    وليس مكوثكم في نار جهنم أياماً معدوداتٍ كما تزعمون؛ بل سنيناً حتى تذوقوا وبال أمركم إنْ أبيتم واستكبرتم، ولن تجدوا لكم من دون الله وليّاً ولا نصيراً.

    وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للهِ ربِّ العالمين ..
    خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
    _______________

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..
    (أعوذ بك ياالله ياأحب شيء إلى قلبي أن أرضى قبل أن ترضى في نفسك )

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ناصرة محمد
    اقتباس مشاركة : ناصرة محمد
    الرابط: https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=412385


    الفرق أن سيدنا نوح وباقي الرسل دعوا على الكافرين بشكل عام دون تميز بين ضال وبين شيطان نحن قوم يحبهم ويحبونه علمنا من خلال الخبير بالرحمن بحزن ربنا حبيبنا ♥️ النعيم الأعظم ♥️
    على الضالين النادمين على ما فرطوا في جنب الله ✅ فجأ حزننا من حزن... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=412396
    انتهى الاقتباس من ناصرة محمد
    أنتي مخطئة بل نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام دعا على الكافرين وهو يعلم بأنهم شياطين
    وكذلك خليفة الله الإمام المهدي دعا على الكافرين المجرمين وهو يعلم أنهم شياطين .
    وإليك هذا الإقتباس لإمامي الحبيب عليه الصلاة والسلام يؤكد لك ؛
    اللهم فاهدِ مِن عبادك الذين لوعلموا الحقّ من ربّهم لاتّبعوه، اللهم وأهلِك ما دون ذلك من عبادك المُجرمين الذين لو علموا سبيل الرُّشد ما اتّخذوه سبيلًا كونهم يعلمون أنّه سبيل الحقّ إلى ربّهم وهم للحقّ كارهون، اللّهم لا تَذر على الأرض منهم ديّارًا، إنّك إن تَذرهم يُضلّوا عبادك ولا يَلِدوا إلّا فاجرًا كفّارًا، وطهِّر الأرض منهم تطهيرًا واجعل الخبيث بعضه فوق بعض واركُمْهُ في نار جهنّم جميعًا، فقد ضاق صدري ونفد صبري وأفوّض إلى الله أمري إنّ الله بصيرٌ بالعباد، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم.

    وسلامٌ على المُرسَلين والحمدٌ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله على العالمين وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ.

    (أعوذ بك ياالله ياأحب شيء إلى قلبي أن أرضى قبل أن ترضى في نفسك )

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة : إلى الرحمن وفدا
    اقتباس مشاركة : إلى الرحمن وفدا
    أنتي مخطئة بل نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام دعا على الكافرين وهو يعلم بأنهم شياطين
    وكذلك خليفة الله الإمام المهدي دعا على الكافرين المجرمين وهو يعلم أنهم شياطين .
    وإليك هذا الإقتباس لإمامي الحبيب عليه الصلاة والسلام يؤكد لك ؛
    اللهم فاهدِ مِن عبادك الذين لوعلموا الحقّ من ربّهم لاتّبعوه، اللهم وأه... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=412507
    انتهى الاقتباس من إلى الرحمن وفدا
    يا اختي اذا ابنه الذي هو قريب منه جدا لم يكن يعلم أنه من ذرية الشياطين ودعى رب العباد النجاة له فلا تتهمني بالباطل تصديق لي قوله تعالى {رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم

  9. افتراضي

    اخواني الانصار الكرام انا لا اقصد بأن يكون التوضيح في شأن الاستفسار لي حاشا وكلا ان اكون من بعدهدايتي من الجاهلين وانما. هو لكثرة الحاح المتسائلين فقد اجبت عليهم بكل. ما حوت بيانات الأمام عليه السلام للقران في شأن الأمه الواحده
    كل ما اسطنبتوه انتم طرحته عليهم
    ولكنهم اصرو عل ان يكون التوضيح. بقلم الامام فأني والحمدلله متبين لكل شئ ولا اريد ان اسأل الامام عن شي قد بينه
    الا عن ثلاثة احرف في القران. طرحتها انا ظمن الاستفسار الحرف (ق) والحرفين (طه) وعن نبي الله هود هل رمز له بحرف في القران
    وسلاما عل المرسلين والحمدلله رب العالمين

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة : عبد من عبيد النعيم الأعظم
    اقتباس مشاركة : عبد من عبيد النعيم الأعظم
    اخواني الانصار الكرام انا لا اقصد بأن يكون التوضيح في شأن الاستفسار لي حاشا وكلا ان اكون من بعدهدايتي من الجاهلين وانما. هو لكثرة الحاح المتسائلين فقد اجبت عليهم بكل. ما حوت بيانات الأمام عليه السلام للقران في شأن الأمه الواحده
    كل ما اسطنبتوه انتم طرحته عليهم
    ولكنهم اصرو عل ان يكون التوضيح. بقلم ... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=412763
    انتهى الاقتباس من عبد من عبيد النعيم الأعظم
    بين امامي الغالي بعض الرموز كونها رموز لي أنبياء والمهدي والصديقة مريم عليهم صلوات ربي وسلامه


    الإمام ناصر محمد اليماني
    01 - ربيع الثاني - 1430 هـ
    28 - 03 - 2009 مـ
    09:51 مساءً
    اقتباس المشاركة :
    وأما الحرف (ص) فهو يختصّ بالصدّيقة مريم وأُخذ الرمز لها من اسم الـصـدّيقة كما سمّاها الله في قوله تعالى: {وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} [المائدة:75]، والحكمة أنّه لم يأخذ لها الرمز من الاسم مريم؛ بل من حرف اسم الصفة وذلك لأنّها ليست نبيّة ولا خليفة، وكذلك بَيَّنَّا أنّ الرموز للأسماء تؤخذ من أي حرفٍ للاسم الأول سواء من أوّله أو من وسطه، أهمّ شيء أنّ الرمز لا ينبغي له أن يتجاوز إلى اسم الأب بل أي حرفٍ من أحرف الاسم الأول.
    انتهى الاقتباس
    الرابط: https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=4418

المواضيع المتشابهه
  1. صورة ناطقة حب الامام المهدي والانصار لرسول الله محمد عليه الصلاة والسلام
    بواسطة البصيرة في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-03-2014, 05:01 PM
  2. [ فيديو ] صوتيات البشرى الاسلامية: الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني (ع): قصة رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام.. Audio
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-06-2013, 08:09 AM
  3. [ فيديو ] صوتيات البشرى الاسلامية: الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني (ع): قصة نبي الله آدم عليه الصلاة والسلام..
    بواسطة خليل الرحمن في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-06-2013, 01:24 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •