الموضوع: المهدي المُنتظر يفتي في الزمن الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم

النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. افتراضي المهدي المُنتظر يفتي في الزمن الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم

    بسم الله الرحمن الرحـــيم


    اقتباس المشاركة 4986 من موضوع المهديّ المنتظَر يفتي في الزمن الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم ..




    - 1 -

    الإمام ناصر محمد اليماني

    14 - 06 - 1428 هـ
    30 - 06 - 2007 مـ
    10:41 مساءً
    ـــــــــــــــــــ



    المهديّ المنتظَر يفتي في الزمن الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم ..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى جميع عُلماء الديانة والناس أجمعين، والسلام على من اتّبع الهادي إلى الصراط المُستقيم، ثم أمّا بعد..

    قال الله تعالى:
    {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (25)} صدق الله العظيم [الكهف]، وإليكم الفتوى الحقّ: فأمّا لبثهم الأول لقضاء نومتهم الأولى فهي {ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ} وتعدل بحسب أيامكم 24 ساعة تسعة آلاف سنة مما تعدون، وإنا لصادقون وإني على تقديم البُرهان لقديرٌ بإذن الله.

    وأمّا الفتوى الأخرى لزمن نومتهم الأخرى
    {وَازْدَادُوا تِسْعاً} أي تسع سنوات فقط وتعدل بحسب أيامكم 24 ساعة تسعة آلاف سنة مما تعدون، وإنا لصادقون وإني على تقديم البُرهان لقديرٌ بإذن الله، فأصبح الأمد الكُلي منذ دخولهم الكهف إلى يوم خروجهم منه ثمانية عشر ألف سنة والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل.

    فهل تعلمون لماذا الحكمة من نومتهم الأولى ثم يبعثهم الله ليتساءلوا فيما بينهم كم لبثهم؛ قالوا يوماً أو بعض يومٍ ومن ثم عادوا إلى نومتهم مرةً أخرى إلى حدّ الساعة في سُبات نائمون؟ فهو لم يذهب ولم يأكلوا شيئاً من الطعام لأنه أصلاً رجع من باب الكهف، ولكن أكثركم لا يعلمون.
    وإنما يريد الله أن تكون نومتهم الأولى بحساب السّنة القمريّة لحركة القمر ومن ثم تكون نومتهم الأخرى بحساب السّنة الشمسيّة في ذات الشمس، وذلك حتى تعلموا التصديق في قوله تعالى:
    {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5)} صدق الله العظيم [الرحمن].
    وإني أنا الإنسان الذي علَّمه الله البيان للقرآن لعلكم توقنون.

    والسلام على من اتّبع الهادي إلى الصراط المُستقيم، وقال الله تعالى:
    {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا ﴿٩﴾ إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴿١٠﴾ فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ﴿١١﴾ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا ﴿١٢﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَـٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿١٧﴾ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨﴾ وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴿٢١﴾ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



    البيعة لله



    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
    إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله يَدُ الله فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ الله فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10)




  2. افتراضي

    ولك الحمد يا رب بارك الله فيك يا إمام الأمة

  3. افتراضي

    إمامنا المهدي حفظ الله ورعاك
    أنا رجل مهندس وأحب لغة الأرقام بالتفصيل
    ياريت ياإمامنا الكريم تشرح بالتفصيل لبث أهل الكهف قول الله تعالى: { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (25) } صدق الله العظيم [الكهف]
    لنزداد علما وليكون لنا حجة عند مناقشتنا لمن ندعوهم للتصديق بخروج الإمام
    وزادكم الله علماً وأجرا

  4. افتراضي أهدى الرّايات رايتك وأعظم الغايات غايتك يا إمامنا الغالي المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني صلّى الله عليك وآلك وأنصارك و سلم

    اقتباس المشاركة : إبن القسام
    ياريت ياإمامنا الكريم تشرح بالتفصيل لبث أهل الكهف قول الله تعالى: { وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً (25) } صدق الله العظيم [الكهف]
    انتهى الاقتباس من إبن القسام

    اقتباس المشاركة 54513 من موضوع الفتوى للسائلين عنْ لَبْثِ أصحاب الكهف الأول والثاني بحساب ثلاثة كواكبٍ في الكتاب، ذكرى لأولي الألباب..

    -1-
    [ لمتابعة رابط المشـاركـــــــــة الأصليَّة للبيــــــــــــــان ]

    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=54507

    الإمام ناصر محمد اليماني
    16 - 09 - 1433 هـ
    04 - 08 - 2012 مـ
    08:55 صباحاً
    ـــــــــــــــــــ

    الفتوى للسائلين عنْ لَبْثِ أصحاب الكهف الأول والثاني بحساب ثلاثة كواكبٍ في الكتاب، ذكرى لأولي الألباب..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيبين الطاهرين والتابعين الحق إلى يوم الدين، أمّا بعد..
    ويا معشر السائلين عن لَبْثِ أصحاب الكهف الأول والثاني، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ، وإليكم السؤال والجواب من محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب:

    ســـ 1 - بما إنّ أصحاب الكهف لا يزالون في كهفهم في زمن بعث خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدليل قول الله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18].

    والسؤال الذي يطرح نفسه: هل أصحاب الكهف بعد أن انقضى لبثهم الأول خرجوا من كهفهم ومن ثم عادوا؟ وما دليلك من محكم الكتاب على خروجهم بعد انقضاء لبثهم الأول وعودتهم إلى كهفهم لقضاء لبثهم الثاني؟
    جـــ 1 - فأمّا البرهان المبين في محكم القرآن على خروجهم من كهفهم بعد انقضاء لبث نومتهم الأولى فتجدونه في قول الله تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} صدق الله العظيم [الكهف:25]. ونستنبط من هذه الآية أنهم خرجوا جميعاً من كهفهم بعد انقضاء لبثهم الأول. ولذلك قال الله تعالى: {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ}، بمعنى أنهم خرجوا منه بعد مُضي ثلاث مائة سنة قمريّة.

    ســـ 2 - وهل بعد أن بعثهم الله بعد انقضاء لبثهم الأول، فهل سُئِلوا من أحدٍ من العالمين حتى يخبرونه بقصتهم؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب إن الحكمة من بعثهم هو للتساؤلٍ فيما بينهم، ولم يتساءلوا مع أحدٍ من العالمين حتى لا يكشف الله سرّهم إلى القدر المقدور في الكتاب المسطور. ولذلك قال الله تعالى: {كَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ} صدق الله العظيم [الكهف:19].
    ويتبين لكم أنّ الله بعثهم ليتكلموا مع بعضهم بعضاً، ولم يتكلموا من بعد بعثهم في اللبْثِ الأول مع أحدٍ، ولذلك قال الله تعالى:
    { كَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:19].

    ســـ 3 - فهل الرجل الذي خرج من الكهف ذهب إلى المدينة فأحضر لهم طعاماً؟
    جـــ 3- بل عاد من باب الكهف كون الله خسف بمدينةِ قومِهم من بعدهم، ولذلك خرج الرجل إلى باب الكهف ولم يشاهد مدينةً ولا أضواءً، وكان الوقت ليلاً ولكنه لم يشاهد شيئًا غير ظلامٍ دامسٍ في سكون الليل، ولم يشاهد حتى قَبَسَ ضوءٍ في بيوت أحدٍ من القرية الكبيرة، بل ظلامٌ دامسٌ.
    ومن ثم استدعى أصحابه لينظروا في الأمر، ومن ثم خرجوا جميعاً إلى باب الكهف فأَرهفوا السمع علّهم يسمعون نباح كلابٍ أو نهيق حميرٍ أو أصوات أنعامٍ أو صياح ديكٍ ليدلّهم على وجود قومهم أحياءٌ فلعلّهم نائمين، ولكنهم لم يسمعوا شيئًا وكأنه لا حياة حولهم، فأدهشهم الأمر! ومن ثم قرّروا العودة إلى الكهف ليناموا إلى الصباح ومن ثم ينظروا من باب الكهف ماذا حدث لقومهم من بعدهم، فهم لا يعلمون أنّ الله خسف بقرية قومهم قبل تسعة آلاف سنة، حتى إذا رجعوا إلى كهفهم ليناموا إلى الصباح ومن ثم ضرب الله على آذانهم لقضاء لبثهم الثاني تسع سنوات. ولا يزالون حتى الساعة الآن في منامهم لقضاء لبثهم الثاني. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَازْدَادُوا تِسْعاً} صدق الله العظيم [الكهف:25].

    وأشهد لله أنَّ زمن لبثهم الأول تسعة آلاف سنة بحساب أيام البشر، وإنّ زمن لبثهم الثاني تسعة آلاف سنة بحساب أيام البشر، وإنا لصادقون .

    ولربما يودُّ أحد السائلين أن يقول: "إن هذا لشيء عُجاب! فكيف لبثُهم الأول ثلاث مائة سنة، فتقول تسعة آلاف سنة! وكذلك لبثهم الثاني تسع سنوات وتقول كذلك تسعة آلاف سنة؟ إن هذا لشيء عجاب! فعلّمني من أسرار الحساب في محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب وفتوى للسائلين عن لبث أصحاب الكهف الأول والثاني". ومن ثم يردُّ عليهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: إنّ الحساب سوف يكون بحساب حركة ثلاثة كواكبٍ أحدهم كوكب مضيءٌ وكوكب منيرٌ وكوكب أرض البشر. ولربما يودُّ السائل أن يقول: "وهل يوجد في الكتاب حساب قمريٌّ وحساب شمسيٌّ؟" . ومن ثم نُفتي السائلين بالحق أنه يوجد حساب شمسيٌّ بحركة الشمس، وحساب قمريٌّ بحركة القمر. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {الشَّمْس وَالْقَمَر بِحُسْبَانٍ} صدق الله العظيم [الرحمن:5].

    وشهر الشمس يعدل ألف يوم قمريٍّ من أيام ذات القمر .


    والسؤال الذي يطرح نفسه: فكم يعدل يوم القمر بحسب أيام البشر؟
    والجواب: ثلاثون يوماً أرضيّاً بحسب أيام البشر، إذاً الشهر الشمسي يعدل ألف شهرٍ من أشهر البشر.

    وحتى لا تُعَقَدُ عليكم المسألة فاعلموا أنّ الثانية الواحدة من ثواني القمر تعدل ثلاثين ثانية أرضية، وكذلك الدقيقة تعدل ثلاثين دقيقة أرضيّة، والساعة تعدل ثلاثين ساعة أرضيّة، واليوم يعدل ثلاثين يوماً أرضيّاً، والشهر يعدل ثلاثين شهراً أرضيّاً، والسنة القمرية لذات القمر حتماً سوف تعدل ثلاثين سنة أرضيّة. ومن ثم نأتي لقول الله تعالى:
    {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} صدق الله العظيم، ويقصد بحساب السّنة القمريّة لذات القمر وبحركة القمر ويوم القمر.

    والسؤال الذي يطرح نفسه،:فكم تعدل ثلاث مائة سنين قمريّة بحساب سنين البشر؟ والجواب: فبما أنّ اليوم القمري لذات القمر يعدل ثلاثين يوماً أرضياً والشهر ثلاثين شهراً فحتماً السَّنة القمريّة الواحدة لذات القمر تعدل ثلاثين سنة أرضيةً، إذاً نقوم بضرب:
    [ {ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} x ثلاثون ] = تسعة آلاف سنة بحساب السنين الأرضيّة بنفس حساب أيام البشر لا تزيد ثانية واحدةً ولا تنقص ثانية واحدة.
    [[
    {ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ} قمرية تعدل 9000 ألف سنة لا تزيد ثانية ولا تنقص ثانية ]]

    ومن ثم نأتي لحساب لبثهم الثاني تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَازْدَادُوا تِسْعاً} صدق الله العظيم [الكهف:25].

    ومن ثمّ نعود لقول الله تعالى:
    {الشَّمْس وَالْقَمَر بِحُسْبَانٍ} صدق الله العظيم [الرحمن:5]. فهذا يعني أنّ لبثهم الثاني هو بالحساب الشمس لحركة الشمس، وبما أنّ الشهر الشمسي يعدل ألف شهرٍ في محكم الكتاب حسب أيام البشر إذاً السَّنة الشمسيّة الواحدة تعدل ألف سنة مما تعدون، ومن ثم نعلَم البيان الحق لقول الله تعالى {وَازْدَادُوا تِسْعاً} صدق الله العظيم، أي: تسع سنوات شمسيّة. وبما أنّ السّنة الشمسيّة الواحدة تعدل ألف سنةٍ من سنين البشر البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَازْدَادُوا تِسْعاً} أي: تسع سنوات شمسية، وبما أن الشهر الشمسي يعدل ألف شهر من أشهر البشر إذاً السّنة الشمسيّة تعدل ألف سنة مما تَعُدّون.
    إذا البيان الحقّ لقول الله تعالى:
    {وَازْدَادُوا تِسْعاً} أي تسع سنين شمسيّة، وهي تعدل تسعة آلاف سنة مما تعدون، وتساوى لَبْثَهم الأول ولبثهم الثاني، فلم تَزِد ثانية أو تنقص ثانية واحدة برغم إنّ الحساب لم يكن بحساب حركة كوكبٍ واحدٍ، بل اشترك فيها حساب حركة القمر والشمس والأرض.

    وانتهت النتيجة بحساب أيام البشر :
    لبثهم الأول تسعة آلاف سنة مما تعدّون، ولبثهم الثاني تسعة آلاف سنة مما تعدّون، وإنا لصادقون ..


    وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين..
    ولربّما يودّ أن يقول أحد السائلين: "يا ناصر محمد إنك عالِمٌ فلكيٌّ عليمٌ بحساب حركة الكوكب" . ومن ثم يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: أقسم بالله العظيم ما كنت يوماً عالِماً فلكياً ولا عالِمَ دينٍ؛ ولكنه البيان الحقّ للقرآن! أفلا تتفكرون؟ ولو كنت عالماً فلكيّاً كما تزعمون لوجدتم إعلاني لغرّة شهر شوال لعام 1433 كمثل إعلان كافة علماء الفلك العرب والعجم؛ متفقين أنّ غرّة شوال لهذا العام 1433 لا تنبغي أن تكون السبت بل الأحد، كونهم حسب علمهم الفلكيّ أنّ القمر يغرب قبل غروب شمس الجمعة 29 رمضان 1433 للهجرة، ولكنّ إعلان المهدي المنتظر إنّ عيد الفطر المبارك يوافق يوم السبت، كوني أعلم من الله ما لا يعلمه كافة علماء الفلك العرب والعجم. والحمد لله رب العالمين سيريكم آياته فتعرفونها، وما ربك بغافل عمّا تعملون.

    أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


    قال الله تعالى:
    {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
    وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}

    صدق الله العظيم [التوبة:72]

  5. افتراضي استفسار لطلب العلم

    السلام عليك يا سيدي وامامي
    أريد أن أستفسر لم كان حساب مدة لبثهم الاولى بحساب حركة القمر ولم يكن بحساب حركة الشمس والمدة الثانية تكون بالعكس
    ربي يا من وسعت رحمتك كل شئ زدني علما
    أيدكم الله وأيدنا بالنصر ان شاء الله

  6. افتراضي

    اريدالاجابه والاستفسار بخصوص انهم فتية امنوا بربهم ...
    وفي سورة يس ... يقول الله عزوجل اذ جاءها المرسلون...


    يعني كيف انه يكون اصحاب الكهف هم فتية...
    وفي سورة يس ...مرسلون


    ماهو الدليل ان المرسلون اللذين في سورة يس هم الفتيه اللي فالكهف


    افيدونا يايه الاخوة الانصار بارك الله فيكم وعليكم
    المشتكئ للــذي جامع
    كل الخلايق ليوم لقاه
    في يوم ماله ولاشافع
    الأ برحمه منه معـطاه

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة : من اقصى المدينه2
    اريدالاجابه والاستفسار بخصوص انهم فتية امنوا بربهم ...
    وفي سورة يس ... يقول الله عزوجل اذ جاءها المرسلون...


    يعني كيف انه يكون اصحاب الكهف هم فتية...
    وفي سورة يس ...مرسلون


    ماهو الدليل ان المرسلون اللذين في سورة يس هم الفتيه اللي فالكهف


    افيدونا يايه الاخوة الانصار بارك الله فيكم وعليكم
    انتهى الاقتباس من من اقصى المدينه2



    اقتباس المشاركة 52073 من موضوع ردُّ الامام على مشبب: أراك تُحاجني بالرمز (قليل) ثم آتيك يا مُشبب بالجواب من مُحكم الكتاب ..







    - 4 -

    الإمام ناصر محمد اليماني
    11 - 11 - 1430 هـ
    30 - 10 - 2009 مـ
    11:40 مساءً
    ــــــــــــــــــ



    فأين ذهب الرُسل الثلاثة الباقون من القوم جميعاً يا مُشبب ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين. قال الله تعالى: {‏‏فَبَشِّرْ
    عِبَادِ﴿١٧الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨} صدق الله العظيم [الزمر].

    وقال الله تعالى:
    {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّـهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴿22﴾ وَلَوْ عَلِمَ اللَّـهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ﴿23﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴿24﴾ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

    فهل أنت يا مُشبب من أولي الألباب المُتدبرين لآيات الكتاب أم من أشرِّ الدواب الصُمّ البكم الذين لا يعقلون؟ وبالنسبة لكلمة
    {قَلِيل} سبقت فتوانا بالحقّ أنه حسب موضعها إما تكون إشارة للرقم ثلاثة أو لثلث وأغلبها الثلث، وتأتي حسب موضعها في قصص القرآن. حتى قول الله تعالى: {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ} وهي ثلاث ثواني من بعد أن حكم خليفة الله داوود عليه الصلاة والسلام بين الخصمين وكان يظنّهم من البشر حتى إذا قضى الحكم بينهم وبعد ثلاث ثواني فقط اختفوا من بين يديه ثم علم أنهم ملائكة. وقال الله تعالى: {قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص].

    فتدبر:
    {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص]، أي قليل ما هم أي قليل من الوقت من بعد الحكم فما هم بين يديه ثم علم أنهم ملائكة من عند ربه وعلم من المقصود من ذلك كما سبق التفصيل من قبل {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص].

    ويقصد في هذا الموضع بقوله تعالى:
    {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} أي ثلاث ثواني فما هم؛ لأنهم اختفوا، وذلك حتى يعلم بالهدف من القصة وهم صاحب الغنم والحرث كما سبق التفصيل وأدرك داوود عليه الصلاة والسلام الهدف من القصة من بعد أن حكم بين الملكين المُختصمين وكان يظنّ أنهم من البشر وبعد أن قضى بحكمه بينهم: {وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿24﴾} صدق الله العظيم [ص].

    وأريد أن أجادلك فيما يُقرّب الفهم ونزيد الآخرين علماً ونهديهم إلى صراطٍ مُستقيمٍ، وحتى نتوصل إلى حقيقة رقم أصاحب الكهف فلنجعل الحوار في رُسل الله الثلاثة وقال الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثنين فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فإذا كنت يا مُشبب من أولي الألباب فليس المطلوب منك إن كنت باحثاً عن الحقّ ولا تُريد غير الحقّ إلا أن تستخدم عقلك فتُفكّر من بعد التُدبّر لقصة هؤلاء الرُسل الثلاثة لأني أجد أصحاب هذه القصة قد اختفوا جميعاً فلم يبقَ أحدٌ ليخبر شأنهم للعالمين. وأدعوا أهل العقول أن يعوا ما أقول من القول الفصل وما هو بالهزل فآتيك بخبرهم جميعاً وأين ذهب جميع أصحاب هذه القصة فنستنبط ما يلي بالحقّ: أولاً لم أجد أنهُ صدّق بهؤلاء الرسل الثلاثة غيرَ واحدٍ فقط من قومهم والباقون كذبوهم أجمعون.

    ونأتي إلى الرُسل الثلاثة فما الذي أجبرهم على الاعتزال والاختفاء عن قومهم والجواب من مُحكم الكتاب قال الله تعالى:
    {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثنين فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس]. وهُنا يجد الباحث أن كُبراء قومهم قد جعلوا رُسل ربهم بين خيارين اثنين: {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم.

    ويقصدون بقولهم:
    {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾}، ويقصدون هو إما أن تنتهوا عمّا تدعوننا إليه فتعودون في ملتنا أو لنرجمنّكم ويمسّكم منا عذابٌ أليمٌ حتى الموت. فركز يا مُشبب ويا أولي الألباب عليكم بالتركيز على قصة نبيّ الله شُعيب حتى تستطيعوا أن تعلموا بإذن الله ما لم تكونوا به تعلمون، ولا أقصد أنهم أصحاب الكهف كلا بل أريدكم أن تعلموا شيئاً. وقال الله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿٨٨﴾ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّـهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿٨٩﴾ وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ﴿٩٠﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٩١﴾الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴿٩٢﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    وتبيّن لكم في هذه القصة أنّ الذين استكبروا من قوم نبيّ الله شُعيب قد وضعوا شُعيباً والذين آمنوا معه بين خيارين اثنين وهما:
    {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا}، وهذا قرارهم النهائي الذي استقر عليه قوم شُعيب تجاه شُعيب والذين آمنوا معه إما أن يعودوا في ملّتهم فيتركوا الدعوة إلى عبادة الله وحده أو سوف يتمّ إخراج شُعيب والذين آمنوا معه فيطردوهم من قريتهم وهذا قرار نهائي. ثم ردّ عليهم نبيّ الله شُعيب: {قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ ﴿٨٨﴾ قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّـهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ومن ثم بدأ شُعيب بالشدّ للرحيل عن قومه ومن آمن معه، وأراد قوم شُعيب أن يُثبّطوا الذين آمنوا ونصحوهم أن لا يخرجوا مع نبيّ الله شعيب:
    {وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ ﴿90﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]. ولكنهم لم يأبهوا لنصيحة قومهم فشدّوا رحالهم وخرجوا مع نبيّ الله شعيب عليه الصلاة والسلام ومن تبعه، وقد دعا اللهَ شعيبٌ عليه الصلاة والسلام حين خروجه هو والذين آمنوا معه وقال: {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ ﴿89﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    فانظروا للنتيجة:
    {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿91﴾ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْبًا كَانُوا هُمُ الْخَاسِرِينَ ﴿92﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ ﴿93﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

    ونعود الآن إلى قصة الرسل الثلاثة وسوف نجد الخيار قد اختلف قليلاً لأنهم لم يقولوا كما قال كفار قرية شعيب:
    {لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} صدق الله العظيم [الأعراف]؛ بل قالوا: {قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [يس]. بمعنى إما أن تنتهوا من الدعوة إلى الله وحده فتعودوا في ملتنا أو {لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [يس].

    ومن ثم فرّ الرسل الثلاثة بدينهم حتى لا يرجمهم قومهم أو يعيدوهم في ملّتهم ولذلك اختفوا عن قومهم في الكهف حتى يستيئس قومهم من العثور عليهم ثم يرحلون عن قومهم حتى لا يفتنونهم في دينهم، لأنهم حين افتقدوهم تمت مُطاردتهم في جميع طرق السفر الخارجة من القرية في جميع الاتجاهات ولكنهم فعلوا كما فعل محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحبه، ولم يُصدق الرسل الثلاثة إلا رجلٌ واحدٌ فقط من قومهم وبعد أن سمع بمُطاردة قومهم لرسل ربهم والقبض عليهم؛ قال الله تعالى:
    {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿20﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿21﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿22﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿23﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴿24﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فانظروا لتحديه بقول الحقّ لينتظر الشهادة في سبيل الله فقال متحدياً:
    {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿25﴾}، وما كان من قومه إلا أن قاموا بقتله فوراً، {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿26﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿27﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس].

    إذاً يا قوم قد أهلك الله أصحاب القرية جميعاً من بعد مقتل الذي آمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس].

    والسؤال الذي يطرح نفسه فبعد أن وجدنا أنّ الرجل الذي آمن بالرسل الثلاثة قد قام قومُه بقتله ثم أهلك الله قومَه من بعد قتله جميعاً:
    {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس]. والسؤال الذي يطرح نفسه فأين ذهب الرُسل الثلاثة فهم الوحيدون الذين نجوا من أهل القرية لأنّ الرجل الذي آمن بهم قُتل والقوم دمرهم الله تدميراً: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿28﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿29﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فلم يبقَ منهم أحداً وبقي معنا الثلاثة الرسل أين ذهبوا؟ ثم تمّ البحث عنهم في الكتاب فوجدنا الجواب:
    {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَـٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾ وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿١٧﴾ وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ﴿١٨﴾ وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَـٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا ﴿١٩﴾ إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ﴿٢٠﴾ وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ﴿٢١﴾ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا ﴿٢٣﴾ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّـهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَـٰذَا رَشَدًا ﴿٢٤﴾ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا ﴿٢٥﴾ قُلِ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    وأما قولك يا مُشبب على الله بغير علم فقلت:
    {وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ} وقلت ولم يصف الله ذلك القول رَجماً بالغيب، ثم رد الله عليك وعليهم وقال: {قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿22﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    ويا مُشبب إني لم أجد قط أنّ الذين دعوا الناس إلى الله وترك عبادة الأصنام إلا الأنبياء، وذلك لأنّ الله لم يبعث رُسله إلا بعد أن يعبدوا الناس الأصنام. وقال الله تعالى:
    {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿4﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

    بمعنى أنّ الله لا يبعث الرسل حتى يعبد الناس الأصنام. وقال الله تعالى:
    {مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ ﴿43﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    ودائماً تجدون المُحاجاة في عبادة الأصنام بين الرسل وأقوامهم في جميع القصص فيقولون أتريدوننا أن نعبد إلهاً واحداً ونذر آلهتنا التي وجدنا عليها آباءنا. وقال الله تعالى:
    {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴿5﴾} صدق الله العظيم [غافر].

    وكذلك أصحاب الكهف وقومهم، أم لم تسأل نفسك من الداعية الذين آمنت به الفتية الذي يدعو قومه إلى ترك عبادة الأصنام وأن يعبدوا لله وحده، ولذلك قالوا:
    {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴿١٣﴾ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَـٰهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا ﴿١٤﴾ هَـٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا ﴿١٥﴾ وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فمن الذي قال لهم:
    {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف]؟ وذلك الرسول الذي آمنت به الفتية الذين اتّبعوه فجعلهم الله أنبياء وإن قاطعني مُشبب وقال: "إنهم فتيه آمنوا بربهم ويجوز أن يكونوا استجابوا لدعوة رسول من ربهم ولكنهم لا ينبغي أن يكونوا رسل مع رسول ربهم وإنما آمنوا برسول ربهم". ثم نُرد عليه بالحق ونقول قال الله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ} صدق الله العظيم [26:العنكبوت]. بمعنى أنه لم يؤمن من قوم إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلا لوط، ثم نجد أنّ الله ابتعثه رسولاً بجانب رسول الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى: {وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿133﴾ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿134﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿135﴾ ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ ﴿136﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    وهل نجّى الله رسوله لوط عليه الصلاة والسلام إلى مكة وحده وآل بيته؟ بل أنجاه مع خليل الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام وقال الله تعالى:
    {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿71﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

    ونستنتج أن كذلك الفتية الذين آمنوا برسول ربهم فزادهم الله هُدًى قد جعلهم رسلاً مع رسول ربهم وهم أصحاب الكهف الذين آمنوا برسول ربهم إلياس ثم جعلهم الله رسلاً إلى جانب رسول الله إلياس وهم إدريس واليسع، وإنا لصادقون.

    ويا مُشبب لقد أقمنا عليك الحُجة بالحقّ إن كُنت تريد الحقّ وإن أبيت فسوف أوجه لك سؤال ونريد الإجابة عليه وهو:
    لقد وجدنا أن الرُسل الثلاثة لم يؤمن بهم من قومهم إلا رَجُلٌ واحدٌ ثم قام قومه بقتله، فوجدنا أين ذهب:
    {
    قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ} [يس:26]، فصار في الجنة وأهلك الله قومه جميعاً وصاروا في النار، وبقي معنا الرُسل الثلاثة من القوم جميعاً فأين ذهبوا يا مُشبب؟ بل أفتيناك بالحق وإنا لصادقون والكذب حباله قصيرة، أليس الصبح بقريب؟ ألم أفتٍكم أنهم وزراء المهديّ المنتظَر؟ فهل جُننت فليس بيان أصحاب الكهف بهينٍ فكيف أُغامر فأقول غير الحق فأخسر أنصار دعوتي فيذروني وحيداً فريداً والعياذ بالله! ألم نُنبئكم بموقعهم وقصتهم وأسماءهم وعنوانهم وأين يكون كهفهم؟ أفلا تسل نفسك من أخبرني بذلك؟ فكيف يمكن أن يُغامر ناصر محمد اليماني بالتبليغ بعنوانهم ما لم يعلم ذلك علم اليقين؟ فما خطبك يا رجل تُريد أن تكون للحقّ عنيداً فيعذبك الله عذاباً شديداً.

    وأنا المهديّ المنتظَر أذكّر بالقرآن المجيد من يخاف وعيد، وأذكرهم ببئس الله من جهنم التي يقول لها:
    {هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [ق].

    فلا تكن لآيات الله عنيداً إني لك لمن الناصحين، وعليك أن تعلم إنما أصحاب الكهف من آيات الهُدى والتصديق والعجَب لكافة العجم والعرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا ﴿17﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

    فصبرٌ جميلٌ، فلا تحسبني يا مُشبب من الساذجين، ولتعلمن نبأه بعد حينٍ، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

    خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ـــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..



  8. افتراضي

    الله اكبر..اللهم فاشهد لي وكن من الشاهدين علي انني قرات هذا البيان وقد استقر في نفسي واستيقنته ...وفهمت وامنت وبايعت هذا الرجل من قبل ... ومازلت...فاثبتني
    انه الامام المنتظر ناصر محمد اليماني ولكن اكثر الناس لايريدون ان يعلمون
    المشتكئ للــذي جامع
    كل الخلايق ليوم لقاه
    في يوم ماله ولاشافع
    الأ برحمه منه معـطاه

  9. افتراضي

    وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)
    صدق الله العضيم

    أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
    وأن ناصر محمد اليماني هوا المهدي المنتظر الحق من رب العالمين وحجته أن الله زاده بسطة في العلم على جميع علماء الأمة الإسلامية وذالك هوا برهان الخلافة

المواضيع المتشابهه
  1. [ فيديو ] أما أصحاب الكهف فلبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين حسب يوم القمر ..
    بواسطة وفاء عبد الله في المنتدى المادة الإعلامية والنشر لكل ما له علاقة بدعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-03-2022, 01:50 PM
  2. حديث عن النبي يصف الزمن الذي سيظهر فيه كوكب العذاب
    بواسطة الوصابي في المنتدى كوكب العذاب سقر X Planet
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 02-01-2017, 07:43 PM
  3. المهديّ المنتظَر يفتي في الزمن الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 30-07-2012, 11:36 AM
  4. الإمام المهديّ المنتظَر يفتي عن البرهان المبين الذي جعله الله في قلوب قومٍ يحبّهم الله ويحِبّونه..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-04-2012, 06:56 AM
  5. المهدي المُنتظر يفتي في الزمن الذي لبثه أهل الكهف في كهفهم
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى جديد الأخبار والأحداث العاجلة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13-04-2012, 02:16 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •