بسم الله الرحمان الرحيم، السلام عليكم و رحمة الله. أعتقد أنك إذا أقنعت نفسك و عقدت قلبك على أنك تعبد الله سبحانه قربة له و ليس طمعا في جنته وعلى أن تجعل كل أعمالك خالصة لوجه الله طمعا في حبه و قربه حينها ستجد أن الله يبعث في قلبك نورا و كأن الله سبحانه يجيبك بالمثل فيما أحببت، نور يجعلك تشعر بأن الله يراك و يسمعك و يجيب حبك له بحبه لك و ستشعر دائما بأنك بأعين الله يحفظك و يرعاك و يثبت قلبك و يزيدك يقينا بالأمر يوما بعد يوم، و لكن هناك أمر أجده حقا صعب الفهم و يلزمه جهد لإستعابه و هو أن تجعل نفسك تطمع في هدى الناس حتى يتحقق لنا النعيم الأعظم، فسبحان الله مثلا نحن في تونس نعيش في مجتمع فاسد بأتم معنى الكلمة إلا ما رحم ربي، فحين تخرج بين الناس لا ترى من حولك سوى الفساد، شرب الخمر علنا أمام الجميع، سب الله عز و جل علنا و جهرة و في كل حين، الزنا علنا و في الشوارع و غيرها من مختلف أنواع الفساد، حتى حين نذهب يمينا أي في المساجد نجد من يصد عن اتباع الحق ويعظ الناس بأن إياكم أن تتبعوا أنصار اليماني فإنهم مرتدون، فأقول يا الله كيف السبيل إلى رضوان نفسك و عبادك لا يريدون الرجوع عن كفرهم و جحودهم، يا الله كيف السبيل و قد عمّ الفساد في البر و البحر، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فأرجوا من إمامنا الكريم أن يزيدنا تفصيلا في هذا الأمر فنريد أن نتعلم كيف نصبر على هؤلاء القوم المفسدين الضالين المضلين فكل يوم يمر يزيد غضب الله و سخطه عليهم و نعوذ بالله من غضبه و سخطه فأين المفر من عذابه ،ربنا أتمم لنا نورنا و اغفر لنا و ارحمنا إنك على كل شيء قدير و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين