(عقيدة الولاء والبراء في المسيحية)
يتشدق المسيحي -دائماً- بأن إلهه؛ إله محبة! وأن ديانته؛ ديانة سلام! لن أتحدث, ولكن؛ سأجعل النصوص المسيحية تتحدث, والتفسيرات والشروح المسيحية؛ تُفسر وتشرح.
• رسالة (يوحنا الثانية) (الاصحاح1), جاء فيها: (إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم, فلا تقبلوه في البيت, ولا تقولوا له سلام 11 لأن من يُسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة).
التفسير المسيحي:
كتاب (تفسير الكتاب المقدس للمؤمن), الجزء الثالث, تأليف: (وليم ماكدونالد), الصفحة: 1529, جاء في تفسيره:
(هذان العددان يشكلان لب الرسالة. وهما يزوداننا بمشورة قيمة حول طريقة التعامل مع المعلمين الكذبة الذين يقرعون أبوابنا. ويوحنا لا يشير هنا إلى زوار هامشيين, بل إلى جماعة تروّج تعاليم ضد المسيح. فهل ندعوهم إلى الدخول؟ وهل نقدم لهم فنجاناً من القهوة؟ أو نساعدهم من النواحي المالية؟ أو نشتري منشوراتهم؟ و الجواب هو أنه علينا ألا نقبلهم, وألا نقول لهم سلام. فهؤلاء القوم هم أعداء المسيح. واستضافتهم تعني الوقوف إلى جانب من هم ضدّ مخلصنا. من المحتمل أحياناً أن نسمح لشخص كهذا بأن يدخل بيتنا من دون علمنا أنه ينكر الرب, إلا أن هذه الأعداد لا تنطبق على هذه الحالة. لكن, عندما نعلم عن أحدهم أنه من المعلمين الكذبة, فنحن نخون المسيح إذا صادقناه. كما أن هذه الأعداد لا تنطبق على الزوار بشكل عام, لأننا غالباً ما نستضيف غير مؤمنين في محاولتنا لربحهم للمسيح. فالمسألة هنا تعني بمعلمين دينيين ينكرون لاهوت المسيح وناسوته).
• نص: (احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم).
يُفسّر (الانبا شنوده), في كتاب: (سنوات مع اسئلة الناس), هذا النص, وقد جاء في تفسيره:
(هل في كل الحالات نطبق وصية (باركوا لاعنيكم) [مت5: 44], حتى على الذين ماتوا في خطاياهم؟.
الجواب:
هناك فرق بين العلاقات الشخصية, والنظام العام وسلامة الكنيسة. في العلاقات الشخصية, علينا أن نبارك لاعنينا حسب الوصية. وكما قال بولس الرسول (نُشتم فنبارك) [1كو4: 12]. أما في الأمور العامة وسلام الكنيسة, فغير ذلك...).
• لا تهنئة بالأعياد
- جاء في كتاب (الدسقولية أو تعاليم الرسل), تعريب القمص (مرقس داود), الناشر مكتبة (المحبة), الصفحة رقم 103: (الباب الحادي عشر, لا يليق بالنصارى أن يمضوا إلى مجمع الأمم, أو إلى الملاعب, أو الحوانيت, أو حيث يجتمع غير المؤمنين.
.... يجب الآن أن يهرب المؤمنون من الحنفاء(ق الوثنيين) ومن المنافقين واليهود وجميع [المخالفين له](ق الهراطقة الباقين) لينالوا النجاة لأنفسهم.
.... فإن هذا يجب أن نهرب منه, ومن مواضع أعيادهم و ولائمهم التي يصنعونها فيها. لأنه لا يليق بمؤمن الاجتياز بمواضع أعيادهم من الخارج إلا ان كان يشتهي أن يبتاع عبداً ويحيى نفسه, أو أن يشتري شيئاً آخر يليق بثبات حياته.
انتهوا() عن جميع محافل الأمم الأصنام وأعيادهم وصلواتهم وخيالهم ومحاربة أمراضهم ومن كل مناظر الأصنام).
- جاء في كتاب (مجموعة الشرع الكنيسي أو قوانين الكنيسة المسيحية الجامعة), جمع وترجمة وتنسيق (حنانيا إلياس كسّاب), منشورات النور 1998, الصفحة رقم 866: (القانون70: فليسقط أي أسقف او قس او شماس او أي اكليريكي يصوم أو يعيّد مع اليهود او يقبل منهم أي نوع من هدايا العيد كالخبز الفطير او غيره, واما العامي فليقطع من الشركة.
القانون71: أي مسيحي يقدم زيتاٍ إلى هيكل وثني او إلى مجمع لليهود في عيدهم او يوقد هناك مصباحاً فليقطع من الشركة).
- جاء في كتاب (عصر المجامع), بقلم القمص (كيرلس الأنطوني), تعليق وتنسيق (ميخائيل مكسي إسكندر), الصفحة رقم 10: (لا يجوز اتخاذ السبت عطلة كاليهود. ولا يعيّد مسيحي معهم أو يأخذ شيئاً من طعامهم في عيدهم).
أقول: أين إله المحبة؟ إين ديانة السلام؟.
- - - تم التحديث - - -
أزمة المسيحي في عقيدة الفداء والخلاص
بغض الطرف عن وجود نصوص تنفي (عقيدة الفداء والخلاص), مثل:
- النص : (ولما سمع يسوع أن يوحنا أُسلِمَ [أي تم اعتقاله] انصرف إلى الجليل) [متى 4: 12] .
- النص : (وكان يسوع يتردد بعد هذا في الجليل لأنه لم يرد أن يتردد في اليهودية، لأن اليهود كانوا يطلبون أن يقتلوه) [يوحنا 7: 1] .
- النص : (فخرج من أيديهم. ومضى أيضاً إلى عبر الأردن، إلى المكان الذي كان يوحنا يعمد فيه أولاً، ومكث هناك) [يوحنا 10: 39-40] .
- النص : (وكان يصلي قائلاً: يا أبتاه، إن أمكنْ فلتعبُر عني هذه الكأس) [متى 26: 39] .
- النص : (ثم تقدم قليلاً وخرَّ على الأرض وكان يصلي لكي تَعبُر عنه الساعة إنْ أمكن. و قال: يا أبا الآب كل شيءٍ مستطاع لك، فأجز عني هذه الكأس) [مرقس 14: 35-36] .
- النص : (أما هو [أي يسوع] فخرج وابتدأ ينادي كثيراً ويذيع الخبر حتى لم يعد يقدر أن يدخل مدينة ظاهراً بل كان خارجاً في مواضع خالية) [مرقس 1: 45] .
- النص : (وفي الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلاً: ألُوِي ألُوِي لَمَا شبقتني؟! الذي تفسيره: إلهي إلهي لماذا تركتني؟) [مرقس 15: 34] .
وبغض الطرف عن مقال كتبته معنون بـ(رحم الله الفادي يهوذا تلميذ المسيح), وقد بيّنة فيه أن (يهوذا) هو الذي قُتل وصُلب.
فها أنا أبيّن لكم في هذه المقالة؛ خرافة (عقيدة الفداء والخلاص).
من أهم النقاط التي أنتقد بها المحقق (عقيدة الفداء والخلاص)؛ التالي:
يقول (بولس): (فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح أزلي قدَّمَ نفسهُ لله، بلا عيب) [الرسالة إلى العبرانيين 9: 14].
- يشرح القمص (تادرس يعقوب ملطي) في تفسيره هذه الجملة من الرسالة بقوله: (فيقوم بها [أي من قدّم نفسه كأضحية، يقصد يسوع] من هو (بلا عيب)، قادر أن يقدسنا).
- يقول القس أنطونيوس فكري في تفسيره: (هو [أي يسوع] قدّم نفسه دون أن يكون فيه نقص أو عيب).
- يقول هاملتون سميث في (شرح موجز في الرسالة إلى العبرانيين): (إنه بالروح الأزلي كالإنسان الكامل قدّم نفسه لله بلا عيب (...) قدّم المسيح نفسه لله بلا عيب، وأن الله قد قبل هذه الذبيحة العظمى، وأنه قد رضي واكتفى تماماً بالمسيح وبدمه المسفوك).
الخلاصة: من وجهة نظر (بولس) واللاهوت المسيحي من بعده، (يسوع) هو (الذبيحة الكاملة) الذي لا يوجد به أي عيب أو نقص.
حسناً, لا ننسى أن (بولس) يرى (الختان) كـ(العيب), فيقول: (انظروا الكلاب. انظروا فعلة الشر. انظروا القَطْعَ) [رسالة بولس إلى أهل فيلبي 3: 2]، ويقصد (بولس) بـ (القطع) هنا هو ممارسة (الختان) الذي كان يعتبره تشويهاً للجسد!.
ملاحظة: (بولس) نفسه كان مختوناً (رسالة بولس إلى أهل فيلبي 3: 5)].
إذاً؛ (بولس) يؤكد لقراءه: أن الختان هو تشويه للجسد، ويطابق بينه وبين (الكلاب، فَعَلة الشر)، وبالتالي هو عيب جسدي بالضرورة، وأن (بولس) يعتبر الختان مشابهاً لعادات وثنية [هو يقول صراحة (ها أنا بولس أقول لكم: إنه إنْ اختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً) (رسالة بولس إلى أهل غلاطية 5: 2).
ختان (يسوع):
هل (يسوع) كان (مختوناً)؟ نعم كان مختوناً, اقرأ: (ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سُمي يسوع) [لوقا 2: 21].
إذاً؛ (يسوع) كان مختون (مقطوع اللحم)، بينما (بولس) يرى أن الختان تشويه للجسد لا ضرورة له، وهو عنده عادة وثنية مثلما يرى شُراح المسيحية ولاهوتييهم!.
(العهد القديم)، وفي (التوراة) تحديداً، يشدد في مواضع متعددة على أن الذبيحة أو القربان يجب أن يكون (صحيحاً) [لاويين 1: 3 و 10] و [3: 1 و 6] أي لا عيب في الذبيحة المقدمة للرب ولا تشويه ولا نقص.
(يسوع) وفق (بولس) + تعبير العهد القديم = لم يكن (الذبيحة الكاملة)! فعلى على المسيحيين أن يجدوا ضحية (بشرية) أخرى غير (يسوع) ليقدموها لإلههم!.
الأزمة المسيحية:
هناك خيارين أمام المسيحي, وهما:
1- (يسوع) هو (الذبيحة الكاملة) كما يصر اللاهوت المسيحي وبالتالي حالته الجسدية وقت (الذبيحة – الصلب) تعني (الكمال)، وبما أنه (مختون) فهذا يعني أن (الختان ضرورة من ضرورات الكمال الجسدي) وهذا بدوره يصف كل ما قاله (بولس) في موضوع الختان بالكذب.
2- الختان وثني الأصل لا لزوم له، وهو (تشويه) للجسد ونقص فيه بسبب (القطع)، وبالتالي (جسد الإله يسوع) قد تم تشويهه و (قطعه)، وفُعلَ به ما لا لزوم له من العادات الوثنية، وبالتالي فإن جسده وقت الصلب (مشوّه مقطوع ناقص به أثر الوثنية ولا يتصف بالكمال) وهذا بدوره يُسقط الفكرة الرئيسية، أي (الفداء) بواسطة (الذبيحة الكاملة)، في الديانة المسيحية ويهدمها من أساسها.
فما رأي القارئ المسيحي؟! فهل (بولس) كاذب في موضوع الختان، أو هو كاذب في موضوع الفداء والذبيحة في شخص (يسوع)؟.