الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 03 - 2010 مـ
09:39 م
ــــــــــــــــــــــــ
ردود الإمام على العضو ناجي : الحجاب هو على القلب فمنعهم عن معرفة ربهم الحق...!
بسم الله الرحمن الرحيم وسلامُ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين:
وسلام الله عليك أخي ناجي ورحمة الله وبركاته وأعجبني الآن جدالك بالقرآن إلا إنك تُحاجني بالمُتشابه من القرآن إبتغئ إثبات حديث الفتنة الموضوع لرؤية الله ولكن يا اخي الكريم أفلا تعلم لو لم يكون الحديث مُتعارض مع آيات محكمات هُن أم الكتاب لما أنكرته شئ وإنما سبب إنكاري هو للحديث أو الرواية التي تاتي تتشابه مع آيات وتختلف مع أخرى وهنا أعلم انه حديث موضوع لا شك ولا ريب وذلك لأن السنة النبوية إنما جاءت لتزيد القرآن بيان وتوضيح وليس لتخالف شئ منه ابداً وعليك ان تعلم أن ما كان من الأحاديث مفترى من عند غير الله ورسوله فذلك حتماً ستجد بينه وبين محكم القرآن إختلافاً كثيراً ولكن من الأحاديث ما تجده يتشابه مع ايات ويختلف مع اخرى فكذلك هو موضوع فتنة للمؤمنين عن إتباع الآيات المُحكمات هُن أم الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}
صدق الله العظيم , [آلعمران: ٧]
ومن الآيات المُتشابهات هذه الآية التي اوردها لنا ناجي ويراها في ظاهرها برهان في رؤيت ذات الله سبحانه وهي قول الله تعالى:
{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴿١٥﴾ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴿١٦﴾ ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴿١٧﴾ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴿١٨﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ﴿١٩﴾ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴿٢٠﴾ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ﴿٢١﴾}
صدق الله العظيم , [المطففين]
وكلمات التشابه هي في قول الله تعالى:
{ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ }
صدق الله العظيم
فما هو الحجاب المقصود بالضبط ياناجي فهل يقصد الحجاب عن أعين الوجه أم يقصد الحجاب عن القلب فارجع إلى الايات المحكمات وسوف يفتيك الله بالحق انه يقصد حجاب القلب عن معرفة قدر ربهم فلا يزالون في حجاب عن معرفة الله كما كانوا في الدنيا ولذلك فلن تجدهم يسألون الله رحمته لانهم من رحمة ربهم يائسون وذلك لأنهم لم يعرفوا لله سبحانه وهم في الدينا ما قدروه حق قدره وكذلك هم في الأخرة عن ربهم لمحجوبون ولذلك لن يسألوه رحمته وقال الله تعالى:
{وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا}
صدق الله العظيم , [الإسراء: ٧٢]
وذلك لان الحجاب الذي على قلوبهم الذي منعهم ليبصروا
الحق فلا يزال على قلوبهم في الآخرة وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٢﴾ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٥٣﴾}
صدق الله العظيم , [الأعراف]
فهل وجدتهم يدعون ربهم بل وجدتهم يبحثون عن شفعاء ليشفعوا لهم بين يدي الله، أفلا يعلمون ان الله هو ارحم الراحمين لو سألوه بحق رحمته لأجابهم ولما انكر أنه حقاً أرحم الراحمين؟ ولكنهم مكانهم في عقيدة شفعائهم بسبب الحجاب الذي على قلوبهم عن معرفة ربهم الحق وقال الله تعالى:
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ}
صدق الله العظيم , [يونس: ٢٨]
إذا الحجاب الذي اعماهم عن معرفة ربهم الحق لا يزال على قلوبهم وقال الله تعالى:
{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ﴿٤٦﴾ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا ﴿٤٧﴾ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴿٤٨﴾}
صدق الله العظيم , [الإسراء]
إذا الحجاب هو على القلب فمنعهم عن معرفة ربهم الحق
وهو ذلك الحجاب على قلوبهم في الآخرة تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَنْ كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا}
صدق الله العظيم , [الإسراء: ٧٢]
وتصديقاً لقول الله تعالى:
{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ﴿١٥﴾ ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ﴿١٦﴾ ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴿١٧﴾ كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ﴿١٨﴾ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ﴿١٩﴾ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ﴿٢٠﴾ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ﴿٢١﴾}
صدق الله العظيم , [المطففين]
ونصيحتي لك اخي الكريم أن تتبع آيات الكتاب المحكمات وأن لا تتبع ظاهر الآيات المُتشابهات التي تجد ظاهرن يخالف للآيات المحكمات ويتشابه مع روايات فاعلم إنما تلك الرواية فتنة موضوعة فجعلوها الشياطين تشابه مع آيات لا تزال بحاجة للراسخون في علم الكتاب ليأتونكم بتاويلها بإذن الله وذلك لان ظاهرها غير باطنها
وتذكر قول الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}
صدق الله العظيم , [آلعمران: ٧]
فلماذا تتبعون المتشابه الذي تشابه مع رواية الفتنة الموضوعة برغم انكم تجدوا أن رواية الفتنة تخالف عن آيات محكمات بينات في قلب وذات الموضع ظاهرن كباطنهن كمثال قول الله تعالى:
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي}
صدق الله العظيم , [الأعراف: ١٤٣]
وهنا يتسائل السائلين فلماذا قال الله لنبيه موسى ؟
{ لَنْ تَرَانِي }
صدق الله العظيم
فهل يقصد الله لن تراني في الدُنيا أم إنه يوجد هناك سبب أخر ومن ثم يتبين لكم ان السبب هو عظمة ذات الله العظيم لا يتحمل رؤيته إلا شئ مثله يساوية في العظمة الذاتية سُبحانه وتعالى علوا كبيراً ولكن الله أفتى موسى لئن تحمل الجبل العظيم رؤيتي فسوف تراني وذلك لئن الله قادر أن يجعل نبيه موسى مساويّاً لعظمة الجبل ومن ثم يتحمل رؤية الله ولذلك قال الله تعالى:
{وَلَٰكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي}
صدق الله العظيم , [الأعراف: ١٤٣]
ولكن هذا متوقف على ثبوت الجبل على رؤية عظمة ذات الله فانظروا فتعالوا لننظر للنتيجة سوياً في محكم كتاب الله وقال الله تعالى:
{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}
صدق الله العظيم , [الأعراف: ١٤٣]
إذا الجبل لم يستقر مكانه إذن فلن يرى ربَّه نبيُّ الله موسى عليه الصلاة والسلام وذلك لأنه لن يتحمل رؤية عظمة ذات الله إلا شيء يساوي الله سبحانه في عظمة ذاته وليس كمثله شيء وهو السميع البصير وتعالوا لننظر ماذا حدث لنبي الله موسى من بعد تجلي ذات الله للجبل العظيم وقال الله تعالى:
{فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
صدق الله العظيم , [الأعراف: ١٤٣]
صدق الله العظيم فانظروا لقول نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام الذي سبح ربه أن يتحمل رؤية ذاته إلا شيء مثله من بعد أن نظر إلى البُرهان المبين بما حدث للجبل العظيم فلم يتحمل رؤية ذات الله وهو جبل عظيم فأدرك موسى أنه لن يتحمل رؤية ذات الله إلا شيء مثله ولكنه يعلم ان ليس كمثل ربه شيء حتى يتحمل رؤيته ومن ثم تاب وأناب و تراجع عن طلبه برؤية ذات ربه من بعد أن أراه الله عن سبب عدم رؤيت ربه وقال:
{ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }
صدق الله العظيم
فتدبر وتفكر في هذه الآيات المُحكمات البينات هُن أم الكتاب في قلب وذات الموضوع للفتوى عن عدم رؤية الله وقال الله تعالى:
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}
صدق الله العظيم , [الأعراف: ١٤٣]
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا يامعشر المؤمنين تتركون آيات محكمات بينات في قلب وذات الموضوع وتتبعوا آيات مُتشابها قد لا يأتي التشابه إلا في كلمة أو لإثنتين في اية طويلة ولكن المحكم مفصل تفصيلاً في قلب وذات الموضوع ويا ناجي اتقِ الله أخي الكريم فقد عرف الله لكم صفاته وقال لكم
{ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ}
صدق الله العظيم , [الأنعام: ١٠٢]
بمعنى فلا يضلكم من اختلفت صفاته
عن تلك الصفات وقال الله تعالى:
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾ قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾ وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥﴾ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٦﴾}
صدق الله العظيم , [الأنعام]
ويا ناجي، فهل ممكن ان يكون لله ولد أو صاحبة في الآخرة سبحانه أليست الصفة أنها لا تدرك ذاته الأبصار لخلقه حتى أبصار الجبال العظام وبصر كُل شئ لا تُدركه الأبصار لخلقه اجمعين أليست هذه الصفة لعدم رؤية ذات الله سُبحانه جاءت من ضمن صفات في هذه الايات المحكمات فلماذا تم تغييرها من قبل الشياطين وذلك لأنهم إذا لم يستطيعوا فتنتكم عن هذه الصفة فكيف اذا يستطيع المسيح الكذاب الذي سيدعي الربوبية أن يفتنكم وهو يكلمكم جهرة ولذلك فتنوكم عن محكم الكتاب أن تتبعوا أيات الكتاب المحكمات هُن ام الكتاب واعرضتم عنهم وكأنكم لم تسمعوا بهن قط وأتبعتم الآيات المُتشابهات مع رواية الفتنة برغم انكم لتعلموا ان رواية الفتنة جاءت مخالفة لآيات محكمات بينات هُن أم الكتاب في قلب وذات الموضوع إذا الذين يتبعون المتشابه إنما يبتغوا البرهان لرواية الفتنة ولا يهمهم إتباع القرآن لانه حسب فتواهم لا يعلم بتاويله إلا الله وإنما أعجبتهم تلك الآية المُتشابهة نظراً لانها تشابه ظاهرها مع رواية وهي موضوعة
فتنة لهم عن المحكم وهم يعلمون ولذلك قال الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}
صدق الله العظيم , [آلعمران: ٧]
اللهم قد بلغت اللهم فشهد وسلم على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.
الإمام المبين ناصر محمد اليماني.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله وعلى اله وصحبه ومن اتبعهم باحسان السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته اخوتي في الله واخص منهم في السلام الامام ناصر محمد اليماني اما بعد:
اخي اود نصيحتك في فتوى معينه اعطيتها واخرجتها الا وهيا بخصوص فتواك ربؤية وجه الله عز وجل يوم القيامه اخي اشهد الله انك رجلا عادل تحب الانصاف وانك تحاجج من القران ولكن اخي جانبك الصواب في هذه الفتوى هذه المره ليكون الكمال لله وحده واعتقد على افتراض انك المهدي المنتظر انك في اخر الامر من جملة البشر تجتهد فتصيب وتخطئ لذلك جعل الله لنا وشرع لنا التوبه على مافعلنا لكني اعلم ليتوب الانسان على ماصنع واخطئ يحتاج هذا الى شجاعه في الاعتراف بالذنب والاقرار به وليقر الواحد منا بالذنب يجب التبيين له انه اخطاء فلذلك ساعمل اذا وفقني الله لتبيان هذه الحقيقه والله الموفق وهو ولي ذلك وعليه التوكل وبه المستعان ( عقيدة رؤية الله عزوجل ):
اعلم رخمك الله ان الاستدلال في العقائد يتم عن الطريق الايات الواضحة الدلاله البينة البرهان وترجمة احكامها ( بحسب مفهومك ) عن طريق القران لذى ناتي لعرض الايات التي بها يستدل على رؤية الله عزوجل قال الله تعالى مخبر عن حال اهل الجنه ،(( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ))
وهذا بيان وتصريح مابعده تصريح على رؤية الله في القران في اليوم الاخر وخص به اهل الجنه دون باقي البشر ةقوله تعالى ( كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) هذا دليل اخر صريح واضح بين اذا كان جزاء اهل الجنه الراحه والنعيم فجزاء اهل النار الشقاء والجحيم فهنا المقابله واذا كان اهل الجنه ( يومئذ الى ربها ناظره) فاهل العذاب والنار (كلا انهم عن رهم يومئذ لمحجوبون ) فاتت المقابله و كلا هي للردع، والزجر أو حرف ردع وزجر وتاتي بمعنى حقا انهم عن ربهم يومئذ لمحجبون والضمير في قوله: "إنهم عن ربهم " هو للكفار، ومن المعلوم المقابله والمضاده في الجزاء فلا يتوي من وحد الله في العقوبه مع من اشرك به فلذلك جائت بشكل تهديد ووعيد وهذا الحجاب عن رؤية الله هو من العذاب المهين لذلك وقع التاضد والتصريع في القران ان هؤلاء الكفار بعكس المونين الاحرار فجاء الاخبار هنا عنذلك ثم اتي التبيان في قوله تعالى ايظا ( كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَابٌ مَرْقُومٌ يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) لما ذكر الله الله عزوجل عقاب الكافرين وجزائهم اتى بالمقابله والمضاده لهم وهو حال المؤمنين به فجائت كلا بمعنى حقا ان كتاب الابرار في عليين هؤلاء الابرار ماذا حالهم في نعيم لماذا هم في نعيم قال الله تعالى ( ان الابرار لفي نعيم على الارائك ينظرون ) النعيم لا نهم ينظرون ( وجه يومئذ ناضره الى ربها ناظره) ( تعرف في وجوهم نظرة النعيم ) ( وجه يومئذ ناضره) ثم تلا في الايه حالهم في الجنه وحال الكفار في السابق وعاد ليوكد بعدها سبب هذا النعيم المطلق فقال ( فاليوم الذين امنوا من الكفار يضحكون على الارائك ينظرون ) فهذا تاكيد للمعنى ((( النظر ))) . ثم جاء التعريض بذلك في قوله تعالى {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}
فما هيا الحسنى هيا الجنه في قوله تعالى" وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " فجائت الحسنه مضاده لعذاب النار وماعكس النار فى الاخره وعكس عذابها بالتاكيد الجنه فاا الحسنى هيا الجنه فما بعد الجنه من نعيم يفوق هذا النعيم والراحه ماهيا هذه الزياده من بعد دخول جنة الخلود وسعادة من بعد النجاة من النار ماهيا الزياده الزباده نعيم المقيم لنظر الى الله تعالى يوم القيامه من بعد ما امنو به غيب عن ظهر قلب في الدنيا وكانو الكفار بهم يزنهزئون ثم ناتي لتبيان الايات التي اشكلت عليكم والتى جعلتكم تعاكس هذه الايات في قوله تعالى { لا تدركُهُ الأبصار وهوَ يدركُ الأبصار وهوَ اللطيفُ الخبير } هل عندك ان الادراك يعني النظر والرؤيه حسنا لتبيان ذلك ناتي للقران يوضح لنا معنى الادراك وهل هو النظر قال الله تعالى مخبر عن بني اسرائيل ما نظرو فوجدو ان فرعون وجنوده راؤهم ماذا قالو ياموسى ان فرعونه وجنوده
رائونا نظرونا بل قالو {فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون هاقد بين القران انهم تراءو وبي ان الرؤيه لاتعني الادراك ففصل ذللك ( ياموسى انا مدركون ) الادراك هنا هيا الاحاطه والسيطره والوصول والبلوغ لىي شئ لذا كان خوف بني اسرائبل من ان يصل لهم فرعون فيدركهم فيتمكن منهم لا خوفهم ان فرعون رائهم وجاء دليل اخر بايه اخر يعطي الادراك المعنى المقصود قال الله تعالى عن فرعون لما غرق {وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين} اي ان الماء احاط بفرعون من كل جانب ومن كل زاويه واطبق عليه فهنا نفهم معنى الادراك يعنى الاحاطه والفهم لماهية الاشياء لذلك قال تعالى ( يدرك الابصار ) اي يعلم هذه الابصار حركاتها ونركيبها وغايتها وافعالها واسرارها ومكنونها والتحكم بهذه الابصار والسيطره عليها ودليل ذلك ايظا
قوله تعالى ({أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة يدركم هنا لايعني يراكم بل يراكم ويحط بكم ويتمكن ويدخل في اعماقكم ويعرف اسرارها ولا تدركه هذه الابصار ( اي لاتحط به ولا تعرف مافي نفسه ) ومثال قريب عن ذلك انت عندما تنظر لشمس اتراها من جه واحده المقابل لك فقط ام انك تراها من جميع الجهات وفي الوقت نفسه واحطت بتركيبها وافعالها السابقه والحاليه والمستقبليه بهذه النظره ام انك تظر فقط ولا تدركها
فهنا جاء التبيان في قوله(( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) اي انها تنظر ولاتحط بالله من كل جانب ومن كل جه وتعرف مافي نفسه حشا لله فلذلك قال لاتردكه الابصار واما قولك في تفسير معنى الوجوه في قوله سبحانه وتعالي ( وجوه يومئذ ناضره ) بانه يعني القلب والباطن في رؤية الله عز وجل اى انهم ربما يروه لكن بصوره روحيه جميل اذا اتفقنا انهم يسرون الله عز وجل لكن اختلفنا في طريقة الرؤيه حسنا لتبيانها وزالة الشبه ناتئ للقران يبين انا معنى الوجوه (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )عندما تصلي والامر من هذه الايه اتصلى وانت موجه قليك فقط ام وجهك فانت تولي وجهك ولا يتم الصلاه الا بهذا بحكم الايه وفي قوله تعالى (فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ) في حكم الوضوء ان تغسل وجهك بصريح الايه
ادعو الكل الى الاطلاع على هذا النص ومحاولة لستيعاب مافيه ولقد اردت اضافة ايه كريمه اخرى تثبت على روية الله عز وجل في الجنه تدبر معي هذه الايات قال الله تعالى (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ) هذا مطلع سورة الليل جاء بالقسم واذا جاء مطلع اي شئ بالقسم كان ادلال على الذي بعده انه امر عظيم يجب الانتباه له (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ) وهذا اخبار على ان الذي صدق بوجود الحسنى ( الاخره وتعني الجنه)
فما النتيجه لها سنيسره لليسرى ومانتيجة المعاكسه(وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالأُولَى) وهذا بيان واضح الى من كذب حسنا والحسنى في القران تعني الجنه ({لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما} وتاتي بمعنى النصر والموت فالجنه ( {قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ) وقوله تعالى مبين مقام الحسنى (وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا} فاذا علمت ان الحسنى هي الجنه فما الزياده في قوله تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) الزياده هيا النظر اليه ناتي لتكملة الايات من سورة الليل وماسيلقها من جحيم وعذاب فَأَنذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لا يَصْلاهَا إِلاَّ الأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ) وهذا الى انى عذاب الذي كذب بالحسنى وتولي سيصلى النار حسنا فماجزاء من اطاعى وصدق بالحسنى (وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى) اي ان الذي سيتجنب العذاب الاتقى واذا تجنب النار فاين سيكون بالتاكيد في الجنه ثم بين ان الجنه ليست هيا النعيم وحداها الحاصل لذلك في الاخره فهناك نعيم اعلى لذلك قال ان التقي الذي لم يكذب ولم يتولى سيتجبنب النار واذا زاد على ذلك بالعمل الصالح فماذا يبغي غير الجنه والنجاة من النار ( الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى) الذي يعطي من ماله في سبيل الله لماذا لم يرضى بالجنه فقط ناطلبه الاعلى (الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى ) اي انه لم يرضى بالجنه جزاء لهذا المصدق فقط بل انه يبتغي شى اعظم من نعيم الجنه وماهو الشئ الاعظم من نعيم الجنه (إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى ) فلذى كان هذا الطلب عظيم فجاء الجواب انه سيرضى (وَلَسَوْفَ يَرْضَى ) واظافة الى ان حال الانسان في الاخره غير حاله في الدنيا جاء قول الله تعالى عند موت الانسان وانتقاله الى الاخره ({لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) فهذا دليا واضح على ان في الدنيا بصره كان في حال وفي الاخرة اضحى في حال اخرى ولازيدكم من الحجج الدامغة في تفصيل الفرق بي حال المونيني والكافرين ان المومن بصره سيكن خديد وهو دليل ان خلقه سيكون خلاق اخر لتهيئته لشرف النظر الى الله والنعيم المتحصل عن ذلك ولمغايرة حال الكافرين لهذا الشرف سيحشرون عمي قال تعالى ( ونحشره يوم القيامة اعمى قال ربي لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا) ومن الادله المتواتره التى اضيفها قول الله تعالى نخبر عن المومنين ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا} وهذا دليل واضح صريح ولنزد في الابانه سنتلو عليكم الايات السابقه والاحقه لتزد افهامكم لهذا الامر قال الله تعالى إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالا وَسَعِيرًا هذا تبيان حال الكافريينن فما حال المومنيين (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا) لخبر الله تعالى انهم يوفون بالنذر لماذا لانهم يخافون يوم كانه شره مستطيرا اي انهم يردون الجنه ويخافون النار بعد ان علمو بحال الكافريين فلذى يوفون بالنذر ثم جاء تبيان رغبتهم الاخرى بعد الايفاء بالنذر ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) لماذا يطعمون هذا الطعام جاء الجواب البين الساطع في الايه التي بعدها (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا ) لوجه الله لم يقولو لرضى الله لنعيم الله لجنه إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا فهنا تاكيد لحالهم انما فعلو ذلك لخوفهم من ربهم يوم عبوسا قمطريرا وجاء الجواب من الله عز وجل وبشره لهم (فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ) زبقاهم نضرة وهذه النضره من الجنه لا بال ابتغاء وجه الله فلذك اجابهم فوقاهم الله شر ذللك اليوم ولقاهم مايتمونون فما تمنو في الايات السابقه تمنو النجاة من النار والجنه وابتغاء وجه الله فاجابهم الله مبشرا فواقهم الله شر ذلك اليوم ( النار وهدم النظر اليه ) ولقاهم مايتمنون نضرة وسرورا والسرور والنضره التى هم فيها ليت من دخولهم الجنه لان الايه التي بعدها بينة ذللك وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا اي بعد السرور والنضره التى حدثة لهم لبتغائم وجه الله واجابة الله لهم ماذا اعطو ( وجزاهم بما صبرو جنة وحريرا ) ثم اتي لتفصيل ذلك النعيم من بعد النيم الاكبر وانت تقدم النعيم الاكبر دائم على الاصغر وتقدم ذكر الامر العظيم على الكبير لذى جائت الجنه في الذكر بعد ذلك قال الله تعالى ( وجزاهم بما صبرو جنة وحريرا مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلا وَيُطَافُ عَلَيْهِم بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا قَوَارِيرَ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا هنا تبيا للاخره واذا رايت ثم من بعد ذلك رايت نعيما ( النظر الى الله) وملكا كبيرا( الجنه ) لذى جاء التفصيل لرئيت مرتيين عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلا عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلا وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا واما قولك لي باني لن ارى الله هكذا دون دليل وحجه بالاكبار والعناد وانا اورد الدليل بعد الدليل ولذى اخي الكريم ارجو منك عدم اتباع الضن فقد اوردة الايات الصحاح الصراح التي تخبر عن هذا الامر فلذى ارجو منك قرات الايات والتدبر والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته تكمله -------------------------------------------------------------------------------- لتبيان الايات التي اشكلت عليكم والتى جعلتكم تعاكس هذه الايات في قوله تعالى لسيدنا موسى (قال ربي ارني انظر اليك ) وهنا طلبم من نبي الله موسى وعقيدة سيدنل موسى عقيدة الانبياء فلذى هو يعلم ان رؤية الله محققه ولكن في الاخره فجاء طلبه ررغبة منه في استهجال هذا الفضل فقال ( ربي ارني انظر اليك ) ومتى جاء هذا الطلب جاء من بعد طلب بني اسرائيل رؤية الله جهره فعاقبهم الله ان قضى عليهم وذلك لانهم ليس الان محل الطلب وخصوص من قوم مثلهم فلما راى موسى حال بني اسرائيل لم يقل لهم انكم قمو تجهلون حين وبخهم على اتحاذهم العجل وطلبهم ان يجعل لهم الها فقال لهم( بل انتم قوم تجهلون) لذى عندم طلبو رؤية الله قال لهم توب الى ربكم فلستم اهل لذلك وليس محله الان فلم يقل لهم انكم تجهلون بل اقر لهم انه اخبرهم بؤية الله فلذلك لم يجهلم لهذا الامر بل طلب منهم التوبه فعندمل راى سيدنا موسى حال بني اسرائيل ظن انه بامكانا رؤية الله في الدنيا لذى جاء طلبه وعقيدة الانبياء واضحها فهو يعلم ان طلبه ليس بكفر وانما طلب الشوق والمحبه كحال المسلمين في الجنه رويته روية شوق وحبه لا روية ايمان وكفر فقال ( ربي ارني انظر اليك ) فهذا طلب شوق من نبي ( قال انك لن تراني ) وناتي لن اعلم رحمك الله فاخي الامام الحبيب انت تعلم ان في القران احكام شامله وفي هذه الاحكام يوجد من لا تقع عليه كقوله تعالى وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ (الزمر 68) اليس هذا حكم مطلق ( وصعق من في الارض جميعا ) ثم اتى التخصيص والتفضيل ( الا من شاء ) وقوله {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا {26} إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ {27} [سورة الجن] اوليس هذا حكم مطلق في قوله ( لا يطلع على غيبه من احد) ثم اتى التخصيص ( الا من ارتضى من رسول ) اخي اوليس الرسل من البشر لكنهم اختلفو عن باقي البشر بالرساله فحدث التخصيص فهل عندك لن تفيد التحريم المطلق انا عندي ان لن تفيد التحريم المطلق في الدنيا والاخره مالم ياتي تخصيص كقوله تعالى في الاسثناء لابدية لن ( وقل تمنو الموت ات كنتم صادقين ولن يتمنوه ابدا ) فلن هنا مستثناها اذا انهم سيتمون الموت (ونادو يامالك ليقضي علينا ربك) ارايت فجاء الاستناء لن هنا فلن لاتفيد الابديه بل تفيد التخصيص والاسثناء وجاء الاستناء هنا لن تراني في نفس الايه والايات الاخره التى اوردنها والتي ساوردها في بيان الاستثناء لهذه اللن فقال ( لن تراني ) وسكت كانت ربما تفيد الابديه لكنها جائت بشرط اسثناء في الدنيا ( لن تراني لكن انظر الى الجبل فاذا رايته ساكن فانك ستراني ) فهل رايت كلمة لكن جائت للاستثناء وبينت ان الجبل لو استقر ستراني ليبين لنبي الله موسى عدم رؤيته في الدنيا فجاء شرط الجبل