مقتبس من البيان
ولربّما يودّ أحد المنكرين لظهور المهديّ المنتظَر خليفة الله في ليلةٍ على العالمين أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني، ألا تدلّنا في الكتاب على آية الفتح الأكبر غير فتح مكة؟". فمن ثمّ نردّ على السائلين في العالمين ونقول: لا تحتاج آيةُ البشرى بالفتح الأكبر إلى تأويلٍ وتفصيلٍ؛ بل هي آيةٌ محكمةٌ بيّنةٌ في محكم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ (37) وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38) لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (39) بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (40) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (41)} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (28) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ (29) فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ (30)} صدق الله العظيم [السجدة].
فمن يجيركم من عذاب يومٍ عقيمٍ؟ واعلموا أنه قبل الساعة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ (55)} صدق الله العظيم [الحج].
واعلموا أنّ ذلك العذاب حتميٌّ على المُجرمين من شياطين البشر من الذين إذا قيل لأحدهم اتقِ الله أخذته العزّة بالإثم! فحسبه جهنم وبئس المهاد.
واعلموا أنّ عذاب يومٍ عقيمٍ قبل يوم القيامة بمئات السنين حسب أيامكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (58)} صدق الله العظيم [الإسراء].
وبرغم أنّ عذاب يومٍ عقيمٍ في هذه الأمّة التي منّ الله عليهم ببعث المهديّ المنتظَر فيهم في عصر اختلافهم وفتنة الطائفيّة التي عصفت بالمسلمين فأعرض المُسلمون والكافرون على حدّ سواء إلا قليلاً من المقربين الآخرين في هذه الأمّة، ولذلك نبشّر كُلّ قُرى البشر في البوادي والحضر بحجارةٍ من عذاب كوكب سقر ودُخانٍ مبينٍ يغشى الناس؛ هذا عذابٌ أليمٌ. ولكن بالدّعاء والتضرع إلى الله يكشف العذاب عنكم بعد أن مسّكم منه ما أذاقكم الله من غير ظلمٍ، فلا تيأسوا من رحمة الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].
فارتقبوا إني معكم رقيبٌ، ربّ اغفر وارحم، وافتح بالحقّ بين المهديّ المنتظَر وشياطين البشر، وأنت خير الفاتحين. وسلامٌ على المُرسلين، والحمد لله
اللهم آآآآآمين
وصلاة الله وسلامه على سيدنا محمد وعلى اله الطاهرين ومن صدق باحسان معه الى يوم الدين
صلاة الله وسلامة عليك امامنا