الحقيقة الخفية لعلم العلاج بالطاقة الكونية ...
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين والحمد لله ربي النعيم الأعظم على فضله العظيم وصلّ اللهم وسلم على محمد رسول الله وجميع الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين من الجن والإنس ومن كل جنس.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونعيم رضوان نفسه
نظرا لكثرة استفسار أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار عن موضوع العلاج بالطاقة ولخطورته الشديدة كان لابد أن نخصص شيئا من الوقت للتطرق إليه وتوضيحه ولو بشكل مختصر، سأحاول بإذن الله الإيجاز قدر المستطاع مع طرح الموضوع من كل جوانبه ما أمكن.
تكمن خطورة العلاج بالطاقة في كون المروجين له -عن دراية أو عن جهل- أقحموه في كل أنواع العلاج المعروفة من طب نفسي وطب بديل وحتى في العلاج بالقرآن الكريم وذلك بأن جعلوه –كذبا وخداعا- فرعا من فروع الطب البديل. وبات كثير من المسلمين المتقصّدين والمقلدين يلوون أعناق النصوص ليوفقوا –حسب زعمهم- بين هذا العلم وديننا الحنيف.
أول سؤال يطرح: ما هو مفهوم الطاقة المتعلق بموضوعنا ومصدره؟
الطاقة في الاصطلاح الفيزيائي هي مبدأ أولي تُعرّف بأنها القدرة على القيام بعمل ما أو إحداث تغيير ما. وتشمل الطاقة بأشكالها الأولية وتحولاتها المختلفة، حرارية، نووية، ميكانيكية، مغناطيسية، كهربائية، كهروميغناطيسية، كيميائية...الخ
وهكذا يفهم الناس لفظ الطاقة واستخداماتها في مجال العلوم التجريبية كشيئ حقيقي يمكن معرفته وانتاجه وقياسه والتحكم فيه ورؤية آثاره على الواقع بطرق علمية ملموسة.
ونستخدم لفظ الطاقة كذلك مجازا للتعبير عن النشاط والهمّة والإقبال على الحياة والعبادة.
والآن نأتي لمفهوم الطاقة المقصودة في عمليات الإستشفاء في ما يسمونه ب"علم الطاقة الحيوية" يصطلح عليها العلماء الغربيون بالطاقة الغير فيزيائية! بمعنى الطاقة الإفتراضية أو المزعومة!
وحقيقة هذه الطاقة هي النظريات الفلسفية العقدية في الديانات الشرقية القديمة كالهندوسية والبوذية والتي حاولت فهم أصل الوجود والحياة من خلال التصورات العقلية والخيالية، وهذا الفهم أو الإعتقاد مبني على عقيدة وحدة الوجود "الكلي الواحد" الذي انبثقت عنه الحياة والموجودات ومنه يبدأ الوجود وإليه يعود.
وبحسب هذا المعتقد فإن في الكون طاقة منبثة في كل شيء وفي الفراغ وأصلها هو "الكلي الواحد" ولهذه الطاقة نفس قوته وتأثيره لأنها بقيت بنفس صفاته من بعد الإنبثاق والإنتشار في الكون (لا مرئي، ولا شكل له، وليس له بداية، وليس له نهاية) ومن هنا جاءت تسمية الطاقة الحيوية ومرادفاتها مثل طاقة قوة الحياة و طاقة الحياة ومن هنا جاء الإعتقاد بالقدرة الشفائية لهذه الطاقة لجميع الأمراض.
إذن الواضح أن الطاقة المقصودة في موضوعنا هي طاقة ميتافيزيقية، غيبية حسب المعتقدين بها وأنوه في هذا الصدد أن مصطلح الطاقة هو مصطلح مستحدث ومعاصر، استحدثه الروحانيون والفلاسفة الغربيون ثم أضافت له"حركة العصر الجديد" أسماء ذات صبغة علمية ونقله العرب والمسلمون عنهم كترجمة اصطلاحية للتسميات المعبرة عنه في اللغات الأصلية لهذا الإعتقاد في الديانات الشرقية القديمة كالهندوسية والبوذية ومن تلك التسميات:
التشي عند الصينيين بتطبيقاتها الإستشفائية والقتالية وممارساتها الحياتية المختلفة.
الكي عند اليابانيين كذلك بتطبيقاتها الإستشفائية والقتالية وممارساتها الحياتية المختلفة.
البرانا عند الهندوس وممارسي التنفس العميق.
الكا عند الفراعنة
الكترا في الديانات الوثنية القديمة
وساي عند السوفيات.
وهكذا تسللت هذه العقيدة إلى المسيحية والإسلام من خلال " علم الطاقة الحيوية" ونأتي لتفصيل ذلك إن شاء الله.
السؤال الآخر الذي يطرح: كيف تحولت هذه الفلسفة العقائدية إلى علم ؟
هذا من ضمن الخدعة، كوننا في عصر البراهين العقلية والمادية كان لابد لمروجي هذا الإعتقاد وتطبيقاته أن يضفو عليه صبغة علمية فيزيائية ليقتنع بها الناس وزعموا أنه حقا في الكون طاقة حرة وهي طاقة كهرومغناطيسية على شكل ذبذبات وهي مكمن القوة والتأثير في الحياة. ولكن ولأجل اقحامها في العلم التجريبي الحديث كان لابد أن يثبتوها علميا فلجأوا لخدع أخرى كاختراع جهاز لقياسها وهناك من زعم أن جهاز قياسها موجود بالفعل منذ القدم كمثل البندول الفرعوني والذي يحدد اتجاه الطاقة ودورانها وكميتها من خلال حركته.- ولا يخلو اليوتوب من تلك الفيديوهات التي لا تنطلي إلا على الجهلة والأغبياء-
بينما استخدم العلماء الغرب والروس الجهاز المعروف المخصص لقياس الإشارات العصبية لإثبات ما أسموه بالجسم الأثيري المطابق للجسم المادي للإنسان بل ذهبوا لأبعد من ذلك فصمموا –حسب زعمهم- أجهزة لتصوير الهالة المنبثقة عن الجسم الأثيري وما يسمونه بالأورا ومن تلك الأجهزة أذكر Kirlianphotography والذي صممه العالم الروسي Semyon Kirlian سنة 1939 وكذلك جهاز كوغنـز كاميرا وجهاز نلسون وجهاز تنز وغيرها.
فيديو يوضح تقنية عمل جهاز كيرليان فوتوغرافي لقياس هالة الأورا
https://www.youtube.com/watch?v=iLfVubBxu6g
قناة الناشيونال جيوجرافيك تفضح حقيقة الطاقة aura
وحقيقة الأمر ولمن يتعمق في البحث في هذه الأجهزة يجد أنها لا تخلو من وجه علمي صحيح ولكنه وجه مخلوط بادعاءات باطلة ومغالطات كثيرة تنطلي على عامة الناس ولا يدركها إلا أصحاب التخصص في الأجهزة الطبية، فتلك الأجهزة في الحقيقة معمولة لرصد المتغيرات الحيوية في جسم الإنسان كالحرارة والنبض والرطوبة وحتى الرائحة ولكن بذات الوقت هي صممت لإثبات الطاقة الكونية المزعومة وتأثيرها على الإنسان بعيدا عن المنهجية العلمية الدقيقة.
والآن نأتي لأسس علم الطاقة الكونية وأبرز تطبيقاتها العلاجية والإستشفائية
قبل أن نخوض في التطبيقات علينا أن نفهم أولا الأساس الذي تقوم عليه هذه التطبيقات والقائم على عقيدة أن الطاقة الكونية تتكون من قوتين متضادتين ومتناغمتين، طاقة إيجابية وطاقة سلبية ويطلق عليهما "الين واليانغ"، كذلك تقوم هذه التطبيقات على عقيدة أن للإنسان "جسم أثيري" وله مسارات طاقة تتدفق فيه، ومن خلال تطبيقات الطاقة المزعومة يمكننا التحكم في نوعية الطاقة المتدفقة في الجسم الأثيري وكميتها وذلك من خلال ممارسات وطقوس ونظام تغذية ومن خلال معرفة –مزعومة كذلك- لأسرار الحروف والأشكال الهندسية والأحجار الكريمة والمعادن والألوان وهكذا أعاد متبنو هذا العلم والمروجين له صياغة هذه العقائد صياغة معاصرة تتماشى مع عصر العلوم وأخرجوها لنا في شكل تطبيقات وممارسات ورياضات استشفائية وعلاجية تحت مسميات تنمية القدرات البشرية وعلم الإستشفاء بالطاقة الحيوية وأقحموه في الطب البديل مع فروعه المثبتة علميا وتجريبيا مثل الحجامة والكي والتدليك والوخز بالإبر الصينية ..الخ
صورة توضح الجسم الأثيري ومسارات الطاقة فيه
وهكذا تم التسويق لعلم الطاقة بنجاح باهر كعلم يعيد الاتزان النفسي والجسدي ويعيد تنظيم تدفق الطاقة في الجسم الأثيري والتحكم في نوعيتها وكميتها من أجل حياة صحية وسعيدة.
وفيما يلي توضيح موجز لأبرز تطبيقات الطاقة المنتشرة حالياً:
أنوه في هذا الصدد إلى أن الإسقاط النجمي الذي بينه لنا إمامنا الحبيب عليه الصلاة والسلام ليس إلا واحدا من ضمن تلك التطبيقات وتلقين علم الطاقة الحيوية يتم على مراحل تبدأ بأشياء قد لا تشكل خطورة لتتطور إلى الأخطر فالأخطر فالأشد فتكا كالإسقاط النجمي.
ويتم استمداد الطاقة الكونية بعدد من الوسائل والتدريبات والأنظمة الغذائية وكلما تعاضدت الوسائل كانت النتيجة فاعلة أكثر وكان الوصول للإستنارة أسرع –حسب زعمهم- "Enlightment"
أولا: نظام الماكروبيوتيك
وباختصار شديد يقوم هذا النظام على فكرة "الكلي الواحد" الذي انبثق عنه الوجود والموجودات ومنه ثنائية الين واليانغ –سبق شرحها- وأهمية الوصول للتناغم ليعود الكل واحد ولا فرق بين خالق ومخلوق ولا بين جنس وجنس ولا بين إنسان وحيوان وجماد ولا بين ذكر وأنثى ولا بين دين ودين وإنما عالم يحفه الحب والسلام ويحكمه فكر واحد "تناغم الين واليانغ"
وتقدم هذه الفلسفة العقدية في صورة توعية غذائية قائمة على ازدواجية الأشياء ذكر وأنثى، وموجب وسالب، وأبيض وأسود، وحار وبارد ورطب ويابس وتتغير قوى الين واليانغ حسب العناصر الخمسة المشكلة للموجودات وهي (الماء، والمعدن، والنار، والخشب، والأرض) وهذه الأخيرة تخضع لتأثير الكواكب –لاحظوا أنها فلسفة مبهمة فارغة- المهم أنه حسب هذه الفلسفة تقدم حمية غذائية تغلب عليها الأغذية النباتية كالقمح والشعير والخضراوات وجذور النباتات والطحالب البحرية وتدعو هذه الحمية الغذائية لتجنب الأغذية الحيوانية كاللحوم والألبان والعسل ! وأغرب ما في هذه الحمية هو "الميزو" وهي شعير تم تخميره لمدة ثلاث سنوات تحت الأرض ويزعمون أن له تأثيرات صحية وروحانية تتعدى الوصف!
ويتضمن هذا النظام عادات صحية نافعة كمثل المضغ الجيد للطعام والأكل بقدر وتجنب الشره وهكذا قليل من الحق لتلبيس الباطل القائم على فلسفة باطلة.
ولا يتوقف هذا النظام عند التغذية بل يتجاوزه لممارسات أخرى مثل تمارين التنفس وتمارين الإسترخاء والتأمل وتمارين تعزيز الشكرات وفتحها من خلال "الريكي" و"التشي كونغ" و"اليوجا" وممارسات أخرى قائمة على فلسفة خصائص الألوان وتأثيرها على الصحة والروحانية وكذلك فلسفة خصائص الأحجار الكريمة وممارسة ترديد كلمات معينة ذات ترددات معينة مثل كلمة "أوم" وهو إله هندوسي معروف ويزعمون أنه من خلال كل هذه الممارسات والطقوس قد يصل الإنسان إلى حد يمكنه من جمع طاقته وتركيزها لدرجة يقول لمريض : اشف فيشفى من مرضه ولإنسان سليم امرض فيمرض والعياذ بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ثانيا: تدريبات الريكي
تتكون كلمة الريكي من شقين: "الرِي" طاقة قوة الحياة في الجسم والموجودة في جهاز الطاقة في الجسم الأثيري، و"الكي" الطاقة الكونية الإلهية وتعني طاقة الإبراء ويتم من خلال هذا التطبيق فتح الشكارات وتسليك مسار الطاقة في الجسم الأثيري لضمان تدفق الطاقة الكونية في كافة الجسم.
ويعتمد هذا التطبيق على برنامجين وهما التنفس التحولي العميق Transformational Breathing وبرنامج التأمل الارتقائي التجاوزي Trancsendental Meditation ويتضمن برنامج التنفس تدريبات متنوعة على كيفية استشعار تدفق هذه الطاقة "البرانا" في الجسم، من خلال الدخول في حالة من الاسترخاء العميق الموصلة إلى مرحلة "النشوة"، حيث يتم التخلص مما يسمونه "الطاقات السلبية" وتحصيل السكينة وشفاء من كثير من الأمراض.
أما التأمل التجاوزي فهو نوع من الطقوس المعروفة في الديانة المهاريشية Maharishi أخذاً من الأصول البوذية والهندوسية، بهدف الترقّي والسمو، وتجاوز القدرات المحدودة في الجسد البشري بالوصول للاسترخاء الكامل، والدخول في حالة من اللاوعي، ومن ثم الوصول إلى مرحلة النشوة "النيرفانا" التي يتمكن فيها الإنسان – بحسب معتقدهم - من استعادة القوة والصفاء لملكاته وقواه فوق البشرية، والحصول على الطمأنينة والحكمة والقدرة على شفاء نفسه من الأمراض والآفات.
وهكذا بالإنتظام في هذه الممارسات يصبح الشخص أكثر روحانية وسمو وتصبح لديه طاقة استشفائية ذاتية تمكنه من علاج نفسه وعلاج الناس وحتى عن بعد عبر الأنثرنث أو الهاتف ولكن الغريب أن عملية العلاج تلك لا تتم إلا بمعرفة اسم المريض واسم أمه!
ثالثا: تدريبات التشي كونغ
وهي تدريبات صينية قائمة على المبدأ ذاته للريكي الياباني حيث تقوم هذه التدريبات على إدخال طاقة "التشي" الكونية وتدفيقها في الجسم الأثيري ليتوافق مع جسده المادي وأجساده الأخرى –في عقيدتهم لنا أجساد عديدة تبينها الصورة المرفقة- وليتوافق مع الطاقة الكونية ويتم ذلك من خلال مستويات عديدة وكل مستوى له تدريبات خاصة ويستهدف مركز معين من مراكز الجسد الأثيري وقبل ذلك كله ينبغي معرفة الجسم الأثيري ومواضع الشكرات فيه أي مراكز الطاقة، مع فهم فلسفة الين واليانغ والالتزام بنظام غذاء المايكروبيوتيك.
ويدخل في هذه التدريبات أيضا برامج الإسترخاء والتنفس "فان سونغ كونغ" "كونغ جي فا" في جو هادئ وضوء خافت حيث ينبغي استحضار مشاعر الحب والسلام والطمأنينة والتركيز على طرد الطاقة السلبية من الجسم واستحضار الطاقة الكونية مع تفعيل الخيال أثناء ذلك كله بإغماض العينين وتحركيهما بطريقة معينة والتركيز على التنفس وتحريك اليدين وتمريرها على مراكز الشاكرات بانتظام وتخيل العضو الخاص بكل شاكرا ومخاطبته بصوت هادئ وحنون " يا معدتي الحبيبة كوني بخير وصحة"!
هذا ليس إلا المستوى الأول من هذه التدريبات وكلما صعدت سلم المستويات وجدت المزيد من الهراء والدجل...
رابعا: البرمجة اللغوية العصبية واختصارها الغربي "NLP"
وهي خليط من العلوم والفلسفات والاعتقادات والممارسات، تهدف تقنياتها لإعادة صياغة صورة الواقع في ذهن الإنسان من معتقدات ومدارك وتصورات وعادات وقدرات؛ بحيث تصبح في داخل الفرد وذهنه لتنعكس على تصرفاته.
ولأن الحديث في هذا يطول أنصحكم بقراءة كيف تأسس هذا العلم ومن مؤسسوه ولبنته الأولى فهو تطوير لمبدأ التنويم المغناطيسي و يستهدف العقل الواعي بإعادة برمجة أفكاره عن طريق زرع أفكار سلبية أو إيجابية في اللاوعي.
وهذا التدريب لا ينفصل عن باقي التدريبات السابق ذكرها فهي ذات صلة وثيقة وكل تدريب يقودك للتدريب الآخر فهي منظومة متكاملة تستهدف الجسد والعقل والروح .
فبعد معرفتك بجسدك الأثيري ومراكز الطاقة فيه –الشاكرات- ومعرفتك لكيفية تفعيلها وامدادها بالطاقة الكونية المزعومة تصبح مؤهلا للخوض في مستويات عليا لاستخدام الطاقة من خلال تعلم الهونا والشامانية والتارو وكلها ممارسات لها علاقة بالكهانة والعرافة والتنجيم.
صورة توضح الجسم الأثيري ومراكز الشاكرات السبع الرئيسية
ما الذي نستخصله من كل هذا؟
يبدو جليا من خلال استعراضنا لمفهوم العلاج بالطاقة ومدلولاتها العقائدية وتطبيقاتها وأهدافها أنه لا علاقة لها بعلم الأمراض ولا بالطب المعروف ولا بأي من العلوم التجريبية إنما هو علم قائم على التساؤلات الفلسفية!
من أوجدك؟ من يمدك بالحياة؟ ما الغاية من وجودك؟ ماهي تطلعاتك وكيف تحققها؟
وهكذا تأسس هذا العلم على عقائد دينية فاسدة ليس مصدرها الوحي الإلهي وانما عقائد الشرق القديمة من الطاوية والهندوسية والبوذية وفق تصورهم للكون والحياة والغاية من الخلق والأهم "الخالق"
ثم قامت حركة "العصر الجديد" وهي حركة المتنورين الملاحدة والوثنيين بإلباسها لبوس العلم وتقديمها للعالم بشكل مخادع ظاهره الخير للإنسانية وباطنه ترسيخ مفاهيم جديدة تتسرب إلى العقائد الدينية بغية تحريفها وتغيير مقاصدها وقد نجحوا في ذلك نجاحا باهرا وفق مخطط مدروس بعناية فائقة من خلال:
التأثير على الجسد: من خلال برنامج غذاء المايكروبيوتيك والأيروفيدا وما شابههما
التأثير على الروح: من خلال اليوجا والهونا
التأثير على العقل: من خلال البرمجة العصبية اللغوية.
أين مكن الخطر؟
إن هذه المنظومة المتكاملة لما يسمى علم العلاج بالطاقة الكونية هو علم قائم على نسف العقائد الدينية للديانات القائمة على الوحي السماوي كاليهودية والنصرانية والإسلام من خلال:
*هدم عقيدة التوحيد والإيمان بالله الخالق المسير من خلال عقيدة "الكلي الواحد" وما يلازمها من كفر صريح بالإعتقاد بالإتحاد والحلول.
*هدم عقائد المؤمنين في العبودية لله من خلال عقيدة الطاقة الكونية المزعومة وتقسيمها إلى طاقة ايجابية وطاقة سلبية "الين واليانغ" وما يتفرع عن ذلك كله من معتقدات كالاعتقاد بتأثير الكواكب والأحجار والأشكال والألوان ما يفضي إلى الشرك بالله وما ينجم عن ذلك من ممارسات بعيدا عن العبادات الربانية كالصلاة والدعاء والإستخارة إلى ممارسات وثنية كاليوجا والتارو.
*هدم عقائد المؤمنين في علم الغيب كالملائكة والشياطين.
*الإبتعاد عن المنهج الرباني في الغذاء والقائم على مبدأ الحلال والحرام والهدي النبوي القائم على الحكمة وفق مبدأ الضرر والمنفعة من خلال نظام المايكروبيوتيك الذي يستبعد اللحوم الطيبة والألبان المباركة والعسل الذي فيه شفاء للناس.
*تجريد المؤمنين من عرى الإيمان من خلال ممارساتهم وتطبيقاتهم الداعية للحب والسلام وتصفية النفوس ضد الناس أجمعين على اختلاف عقائدهم وممارساتهم فالحب للجميع بلا استثناء وهذا مخالف للأوامر الربانية القائمة على الحب في الله والكره في الله والاحسان للذين لا يفسدون في الأرض ولا يحادون الله ورسوله وهذا يفضي إلى نسف عقيدة الجهاد في سيبل الله.
*والأدهى والأمر هو خلاصة هذا العلم الباطنة الهادفة إلى تحريف الإعتقاد في الغاية من خلقنا فليست الغاية من خلقنا هي عبادة الله في قوله تعالى: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" وإنما الغاية من خلقنا هي الوصول إلى "النرفانا"
علم الطاقة وتطبيقاته علوم شيطانية
مزج الحق بالباطل طريقة شيطانية معروفة لتمرير الباطل، وهكذا في كل عصر وجد ابليس طريقة لإضلال الناس وأخذ نصيب مفروض منهم، وفي عصرنا دخل من باب العلم على نطاقه الواسع الذي يستهدف كل الناس على اختلاف أعراقهم وخلفياتهم الدينية والثقافية . وهذا رأيي الشخصي بحسب قراءاتي وبحثي على فترات متقطعة في علوم الطاقة بدا جليا لي أن حركة "العصر الجديد" تهدف إلى إبعاد الناس عن دين الله وتعويضه بدين وثني عالمي موحد تمهيدا لإنشاء النظام العالمي الجديد بقيادة المسيح الدجال إبليس الشيطان الرجيم وبهذا النظام الذي البسه لباس العلم تمكن الكذاب من إيقاع ملايين الناس في العالم بأسره بدأ بأمركيا ثم أوروبا وصولا إلى بلاد المسلمين أوقعهم في مسوس الشياطين من خلال ممارسات تمارين الطاقة المختلفة، أنا الآن في حيرة من أمري كوني لا أعلم تحديدا كيف يحصل الأمر ولكن وصلت إلى استنتاج قد يكون صحيح وسأتشاركه معكم.
حين كنت أتأمل صورة الجسم الأثيري المزعوم –بديل الروح في القرآن- ومراكز الطاقة فيها والتي تسمى بالشاكرات وجدت تطابق مذهل بينها وبين صورة الغدد الصماء في الجسم.
ما هي الغدد الصماء وما هي وظائفها في الجسم؟
الغدة النخامية. الغدة الصنوبرية. الغدة الدرقية. الغدد المجاورة للغدة الدرقية. البنكرياس. الغدة الكظرية. (المبيض. الخصية)
وهي الغدد التي تفرز منتجاتها مباشرة إلى مجرى الدم عوضاً عن إفرازها عن طريق قنوات. وتتوزع هذه الغدد في كل أنحاء الجسم. إفرازاتها عبارة عن مواد كميائية وبروتينية تلعب دوراً أساسياً في وظيفة الأعضاء وفي تنظيم التوازن الكيميائي للجسم.
وأي خلل يحدث فى هذه الغدد يؤثر على الأعضاء والخلايا والأنسجة و الجسم بأكمله، حيث تحدث العديد من الاضطرابات عندما يحدث نقص فى إفراز هذه الهرمونات (Hypo- secretion) أو إفرازها بشكل مفرط (Hyper- secretion).
ولتجنب الإطالة أكثر أنصحكم بقراءة المزيد عن الغدد الصماء والهرمونات التي تفرزها وتأثيرها المباشر على صحة وسلامة العقل والجسد.
وأعتقد أنه من خلال ممارسات العلاج بالطاقة المزعوم على اختلاف فروعه فإن الشيطان يقوم بالسيطرة على تلك الغدد والتحكم في وظائفها وبالتالي التأثير على الصحة الجسدية والعقلية للإنسان. ولا أستطيع الخوض أكثر في مثل هذا لأنه ليس لي علم بماهية الروح إلا ما علمه لنا إمامنا الحبيب عليه الصلاة والسلام وتعلمونه كذلك ولا علم لي بكيفية التفاعل بين الروح والجسد إلا أنني أتوقع أنه هو نفسه التفاعل الكيميائي للهرمونات التي تنتجها الغدد المختلفة في جسم الإنسان والتي تتحكم في صحته الجسدية والعقلية وفي مستويات الطاقة لديه.
وأعتقد أن ممارسات علوم الطاقة والتي تقوم بفتح الشكرات الرئيسية السبع لها مفعول السحر بالظبط فالسحرة عندما يستهدفون شخص بغية التأثير عليه فهم يستهدفون غدده الصماء مثلا في سحر التخييل والهلوسة وما يتعلق بالإدراك يستهدفون الغدة الصنوبرية التي تقابلها شاكرا التاج وعندما يقومون مثلا بسحر الربط يستهدفون الغدة الجنسية والتي تقابلها شاكرا الجذر وهكذا.
وهو نفس المكر الخبيث في ممارسات وتطبيقات علوم الطاقة حتى يصبح الإنسان "مستنيرا" حسب زعمهم ويصل لمرحلة "النرفانا" وما الإستنارة إلا عبادة ابليس والخضوع له.
والآن اسمحو لي أن أترككم مع بعض الفيديوهات ذات الصلة الوثيقة لبعض من ممارسات علم الطاقة وتجارب شخصية وشهادات موثقة تفضح علاقة تلك الممارسات بالمسوس الشيطانية.
وأعتذر جدا على الإطالة وأستغفر الله وأتوب إليه إن أخطأت أو قلت بالظن ويبقى القول الفصل لمن أتاه الله علم الكتاب بوحي التفهيم من الرب إلى القلب بالبرهان من القرآن.
https://media.masr.me/wKwEkXcmEUQ