الموضوع: كيف تسمح قوى الإستكبار أن يكون لكم موقعا في الإنترنت

النتائج 21 إلى 26 من 26
  1. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ابوالمنذر
    هل تدري لماذا لم تحب ذكر معنى العزل
    لأن عقلك رفضه رفضاً قاطعاً لكونه حرام و إفك وباطل مُفترى والعقل لا يختلف مع الحق ابداً، فتجده يعارض الحرام ولا يتفق مع الباطل ويفتي صاحبه بالحق.

    فانظر الى الاقتباس الحق من بيانات الإمام المهدي
    [أفلا ترون أن العقل والحق في كتاب الله لا يختلفان في شيء؟ وذلك لأن ال... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=383065
    انتهى الاقتباس من ابوالمنذر
    أحسنت ياابو المنذر المكرّم
    صدقت وبالحق نطقت
    كفيت ووفيت
    وحسبنا الله ونعم الوكيل على شياطين الإنس والجن الذي يفترون على الله ورسوله وأولياءه بغير الحق ليطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الشياطين
    والحمدلله على بعث خليفة الله الإمام المهدي ليهدي به العالمين إلى الصراط المستقيم وإلى نعيم رضوان الله في نفسه
    فيخرجهم بفضل الله ورحمته من الظلمات إلى النور
    الله أكبر ولله الحمد

  2. افتراضي

    اقتباس المشاركة : ابواسامه الانسان
    العفو أخي الكريم في الله ومرحباً ألف في منتديات البشرى الإسلامية والنبأ العظيم وموقع الامام ناصر محمد اليماني للحوار ..

    قسم البيانات
    https://albushra-islamia.net/forumdisplay.php?33
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=382983
    انتهى الاقتباس من ابواسامه الانسان
    بارك الله فيكم اخي الانصاري ابو اسامه الانسان.

  3. افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله ورضوان نفسه الاعظم من جنته
    اهلا وسهلا بضيفنا الكريم (فيسكوا) في منتديات البشرى الاسلاميه للامام ناصر محمد اليماني صلوات ربي وسلامه عليه وعلى انصاره الى الحق الذي يسال وكانه يوجد حياء في السؤال لفهم الدين ويا اخي في الله بالامس عندما قرائت سؤال عن الحديث علمت انك تسال عن نفس الحديث
    الذي ارفقته من بعد ذلك عندما طلبت منك (اختنا في الله إلى الرحمن وفدا) ان تضع الحديث
    هذا الحديث مفترى ولا يوجد به من الحق شيئ وكيف يفتي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم صحابته بالزنى والفاحشه والعياذ بالله
    وما كان رسول الله صلى عليه وسلم ليفتيهم بذلك وهو الذي انزل عليه القران الكريم ويعلم شرع الله"
    يقول الله تعالى في كتابه الحكيم :والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن إبتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون صدق الله العظيم
    والعادين الذين يتعدون حدود الله فيبتغونها فاحشة الزنى
    وجزاكم الله خيرا من نعيمه روح وريحان من الرحمن على ردودكم اخوتي واخواتي الانصارالسابقين الاخيار وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

  4. Lightbulb

    قبس من أحد بيانات خليفة الله ؛

    وإليكم فتوى المهديّ المنتظَر بالبيان المختصر من محكم الذكر عن حدّ الزنى في محكم الكتاب، وأقول: قال الله تعالى: {سُورَ‌ةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَ‌ضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فهذا هو حدّ الزُناة من الأحرار الذكر والأنثى حداً سواءً لكل منهما مائة جلدة سواء يكون الزاني متزوجاً أم عازباً، وأما حدّ العبد أو الأمَة فحدهم سواء خمسين جلدة لكل منهما سواء تكون الأمَة متزوجة أم غير متزوجة فحدها في محكم الكتاب خمسين، وحتى تعلمون علم اليقين أنّ حدّ الزُناة من الأحرار هو مائة جلدة سواء تكون محصنة بالزواج أو عزباء فحدها كذلك مائة جلدة، وحتى يبين الله لكم ذلك حكم الله أن على الأمَة المحصنة بالزواج إذا زنت فعليها نصف حدّ الحرّة المتزوجة لكي تعلموا أن حدّ الزنى هو واحد للأحرار مائة جلدة سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:24].

    وهُنا بيّن الله لكم أن حدّ الزنى هو حقاً مائة جلدة للأحرار سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، وأما العبد والأمَة هو النصف من ذلك خمسين جلدة سواء يكونون عُزاباً أم متزوجين،

    ======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 10504 من موضوع ردّ الإمام المهديّ إلى الزُمرد: لكل قوم هاد لقد بلغت المُراد وآل بيتك فاثبتوا ثبوت الأوتاد..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    08 - 01 - 1432 هـ
    15 - 12 - 2010 مـ
    05:28 صباحاً

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=10499
    _________




    ردّ الإمام المهديّ إلى الزُمرد: لكل قوم هاد لقد بلغت المُراد وآل بيتك فاثبتوا ثبوت الأوتاد..

    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة المُرسلين إلى البشر من قبله وآلهم الأطهار والسابقين الأنصار لرسل ربهم والمهديّ المنتظَر وجميع المُسلمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ولا نُفرق بين أحدٍ من رُسله ونحن لهُ مُسلمون، ولهُ أسلم من في السماوات والأرض ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه، وسلامٌ على المُرسلين بدين الإسلام من الجنّ والإنس، والحمدُ لله ربّ العالمين..

    سلام ُالله عليكم أيها "الزُمرد" وآل بيته، فقد بلغت المُراد ولكلّ قوم هاد فاثبتْ على الحقّ ثبوت الأوتاد، واصبر على أذى العباد ولا تدعو عليهم وما صبرك عليهم إلا بالله ومن أجل الله يحبك الله ويقربك الله، وسلامُ الله عليكم أحبتي في الله الباحثين عن الحق المُحترمين، وكذلك الذين انضمّوا إلى ركب الأنصار السابقين الأخيار أولي الأبصار في عصر الحوار من قبل الظهور ويصلِّ عليهم الله وملائكته والمهديّ المنتظَر وأُسلمُ تسليماً على المؤمنين الذين أخرجهم الله من الظُلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً..

    ولربّما يودّ أحد المؤمنين أن يقاطعني فيقول: "يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني إني أراك تُصلي وتُسلم على المُسلمين وتسلمُ عليهم تسليماً فأخذتني الدهشة كوني لا أعلمُ أنّ الصلاة والسلام إلا على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ولكن الله وملائكته لا يصلون فقط على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:43].

    ولربّما يودّ أحد المؤمنين أن يقاطعني فيقول: "يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني أفلا تفتِنا عن المقصود بصلاة الله وملائكته على المؤمنين؟". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أما صلاة الملائكة على المؤمنين فهو التضرع بالدُعاء إلى ربهم ليغفر للمُسلمين في الأرض ويرحمهم. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر:7].

    وقال الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [الشورى:5].

    وأما صلاة الله على المؤمنين فهو إجابة الدُعاء من ملائكته ليغفر للمؤمنين ويرحمهم، فيستجيب الله فيغفر لهم ويرحمهم فهو أرحم بعباده من عبيده. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم، فهو سُبحانه من يلهم ملائكته أن يتضرعوا إلى ربهم ليغفر للمؤمنين الذين اتبعوا الحق من ربهم. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} صدق الله العظيم.

    ويا أيها الضيف الزُمرد، لقد بلغت المُراد ولكل قوم هادٍ فارسخ على الحقّ رسوخ الأوتاد ونادِ علماء الأمّة وكُبار البشر، وقلْ:
    يا معشر علماء الأمّة وخُطباء المنابر ومُفتيي الديار وكُبار البشر الذين مكنكم الله في الأرض لتأمرّن بالمُعروف وتنهون عن المُنكر فإني أُبشركم ببعث المهديّ المنتظَر خليفة الله الواحد القهار جاءكم بقدر مقدور في الكتاب المسطور من قبل مرور ما تسمونه بالكوكب العاشر، وهو يدعو المُسلمين وكافة العالمين إلى اتباع الذكر المحفوظ من التحريف القرآن العظيم والاحتكام إليه، ويدعو كافة عُلماء الدين من المُسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن ليحكم بينهم من محكم القرآن العظيم فيما كانوا فيه يختلفون، وما عليه إلا أن يستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم كتابه القرآن العظيم شرط على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أن يستنبط لكم حكم الله بينكم فيما اختلفتم فيه في الدين من آيات الكتاب المُحكمات البينات هُنّ أمّ الكتاب.

    يا قومنا أجيبوا داعي الله للاحتكام إلى كتابه القُرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ولا تكونوا أول كافر بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فتكونوا من المُعذَّبين لئن أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم، فسوف يغضب الله عليكم كما غضب على فريق من الذين أوتوا الكتاب إذ دعاهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فأعرضوا عن دعوة الحقّ من ربهم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

    وإنما دعاهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليحكم بينهم منه فيما كانوا فيه يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

    يا قومنا أجيبوا داعي الله ولا تتبعوا ملّة فريق من أهل الكتاب المُعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فيُسحِتكم بعذاب يومٍ عقيمٍ، ومالكم ألا يعذبكم الله لئن أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ فلا تكونوا أول كافرٍ بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن وأنتم به مؤمنون، وكذلك الفريق من أهل الكتاب الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم كذلك كانوا به مؤمنين ولكنهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فرد الله عليهم. وقال الله تعالى: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:93].

    وقال الله تعالى: {وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:69].

    فلا تتبعوا ملّتهم يا عُلماء المُسلمين وأمّتهم، ولا تكونوا مثلهم إذ أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم برغم أنهم ليعلمون أنه الحقّ من ربهم، فلا تكونوا مثلهم كون سبب إعراضهم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم أنّهم يريدون من محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يتّبع أهواءهم وسوف يصدِّقونه في بعض آيات الكتاب في القرآن العظيم إلا ما خالف لما لديهم في التوراة، فهم يريدون من النّبيّ أن يتبع أهواءهم وافتراءهم المكذوب على الله في التوراة، وأما ما وافق لما لديهم في القُرآن فوعدوه أنهم سوف يؤمنون به إلا ما خالف في القرآن لما لديهم، ومن ثم ردّ الله عليهم. وقال الله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

    كونهم يريدون أن يُحِلّوا ما حرّم الله في محكم كتابه القرآن العظيم ويحرِّموا بعض ما حرّم الله في محكم كتابه، وإنما تلك كانت سياسةً خبيثةً علّهم يفتنون محمد رسول الله عن بعض ما أُنزل إليه في القرآن العظيم، ومن ثم جاء الأمر من الله والتحذير إلى رسوله. وقال الله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:49].

    وكاد جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يركن إليهم شيئاً قليلاً فيوافقهم على طلبهم أن يؤمنوا فيتبعوا لما أنزل في القرآن العظيم إلا ما جاء مخالفاً لما لديهم في التوراة، ولكن ما خالف لمحكم القُرآن العظيم في التوراة أو في الإنجيل فهو مفترًى من عند غير الله؛ بل يريدون أن يجعلوا التوراة غير المحفوظة من التحريف الذي كتبوه فيها افتراءً من عند أنفسهم ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، ومن ثم جاء الرد من الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة:41].

    وقال الله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِ‌يَ عَلَيْنَا غَيْرَ‌هُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْ‌كَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرً‌ا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فهم يريدون أن يجعلوا التوراة هي المرجع للقرآن وما خالف في التوراة لمحكم القرآن فيقولون لا يعلمُ تأويله إلا الله، فهم لا يكفرون بتنزيله فيقولون أنّ محمداً رسول الله افتراه، وإنما يقولون لا يعلم بتأويل تلك الآية المخالفة إلا الله مهما كانت محكمة، فلن يتبعوها فهم يريدون أن يتبعوا المُفترى المخالف المزيف في التوراة من عند أنفسهم، وهو حُكم الطاغوت المُفترى في التوراة بأمر من الطاغوت الشيطان الرجيم، فهم يعلمون أنّ ذلك الحكم المُفترى في التوراة المخالف لما في القرآن هو من عند غير الله مُفترًى في التوراة وكتبوه بأيديهم بأمر من الشيطان الأكبر الطاغوت فهو يريد أن يضلّ المُسلمين عن طريق شياطين البشر عن الحقّ من ربهم في محكم القُرآن العظيم، ولذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِ‌يدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُ‌وا أَن يَكْفُرُ‌وا بِهِ وَيُرِ‌يدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿٦٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّ‌سُولِ رَ‌أَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    فهم لا يريدون الاحتكام إلى القرآن العظيم كونه سوف يفضح افتراءهم في التوراة من عند أنفسهم برغم أنهم يزعمون أنهم مؤمنون بالقرآن العظيم ولكن لهم شرط أن تكون التوراة هي المرجع، ولذلك جاء التحذير الشديد من ربّ العالمين إلى جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن اتَّبعه. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَ‌حُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ۖ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ‌ بَعْضَهُ ۚ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْ‌تُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ وَلَا أُشْرِ‌كَ بِهِ ۚ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ﴿٣٦﴾ وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَ‌بِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

    ويا أيها الزُمرد لكلّ قومٍ هاد، وأنا الإمام المهديّ بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فما أشبه الليلة بالبارحة يا معشر علماء الأمّة ومُفتيي الديار، فكذلك أنتم لم تجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كون بعضه مُخالفاً لما لديكم في الأحاديث والروايات، فهذا يعني أنكم اتّبعتم ملّة فريقٍ من أهل الكتاب حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:100].

    بل حذَّر الله نبيّه أن يجيب طلبهم كونهم يريدون أن تكون التوراة هي المرجع، فما وافق فيها القرآن آمنوا بما وافق من القرآن في التوراة، وأما ما خالف للقرآن فهم لا يكذبون النبيّ، وإنما يقولون لا يعلمُ بتأويله إلا الله! فيريدون من النّبيّ عليه الصلاة والسلام أن يتبع لما في التوراة بمعنى أنهم يريدون أن يجعلوا التوراة هي المرجع للقرآن برغم أنهم يعلمون أنّ القرآن جعله الله هو المرجع للتوراة والإنجيل والمهيمن عليهم بالحقّ فما خالف فيهما لمحكم القرآن فهو باطل، ولكنهم يريدون أن يضلوا النّبيّ الأمّي وأمّته، ولذلك جاء التحذير من الله إلى نبيّه عليه الصلاة والسلام بالفتوى أنّ القُرآن هو المرجع والمُهيمن على التوراة والإنجيل، ويحذَّره الله أن يتبع المُفترى من عند غير الله في التوراة والإنجيل أو في عُرف الجاهلية المُخالف لما أنزل الله فهو كذلك من عند الطاغوت. وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْ‌عَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْ‌جِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

    فانظروا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم، كون الله هو الحَكَمُ وإنما يأمر الله نبيه أن يستنبط لهم حكم الله من محكم كتابه المُفصل من الآيات المُبينات لآيات أخرى في الكتاب. وقال الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

    وبرغم أنّ عُلماء أهل الكتاب ليعلمون علم اليقين أنّ القرآن كتاب منزَّلٌ من ربّ العالمين ولكن فريقاً منهم للحقّ كارهون مهما كانت الآية محكمة في محكم كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    فلا تتبعوا ملّة الفاسقين الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم بسبب أنّ القُرآن تُخالف آياته البينات عن حكم الطاغوت المُفترى، ولذلك فهم عنها مُعرضون.

    ويا عُلماء المُسلمين وأمّتهم ما كان للإمام المهديّ الحقّ من ربكم أن يتبع أهواءكم يا من اتّبعتم لكثيرٍ مما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله، فلا تفتروا على الله فيُسحِتكم بعذاب من عنده كون الله لم يقل أنّ القُرآن لا يعلمُ بتأويله إلا الله بل يقصد آيات الكتاب المتشابهات هُنَّ فقط لا يعلمُ بتأويلهن إلا الله والراسخون في علم الكتاب يُعَلِّمهم الله بتأويل المُتشابه من القرآن، ولكن آيات الكتاب المتشابهات ليس إلا بنسبة 10% من آيات الكتاب، ولم يأمركم ألله أن تتبعوا ظاهر المُتشابه من القرآن فتضلوا ضلالاً بعيداً كون لهُ تأويل غير ظاهره فلا يعلمُ بتأويله إلا الله والراسخون في العلم يعلمهم الله بتأويله؛ الذين يتقون الله فلا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكن يا قوم وتالله ما أمركم الله بالاحتكام إلى آيات الكتاب المتشابهات كونهن لسن آياتٍ بيّناتٍ فلم يجعلهن الله الحجّة عليكم بل أمركم الله بالاحتكام إلى آيات الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    وتلك هُنّ آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب آيات بينات لعالمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم، فأمركم الله أن تتبعوهن وأن لا تتبعوا ظاهر الآيات المتشابهة التي لا يعلم بتأويلهن إلا الله، فاتقوا الله فلا يكن في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ البيّن في محكم آيات الكتاب البينات فتذروهن وراء ظهوركم وتتبعوا ظاهر آيات الكتاب المُتشابهات، إذاً في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ يا من اتبعتم متشابهه وتركتم محكمه. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    وأما كيف تستطيعون التمييز بين آيات الكتاب المحكمات وآيات الكتاب المتشابهات؟ فالأمر يسير لأولي الألباب منكم الذين يتدبرون آيات الكتاب فسوف يجدون أنّ آيات الكتاب المحكمات تأتي في قلب وذات الموضوع آية بينة لعالمكم وجاهلكم، وأما آيات الكتاب المتشابهات فهي تحتاج إلى تأويل، ولكنكم ضللتم عن آيات الكتاب البينات فحكمتم بغير ما أنزل الله في مُحكم كتابه واتبعتم الذين افتروا على الله أنه لم يبين حُكم الزاني والزانية في القرآن العظيم برغم أنّ حُكم الله على الزاني والزانية في محكم الكتاب لهو من أشدُ آيات الكتاب بياناً وتوضيحاً لعالمكم وجاهلكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {سُورَ‌ةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَ‌ضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فمن هم الزاني والزانية؟ فأنتم تعلمون أنّ الزاني هو الذي يرفثُ إلى امرأة لم تكن حليلةً له، فهذا هو تعريف الزنى إنّه كان فاحشة وساء سبيلاً، ولكنكم جعلتم الزنى ينقسم إلى جزئين اثنين الزاني المتزوج والزاني الأعزب، وكأن المتزوج يحمل زوجته على ظهره أينما ذهب في بلاد العالمين كونكم ترجمون الزاني المتزوج لأنه زنى وهو متزوج فحكمتم عليه رجماً بالحجارة حتى الموت، وأمّا الأعزب فهو معذور في نظركم لأنه ليس متزوجاً!
    ومن ثم يقيم الإمام المهديّ عليكم حُجة العقل والمنطق، فإذا كان رجلاً من المُسلمين مُغترب في أي دولة أخرى عدد سنين فأتى فاحشة الزنى، فماذا سوف تحكمون عليه كون زوجته ليست بجانبه؟ أم إنكم سوف تأتون بحدٍّ له من عند أنفسكم؟ أفلا تتقون الله ربّ العالمين؟ ألم يبيّن الله لكم حدّ الزنى في محكم كتابه القرآن العظيم؟ فلماذا جعلتم الزنى نوعين اثنين افتراءً على الله؟ فلم يقل الله تعالى أنّ الزنى نوعان اثنان؛ بل الزنى هو أن يأتي الزاني الفاحشة مع امرأة ليست حليلةً له أي ليست زوجته، فلماذا جعلتم الزنى نوعين اثنين وجعلتم لهُ حدين اثنين! ولكني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أن الزنى هو أن يأتي أحدكم الفاحشة مع امرأة ليست زوجته شرعاً سواء يكون الزاني متزوجاً أم عازباً فلا فرق في ارتكاب الفاحشة شيئاً، ولم يجعل الله العزّاب معذورين ليعتدوا على أعراض الناس كونهم ليسوا متزوجين، أفلا تتقون؟

    ويا أُمّة الإسلام كونوا شهداء على عُلمائكم إن استطاعوا أن يدحضوا حُجة ناصر محمد اليماني عليهم بالحقّ فيثبتون أنّهم لم يضلّوا عن الصراط المستقيم، ويثبتون أنّ ناصر محمد اليماني هو من ضلّ عن الصراط المستقيم! فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذَّاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر لئن استطاعوا أن يقيموا الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني حصرياً من القُرآن العظيم كون الذين يتبعون افتراء الشياطين سوف يقول: "إنما تُنكر الرجم وعذاب القبر أيها المهديّ المنتظَر المزعوم بحجّة أنّ الرجم وعذاب القبر ليسا موجودَين في محكم الذكر"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر وأقول: ألا والله لو لم يكن حدّ الزنى في محكم الكتاب قد فصله الله تفصيلاً وكذلك العذاب البرزخي من بعد الموت قد فصّله الله في محكم الكتاب تفصيلاً لما أنكرته شيئاً لو كان في السُّنة النّبويّة ولم يأتي مخالفاً للحدود التي أنزلها الله في محكم كتابه، وإنما يريد المفترون أن يصدّوكم عن اتباع حكم الله في محكم كتابه وإليكم فتوى المهديّ المنتظَر بالبيان المختصر من محكم الذكر عن حدّ الزنى في محكم الكتاب، وأقول: قال الله تعالى: {سُورَ‌ةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَ‌ضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فهذا هو حدّ الزُناة من الأحرار الذكر والأنثى حداً سواءً لكل منهما مائة جلدة سواء يكون الزاني متزوجاً أم عازباً، وأما حدّ العبد أو الأمَة فحدهم سواء خمسين جلدة لكل منهما سواء تكون الأمَة متزوجة أم غير متزوجة فحدها في محكم الكتاب خمسين، وحتى تعلمون علم اليقين أنّ حدّ الزُناة من الأحرار هو مائة جلدة سواء تكون محصنة بالزواج أو عزباء فحدها كذلك مائة جلدة، وحتى يبين الله لكم ذلك حكم الله أن على الأمَة المحصنة بالزواج إذا زنت فعليها نصف حدّ الحرّة المتزوجة لكي تعلموا أن حدّ الزنى هو واحد للأحرار مائة جلدة سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:24].

    وهُنا بيّن الله لكم أن حدّ الزنى هو حقاً مائة جلدة للأحرار سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، وأما العبد والأمَة هو النصف من ذلك خمسين جلدة سواء يكونون عُزاباً أم متزوجين، ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة ويقول: مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني لقد ثبت عن الثقات رواية ماعز والغامدية، فيقول:
    اقتباس المشاركة :
    [عن بريدة رضي الله عنه أن ماعز بن مالك الاسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد ان تطهرني فرده، فلما كان من الغد أتاه، فقال: يا رسول الله إني زنيت فرده الثانية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قومه، فقال: أتعلمون بعقله بأسا؟ أتنكرون منه شيئا؟ قالوا: ما نعلمه الا وفيّ العقل، من صالحينا في ما نرى، فأتاه الثالثة، فأرسل اليهم أيضا، فسأل عنه فأخبره أنه لا بأس به ولا بعقله، فلما كان الرابع حفر له حفرة، ثم أمر به فرجم. قال: فجاءت الغامدية، فقالت: يا رسول الله اني زنيت فطهرني، وأنه ردها، فلما كان الغد، قالت: يا رسول الله لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً، فوالله اني لحبلى، قال: «أما لا، فاذهبي حتى تلدي”، قال: فلما ولدت أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت: هذا يا رسول الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي الى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها الى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضخ الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله سبه إياها، فقال:”مهلاً يا خالد! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس (وهو الذي يأخذ الضرائب) لغفر له” رواه مسلم. ثم أمر بها فصلى عليها، ودفنت. وفي رواية فقال عمر يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها! فقال: (لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم، وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل]
    انتهى الاقتباس
    ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فهل يقبل الله التوبة عن عباده فيغفر لهم؟ ومعلوم جوابكم سوف تقولون: قال الله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}صدق الله العظيم [طه:82].

    ومن ثم يقيم الإمام المهديّ عليكم بالحُجة وأقول فهل تمّ القبض على ماعز والغامدية وهم متلبسون يرتكبون الفاحشة؟ ومعلوم جوابكم سوف تقولون لم يكن عليهم شهداء بالزنى ولم يعلم بزناهم أحد؛ بل تابوا إلى الله متاباً وجاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليخبروه بتوبتهم إلى ربّهم وليحكم فيهم بما أنزل الله.

    ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وكيف يقيم عليهم حدّ الله من بعد توبتهم؟ فكيف يخالف محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حكم الله على التائبين؟ حتى لو كانوا مفسدين في الأرض قتلة مُجرمين فتابوا إلى ربهم من قبل أن تقدروا عليهم فقد تقبل الله توبتهم ورفع عنهم حدوده في الكتاب، فكيف يقيم الله عليهم الحد من بعد أن تقبّل توبتهم سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ‌ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْ‌ضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُ‌سُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْ‌ضِ لَمُسْرِ‌فُونَ ﴿٣٢﴾ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُ‌وا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٣٤﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾}صدق الله العظيم [المائدة].

    فكيف يخالف محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر ربه في محكم كتابه على التائبين من قبل أن تقدروا عليهم فلا حدّ عليهم من بعد التوبة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُ‌وا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم.

    ويا معشر علماء الأمّة إنّ شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لخطير لو كان على ضلالٍ مبينٍ فعليكم الذود عن حياض الدين وعدم إضلال المُسلمين ولا ينبغي لكم الصمت عن الحقّ بحجّة عدم إشهاره، فتلك حكمةٌ خبيثةٌ وسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تعرضون عن حوار من يتزعم له فرقة جديدة فتتهرّبون من حواره بحجّة عدم إشهاره فبئس الحكمة حكمتكم، أفلا تعلمون أنكم عندما تحاورونه فتقيمون عليه الحجّة بسلطان العلم إن كان الحقّ هو معكم أنّكم سوف تفقدونه أنصاره فيتركوه كونه تبين لهم أنّ الله لم يؤيّده بسلطان العلم كون علماء الأمّة قد أقاموا عليه الحجّة بسلطان العلم ثم يذهب أنصاره من بين يديه فيتركونه فيقولون: "وتالله لقد كدت تردينا لولا أن أنقذنا علماء المُسلمين"، ولكن للأسف أن بسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تتهرّبون من حواره بحجّة عدم إشهاره وبسبب هذه الحكمة الخبيثة ظهرت فرقٌ جديدةٌ في المُسلمين مرقت من الدين كما يمرق السهم من القوس، فأحلّ لهم الضالون المُضلين أن يقتلوكم فيتفجرون عليكم تفجيراً وأنتم إخوانهم المُسلمون، فإذا لم يحلّ الله لهم قتل الكافرين الذين لم يحاربونهم في الدين فكيف يُحلّ الله لهم قتل إخوانهم المُسلمين؟ أفلا تتقون الله؟ بل سبب ظهور تلك الفرق هو بسبب تهرّبكم من الحوار مع زعماء تلك الفرق الجديدة بحجّة عدم إشهارهم، فهاهم اشتهروا في العالمين وشوهوا الدين والمُسلمين في نظر العالمين حتى صدَّق العالم افتراء اليهود على المُسلمين أنّهم مجرمون سفاكون لدماء الناس بحجّة عدم دخولهم في دينهم! ونعوذُ بالله أن نكون من الجاهلين، فلا إكراه في الدين ولم يأمركم الله أن تبلغوا دين الله بحدّ السيوف حتى تجعلوا الناس مؤمنين فيدخلوا في دين الإسلام طوعاً أو كرهاً وهم صاغرون، هيهات هيهات... فكيف يتقبل الله عبادة من أكرهتموهم أن يعبدوا الله كرهاً وهم صاغرون خشية منكم؟ وتالله لن يتقبل الله عبادتهم ما لم تكن من خالص قلوبهم وليس خشيةً منكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].

    إذاً يا إخواني تعالوا لنعلِّمكم كيف تستطيعون هداية العالمين فإنه ليس بالانفجار في أسواق البشر الكفار فذلك محرمٌ عليكم في محكم كتاب الله أن تقتلوا الكافرين بحجّة كفرهم بالله، وأقسمُ بربّ العالمين أن من قتل كافراً بحجّة كفره أن جريمته في الكتاب وكأنما قتل الناس جميعاً، ولذلك قال الله تعالى (نفس) بغض النظر هذه النفس مُسلمة أم كافرة. وقال الله تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:32].

    وإنما إحياء النفس هو بالعفو عن القاتل لوجه الله الكريم، برغم أن الله جعل لولي المقتول ظلماً سلطاناً إن يشأ يقام عليه حدّ الله وإن يشأ يأخذ الدية ويعفو عنه، أو العفو الخالص لوجه الله فكأنما أحيا الناس جميعاً.

    فاتقوا الله أحبتي في الله وتذكروا أمر الله إلى نبيه موسى إلى فرعون برغم أنه ادَّعى الربوبيّة، ولكن الله أمر رسوله موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام أن لا يكونا فظين في دعوتهما لفرعون بحجّة كفره بالله وادِّعائه الربوبيّة. وقال الله تعالى: {فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} صدق الله العظيم [طه:44].

    وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125].

    وقال الله تعالى: {ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ السّيّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون:96].

    وقال الله تعالى:{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُ‌وا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

    بل ووصّاكم الله في الكافرين الذين لم يقاتلونكم في دينكم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم فتنالوا محبة الله ونعيم رضوانه. وقال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} صدق الله العظيم [الممتحنة:8].

    وتلك حكمةٌ بالغةٌ من ربّ العالمين وذلك حتى تقنعوا الناس بدين الله الإسلام فيجدون أنه حقاً دين رحمة للعالمين، وإنما أذن الله لكم بالجهاد للدفاع عن أنفسكم من الذين يحاربون الله ويريدون أن يطفئوا نور الله فيقاتلونكم في دينكم حتى لا تبلّغوه للعالمين، فأولئك أذن الله لكم بحربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}صدق الله العظيم [البقرة:190].

    فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}؟ صدق الله العظيم؛ أي لا تعتدوا على قومٍ بحجّة كفرهم وهم لم يقاتلونكم في دينكم ولم يعتدوا عليكم فذلك إثمٌ عظيمٌ كون الله لم يأمركم أن تُكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256].

    وقال الله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} [يونس:99].

    وقال الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف:29].

    وقال الله تعالى:{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} صدق الله العظيم [الرعد:40].

    فاتقوا الله يا أولي الألباب واتبعوا الذكر المحفوظ من التحريف، وقد جاء وعد الله في محكم كتابه للخلافة العالميّة الراشدة ليجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [النور:55].

    ولكن الله سوف يظهر خليفته على البشر في ليلةٍ واحدةٍ وهم صاغرون بآيةٍ تبرق من هولها الأبصار وتبلغ من فزعها القلوب الحناجر فتخضع أعناقهم من هولها لخليفة الله في الأرض فيجيبوا دعوته فيتبعوا ذكر ربهم إلى الناس أجمعين القرآن العظيم، ولا أعلمُ أنّ الناس سوف يؤمنون به جميعاً فيتبعوه حتى يرون آية العذاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَ‌ىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَ‌سُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَ‌ىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾}صدق الله العظيم [الدخان].

    وذلك الدخان المبين هو عذاب يومٍ عقيمٍ قبل قيام الساعة، وإنما الساعة هي البطشة الكبرى، وأما عذاب اليوم العقيم هو عذاب كسف الحجارة بالدُخان المبين من كوكب العذاب الذي أنتم له منكرون وأنتم تعلمون أنه الحقّ لا شك ولا ريب كوني لم أثبته من كتيبات ناسا الأمريكية؛ بل سبق وأن أثبتنا لكم بالبرهان المبين من محكم الكتاب، وأفتيناكم أن ذلك الكوكب هو نار جهنم سوف تمرّ بجانب أرضكم وإنا لصادقون ولعنة الله على من افترى على الله كذباً، وأفتيناكم أنّه يأتي للأرض من أطرافها فينقصها من البشر في كلِّ دورةٍ له ولكن أكثركم يجهلون، وإنما أطراف الأرض أي من جهة الأطراف القطبية كون الكوكب لم يأتِ للأرض من المشرق ولا من المغرب بل يأتي للأرض من أطرافها أي من جهة الأقطاب ولذلك توعد الله به الكافرين لينصرن دينه بذلك الكوكب فيظهر الله به خليفة على العالمين المُعرضين عن ذكر ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44].

    وهذا يعني أنّ الله سوف يحيطهم بعلمه من قبل وصوله لعلهم يتقون، وكذلك يبدأ بالتناوش مع الأرض فتبدأ تُعاني من الحُمى فترتفع حرارتها بسبب اقتراب كوكب العذاب منها وأنتم في غفلة مُعرضون، ألا والله لولا أني لا أريد أن يُصدقني ربي بالعذاب على المُسلمين لأعلنت للعالمين أن عام 2011 هو عام بما يسمونه الكوارث الطبيعيّة، ويا عجبي من المُسلمين فهل يتبعون تسمية المُلحدين لعذاب الله فيقولون كوراث طبيعيّة، ويا سُبحان الله العظيم! فهل هي فوضى في نظرهم؟ أفلا يعلمون أنّ السماء والأرض والجبال لا يتجرَّآن أن يقتلا نفساً إلا بأمر من الله؟ بل ذلك هو العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون إلى الحقّ من ربهم، ولكني أدعو الله لعله لا يصيبهم بمكروه وأرجو من الله أن يؤخّرهم فسوف نصبر عليهم مهما طال الانتظار لعلهم يهتدون، ألا والله ما صبري عليهم من شدة رحمتي بهم ولكني أتفكر فيمن هو أرحم بعباده من عبده؛ الله أرحم الراحمين، كوني أجد ربي ليس بسعيدٍ وما قط مرت ثانيةٌ واحدةٌ وهو سعيدٌ سبحانه وتعالى علواً كبيراً بسبب ظلم العباد لأنفسهم حتى إذا انتقم منهم فأذهب غيظه فتحلّ الندامة والحسرة على ما فعلوه في جنب ربهم، ومن ثم تحلّ الحسرة في نفس الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأهلكهم الله بسبب الإعراض عن رسل ربهم إليهم. وقال الله تعالى: {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)}صدق الله العظيم [يس].


    وإذا تدبّر أولو الألباب أخبار الله في الكتاب فسوف يجدوا أنّ الذي تحدَّى قومه فأعلن شهادة الحق للحق بين أيديهم وقال: {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} ومن ثم قتلوه. وقال الله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾}، فقد نال الشهادة فدخل الجنة فرحاً مسروراً، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل كذلك ربّ العالمين سوف نجده كذلك فرحاً مسروراً؟ وتجدون الجواب مباشرة في محكم الكتاب. وقال الله تعالى:{إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)} صدق الله العظيم.

    فانظروا إلى تحسّر الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فكذبوا برسل ربهم فأهلكهم بذنوبهم من غير ظلم، ومن ثم يقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)} صدق الله العظيم.

    إذاً يا أنصار المهديّ المنتظر، فما الفائدة لو ينصركم الله ببأسٍ شديدٍ من عنده فيهلك عدوكم فيورثكم الأرض من بعدهم؟ فما الفائدة وما نريد بالدُنيا والآخرة وحبيبنا الرحمن ليس بسعيدٍ ومتحسرٍ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فاتبعوا الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني واصبروا على البشر فلا تدعوا عليهم وتضرعوا إلى الله أن يهديهم، ولا تستغفروا لهم من قبل توبتهم من كفرهم، كون الله لا يغفر لمن لا يزال مصراً على كفره بالله؛ بل ادعوا الله أن يهديهم إلى الصراط المستقيم ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، واصبروا ولا تدعوا عليهم فذلك أضعف الإيمان في مساعدة المهديّ المنتظَر لهدي الأمّة جميعاً ليجعلهم على صراطٍ مُستقيمٍ من أجل تحقيق النعيم الأعظم فيرضى الله في نفسه إن كنتم تتخذون رضوان الله غايةً وليس وسيلة، فاعلموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم بالشكر، فصبرٌ جميلٌ يا أحبتي في الله ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، فكم أخشى على إخواني المُسلمين عذاب ربهم كونهم مُعرضون عند دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وهم به مؤمنون، أليس ذلك شيء عجاب! لماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى الكتاب؟ فاتقوا الله يا أولي الألباب فقد اقترب كوكب العذاب فأين المفر يا معشر المُكذبين بالمهديّ المنتظَر الذي يدعوكم إلى الاحتكام إلى الذكر؟ ذلكم كوكب النار اللواحة للبشر من عصر إلى آخر مرورها الأقرب شرط من أشراط الساعة الكُبر. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ‌ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ‌ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ‌ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿٣٥﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

    فاتقوا الله يا أولي الأبصار من قبل أن يسبق الليل النهار فقد أدركت الشمس القمر، وذلك بسبب انتفاخ الأهلة في أول الشهر وسوف يسبق الليل النهار ليلة مرور كوكب سقر، فاتقوا الله الواحد القهار يا معشر المُعرضين عن الذِّكر ومنتظرين للتصديق به حتى يروا العذاب الأليم يوم الفتح الأكبر من الله لخليفته المهديّ المنتظَر على العالمين. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٢٩﴾} [السجدة].

    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} [الملك].

    {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ مَا يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴿٤٩﴾ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْ‌جِعُونَ ﴿٥٠﴾} [يس].

    {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِ‌يكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ‌ وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٤٠﴾} [الأنبياء].
    صدق الله العظيم.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخو البشر في الدم من حواء وآدم عبد النعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
    ________________
    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..


  5. افتراضي

    ​======== اقتباس =========

    اقتباس المشاركة 4413 من موضوع بيانات الإمام ينفي فيها حداً موضوعاً يهودياً يُخالف القُرآن العظيم..

    - 1 -
    الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
    05 - شعبان - 1428 هـ
    18 - 08 - 2007 مـ

    12:38 صباحاً
    ( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )

    [ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=126

    ـــــــــــــــــــــ


    المهدي المُنتظر ينفي حداً موضوعاً يهودياً يُخالف القُرآن العظيم..


    بسم الله الرحمن الرحيم.
    من المهديّ المنتظَر خليفة الله في الأرض عبْد النعيم الأعظم الإمام ناصر مُحمد اليماني إلى جميع عُلماء الدين الإسلاميّ الحنيف، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى جميع المُسلمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، ثُمّ أما بعد..

    يا معشر عُلماء الدين الإسلاميّ الحنيف، لقد جعلني الله إمام الأُمّة ليكشف بي الغُمّة وأُخرج الناس من الظُلمات إلى النور ما عدا شياطين الجنّ والإنس حتى يذوقوا وبال أمرهم، وأجعل ما دون ذلك بإذن الله أمّةً واحدةً نعبد الله كما ينبغي أن يُعبد لا نُشرك به شيئاً ولا يتّخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ولا ندعو مع الله أحداً.

    ويا معشر عُلماء المُسلمين، وتالله لا أُريدكم أن تكونوا ساذجين فتُصدِّقوا بأنّي المهديّ المنتظَر ما لم أُلجمكم بالحقّ وأخرسُ ألسنتكم بمنطق هذا القُرآن العظيم الكتاب المُبارك المحفوظ الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه في عهد رسول الله لتحريفه ولا من خلفه بعد مماته فلا يستطيعون أن يحرّفوا كلمةً واحدةً من حديث الله في القُرآن العظيم، وذلك حتى يكون القُرآن حُجّة الله عليكم إن اتّبعتم أحاديثَ تُخالف حديث الله جملةً وتفصيلاً، وقد جعل الله كتابه المحفوظ القُرآن العظيم حُجّتي عليكم أو حُجّتكم عليّ فإما أن أُلجمكم بالبُرهان الواضح والبيّن من القُرآن إلجاماً فأُخرس ألسنتكم بمنطقه الحقّ والحُجّة القاهرة للجدل يدركها ذو العقل ويفقهها أولو الألباب الذين لا يُقاطعون ويستمعون القول إلى آخره فيتّبعون أحسنه ولا تأخذهم العزّة بالإثم إن اكتشفوا بأنّهم كانوا على ضلالٍ مُبين، وسوف يعلمون بأنّي الحقّ من ربِّهم الإمام المُنتظر رحمةُ الله التي وسعت كُل شيء إلّا اليائسين من رحمة الله كما يئس الكُفار من أصحاب القبور وأولئك هم المُبلسون يؤمنون كما يؤمن الشيطان الرجيم بأنّ الله حقٌ والبعث حقٌ والجنة حقٌ والنار حقٌ ولكنّهم بربِّهم كافرون وهم يعلمون أنّهُ الحقّ وللحقّ كارهون، فإذا علموا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلاً وإذا علموا سبيل الباطل اتّخذوه سبيلاً، ويتخذون من افترى على الله خليلاً، ملعونين أينما ثُقفوا أخذوا وقتّلوا تقتيلاً إلّا قليلاً منهم من الذين لا يعلمون إن صدقوا بالحقّ فسوف يؤتيهم الله من لدُنه أجراً عظيماً ويهديهم صراطاً مُستقيماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ﴿66﴾ وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ﴿67﴾ وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُستقيماً ﴿68﴾} صدق الله العظيم [النساء].

    وكذلك من تاب من جميع شياطين الجنّ والإنس فسوف يجد بأنّ رحمة الله وسعت كُلّ شيء، حتى إبليس الشيطان الرجيم عدو الله اللدود لو يُنيب إلى ربّ العالمين تائباً مُخلصاً فيأتي ساجداً لخليفة الله في الأرض بالطاعة سجوداً لأمر الله فسوف يجد بأنّ رحمة ربي وسعت كُلّ شيء وإنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم، وذلك لأنّ الشيطان عبدٌ من ضمن عبيد الله من الذين أسرفوا على أنفسهم وقنطوا من رحمة الله ويشمله قول الله الشامل والموجَّه بنص القُرآن العظيم إلى جميع عباده الذين أسرفوا على أنفسهم من كُلّ فصيلةٍ وجنسٍ في جميع الأُمم ما
    يَدِبُّ أو يطير، وقال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿53﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿54﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿55﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿56﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿57﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿58﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿59﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

    وإن أصرّوا على ما هم عليه يائسون من رحمة ربي فسوف يزيدهم الله بالقُرآن العظيم رجساً إلى رجسهم ثُمّ يُصيبهم بعذابٍ من عنده فيدمِّرهم تدميراً أو بأيدينا فنأخذهم فنقتّلهم تقتيلاً، سُنَّة الله في الذين خَلوا ولن تجد لسُنة الله تبديلاً.

    ويا معشر عُلماء المُسلمين، لقد أخرجكم طائفةٌ من اليهود من النور إلى الظلمات فردّوكم عن القُرآن بل عن آياتٍ مُحكمات واتَّبعتم ما خالف المُحكم منه وأنتم لا تعلمون. ولو لم تزالوا على الهُدى لما جاء ميلادي وعصري وقدر ظهوري لأُخرجكم من الظُلمات إلى النور بالقُرآن العظيم لمن شاء منكم أن يستقيم تائباً مُنيباً إلى الله، فسوف يأخذ الله بيده فيحقق له مشيئته بالفعل والعمل إلى صراط العزيز الحميد، ويهدي الله من يشاء الهُدى من عباده ويهدي الله إليه من يُريد من عباده الهُدى ويهدي إليه من يُنيب من عباده، ولا يظلم ربُك أحداً فيهدي هذا ويضلّ هذا بل يهدي من يشاء الهُدى من عباده ويذر من لا يشاؤون الهُدى في طُغيانهم يعمهون: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿44﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    والذين يُجاهدون بالبحث عن الحقيقة وهم يُريدون الحقّ ولا غير الحقّ حقاً على الله أن يهديهم إلى سبيل الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

    وتالله لا تؤمنون بأمري ما لم تألموا في أنفسكم فتخشون بأني لربما أكون المهديّ المنتظَر وأنتم عن أمري مُعرضين، ثُمّ لا تأخذكم العزّة بالإثم ثُمّ تتدبرون الخطاب من أوله إلى آخره وأنتم لله خاشعين، فتقولون: "اللهم إن كان هذا هو المهديّ المنتظَر الحقّ فبصِّرنا بأمره واجعلنا من السابقين إليه، وإن كان مُفتري كغيره من المهديين السابقين فاجعل لنا الحجّة عليه فنلجمه من القُرآن إلجاماً، وإن ألجمنا بالقُرآن وأخرس ألسنتنا فقد قدّم البُرهان وعلمنا بأنك اصطفيته إماماً لنا وزدته بسطةً في العلم علينا وجعلته من أولي الأمر منّا من الذين أمرتنا بطاعتهم بعد الله ورسوله، وعلّمتهم كيف يستنبطون الحكم الحقّ من القُرآن فيما اختلف فيه عُلماء الحديث". فمن قال ذلك صادقاً أصدَقه الله ومن أبى واستكبر ولم يتدبّر ولم يحاور فمن لم يجعل الله له نوراً فما لهُ من نور.

    وانتهت مُقدمة الخطاب بالبيان الحقّ للقُرآن وأقدُم لكم البُرهان لنفي الرجم للزاني والزانية المُتزوجة والذي ما أنزل الله به من سُلطان، وأنزل الله حدّ الزنى في القُرآن فجعله من الآيات المفروضات البيّنات المُحكمات الواضحات هُنّ أُمّ الكتاب، ولكنكم نبذتموه وراءِ ظهوركم يا معشر علماء الأمّة واتَّبعتم حداً وضعته اليهود حتى لا تستطيعون أن تحكموا وإن حكمتم أهلكتم أنفساً، ولم يأمركم الله بقتلها بغير الحقّ؛ بل أمركم أن تجلدوا الزاني والزانية بمائة جلدة سواء كان الزاني مُتزوجاً أو عازباً، فاجلدوا كُلّ واحدٍ منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفةٌ في دين الله وليشهد عذابهما طائفةٌ من المؤمنين للعظة والعبرة، وفي ذلك خزيٌ عظيمٌ لدى الزاني المؤمن ويودّ لو أنكم تقتلوه فتحسنوا قتله ولا عذاب الخزي بمائة جلدة أمام طائفةٍ من المؤمنين، فليس ذلك يسيراً يا قوم وكفى به حدّاً للذين يأتون الزِّنى إنّه كان فاحشةً وساء سبيلاً.

    وأنا المهديّ المنتظَر الإمام الشامل للمُسلمين أقول يا عجبي من عُلماء الدين الإسلاميّ الحنيف الذين يعلمون بأنّ الأَمَة الزانية عليها نصفُ ما على المُحصنة الحُرّة من العذاب، ومن ثُمّ يقولون: "إنما يقصد المائة جلدة للحُرّة العزباء بأن تُجلد الأَمَة المُتزوجة بنصف ما على المرأة العزباء الحُرّة الغير مُتزوجة، أما الحُرّة أو الحُرّ المتزوج فليس حدّه غير الرجم حتى الموت" فبالله عليكم أهذا حُكمٌ عدلٌ في نظركم يا معشر عُلماء الأمّة؟ فكيف إنكم تجلدون الأَمَة المُتزوجة أو العبد المتزوج بنصف ما على الأحرار من العذاب ومن ثُمّ تحصرون المائة جلدة على الحُرّ أو الحُرّة غير المتزوجين؟ فما لكم كيف تحكمون؟! ألم تجدوا الحكم واضحاً وجلياً في القُرآن العظيم؟ وقال الله تعالى: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25]؛ بمعنى أنّ عليهن نصف ما على المُحصنات الحُرَّات من نساء المُسلمين سواء كانت الحُرّة مُتزوجة أو غير مُتزوجة، فحدّ الزنى في كتاب الله {مِائَةَ جلدة} [النور:2]؛ للحُرّة والحُرّ. وكذلك الزانية والزاني من العبيد فلكُلّ واحد منهما نصف ما على الحُرّ أو الحُرّة من العذاب سواء كان العبد متزوجاً أو غير متزوج، وكذلك الأَمَة خمسين جلدة سواء كانت الأَمَة متزوجة أو غير متزوجة، فعليها نصف ما على المحصنات بالدين الحُرّات المؤمنات سواء كانت الحُرّة متزوجة أو غير متزوجة فعذابها مائة جلدة.

    وأنا المهديّ المنتظَر أوجه سؤالاً إلى عُلماء الدين الإسلاميّ الحنيف وهو: كيف تجدون حدّ الزنى للأَمَة بنصِّ القُرآن العظيم بأن حدّها خمسون جلدة مع أنها متزوجة ولم يأمركم الله أن تجلدوها مائة جلدة حدّ الحُرّة المُسلمة؛ بل قال الله تعالى: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25]. مع أنّ هذه الأَمَة متزوجة ثُمّ تجعلون لقبيلتها الزانية الحُرّة المُتزوجة الرجم بالحجارة حتى الموت؟! فهل هذا حُكمٌ عدلٌ في نظركم؟ ألسنَ جميعهُنّ مُتزوجات الأَمَة والحُرّة؟ فأمّا الأَمَة فلا تجدون عليها الحدّ الكامل مائة جلدة مع أنها مُتزوجة؛ بل خمسين جلدة بنص القُرآن العظيم فقلتم إن ذلك نصفُ ما على العزباء وإن المائة جلدة هي حدّ الحُرّة العزباء! فنقول: أليست هذه الحُرّة الزانية عزباء ولا زوج لها وهذه الأَمَة متزوجة فعمدت إلى الزنى؟ فكيف تظنون بأنّ المائة جلدة للحُرّة المُسلمة العزباء وأما الزانية الحُرّة المتزوجة فرجم بالحجارة حتى الموت مع أن الحُرّة والأَمَة مُتزوجات فتجدون بأنّ حدّ الأَمَة المُتزوجة ليس إلّا خمسين جلدة فقط! فكيف تجعلون لنظيرتها الحُرّة المُتزوجة الرجم بالحجارة حتى الموت؟ ما لكم كيف تحكمون؟! فقد حرّم الله على نفسه الظُلم فكيف يأمركم أن تجلدوا الأَمَة المُتزوجة بخمسين جلدة ثُمّ يأمركم أن ترجموا أَمَته الحُرّة المُتزوجة بالحجارة حتى الموت؟ سبحان الله عما تصفون! فأتوني بالبُرهان لهذا الحدّ من القُرآن بالرجم بالحجارة حتى الموت للزاني أو الزانية المُتزوجين من المُسلمين الأحرار إن كنتم صادقين.

    فتعالوا لنحتكم إلى القُرآن العظيم المرجعيّة الحقَّ لما اختلف فيه عُلماء الحديث في السنة فسوف تجدون حدّ الزنى من أشدّ آيات القُرآن العظيم بياناً وأشدّها وضوحاً، وذلك لأنّ حدّ الزنى من الآيات المُحكمات والتي جعلهُنّ الله هُنَّ أُمّ الكتاب في أحكام هذا الدين الإسلاميّ الحنيف فتدبروا قبل الغُنّة والقلقلة التي جعلتم جُلّ اهتمامكم في الغُنّة والقلقلة وأضعتم المعنى فأصبحتم تحفظون ما لا تفهمون كمثل الحمار يحمل أسفاراً ولكنهُ لا يعلم ما في الوعاء الذي يحمله على ظهره! وكذلك من يقرأ القُرآن للحفظ قبل التدبر فسوف ينطبق عليه هذا المثل، وذلك لأنّ الله أمركم بنص القُرآن العظيم بالتدبر في آيات هذا الكتاب المُبارك حتى إذا فهمتم حديث ربكم فعندها سوف يكون الحفظ يسير عليكم من بعد الفهم ولن تنسوه أبداً، وذلك لأنكم فهمتم ثُمّ تيسّر عليكم الحفظ كثيراً لو كنتم تعلمون. فتدبروا سورة النور لعل الله يجعل لكم نوراً ومن لم يجعل الله لهُ نوراً فما لهُ من نور، وقال الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿1﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جلدة ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾} صدق الله العظيم [النور].

    وهذا هو حدّ الزنى الذي أنزله الله في القُرآن العظيم للزانية والزاني من المُسلمين والمُسلمات الأحرار سواء كان الزاني متزوجاً أو عازباً غير متزوج فحدَّهم سواء مائة جلدة في القُرآن العظيم، وقد بيّن الله لكم أنه حدٌّ سواءٌ على الأحرار المُسلمين مائة جلدة للزاني والزانية، وبيّن الله لكم في نفس سورة النور أنه سواء للحُرّة المُتزوجة وغير المُتزوجة، فتابعوا آيات سورة النور: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿6﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿7﴾ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿8﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿9﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿10﴾} صدق الله العظيم [النور].

    فهل تُريدون يا معشر علماء الأمّة أن يذكر الله لكم العذاب للزناة مرةً أخرى في نفس السورة؟ ألم يُفصّله لكم تفصيلاً في أول السورة؟ {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿1﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جلدة ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾} صدق الله العظيم [النور].

    ومن ثُمّ جاء ذكر الذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلّا أنفسهم، وذكر الحدّ مرةً أُخرى للمُتزوجة، وقال الله تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿8﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿9﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿10﴾} صدق الله العظيم [النور].

    وما هو العذاب الذي يَدرأ عنها؟ إنهُ عذاب حدّ الزنى المذكور والمُفصّل في أول السورة {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ}، وذلك هو العذاب الذي يَدرأ عنها فلا يجلدوها لو كنتم تعلمون، أم تُريدون القُرآن يذكره لكم مرةً أُخرى في نفس السورة؟ فاكتفى بقوله: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ} وهو العذاب المذكور في أول السورة يا معشر عُلماء الأُمّة.

    ولربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يُقاطعني فيقول: "كيف تجعل حدّ الزانية المُتزوجة كحد الزانية العزباء التي لا زوج لها؟ بل حدّ الزانية العزباء {مِائَةَ جلدة} لأنها معذورةٌ فهي زنت نظراً لأنها غير مُتزوجة فأجبرتها شهوتها على الزنى، فأما المُتزوجة فليس لديها عُذرٌ وحدّها الرجم بالحجارة حتى الموت". ومن ثُمّ يردّ عليه المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر مُحمد اليماني قائلاً: ما دمتَ قد أُعذرت العزباء على الزنى فما هو العُذر الذي التمسته للأَمَة المُتزوجة والتي لا تُجلد إلّا بخمسين جلدة فقط مع أنها مُتزوجة في نصّ القُرآن العظيم إنك أنت الحكيم الرشيد! وقال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

    فهل تبيّن لكم بأنّ حدّ الزنى مائة جلدة للزاني والزانية سواء كانوا مُتزوجين أم غير مُتزوجين من المُسلمين والمُسلمات الأحرار؟ وأما العبيد والإماء فعليهِنّ نصفُ ما على المُسلمين والمُسلمات الحُرّات سواء كانت الأَمَة عزباء أم مُتزوجة فحدها خمسين جلدة بنص القُرآن العظيم: {فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

    ولربما يزأر علينا عالِمٌ آخر ويزبد ويربد كالبعير الهائج: "كيف تنفي سُنةً مؤكدةً؟ فقد قذف مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- المرأة بالحجارة والتي جاءت فاعترفت بين يديه بأنها زنت وتابت إلى الله متاباً، وتُريد أن يُطهّرها فيرجمها حتى الموت؟". ومن ثُمّ أردّ عليه من القُرآن العظيم وأُبطل هذا الافتراء اليهودي الموضوع عن رسول الله وما كان عنهُ شيئاً وما ينبغي لرسول الله أن يُخالف أمر ربه في القُرآن العظيم بأنّ من تاب قبل أن تقدر عليه يا مُحمد رسول الله والمُسلمين فلا ينبغي لكم أن تقيموا عليهم الحدّ حتى ولو كان مُفسداً في الأرض، حتى لو قتل فساداً في الأرض وكان حدّه الصلب فيُقطع رأسه عن جسده ولم يعلمُ أحد بأنه من قتل ولم يقدر عليه أحد ولم يعلم بأنهُ القاتل غير الذي يعلم السرّ وأخفى الذي يعلمُ خائنة الأعين وما تُخفي الصدور ولكنّهُ ندم على ذلك ندماً عظيماً وتاب إلى الله متاباً ثم جاء إلى الحاكم فقال: "أنا مَن قتلت فلاناً الذي لا يعلم أهله ولا الناس أجمعين مَن قتله، ولم أكن مُطارداً من أحدٍ، وليس اعترافي إلّا أني تُبت إلى ربي. فإن ترون الحُكم علينا بالصلب فتقطعون رأسي فتفصلونه عن جسدي فلا أُبالي ما دام في ذلك مرضاتُ الله". ومن ثُمّ يعود الحاكم إلى القُرآن العظيم: "ما هو الحدّ لهذا الرجُل الذي جاء واعترف بين أيدينا من قبل أن نقدر عليه ولا نشكُ فيه ولا نُطارده؟". فسوف يجد الله يُفتيه في القُرآن العظيم فيقول: "لا تقتلوه فقد رفعنا عنه الحدّ والصلب أو حدّ القطع ليديه وأرجله من خلاف، وذلك لأنه تاب إلينا ولم يعلم بفعلته سوانا، فتاب إلى الله متاباً وجاء إليكم من قبل أن تقدروا عليه فلا حدّ عليه من بعد التوبة، ولو تاب حين قدرتم عليه وجاءه الموت لما قبلنا توبته، لأنه قد جاءه الموت وعَلم أنكم سوف تصلبوه فقال: إني تبت الآن. فلا توبة له عند ربه ولا الذين يموتون وهم كُفار، وقال الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿33﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿34﴾} صدق الله العظيم [المائدة]".

    وأُكرر لمن أراد أن يتدبّر قوله: {
    إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٣٤} صدق الله العظيم [المائدة]. ثُمّ لا يُحكم عليه إلّا بديّة العمد إن كان قتلاً يُسلّمها إلى أهل المقتول، أو يردّ السرقة أو السلب والنهب إلى أهله وبرأت ذمته وتقبل الله توبته برغم إنه قتل، وبرغم أن قتل النفس بغير حقّ سيئتها ليست كسيئةٍ مثلها فقط وإحياء النفس ليس بعشر أمثالها فقط؛ بل عددهم بتعداد ذُرية آدم من أول مولودٍ إلى آخر مولودٍ، وسيئة القتل وحسنة الإحياء بالعفو هُنّ الوحيدات التي تساوت في الكتاب في الوزر وفي الأجر. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [المائدة:32].

    فكيف يجرؤ مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يُخالف أمر ربه فيقوم برجم امرأةٍ جاءت إلى بين يديه قبل أن يقدر عليها مُحمدٌ رسول الله (ص) وصحابته ولم يعلم بزناها أحد وتابت إلى الله متاباً، وجاءت معلنةً توبتها النصوح بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن ثُمّ يقول اذهبي حتى تضعي المولود! ومن ثُمّ تعود إليه مرةً أُخرى بعد أن وضعته، ومن ثُمّ يقول اذهبي فأرضعيه! فترضعه حولين كاملين، ثُمّ تعود ثُمّ يأخذ ولدها من يدها ويأخذ الحجارة هو وصحابته فيقتلوها رجماً بالحجارة؟!! قاتلكم الله أنّى تؤفكون! فكم شوّه اليهود دينكم فاتبعتموهم بزعمكم أنّكم مُستمسكون بسنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وأنتم لستم على كتاب الله ولا سنة رسوله؛ بل مُستمسكون بسنة اليهود التي تُخالف ما جاء في كتاب الله جُملةً وتفصيلاً، ومن ثُمّ تُنبذون كتاب الله وراء ظهوركم بحُجّة إنه لا يعلم تأويله إلّا الله، وإنما يقصد المُتشابه منه، ثكلتكم أمهاتكم، ولكن اليهود أخرجوكم عن المُحكم الواضح والبيّن والذي أتحداكم به وألجمكم إلجاماً وأدافع عن سنة مُحمد رسول الله الحقّ بمنطق هذا القُرآن العظيم والذي جعله الله مرجعيّة لسنة رسوله، وما كان من السنة من عند غير الله وليس من عند الله ورسوله فسوف نجد بينها وبين هذا القُرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً، وقد بيّنا الآيات برغم وضوحها وفصّلناها من القُرآن العظيم تفصيلاً لقومٍ يؤمنون بكتاب الله وسنة رسوله الحق التي لا تُخالف هذا القُرآن بل تزيده بياناً وتوضيحاً للمُسلمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    فكيف يأتي البيان مُخالفاً للآيات المُحكمات في القُرآن العظيم؟ ما لكم كيف تحكمون؟! فصدّقوني بأني أنا المهديّ المنتظَر وإن أبيتم الاعتراف بشأني يا معشر علماء الأمّة فإني أدعوكم إلى المُباهلة فليتقدم إلى موقعي أشدكم كفراً بهذا الأمر ثُمّ نبتهل فنجعل لعنةُ الله على الظالمين، فقد طفح الكيل منكم ومن صمتكم عن الحقّ وضاق صدري عليكم يا معشر عُلماء المُسلمين الذين اطَّلعوا على أمري في الإنترنت العالميّة ولم يحرِّكوا ساكناً ولم يخبروا عُلماء المُسلمين بالمدعو ناصر مُحمد اليماني فيقولون: "إنه يزعم إنه المهديّ المنتظَر فتعالوا لنحاوره فنُلجمه من القُرآن إلجاماً إن كان على باطلٍ فنكفي الناس شرّه حتى لا يضلّ أحداً من المُسلمين إن كان على ضلالٍ مُبينٍ، أو يلجمنا بالقُرآن العظيم بالحقّ ثُمّ نعلم إنه هو المهديّ المنتظَر قبل أن يُصيبنا ما سوف يُصيب الكافرين من جراء كوكب العذاب الذي سوف يمطر على الأرض حجارةً من سجيلٍ منضود". فصدّقوني لعلكم تفلحون واكفروا بأحاديث اليهود ورواياتهم الموضوعة بين سُنة رسول الله الحق صلى الله عليه وآله وسلم.

    فمن كان له أي اعتراض على خطابنا هذا فليتفضل للحوار مشكوراً شرط أن يكون حوارنا حصرياً من القُرآن العظيم وذلك لو أقول ومن السنة لعمدتم إلى الأحاديث الموضوعة والروايات المدسوسة وجادلتم بها حديث الله الواضح والبيّن، ومن أصدق من الله حديثاً؟ ومن ثُمّ تزعمون أنكم بهذا القُرآن مؤمنون! ولم يبقَ غير رسمه بين أيديكم، ومن استمسك به نجى وهُدي إلى صراطٍ مُستقيم، ومن زاغ عنهُ هوى وغوى وكأنما خرّ من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيق.

    ويا عجبي من أمركم يا معشر عُلماء المُسلمين وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم يعلم المعنى لكلمة (محُصَنة) لغةً وشرعاً بأنّ المُحصَنة هي: المُتزوجة، وكذلك تطلق كلمة المحصنة على المحصنة لفرجها من الزنى، وقال الله تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:91].

    وأنا المهديّ المنتظَر لا أعلم بمعنى ثالثٍ لهذه الكلمة في شريعة الدين الإسلاميّ الحنيف، والمحصنة هي: المتزوجة، وكذلك يطلق على المُحصنات لفروجهنّ المؤمنات، وقال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

    ويستوصي الله المؤمنين بالزواج من المحصنات لفروجهن لأنهن ذات الدين تصديقاَ لحديث محمد رسول الله في الزواج: [فأظفر بذات الدين تربت يداك] صدق عليه الصلاة والسلام وآله.

    ومنكم من يحرّف كلام الله عن مواضعه بالتأويل وإثمه كأثم الافتراء على ربّ العالمين والتأويل هو الأساس فإذا تغير التأويل بغير الحقّ فذلك تحريف للقرآن عن طريق التأويل فتقولون على الله ما لا تعلمون، وهو قد نهاكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، ومن قال على الله ما لا يعلم فقد عصى أمر الرحمن وأطاع أمر الشيطان، وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} صدق الله العظيم [البقرة].

    ولكن الله حرَّم عليكم يا معشر المُسلمين أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بغير الحقّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:33].

    وقال تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (117)} صدق الله العظيم [النحل].

    ويا معشر عُلماء المُسلمين، إنما ابتعثني الله للدفاع عن سُنّة محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- نظراً للتحريف الذي أحدثه أولياء الباطل في السُّنة المحمديّة الحق ولم يعدكم الله بحفظ السنة المُهداة من التحريف، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)} صدق الله العظيم [النساء: 81].

    ولكن الله لم يجعل لكم الحجّة عليه سُبحانه بل لله الحجّة البالغة فقد وعدكم بحفظ القرآن من التحريف ليكون القرآن المحكم هو المرجع لما اختلف فيه علماء الحديث وذلك لأنّ القرآن وسنة البيان المحمديّة جميعهم من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44].

    ولكن بيان القرآن بالسُّنة المحمديّة لا ينطق به محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من ذات نفسه؛ بل كذلك بيان القرآن بالسنة من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} صدق الله العظيم [القيامه].

    إذا يا معشر المُسلمين، لقد تبين لنا أنّ السُّنة المحمديّة إنما جاءت من عند الله لتزيد القرآن بياناً وتوضيحاً، فلا ينبغي لبيانٍ أن يزيد القرآن إلا توضيحاً، ولا ينبغي أن يكون بين كتاب الله وسنة رسوله أي اختلاف، وقد علّمكم الله بأنّ الأحاديث التي تختلفون عليها أن تقوموا بالتدبر لآيات القران المحكمات الواضحات البيّنات، وإذا كان هذا الحديث السُني من عند غير الله فأنكم سوف تجدون بينه وبين كتاب الله اختلافاً كثيراً.

    وذلك لأنّ الله لم يعدكم بحفظ السُّنة المحمديّة بل وعدكم بحفظ القرآن وأما السُّنّة فلم يعدكم بحفظها وأخبركم بأنّ أعداء الله يُبيّتون المكر الكبير عن طريق السُّنة المحمديّة ولكن الله لم يجعل في ذلك حُجة لكم إن أضلوكم عن الصراط المستقيم بل لله الحجّة البالغة فقد حفظ لكم القرآن من التحريف ثم أمركم أن يكون القرآن هو المرجعيّة لما اختلفتم فيه من الأحاديث السنيّة، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81)} صدق الله العظيم [النساء].

    ويا معشر الشعوب الإسلاميّة كونوا شُهداء على علمائكم بالحقّ وهذا البيان هو البيان الحقّ وكفى به برهاناً من القرآن بأنّ المفترين على الله ورسوله من علماء اليهود قد أخرجوكم عن الحقّ وأضلوكم عن الصراط المستقيم، وإن ألجمني علماء الأمّة بعلم هو أهدى منه فقد تبين لجميع المسلمين بأن ناصر محمد اليماني على ضلال مُبين فلا يتّبعه أحدٌ من المُسلمين فيضله عن الصراط المُستقيم إن كان ناصر محمد اليماني على ضلال مُبين، ولكنى المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين فإذا لم أهيمن على جميع عُلماء المسلمين بسلطان العلم من القرآن العظيم فإن عليّ لعنة الله كما لعن الله إبليس إلى يوم الدين ومن تبيّن له الحق في البيان الحقّ ثم لم ينصر الحقّ أو يعترف به وسكت عن الحقّ فالساكت عن الحقّ شيطان أخرس، وإن لعنة الله على الظالمين.

    ويا معشر عُلماء المُسلمين، لا خيار لكم فإما أن تعترفوا بالحقّ بالتصديق فأظهر للمبايعة عند البيت العتيق إن كنتم تروني على الحقّ وأهدي به إلى الصراط المُستقيم وإن كنتم تروني على باطلٍ وضلالٍ مُبينٍ فأتوني بعلمٍ هو أهدى من هذا إن كنتم صادقين! وأقسم بربّ العالمين قسماً مُقدّماً لأخرسنَّ ألسنتكم بالحقّ حتى لا يكون لكم خيارٌ إلا الإيمان والاعتراف بالحقّ للظهور أو الإعراض والكفر بالقرآن العظيم ومن ثم يهلككم الله مع الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فيصب الله عليكم وعليهم سوط عذاب بحجارة من سجيل منضود مسوّمة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد، وذلك من كوكب سجيل أسفل الأراضين السبع من بعد أرضكم وهو بما يسمونه الكوكب العاشر نيبيرو ويسمونه الغربيون ( Planet X )، فإن كذّبتم فسوف يظهرني الله بكوكب العذاب الأليم عليكم وعليهم في ليلةٍ وأنتم من الصاغرين. وذلك شرطٌ من شروط الساعة الكُبرى جعله الله آية التصديق للمهديّ المنتظَر الحقّ الذي أعرض عنه جميع المسلمين والناس كافة وهو خليفة الله عليهم في الأرض ابتعثه الله بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن ليكون البرهان له بأنّ الله جعله خليفة عليهم فلم يُصدقني إلا قليل، ومن كذّب المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي يحاج الناس بالقرآن فقد كذّب بالقرآن وأعرض عنه، والحكم لله وهو أسرع الحاسبين، وقد أقمت عليكم الحجّة بالدعوة إلى الله على بصيرةٍ من ربي وأول من كذّبني هم المسلمون! فبأي حقٍّ تُكَذِّبونِ؟ وما هي حُجتكم عليّ إن كنتم صادقين؟ فما خطبكم لا تسمعونِ؟ وكأني أنادي صُمّاً بُكماً من وراءهم فلم يسمعوا النداء! أم إنكم بآيات القرآن العظيم لا تؤمنون يا معشر المُسلمين؟! وقال الله تعالى: {فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَنْ ضَلَالَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلَّا مَنْ يُؤْمِنُ بِآَيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53)} صدق الله العظيم [الروم].

    وبدأ الدين غريباً في عصر التنزيل ثم شكى محمد رسول الله قومه إلى ربه، وقال الله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} صدق الله العظيم [الفرقان:30].

    وكذلك أشكو إلى ربي في عصر التأويل وأقول كما قال جدي: {يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} صدق الله العظيم.

    الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
    ــــــــــــــــــــــ

    اضغط هنا لقراءة البيان المقتبس..

  6. افتراضي

    اقتباس المشاركة : إلى الرحمن وفدا
    أحسنت ياابو المنذر المكرّم
    صدقت وبالحق نطقت
    كفيت ووفيت
    وحسبنا الله ونعم الوكيل على شياطين الإنس والجن الذي يفترون على الله ورسوله وأولياءه بغير الحق ليطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الشياطين
    والحمدلله على بعث خليفة الله الإمام المهدي ليهدي به العالمين إلى الصراط المستقيم وإلى نعي... تم اختصار الاقتباس
    رابط الاقتباس :
    https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=383068
    انتهى الاقتباس من إلى الرحمن وفدا
    الحمد لله الذي جعلنا في زمن بعث خليفتة في الارض الإمام ناصر محمد اليماني، فلله الحمد والمنة عدد ذرات مثاقيل ملكوت السماوات السبع وزينتها والأراضين السبع وأقمارها، وعدد ذرات مثاقيل ملكوت الجنات التي عرضها السماوات والارض.....
    .

المواضيع المتشابهه
  1. ردُّ الإمامُ المهديّ على المُنْكرين عليه استخدام وسيلة الإنترنت العالميّة في دعوتهِ العالميّةِ ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 40
    آخر مشاركة: 22-03-2024, 09:20 PM
  2. ردُّ الإمامُ المهديّ على المُنْكرين عليه استخدام وسيلة الإنترنت العالميّة في دعوتهِ العالميّةِ ..
    بواسطة الإمام ناصر محمد اليماني في المنتدى ۞ موسوعة بيانات الإمام المهدي المنتظر ۞
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-03-2021, 06:10 PM
  3. البرهان المبين من محكم القرآن الكريم على أن العذاب البرزخي من بعد الموت للكفار يكون في النار ونفي إفتراء شياطين البشر أنه يكون في حفرة القبر
    بواسطة عبدالله سفينة النجاة في المنتدى دحض الشبهات بالحجة الدامغة والإثبات على مهدوية الإمام ناصر محمد اليماني
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 14-04-2015, 08:39 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •