أحبـكَ ربّـي، لا لجنّةٍ فـيها
نخلٌ وظلٌّ، وأنهـارٌ منَ الكثـبِ
لكنْ لأنـكَ أنـتَ اللـه خالقُنا
ومالِكُ المُلكِ، ذو الإنعامِ والرّحبِ
أنتَ النّعيمُ الذي تهفـو القلوبُ لهُ
وليسَ يُغني عن الرّحمنِ أيُّ خبِ
فمنْ سواكَ رجانـا يا إلهَنـا؟
وفيكَ آمالُنا في أوّلِ النّسَـبِ
**
قد جاءنا المُصطفى المهديُّ مُبلّغـاً
من عندِ ربِّ العُلى بالنورِ والكتُبِ
ناصرُ الدينِ، ناصرُ محمّدٍ شرفـاً
في عصـرِ فِتنَةِ هذا الدهرِ والغَضَبِ
قالَ البيانُ الذي تُحيي بهِ أمماً
وينجلي الكذبُ المكشوفُ بالكُذُبِ
**
دعا إلى النّعيمِ الأعظمِ الذي عظُمَتْ
بهِ القلوبُ، وطابتْ نفحةُ القُربِ
علَّمْتَنا يا إمامَ الحقِّ ما جهِلـتْ
عنها البريّةُ في طُغيانِها الخَشِبِ
**
أنذرتَنا من ملاحِمٍ ستقعُ
ومِنْ جحيمٍ لمن أعرضْ ولم يَتُبِ
والمسيحُ الدجّالُ الفتنةُ الكُبرى
تدنو، وناسٌ غدوا في جهلِهم شُعُبِ
**
وسوف يظهرُ عيسى، عبدُ ربّهِ،
وسوف يُبعثُ أصحابُ الكهفِ من أزلٍ
قومٌ منَ عادَ في خَلقٍ وفي عَصَبِ
نحنُ العبيدُ لوجهِ اللهِ ما رضِيتْ
نفوسُنا نعمةً من غيرِه تُجتَبى
لن نرضَ حتى يرضى اللهُ خالقُنا
ولا جنانُ الورى تُغني ولا الذّهبِ
فيا إمامَ الهُدى، سرْ غيرَ مُنثنِ
فنحنُ خلفَك في بيعة الحَسَبِ
عبيدُ نعيمٍ عظيمٍ لا نظيرَ لهُ
رضوانُ ربِّ العُلى غايتنا
لا في جُنةِ الخلد الطّلبِ