https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=70221
الإمام ناصر محمد اليماني
25 - ذو الحجة - 1433 هـ
10 - 11 - 2012 مـ
03:54 صباحاً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
ــــــــــــــــــــ
الردّ على ابن أبي القاسم :
ذلك من مكر الشياطين لشقّ عصا المسلمين كما أئمتكم الذين جعلوا أنفسهم أئمةً للنّاس ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآلهم الأطهار من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله، يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليهم وسلّموا تسليماً ولا تفرّقوا في الصلاة عليهم والإيمان تنفيذاً لأمر الله إليكم في محكم القرآن: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ ربّهم لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)} صدق الله العظيم [البقرة 136]، أمّا بعد..
ويا ابن أبي القاسم، ولا يزال الرجل منكم قد شقّ عصا المسلمين ودعا الى نفسه وزعم أنّه الإمام سفهاً وقلةَ علمٍ فذلك من مكر الشياطين لشقّ عصا المسلمين كما أئمتكم الذين جعلوا أنفسهم أئمةً للنّاس من عند أنفسهم ولم يصطفِهم الله من أئمة الكتاب، ولذلك أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم وتفرّق المسلمون إلى شيعٍ وأحزابٍ بسببهم وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون كما هو حالكم اليوم يا ابن أبي القاسم، وليس منهم في شيء الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لكون الله جعله للنّاس إماماً وحَكَماً كريماً، وما جادلني عالِمٌ من القرآن العظيم إلا غلبته بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم وإنا لصادقون، وإن لم أفعل فلست الإمام المهديّ.
ويا ابن أبي القاسم، إنّ الإمامَ يصطفيه الله للنّاس إماماً سواء يكون من الأئمة الأنبياء أم من أئمة الكتاب الصالحين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ للنّاس إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:124].
وكذلك أئمة الكتاب من الصالحين فكذلك يصطفيهم ويختارهم الله وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَربّك يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَربّك يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)} صدق الله العظيم [القصص].
ويا ابن أبي القاسم، إنّ الإمام المصطفى من ربّ العالمين يزيده الله بسطةً في العلم على كافة علماء عصره ليجعله الله حَكَماً بالحقّ فيما كانوا فيه يختلفون فيوحّد صفّ المسلمين ويحقق وحدتهم ذلكم الإمام الحقّ المصطفى من ربّ العالمين خليفةً على المؤمنين، وأمّا الذين يصطفون أنفسَهم من أنفسهم فيجعلون أنفسَهم أئمةً للنّاس بغير اختيارٍ من الله فتالله لا يزيدونكم إلا فرقةً إلى فرقكم وشتاتاً إلى شتاتكم ولن يجمعوا شملكم ولن يحققوا وحدتكم، ولن يستطيعوا أن يهيمنوا على علمائكم بسلطان العلم المقنع للعقل والمنطق من محكم الكتاب ولذلك لن يستطيعوا أن يحكموا بين علماء المسلمين فيما كانوا فيه يختلفون، فكيف إذاً يستطيعون أن يحقِّقوا وحدة المسلمين وجمع فرقهم وتوحيد مذهبهم! ولذلك أفتيناكم من قبل بالحقّ إنّ الذي يصطفيه الله للنّاس إماماً وملِكاً عليهم فسوف يجدون أنّ الله زاده بسطةً في العلم والجسم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ(247)} صدق الله العظيم [البقرة].
ولا يقصد الله بسطة الجسم أنه لا بدّ أن يكون كبير الهامّة عريض المنكبين؛ بل يقصد بسطة الجسم؛ أي على أجسامكم من بعد موتهم لكون أجسام الأئمة المصطفين الأخيار لا تكون بعد موتهم جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرة كمثل أجسادكم، ومثل أجساد أئمة الكتاب المصطفين كمثل أجساد الأنبياء المكرمين لا تكون أجسادهم من بعد موتهم جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرة وذلك كمثل جسد نبيّ الله سليمان عليه الصلاة والسلام وآله لم يتورّم أو يكون جيفةً قذرةً من بعد موته حيث لم يستدلّوا على أنّه مات؛ بل ما دلّهم على موته إلا دابّة الأرض تأكل مِنْسأته. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (14)} صدق الله العظيم [سبأ].
فما خطبكم يا أبا القاسم تجادلون في آيات الله بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ؟ وكذلك تُصدرون الحكم على الدّاعية من قبل التدبّر والتفكّر في سلطان علمه هل يجادلكم بالحقّ أم كان من اللاعبين المستهزئين؟ أم من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟ أم من الذين تتخبّطهم مُسوس الشياطين فيأمرونهم أن يقولوا على الله ما لا يعلمون إنّه الحقّ من ربّهم ويحرّفون كلام الله بغير ما يقصده الله في كلامه فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم، أم تظنّ نفسك الإمام المهديّ أو أباك يا ابن أبي القاسم؟
وفي ختام ردّي هذا على ابن أبي القاسم أقول: اسمع يا هذا، لقد حكمت على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ومن كان على شاكلتك من علماء الضلال فحكمتم أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ! ومن ثم يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّه من السهل اليسير أن تقول يا فلان إنك على ضلالٍ، ولكنكم لا تستطيعون أن تثبتوا أنّ الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ حتى تأتوا بالبيان الأحقّ للقرآن العظيم خيراً من بيان ناصر محمد اليماني وأحسنَ تأويلاً وأصدق تفسيراً، وهيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات لا تستطيعون يا ابن أبي القاسم أن تأتوا ببيانٍ لآيةٍ واحدةٍ فقط ببيانٍ هو أهدى من بيان الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً حتى و لو كان بعضكم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً، وأمّا أن تفتوا أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ ومن ثم تولّوا الأدبار ولم تعقبوا فذلك سهلٌ يسيرٌ على اللسان أن يقول يا فلان إنك على ضلالٍ، وهيهات هيهات بل لكل دعوى برهانٌ، فإن كنتم صادقين هاتوا برهانكم من ربّكم وليس من عند أنفسكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].
ويا ابن أبي القاسم، إنّ الذين لا يعقلون منكم قومٌ عَقِلوا بيانات الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني للقرآن بالقرآن ومن ثم لم يتّبعوا دعوة الحقّ من ربّهم خشية أن يكون ناصر محمد اليماني ليس هو المهديّ المنتظر. ومن ثم يردّ عليهم المهديّ المنتظر الحقّ من ربّهم وأقول: يا قوم، إنما يحاسبكم الله على البيّنات من ربّكم التي يحاجّ النّاس بها الأنبياءُ وأئمةُ الكتاب، وأما ذات شخص الدّاعية فإن يكن كاذباً فعليه كذبه سواء يدّعي أنّه نبيٌّ أو من أئمة الكتاب فلن يحاسبكم الله لو لم يكن نبيّاً مرسلاً أو لو لم يكن إماماً مصطفًى، وإنّما يحاسبكم الله على البيّنات من ربّكم التي يحاكم بها الدّاعية إلى الله. تصديقاً لقول الله: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن ربّكم وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [غافر:28].
فهل يعذّب الله عباده إلا بسبب الإعراض عن اتّباع آياته البيّنات في محكم كتابه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴿104﴾ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿105﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿106﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿107﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].
وعلى سبيل المثال فهل من كذّب بدعوة محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فهل كذّب بالنبيّ؟ ومن ثم نترك الجواب من الربّ من محكم الكتاب: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِيْ يَقُوْلُوْنَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُوْنَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِيْنَ بِآيَاتِ اللهِ يَجْحَدُوْنَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].
وأما الجحود فبالآيات واتّباعِ الباطل المفترى فهو كما تفعلون! فكيف يفتيكم الله في محكم كتابه أنّه هو من يصطفي للنّاس إماماً ويجعله خليفةً عليهم وأن ليس لكم من أمر الاختيار شيئاً بل لله وحده، ونأتيكم بالبرهان المبين في محكم الكتاب. قال الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)} صدق الله العظيم [القصص]، ولكنّ المجرمين سوف يجحدون بفتوى الله في محكم كتابه، فاصطفى الشيعة لهم مهديّاً من عند أنفسهم وأطلقوا عليه (محمد بن الحسن العسكري)، وكذلك أهل السنّة اصطفوا لهم مهديّاً من عند أنفسهم فأسموه (محمد بن عبد الله)، فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم ولا يزالون في ظلماتٍ يعمهون إلا من رحم ربي فاتّبع الحقّ بعدما تبيّن له الإمام المهديّ الحقّ المصطفى من ربّ العالمين رحمةً للمؤمنين أنّه هو فعلاً الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني المهديّ المنتظر والذي جعل الله بعثه شرّاً وكدراً على من أبى واستكبر عن اتّباع الذكر فيعذبه الله عذاباً نكراً.
ويا ابن أبي القاسم، لِمَ تصدّون عن الحقّ وتبغونها عوجاً؟ فمن يُجِركم من عذاب يومٍ عقيمٍ على الأبواب يا معشر المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف؟ فبأي حديثٍ بعده تؤمنون!
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم في دين الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ