الموضوع: موسوعة مختصر الجواب لمن عنده علم الكتاب ( جزء 6 )

النتائج 1 إلى 10 من 19
  1. افتراضي موسوعة مختصر الجواب لمن عنده علم الكتاب ( جزء 6 )

    موسوعة مُختصر الجواب لمن عنده عِلم الكتاب
    ( الجزء 6 )





    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عندما كنت أدعو الناس إلى الدخول إلى موقع إمامنا حفظه الله فكثيرٌ يشكون من طول البيان الحقّ المُبين فأحببت أن آتى بالشيء اليسير من إجابات واستفسارات أكثر الناس المُبتدئين في دخول هذا الموقع بأسلوب سأل سائلٌ والمهديّ أجاب، بحيث لا يؤخّر مستعجل ولا يطول على ملول مع أني لم أقتبس من بيانات الإمام إلّا ما نسبته 10% من أصل البيان الأُمّ.
    ويشهد الله أني ما عملت هذا إلّا قُربةً إلى الله لا لسواه، ويشهد الله أني لم أزد حرفاً أو أُنقص حرفاً من بيانات إمامنا حفظه الله. متمنياً من الله أن لا أكون قد أخلّيت بالبيان الأصل.
    قال الله تعالى: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [ق].

    و قال الله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَٰلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ ربّهم جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

    و قال الله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿١٠٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

    وبعد أن وفقني الله في [الجزء 1] و[الجزء 2] و[الجزء 3] و[الجزء 4] و[الجزء 5]، ها نحن نضع بين أيديكم الكريمة [الجزء 6].
    أخوكم عبد النَّعيم الأعظم2




    وما زال السائل يسأل والذي عنده علم الكتاب يُجيب..



    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني بماذا تتميز أنت وأنصارك عن الناس أجمعين وقولكم أنكم لا تريدون الجنة وهي جائزة المتقين فماذا تريدون غير ذلك؟
    وأجاب الذى عنده علم الكتاب فقال :


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين من ربّ العالمين من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآلهم المُكرمين جميعاً ولا أُفرق بين أحد من رُسله وأنا من المُسلمين أدعو إلى الله على بصيرة، حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين..

    ويا أحباب قلب الإمام المهدي الأنصار السابقين الأخيار صفوة البشرية وخير البرية، لقد ألقى الله في قلب الإمام المهدي لكم وداً عظيماً، فكم أحبكم في الله زادكم الله بحُبه وقُربه وعظيم نعيم رضوان نفسه يا أحباب الله المُكرمين، وتالله إنكم من القوم الذين وعد الله بهم في مُحكم الكتاب لنُصرة دين الحقّ دون أن يذكر الله جنته أو ناره بل ذكر التجارة بينكم وبين الرحمن وهي تجارة حُبه وقُربه وذلك فضل من الله عظيم في قول الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

    وبيان هذه الآية يعلم بها الموقنون من أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور أنهم فعلاً يحبون الله الحبّ الأعظم لدرجة أنهم حرَّموا على أنفسهم دخول جنة النّعيم حتى يُحقق الله لهم النّعيم الأعظم منها فيرضى في نفسه فلا يعود مُتحسراً ولا حزيناً، وأنا الإمام المهدي أفتي بالحقِّ بتأكيد القسم بالله العلي العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنهم لن يرضى أحباب الرحمن المُصطفون بملكوت الدُنيا والآخرة حتى يكون حبيبهم الرحمن قد رضي في نفسه ولم يعد مُتحسراً ولا حزيناً وذلك لأنهم من أشدِّ المُؤمنين حُباً لله. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} صدق الله العظيم [البقرة:165].

    فلا ينبغي للعبد أن يحبّ عبداً أو أي شيء من خلق الله أكثر من حبِّه لربّه وذلك لأنَّ الله هو الأولى بحُبِّ عبده الأعظم في القلب، ومن جعل نداً لحُبِّ الله في قلبه فأحبّه كما يحبّ الله فقد أشرك بالله وخسر خُسراناً مُبيناً. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [البقرة:165].

    إذاً، الذين يحصرون التنافس إلى الرحمن في حبّه وقربه لأنبيائه ورُسله لم يجعلهم الله من أحبابه ولذلك رضوا أن يكون رُسل الله هم أحبّ إلى الله منهم وأقرب، ولا نزال نفتي الأنصار أن من رضي أن يكون الإمام المهدي ناصر محمد اليماني هو أحبَّ إلى الله منه وأقربَ فقد أشرك بالله وأصبح حبه للإمام ناصر محمد اليماني كحبِّ الله سُبحانه وتعالى علوّاً كبيراً، ولا أعلمُ أحداً من أنصاري يحبني أكثر من الله والحمدُ لله، وذلك لأني دائماً أُذكرهم أن يكونوا أشدّ حباً في قلوبهم لله.

    ولربّما يودّ أحدُ علماء الأمّة أن يقاطعني فيقول: "فمن ذا الذي من المؤمنين لا يحبّ الله يا ناصر محمد اليماني؟ فهل تزعم أنت وأنصارك أنكم من أشدّ المؤمنين حُباً لله؟". ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فهل ترضى أن يكون الأنبياء والمُرسلون هم أحبّ منك إلى الله وتُحرّم على نفسك مُنافستهم في حبّ الله وقربه؟ ومعلوم جوابه وسيقول: "اللهم نعم لكونهم هم المُكرمون وشُفعاؤنا بين يدي الله ربّ العالمين"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني وأقول: إذاً فهم أحبُّ إلى قلبك من الله ربّك الأولى بحُبك الأعظم يا من جعلت لله أنداداً في الحبّ تذكر قول الله تعالى:
    {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم.

    فتعال لكي أُعلمك ما الحقّ عليك لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم: وهو أن تحبه أكثر شيء على مستوى حُبك للناس، وذلك هو حقه عليك أيها المؤمن لكونه جاءكم بنور الله القرآن العظيم فصلُّوا عليه وسلموا تسليماً، ولكن حبّكم لله لا ينبغي أن يكون لهُ ندٌّاً أبداً حتى تلقوا حبيبكم الرحمن، ألا والله الذي لا إله غيره لو يحشر الله أحد أنصار المهدي المنتظر في طائفة أهل اليمين فإنهُ سوف يبكي بكاءً كثيراً لأنه يريدُ أن يحشره الله في طائفة المُقربين أحباب الله ربّ العالمين فهم درجات في حبّ الله، ولا يزال العبد الأحبّ والأقرب مجهولاً لحكمة من الله حتى لا تشركوا بالله فيستمر التنافس في حبّ الله وقربه ثم ينجيكم الله من الشرك به حتى ولو لم يكن أحدكم هو العبد الأحبّ والأقرب، فأضعف الإيمان أنّه نجا من الشرك بالله وفاز فوزاً عظيماً لكونه لم يعظّم أحداً من عباد الله فيجعله نداً لحُبِّ الله؛ بل عظَّم الله ربّه ونافس في حبّه وقربه، وإنما يمتاز أنصار الإمام المهدي أنهم لن يرضوا حتى يكون حبيبهم الرحمن راضياً في نفسه لا مُتحسراً ولا حزيناً على عباده بعد أن أخبرهم الخبير بالرحمن عن حال الرحمن في نفسه أنه ما قطّ شعر بالسعادة في نفسه منذ أن أهلك أول أمّة كفروا برسول ربّهم إليهم من الجنّ والإنس، والحمدُ لله الذي جعل الفتوى عن حاله سُبحانه في آية مُحكمة بينة لعالمكم وجاهلكم، وعلمكم الله بحاله في نفسه أنه مُتحسر على جميع الأمم الذين كذبوا بُرسل ربّهم فأهلكهم الله، فمن ذا الذي يُنكر تحسر الله على عباده في قول الله تعالى:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} صدق الله العظيم [يس:30].

    وهُنا يجأر أحباب الرحمن إلى ربهم فيقولون: يا إله العالمين كيف نكون سُعداء في جنة النّعيم ما لم تكن يا حبيبي سعيداً؟ فهل خلقتنا من أجل أن نستمتع بنعيم الجنة وحورها وقصورها؟ هيهات هيهات وتالله لا نكون سعداء فيها ما لم نعلم علم اليقين أنك سعيد مثلنا يا أرحم الراحمين حتى ولو لم تفرض ذلك علينا ولم تُحرّم علينا دخول الجنة قبل تحقيق رضوانك في نفسك، ولكن حُجتنا عليك أننا قد أحببناك بالحُب الأعظم من ملكوت الدُنيا والآخرة فكيف نكون سعداء ما لم يكن حبيبنا الرحمن الرحيم سعيداً مسروراً في نفسه. ومن ثم لا يجدوا في أنفسهم إلا الرفض من دخول جنة النّعيم حتى يُحقق الله لهم النّعيم الأعظم منها فيرضى. ولذلك تجدون الإمام المهدي وزُمرته لن يرضوا بجنة النّعيم وذلك من شدة حُبهم لله ربّ العالمين، ولذلك يريدون أن يكون حبيبهم الرحمن راضياً في نفسه ولم يعد مُتحسراً ولا حزيناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم وليس رحمةً منهم بالعباد؛ بل لأنهم يعلمون أنّ الله هو أرحم بعباده من عبيده، ومن ثم علموا بعظيم مدى حسرة ربّهم على عباده الذين ظلموا أنفسهم ولو علم بذلك أنبياء الله ورُسله لما دعوا على قومهم شيئاً، وإنما استجاب الله لدعوتهم فأصدقهم ما وعدهم فأهلك عدوهم وأورثهم الأرض من بعدهم، فانظروا لدعوة نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام على قومه. وقال الله تعالى:
    {قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [الشعراء].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    (((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني ))))

    https://albushra-islamia.net/showthread.php?2298

  2. افتراضي يا ناصر محمد اليماني، بما أنك المهدي المنتظر فإن لم يتبعك الناس ولم يصدقوك ، فهل أنت وأنصارك ستدعون عليهم كما دعا رسل الله على أقوامهم حين كذبوهم؟

    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، بما أنك المهدي المنتظر فإن لم يتبعك النّاس ولم يصدقوك فهل أنت وأنصارك ستدعون عليهم كما دعا رسل الله على أقوامهم حين كذبوهم؟
    وأجاب الذي عنده علم الكتاب فقال:


    ولكن الإمام المهدي ناصرَ مُحمدٍ اليمانيَّ يقول: اللهم عبدك يدعوك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن لا تهلك عبادك الذين ضلَّ سعيُهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنّهم مهتدون، اللهم إنَّ عبدَك لا يُريد أن يجلب إلى نفسك المزيد من التَّحسر على عبادك، اللهم إن نفدَ صبري فدعوتُ عليهم اللهم لا تُجِبْ دعوتي عليهم بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبتَ على نفسِك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسِك أن لا تُجِب دعوتي على أحدٍ من عبيدك الذين كذَّبوا بأمر المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني وهم لا يعلمون أنَّه المهدي المنتظر الحقّ من ربهم، اللهم فاغفر لهم فإنهم لا يعلمون برحمتك يا أرحم الراحمين.

    ويا عباد الله، يا أحباب الرحمن الرحيم، يا أنصار الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني، أتوسل إليكم أن لا تدعوا على إخوانكم المُسلمين ولا على الكافرين الذين لا يعلمون الحقّ من الباطل فكونوا رحمةً للعالمين كما كان محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي كاد أن يذهب نفسه حسرات على عباد الله الذين لم يؤمنوا بهذا القرآن العظيم ولم يدع ُعليهم، وقال الله تعالى:
    {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [فاطر:8].

    وقال الله تعالى:
    {فَلَعَلَّكَ بـخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى ءَاثـرِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذا الْحِدِيثِ أَسَفاً} صدق الله العظيم [الكهف:6].

    ولربّما يودّ أن يقاطعني الذين يبالغون في مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيقولون: "أفلا ترى مدى رحمة مُحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بعباد الله فتجد أخباره في محكم كتاب الله يكاد أن يذهب نفسه حسرات على عباد الله؟ فكيف لا يكون هو الشفيع بين يدي الله لعباده؟". ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني وأقول: إنما أعظكم بواحدة هو أن تتفكروا في مدى حسرة مُحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذي كاد أن يذهب نفسه حسرات على عباد الله، ومن ثم تقولون: إذاً فكيف بحسرة من هو أرحم من مُحمدٍ رسول الله بعباده؟ الله أرحم الراحمين الذي قال في محكم كتابه:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

    فاتقوا الله، فليس مُحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- هو أرحم من الله بعباده، ولذلك حذَّر الله مُحمداً عبده ورسوله أن يكون من الجاهلين لكون الله هو أرحم بعباده من مُحمد عبده ورسوله الذي يكاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات، ولذلك قال الله تعالى:
    {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:35].

    وفي هذا الموضع توقّف الإمام المهدي للتفكر والتدبر فيما يقصد الله بقوله إلى نبيه:
    {فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ} [الأنعام:35]! فماذا فعل محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- إلا أنه يريد أن يهتدي الناس أجمعون فيصدقوا الحقّ من ربهم؟ والسؤال الذي يطرح نفسه، فماذا جَهِلَ عليه الصلاة والسلام؟ ومن ثم بحثتُ في الكتاب فوجدت السرّ في نفس الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، فلو أن مُحمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- قال: يا ربّ إذا كانت هذه حسرتي في نفسي على عبادك حتى أكاد أن أذهِبُ نفسي عليهم حسرات، فكيف بحال من هو أرحم بعباده من عبده؛ الله أرحم الراحمين الذي يقول بعد هلاك كُلِّ أمّةٍ كذَّبت برسل ربها: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} صدق الله العظيم. ولذلك قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:59].

    ألا والله الذي لا إله غيره لولا أنّني أخبرت الأنصار بحال الرحمن الرحيم لما حرَّموا على أنفسهم جنة النّعيم لأنهم لم يكونوا يعلمون من قبل أنّ الله يتحسّر على عباده الكافرين في نفسه تحسراً عقيماً ليس مثله تحسر أحدٍ من عبيد الله أجمعين نظراً للفارق العظيم بين رحمة الرُحماء وأرحم الراحمين.

    ويا أحبتي الأنصار، يا أحباب الله ربّ العالمين، وكأني أراكم تستعجلون العذاب للمُعرضين عن اتباع كتاب الله والاحتكام إليه من المُسلمين والكافرين، ثمّ يردّ عليكم الإمام المهدي ناصر مُحمد اليماني وأقول: فهل ترضون أن تجلبوا المزيد من التَّحسر في نفس حبيبكم الله أرحم الراحمين؟ فأين هدفكم العظيم أن تجعلوا الناس أمةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ؟ فصبرٌ جميلٌ يا أحباب الرحمن وادعوا العالمين إلى اتِّباع ذكرهم من الله القرآن العظيم والكفر بما خالف لمحكمه وقولوا للناس حُسناً جعلكم الله مُباركين أينما كُنتم، فكونوا رحمةً للعالمين، فإذا استحضرت الحسرة في قلوبكم على عبيد الله فتذكّروا حال من هو أرحم بعباده منكم الله أرحم الراحمين، واعلموا أنكم لو تدعون على عبيد الله الذين كفروا بداعي الحقّ عن جهلٍ منهم فإن الله سوف يجيبكم تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه، وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الروم:47].

    وإنما يهلكهم الله من بعد التكذيب بآيات الله فيدعو عليهم رسل الله ثم يستجيب الله لهم فينتقم من عدوهم ويورثهم الأرض من بعدهم إن الله لا يُخلف الميعاد، مثال دعوة نبي الله نوح على قومه، وقال الله تعالى:
    {قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116) قَالَ ربّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ (117) فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (118) فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (119) ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ (120) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ (121) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ومثال دعوة نبي الله شُعيب والذين آمنوا معه على قومهم بعد أن حذَّروهم أن يخرجوا من قريتهم أو يعودوا في ملتهم فكان ردّ نبي الله شُعيب وقومه أن قالوا:
    {قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بالحقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْبًا كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:89].

    وكذلك دعوة نبي الله موسى وهارون عليهم الصلاة والسلام قالوا:
    {وَقَالَ مُوسَىٰ رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَىٰ أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴿٨٨﴾ قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٨٩﴾ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩٠﴾ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٩١﴾} صدق الله العظيم [يونس].

    ولكن الإمام المهدي يتنازل عن هذا الوعد من الله أن لا يُهلك المُسلمين والكافرين المُعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله واتَّباعه من الذين لا يعلمون الحقّ من الباطل وحتى ولو سوف يورثني الله ومن معي الأرض من بعدهم، اللهم لا تجب دُعائي ولا دُعاء أحد من أنصاري بهلاك عبادك الذين لا يعلمون، وأما سبب تنازلي عن إجابة دُعائي على عباده الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً وذلك لأني لا أريد أن أجلب المزيد من الحسرة في نفس الله على عباده برغم غيظي الشديد، ولكني كظمت غيظي في قلبي من أجل ربي ولذلك تجدوني دائماً أُذكِّر أنصاري بحسرات الله في نفسه على عباده في كثير من البيانات. وقال الله تعالى:
    {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ} صدق الله العظيم.

    فيا من يستعجلون العذاب للعالمين، فهل ترضون أن تزيدوا حسرة الله في نفسه على عباده إن كنتم تحبون الله بالحُبّ الأعظم في الكتاب؟ فقولوا في أنفسكم: اللهم لا تُجِب دعاءَنا على عبيدِك وأجِب دُعاءَنا لهم بالهُدى برحمتك يا أرحم الراحمين، ثم لا يجيب الله دعوتكم على أولادكم ولا إخوانكم ولا عشيرتكم ولا أمّتكم ثم يهديهم جميعاً من أجلكم، فلستم أكرم من ربّكم و وعده الحقّ وهو أكرم الأكرمين، فاجعلوا هدفكم كمثل هدف الإمام المهدي حتى تُحققوا هُدى الأمّة جميعاً إن كنتم صادقين، ولا تفتنوا أنفسكم ولا تفتنوا أمّتكم بذكر مواعيد العذاب والحساب ليوم العذاب! ألا والله لو تُعلمون الناس بموعد للعذاب ولو بعد أمدٍ بعيدٍ فإنّ الذين لا يعقلون لن يقولوا اللهم إن كان هذا هو الحقّ من عندك فاهدنا إليه واجعلنا من السابقين لنُصرة الحقّ من عندك قبل أن يأتي يوم العذاب العقيم، بل سوف يقولون سوف ننظر أصدقتم أم كنتم من الكاذبين أنتم وإمامكم فسوف ننظر ذلك اليوم هل يعذبنا الله كما تزعمون. حتى إذا وقع آمنوا به الآن، وقال الله تعالى:
    {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ‏} صدق الله العظيم [يونس:51].

    ولذلك لم يُعلِّم الله لرسوله موعد العذاب حتى لا يُنظِروا إيمانَهم بالحقِّ من ربهم إلى ذلك اليوم، وقال الله تعالى:
    {قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَدًا (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)} صدق الله العظيم [الجن].

    ولقد علِم مُحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنّ موعد العذاب لن يكون في عصره بل في عصر المهديّ المنتظَر من خلال قول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:33].

    وعلم محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنه ليس المُخاطب بقول الله تعالى:
    {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الدّخان].

    بل علم أنَّ المُخاطب بذلك هو الإمام المهديّ المنتظَر، ولذلك أفتى مُحمدٌ رسول الله أمَّته عن آية العذاب بالدُخان المُبين أنَّ ذلك الحدث من أشراط الساعة الكُبرى، وبما أن المهديّ المنتظَر كذلك من أشراط الساعة الكُبرى إذاً تلك الآية هي لكي يصدِّقه العالمين فيتبعوا كتاب الله القرآن العظيم ويكفروا بما خالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة كون ما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم افتراءً على الله جاء من عند غير الله كون كتاب الله القرآن العظيم محفوظٌ من التحريف والتزييف إلى يوم الدين ليكون حُجة الله على العالمين، فهل أنتم مؤمنون؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    خليفة الله؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    (((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني ))))


  3. افتراضي يا ناصر محمد اليماني، أفتِني فى عقيدة رؤية الله جهرة؟

    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، أفتِني فى عقيدة رؤية الله جهرة.
    وأجاب الذى عنده علم الكتاب فقال:


    وأما بالنسبة للذي لا يزال يُحاجني في رؤية الله جهرةً ولم يكتفِ بصوت ربه يُكلمه من وراء حجاب تكليماً يوم القيامة بل يُريد رؤية الله جهرة سُبحان الله وتعالى علوَّا كبيراً، ومن ثم يُرد عليه الإمام المهدي وأقول: يا نسيم هل مُمكن أن تأتينا بالبيان الحق لقول الله تعالى:
    {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:64]؟
    فتدبر قول الله تعالى:
    { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا } فتجد أن هذه صفة تخص الله في ذاته أنه لا ينسى وهي صفة أزليّة لذات الله سُبحانه ولذلك قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ}. وكذلك يا نسيم قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} صدق الله العظيم [الشورى:51]، بمعنى أنه وما كان لبشر أن يُكلِّمه الله جهرةً بل وحياً، سواءً بوحي التفهيم أو بوحي التكليم من وراء حجاب، فيتبين لك أن العقيدة في رؤية الله قد أنزل الله حُكمها في مُحكم القرآن العظيم وأنها صفةٌ من صفات ذات الربّ الأزليّة بديع السماوات والأرض، فانظر إلى صفات بديع السماوات والأرض في قول الله تعالى:{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(103)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    فلماذا يا نسيم قمت بتحطيم حجاب الرب لتزيل هذه الصفة الأزلية من بين صفات الربِّ سُبحانه وقلت بل تدركه الأبصار يوم القيامة؟ وسبحانه عمّا تقول وتعالى علوّاً كبيراً، ألم يقل الله لك يا نسيم:
    {أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(103)} صدق الله العظيم [الأنعام]؟

    وما دمت كسرت الحجاب واعتقدت أنه تدركه الأبصار يوم القيامة جهرة؛ إذاً جعلت له ولداً وجعلت له صاحبة! أفلا تتَّقِ الله، وسبق وأن ذكرتُك بقول الله تعالى:
    {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} صدق الله العظيم [البقرة:108].

    وهل تعلم ماذا سأل بنو إسرائيل موسى من قبل؟
    {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:55]، فانظر لردّ الله عليهم: {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ} صدق الله العظيم، وذلك لأنهم سألوا شيئاً لا يحقّ لهم ولا ينبغي لهم وقال الله تعالى: {يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ}صدق الله العظيم [النساء:153].

    ويا نسيم، ما ظنّك بمن خلق السماوات والأرض؟ أفلا تعلمُ أنَّ اللهَ أكبرُ كبيرٍ في الوجود؟ فلا يوجد هُناك شيء هو أكبر من الله، وأصغر شيء الذرة وأكبر شيء الشجرة، فهل تعلم ما هي الشجرة؟ إنّها سدرة المُنتهى حجاب الربِّ سُبحانه عندها جنّة المأوى، بمعنى أنّ السدرة أعظمُ من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض، فكيف تكون الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض عند سدرة المُنتهى يا نسيم ما لم تكُن السدرة هي أعظمُ حجماً من الجنة التي عرضها كعرض السماوات والأرض؟ بل السدرة هي أقرب شيء من خلقه إلى وجهه سُبحانه ولذلك تُسمى سدرة المُنتهى أي مُنتهى المعراج، فهي الحدود بين العبيد والمعبود خالق الوجود فقد تجاوزت الحدود يا نسيم وتريدُ أن ترى الله جهرةً يوم القيامة فهل نسيم أعظمُ أم جبل الطور الذي ضربه الله لموسى مثلاً؟ وذلك لأن موسى لم يطلب من ربِّه رؤيته إلا محبةً منه لرؤيته وليس قلة إيمان بربه ولذلك أفتاه الله وقال له:
    {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    فهل تعلم لماذا قال موسى لما أفاق
    {سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} وذلك لأنهُ علم أنه تجاوز الحدود المسموحة كمثل قول الملائكة حين تجاوزوا الحدود مع ربهم بمعارضتهم في اصطفاء الخليفة وإبداء رأي آخر في نظرهم وكأنهم أعلمُ من ربهم ولم يدركوا أنهم حقاً تجاوزوا حدودهم إلا حين قال الله لهم: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)} صدق الله العظيم [البقرة].

    وقد علم الملائكة أنهم تجاوزوا حدودهم من خلال قول الله لهم:
    {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31)} صدق الله العظيم، بمعنى أنهم ليسوا بصادقين فيما قالوا وكأنهم أعلمُ من ربهم، ومن ثم أدرك الملائكة أنهم تجاوزوا حدودهم ولذلك قالوا مُباشرة: {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)} صدق الله العظيم، وكذلك موسى حين صُعق مما حدث في الجبل الذي تجلّى الله له فلم يحتمل رؤية الله وجعله دكَّاً وخرَّ موسى صعقاً فلما أفاق عَلِمَ موسى أنه تجاوز الحدود، ولذلك قال مُباشرةً بعد أن أفاق: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم، فتدبر وتفكر في قول ربك المُحكم في القرآن العظيم: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم،[الأعراف:143].

    بمعنى يا نسيم أنه لا يرى اللهَ جهرةً الكونُ وما فيه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً بل يُكلمهم تكليماً من وراء الحجاب فيسمعون صوت ربّهم سُبحانه وتعالى علواً كبيراً. وكذلك يتنزل الله وهو وراء حجابه الفاصل وذلك الغمام المذكور في القُرآن العظيم . تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنزِيلًا} صدق الله العظيم [الفرقان:25].

    فهل تعلمُ ماهو الغمام يا نسيم؟ إنه حجاب الرب سُبحانه وقال الله تعالى:
    {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ} صدق الله العظيم.

    وعليك أن تعلمَ يا نسيم والباحثين عن الحقّ أننا سنجد الأحاديث النبوية تتفق مع ما جاء في مُحكم كتاب الله في شأن رؤية الله سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، فتعال للتصديق للتطبيق. فلنبدأ التطبيق للتصديق للسُنّة المحمدية الحق، قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مصدِّقاً للآيات المحكمات في شأن الرؤية، قال:
    [لن يرى اللهَ أحدٌ في الدنيا ولا في الآخرة]، صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام وهذا الحديث الحق قد اتفق مع القرآن المحكم الواضح والبين وصدق رسوله الكريم في قوله: [لن يرى اللهَ أحدُ في الدنيا ولا في الآخرة].

    وكذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شأن رؤية الله:
    [يهبط وبينه وبين خلقه حجاب] صدق محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام.

    ولكننا نشاهد نوره سُبحانة يشعُّ من وراء حجاب الغمام فتُشرق الأرض بنور ربها تصديقاً لقول الله تعالى في محكم كتابه:
    {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠} صدق الله العظيم، وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصُعِقَ مَنْ فِي السَّمَواتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَ مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيْهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوَضِعَ الكِتَابُ وَجِاءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالحَقِّ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:68].

    فأنصحك يا نسيم أن لا يكن في قلبك زيغٌ عن الحقِّ في آيات أمِّ الكتاب فتتبع المُتشابه في ظاهره مع أحاديث الفتنة كمثل حديث الفتنة الموضوع:
    [إنكم سترون ربكم يوم القيامة لا تُضامون في رؤيته] ومن ثم يقولون لك فانظر لقول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}، وهذه من الآيات المُتشابهات وظاهرها غير باطنها، فهو يقصد أنها وجوه مُنتظرة لرحمته كمثال قول ملكة سبأ: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ}؛ أي منتظرة يا نسيم! وكذلك الوجوه الناظرة لرحمة ربها وأخرى لا تنتظر لرحمة ربها بل ناظرة لعذابه وتظن أن يُفعل بها فاقرة تصديقاً لقول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)} صدق الله العظيم [القيامة].

    وكذلك انظروا إلى الأحاديث المُفتراة في شأن الرؤية وشرُّ البلية ما يُضحك، عن النبي وليس عنه شيئاً بل كذباً وافتراءً:
    [فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك؛ يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه]!

    فبالله عليكم كيف يتبعون الله لعبادة من؟ وإلى أين يتبعونه فهل جعلتم الله فاطر السماوات والأرض إنساناً يمشي وأتباعه يمشون وراءه! أفلا تعقلون؟ وتالله لا يتبعون إلا المسيح الدجال في الدُنيا يقول اتبعوني لأدخلكم جنتي بل كيف قولهم أنهم يرون الله يوم القيامة ثم يقول المفتري أن الله يجمع الناس ثم يقول:
    [.. من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها.. إلى أن قال: فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون.. ]!

    وهل يعرفون الله من قبل حتى إذا شاهدوا صورته فيعرفونه! أفلا تعقلون؟ فهل إلى هذا الحد لا تستخدمون عقولكم يا معشر المُصدِّقين لهذا الافتراء الذي يخالف كتاب الله وسنة رسوله جملة وتفصيلاً؟ فهل تريد أن تباهلني يا نسيم على هذا الحديث المفترى فتنال لعنة الله بحق وحقيقة، ولكني والله العلي العظيم لا أريد الله أن يلعنك.. فلا تفعل، وأقسم بالله العلي العظيم أنك يا رجل تُجادل الإمام المهدي المنتظر الحق، والعجيب في أمرك أنك تقول أنك تتبع كتاب الله وسنة رسوله، وها أنا ذا آتيك بالآيات المحكمات من كتاب الله فلا تتبعهنّ ومن ثم آتيتك بالأحاديث الحق، ولكن إذا كان في قلبك زيغ عن الحق فحتماً سوف تنبذ المُحكم وراء ظهرك وتتبع المُتشابه مع أحاديث الفتنة الموضوعة ابتغاء الإثبات للحديث الموضوع وهو حديث فتنة موضوع وكذلك ابتغاء تأويل الآيات المُتشابهات التي لا تزال بحاجة إلى تأويل وتظن هذا الحديث الذي تشابه مع ظاهرها أنه جاء تأويلاً لها برغم أنه فسَّر الماء بالماء فهي مُتشابهة بمعنى أنَّ ظاهرها غير باطنها وتحتاج إلى تأويل ولا يعلم تأويلها إلا الله ويعلمُ من يشاء من عباده فلماذا تعمدون إلى المُتشابه فتجادلون به وتذرون المُحكم الواضح والبيِّن الذي يأتي في نفس وذات وقلب الموضوع بكُل وضوح فينفي عقيدة الرؤية نفياً مُطلقاً؛ لن تراني..
    {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    وصدق الله العظيم فيمن يتبعون أحاديث الفتنة المُتشابهة مع آيات لا تزال بحاجة للتأويل ويذرون الآيات المُحكمات في قلب وذات الموضع ولذلك لا تحتاج إلى تأويل وقال الله تعالى:
    {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

    ولكنك يا نسيم للأسف من الذين لا يُميَّزون بين المُحكم والمُتشابه ويجعلون المُحكم مُتشابهاً والمُتشابه مُحكماً، فتعال لأعلَّمك أن الفرق عظيم في التوضيح، وذلك لأن الآيات المُحكمات تأتي واضحة وجلية في نفس الموضوع وسوف نضع لكم الآيات المُتشابهات والآيات المُحكمات في شأن رؤية الله وسوف تشهدون بأنفسكم الفرق، ونأتي للآيات المُحكمات فلا تجدوها تحتاج إلى تأويل:
    1- قال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

    2- قال الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(103)} صدق الله العظيم [الأنعام].

    وفي الآيتين المُحكمتين في قلب ونفس وذات الموضوع تجدون النفي المُطلق لرؤية الله جهرة وليس للإنسان فحسب بل تجدون في الآية الأخرى أنه لا تدركه أبصار الملائكة والإنس والجن جميعاً من في السماء والأرض. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} صدق الله العظيم. وهذه صفات الربّ الأزلية ولا تبديل لصفاته سُبحانه وتعالى علوا كبيراً، وأما الآية التي أوردناها في الرد السابق عليك فزادتك ضلالاً إلى ضلالك وهي قول الله تعالى: {كَلًّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} صدق الله العظيم [المطففين:15].

    وهنا حجاب معرفة الربّ بالبصيرة، ومن كان أعمى عن معرفة الله في الدُنيا فهو كذلك محجوب عن معرفته يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى:{وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].

    وذلك الحجاب بينهم وبين معرفة الحقّ والحق هو ربّهم إنما هو على قلوبهم وليس على أعينهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
    { وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا (45) وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (46) نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا (47) انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)} صدق الله العظيم [الإسراء].

    فانظر يا نسيم إلى البيان الحق للحجاب:
    {جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخرةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا}، فهل معنى ذلك إنهم لا يشاهدون محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظراً للحجاب! بل لا يفقهون نور الحق الذي يخرج من فاه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك لن يعرفوا الحق، والحق هو الله وذلك الحجاب هو ذاته المقصود يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الإسراء:72].

    فانظر إليهم في الكتاب تجدهم يوم القيامة يبحثون عن شفعائهم ليشفعوا لهم عند ربّهم. وقال الله تعالى:
    {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿52﴾ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:52].

    ألا والله لو كانوا يعرفون ربّهم الحقّ لما بحثوا عن الشفعاء بين يديه يوم القيامة، فانظر لرد الله عليهم:
    {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ} [القصص:64]، فترى الصالحين المقربين الذين كانوا يدعونهم من دون الله كفروا بعبادتهم ودعائِهم من ربهم، وقال الله تعالى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28)}صدق الله العظيم [يونس:28].

    إذاً، هؤلاء لا يزال الحجاب بينهم وبين معرفة أنَّ الله هو الحق موجوداً على قلوبهم يوم القيامة ولذلك تجدونهم حتى يوم القيامة يدعون شركاءهم المقربين من ربهم من دون الله ليشفعوا لهم عنده؛ أولئك لا يزال الحجاب على قلوبهم يوم القيامة ولذلك لا يعرفون ربهم الحق. تصديقاً لقول الله تعالى:
    {كَلًّا إنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} صدق الله العظيم [المطففين: 15].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    (((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني ))))

    https://albushra-islamia.net/showthread.php?24

  4. افتراضي يا ناصر محمد اليمانى، ما هو تأويل قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢﴾إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم؟

    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليمانى، ما هو تأويل قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴿٢٢إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴿٢٣} صدق الله العظيم؟
    وأجاب الذى عندة علم الكتاب فقال:


    {وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} [القيامه:23]، ولا ينبغي لي أن أستنبط تأويل ذلك من غيرالقرآن العظيم حتى لا تكون لكم عليَّ الحجّة بغير الحقّ، فأمّا الوجوه المقصودة في هذه الآية فهي القلوب وهي الوجه الباطن للإنسان، وللإنسان وجهين وجهٌ ظاهرٌ ووجهٌ باطنٌ وهو القلب، وكلاهما وجهٌ واحدٌ إذا اتفقا في القول، أمّا إذا قال بلسانه ما ليس في قلبه فصار (أبو وجهين). وقد بيَّن الله لكم في آياتٍ أخرى تتكلم عن وجوه القلوب كمثال قول الله تعالى مُحذِّرا النّصارى واليهود: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ۚ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا} صدق الله العظيم [النساء:47].

    فأما الشطر الأول من الآية فموجَّه لنصارى المؤمنين برسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا} صدق الله العظيم [النساء:47]، وذلك تهديدٌ للنّصارى إذا استمروا في التّفريق بين رسل ربّهم والمُبالغة في دينهم فيقولون بأن الله هو المسيح عيسى ابن مريم! فإذا لم ينتهوا سوف يظهر الله ابن مريم فيدعوهم إلى الإسلام فيكفرون به ومن ثم يطمس الله على قلوبهم فيكفرون برسولهم المبعوث إليهم من قبل فينكرونه فيطمس الله على قلوبهم فيردّها على أدبارها فيتبعون عدو الله وعدوه المسيح الدجال والذي يقول إنه المسيح عيسى ابن مريم وإنه الله رب العالمين! وفتنهم الله بسبب مُبالغتهم في ابن مريم بغير الحق فيكفرون بابن مريم الحقّ وهو يُكلِّمهم ويدعوهم إلى الإسلام والقرآن فيكفرون به فيتبعون خصمه المسيح الدجال بظنّهم أنه هو المسيح عيسى ابن مريم لأنه جاء مؤيداً عقيدتهم الباطلة، وقال إنه المسيح عيسى ابن مريم وإنه الله رب العالمين! وما كان لابن مريم أن يقول ذلك؛ بل هو (المسيح الكذاب الشيطان الرجيم).

    وأما شياطين البشر من اليهود فسوف يكونون أول التابعين للمسيح الكذاب وهم يعلمون أنه المسيح الكذاب وأنه الشيطان الرجيم فيتبعونه لذلك سوف يلعنهم كما لعن الذين من قبلهم إلا أنه لم يمسخهم قردة بل الذين من قبلهم، أما هؤلاء فيمسخهم إلى خنازير. تصديقاً لقول الله تعالى :{وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ}
    [المائدة:60]، فأما القردة فقد سبق مسخ الذين قبلهم، وقال الله تعالى: {فَقُلنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِين} [البقرة:65] صدق الله العظيم، وأما هؤلاء إن استمروا في كفرهم من بعد ما تبيَّن لهم الحقّ فسوف يمسخهم إلى خنازير؛ قد أعذر من أنذر.

    ولكنّي أخشى على طائفة من المُسلمين أن يمسخ الله من يشاء منهم إلى خنازير وهم الذين يشكّون في شأني بأني قد أكون المهدي المُنتظرالحقّ بنسبة 99 في المائة ورغم ذلك تأخذهم العزَّة بالإثم فيتمسكون بأسطورة سرداب سامراء وهم يعلمون ما بأنفسهم، قد أعذر من أنذر.
    وأنا أُصَدِّقُهم بعدم رؤية الله جهرة وكذلك بالرجعة لطائفة من الكفار لنهديهم صراطاٍ ــــــــــــ مُستقيماً، تصديقاً لقول الله تعالى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا} صدق الله العظيم [الإسراء:8].

    ولكن للأسف من الكفار من سوف يعود لما نهوا عنه ثم يهلكهم الله مرةً أخرى ثم يحييهم في البعث الشامل ثم يخاطبهم فيقول الله تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [البقرة:28]، ومن ثم بيَّن الله جوابهم في موضع آخر، وقال الله تعالى: {قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ (11) ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ} صدق الله العظيم [غافر:11].

    ولا أريد أن أطيل عليكم في براهين الرجعة فهي كثيرة، إلا أن تُجادلوني فسوف أنزلها في موقعي تنزيلاً وألجم المُجادلين إلجاماً. وأقول يا معشر المُسلمين، حذاري إن المسيح الدجال سوف يستغل الرجعة فيقول إن هذا ليومُ الخلود وإنّه هو الذي بعث الموتى؛ بل هو كذابٌ أشر يريد أن يستغل البعث الأول ويقول هذا يوم الخلود ولدينا جنة ولدينا نار! فأما النار فهي نارٌ كما النار التي تورون يستطيع أن يصنعها أحدكم، وأما الجنة فهي جنة الله في الأرض؛ توجد في الأرض المفروشة من تحت الثرى في باطن أرضكم أخرج منها المسيح الدجال أبويكم من قبلُ، فلا يفتنكم كما أخرج أبويكم من الجنة.

    وقد يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: "بل جعل الله آدم خليفةً في جنّة المأوى عند سدرة المُنتهى". ومن ثم أرد عليه وأقول بأن: الله جعل آدم خليفة في الأرض وليس في جنة المأوى عند سدرة المنتهى، وقال الله تعالى: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة:30].

    وقال الله تعالى:
    {
    وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٦وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ﴿٢٧وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٢٨فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٣٠إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣١قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ ﴿٣٢قَالَ لَمْ أَكُن لِّأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ﴿٣٣قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٣٤وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٣٥قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٣٦قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٣٧إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٣٨قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٣٩إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٤٠قَالَ هَـٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ﴿٤١إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ ﴿٤٢وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٤٣لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ ﴿٤٤} [الحجر].


    ولكن الله أَنظَر الشيطان الرجيم ولم يخرجه، وقال الله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117)} صدق الله العظيم[طه]. ولو لم يُنظِره الله في الجنة وطرده؛ إذاً كيف كلَّم الشيطان آدم وحواء؟ وقال الله تعالى: { وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ (21)} [الأعراف].

    وقد يود أحدكم أن يُجادلني فيقول، قال الله تعالى:{‏‏وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} صدق الله العظيم [البقرة:36]، فنقول إنما الهبوط هو من النعيم إلى الشقاء. تصديق لقول الله تعالى: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117)} [طه]، فأخرجكم إلى حيث أنتم الآن فلا يفتنكم المسيح الدجال كما أخرج أبويكم من الجنة،
    اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

    وما بالي وكأني أراك في دهشةٍ واستغرابٍ يا ابن عمر بعد قراءة خطابي هذا، والذي يحمل فتاوى الحقّ في مسائل عقائديّة هامة جداً جداً وذلك لإفشال مكر جميع شياطين الجنّ والإنس وإنقاذ الأمة من فتنة المسيح الدجال، فهل هم مُسلمون؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق؛ خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    (((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني ))))

    https://albushra-islamia.net./showthread.php?t=24

  5. افتراضي ماهو حقُّ الله فى الأموال المكتسبة، وما هو حقُّ الله فى الغنائم؟ وهل الزكاة على المال الواحد في كُلِّ مرّة؟

    وسأل سائلٌ فقال: ماهو حقُّ الله فى الأموال المكتسبة، وما هو حقُّ الله فى الغنائم؟ وهل الزكاة على المال الواحد في كُلِّ مرّة؟
    وأجاب الذى عنده علم الكتاب فقال:


    ويا عُلماء أمَّة الإسلام، والله لو كنتم لا تزالون على الهدى الحقّ لما ابتعثني الله الإمام المهدي ليهديكم والناسَ أجمعين إلى الصراط المستقيم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد لنهديكم به إلى صراط العزيز الحميد.

    ويا عُلماء الإسلام وأمَّتهم، آن الآوان أن نُبيّن لكم ركن الزكاة التي فرض الله عليكم فتؤدوها إلى من استخلفه الله عليكم، وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].

    والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل فرض الله عليكم أن تنفقوا أموالكم جميعاً في سبيل الله؟ والجواب تجدوه في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } صدق الله العظيم [المعارج:24].

    ومن ثم سؤالٌ آخر: فكم مقدار هذا الحقّ المعلوم في الكتاب؟ ومن ثم تجدون الجواب في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة]. ومن ثم تعلمون أن الله قد فرض عليكم العُشر من الذهب أو ما يعادله من الفضة فمن أخرج منها العشر حقّ الله فكأنما أنفقها جميعاً في سبيل الله لكون العُشر يكتبه الله بعشر أمثاله. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:160].

    فلو أن لدى أحدكم مائة جرام من الذهب وحتى يعلم كم قدر العشر فيها في الحساب فيفعل ما يلي:
    100÷10= 10 فذلك هو العُشر لمائة جرام من الذهب، فإذا أخرج العشرة الجرام حقّ الله منها لينفقها في سبيل الله فسوف يكتب الله له وكأنّه أنفق المائة جرام جميعاً، وذلك لأن العشرة الجرام سوف تُكتب بعشر أمثالها. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:160]، وذلك هو نصيب الله المفروض في مالكم المُكتسب.

    وأما كنوز الغنيمة أو الغنائم فحقّ الله فيها ضعف العُشر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } صدق الله العظيم [الأنفال:41]

    ولكن زكاة الغنيمة التي رزقكم الله إيّاها غنيمة من لدنه يختلف حقّ الله المفروض فيها عن حقّه في الأموال المُكتسبة؛ لكونكم ستجدون أنّ الزكاة من الغنيمة هي ضعف الزكاة من الأموال المكتسبة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ} صدق الله العظيم [الأنفال:41]. فإذا غنم أحدكم كنز مائة جرام من الذهب فحقّ الله فيها عشرون جرام. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ} صدق الله العظيم [الأنفال:41].

    وحتى تعلموا كم خُمس المائة الجرام من الذهب فجزّئوا المائة جرام إلى خمسة أخماسٍ أو تقوموا بما يلي: 100÷5= 20 جرام فذلك هو الخُمس.
    وأما حقّ الله المفروض في أموالكم المُكتسبة فهو أقل من الخُمس، وذلك لأن الله فرض عليكم العُشر لله في أموالكم المُكتسبة، وحتى تعلمون كم عُشر المائة الجرام من الذهب أو ما يعادلها من الفضة فهو كما يلي: 100÷10=10 جرام.
    فكيف تضلون عن آيات بيَّنات محكمات هُن أم الكتاب . تصديقاً لقول الله تعالى:{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم[البقرة:99].

    ألم نعدكم أننا لقادرون بإذن الله على أن نفصل لكم كافة أركان الإسلام جميعاً من محكم كتاب الله القرآن العظيم فنبيِّنه لكم كما كان يبيِّنه لمن قبلكم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:44]، وحتى نعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى على كتاب الله وسُنة رسوله الحقّ والحقُّ أحقّ أن يُتبع. ولا يزال لدينا الكثير والكثير في تفصيل الركن الثالث من أركان الإسلام ألا وهو رُكن الزكاة، فويلٌ للذين أعرضوا عن رُكن الزكاة فلا يتقبل الله منهم شهادتهم ولا صلاتهم ولا صومهم ولا حجهم ومن ثم يُحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} صدق الله العظيم [التوبة].

    وليست الزكاة على المال الواحد في كُل مرة كما يقول على الله الذين لا يعلمون أن زكاة المائة جرام يتمّ إخراجها في كل مرّة من ذات المال نفسه! إذاً فسينفد وانتهى الأمر، ولكنه قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} صدق الله العظيم[المعارج:24].

    فأين المعلوم يا معشر الذين يقولون على الله ما لا يعلمون ما دمتم أفتيتم أنه يتم إخراجها في كل مرة من ذات المال؟ فلنفرض أن لدى أحدكم مائة جرام من الذهب ادَّخرها لأولاده الصغار من بعد موته فأمرتموه أن يُخرج منها حقّ الله في كل عامٍ، ومن ثم يُخرج لكم عشرة جرامات وفي كل عام عشرة جرامات، فبعد مضي عشر سنوات سوف تنفد ثم لا يجد في الوعاء شيئاً، أفلا تتقون؟ وإنما حقّ الله معلوم فإذا تمّ استخراج حقّ العشر من ألف جرام من الذهب ثم يكنزه لعياله من بعده فأصبح طاهراً مُطهراً إلى يوم القيامة، فلم يفرض الله حقه فيه إلا مرةً واحدةً فقط فقط فقط وليس في كل مرّة بل حقّ الله هو في المال الجديد، فإذا كسبتم مالاً جديداً فأخرجوا حق الله منه ومن ثم يصبح طاهراً مطهراً واتَّقوا الله ويعلِّمكم الله.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    (((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني ))))


  6. افتراضي ما هو نصاب الزكاة المفروضة فى أموال المسلمين، وما هو الفرق بين الصدقة المفروضة والصدقة الطوعية؟


    وسأل سائلٌ فقال: فما هو نصاب الزكاة المفروضة فى أموال المسلمين، وما هو الفرق بين الصدقة المفروضة والصدقة الطوعية؟
    وأجاب الذى عنده علم الكتاب فقال:


    بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه وأنصاره في الأولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

    وسنزيد المُحسنين بالبيان الحقّ من القرآن المُبين عن نصاب الزكاة المفروضة في أموالهم، وكان حقاً لله مفروضاً لمن بلغ ماله النّصاب المعلوم في القرآن العظيم عُشر كُل عشرة جرامات من الذهب أو ما يعادله من الفضة، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ فأحكمُ بينكم بالقول الفصل وما هو بالهزل وأفصّل لكم الضعف في الكتاب بين الصدقة المفروضة وبين صدقة النافلة وقد جعل الله الفتوى الحقّ في آيات الكتاب المُحكمات. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

    وناموس الكتاب في الحساب بين العبيد والربّ المعبود في العمل الحسن وفي العمل السيء؛ تجدون الفتوى إليكم من ربِّكم في مُحكم كتابه القرآن العظيم في قول الله تعالى : {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:160].

    والحسنة المقصود بها في هذه الآية هو العمل الحسن المفروض على المؤمنين من ربّهم؛ أمراً مفروضاً. فمن أدى المفروض عليه من ربه فمن كرم الله أنه لا يُكتب لهُ بمثله بل يُكتب بعشر أمثاله.

    ومن خلال ذلك نستطيع أن نعلم فكم بالضبط مقدار النصاب للزكاة المفروضة؟ فأجد في الكتاب أنَّ نصاب الزكاة هو في كُل عشرة جرامات من الذهب أو ما يعادله من الفضة فيتم استخراج العُشر من ذلك. وأما كيف تقسيم العُشر من ذلك فيتم تقسيم العشرة جرام إلى عشرة أقسام ومن ثم نأخذ منها النصيب العاشر حقّ الله المفروض ومن ثم يكتب لهُ الله ذلك بعشر أمثاله. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } صدق الله العظيم،[الأنعام:160]. وكأنه أنفق العشرة جرام في سبيل الله جميعاً، ولذلك قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35)}صدق الله العظيم [التوبة].

    وتبيّن لكم بيان هذه الآية بالحقّ أن نصاب الزكاة هو عند بلوغها عشرة جرام ذهباً، وبما أنّ في كُلِّ عشرة جرام نصاب جراماً واحداً فعلى هذا الأساس يتم نصاب الزكاة حتى ولو تكون مليون جرام ففي كُل عشرة جرامات جرام واحد، ويتم تقسيم المليون الجرام على عشرة أقسام فنأخذ النصيب العاشر أو نقسمها عن طريق حساب الرياضيات (1000000÷10 )=100000 جرام يكون ذلك نصيب الله المفروض من ذلك المليون الجرام، وبما أن الله لن يكتب لعبده أنه أنفق مائة ألف جرام بل أمر الملك رقيب أن يكتبُ لعبده أنهُ أنفق مليون جرام من الذهب وذلك لأن المائة ألف جرام سوف تكتب بعشر أمثالها. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} صدق الله العظيم، ولكن الفرق لعظيم بين أضعاف الصدقة المفروضة في الكتاب والصدقة الطوعية من العبد طمعاً في حُب الله وقُربه، فإذا نظرتم إلى ضعف الجرام الفرضي تجدوه وكأنه أنفق عشر أمثاله ولكن حين يكون هذا الجرام طوعاً قربة إلى الله تجد أن الفرق في أضعافه بين الجبري والطوعي هو ستمائة وتسعون ضعفاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:261].

    فتجدون أن الفرق بين الأضعاف هو ستمائة وتسعون ضعفاً، ولذلك تجدون في الكتاب المُقربين وأصحاب اليمين، فأما المُقربين فأدوا ما فرض الله عليهم ومن ثم تزودوا بعمل صدقة النافلة قربة إلى ربهم وهؤلاء لا يشبعون ولا يقنعون مهما أنفقوا فيود أحدهم لو أن له جبلاً من ذهبٍ ليستمتع بإنفاقه في سبيل الله طمعاً في حُب الله وقربه ولذلك أحبهم الله وقربهم ولكلٍ درجات مما عملوا على حسب سعي العباد من غير مُجاملة. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَرَءَيْتَ الَّذِى تَوَلَّى ( 33 ) وَأَعْطَى قَلِيلا وَأَكْدَى ( 34 ) أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ( 35 ) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِى صُحُفِ مُوسَى ( 36 )وَإِبْرَهِيمَ الَّذِى وَفَّى ( 37 ) أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ( 38 ) وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَنِ إِلاَّ مَا سَعَى ( 39 ) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ( 40 ) ثُمَّ يُجْزَيهُ الْجَزَاءَ الاَْوْفَى( 41 )} صدق الله العظيم [النجم:34].

    فلا بد من عمل الأعمال الصالحة وإنما يضاعفها الله الواسع العليم، فالذي ينفق ألف جرام من الذهب فلن يكتب الله له نفقة ألف جرام من الذهب؛ بل إن كانت صدقة الزكاة المفروضة فأمر الملك رقيب أن يكتب أن عبده تصدق بعشرة آلاف جرام من الذهب، وأما إذا كانت صدقة طوعية فيأمر الله الملك رقيب أن يكتب أن عبده تصدق بسبعمائة ألف جرام من الذهب ألا وإن الفرق لعظيم بين عشرة آلاف جرام من الذهب وبين سبعمائة ألف جرام من الذهب بينما النفقة هي الأساسية ليست إلا ألف جرام فمن أكرم من الله أكرم الأكرمين؟

    وبالنسبة للسؤال الذي تلَّقاه المهدي المنتظر من أحد الأنصار السابقين الأخيار بما يلي:
    اقتباس المشاركة :
    و لي سؤال واحد إمامنا هل يجب أيضا" إخراج مال الزكاة من الراتب الشهري للموظف كل شهر و ما هو النصاب المحدد من الراتب المكتسب الذي تجب فيه الزكاة و كيف نستطيع تحديده
    انتهى الاقتباس
    ومن ثم نردُ بالجواب بالقول الصواب من مُحكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب: أن النصاب لزكاة الأموال هي إذا بلغت عشرة جرامات من الذهب أو ما يساوي قيمتها من الدراهم الورقية حسب العُملة المُتبادلة في البلاد، ولا أجد فيمن يملك تسعة جرامات من الذهب زكاة كونه لم يبلغ نصابه المعلوم في الكتاب بل في كُل عشرة جرام نصاب، وإذا كانت تسعة عشر جرام من الذهب فلا نصاب غير نصاب العُشر للعشرة الأولى، فإذا بلغت العشرون جرام صار نصابهم اثنين جرام، وكذلك الراتب إذا كان يساوي قيمة عشرة جرامات من الذهب ففيه نصاب، وإذا كان الراتب يساوي قيمة تسعة عشر جرام من الذهب فلا نصاب فيه غير نصاب العشرة، فإذا بلغ الراتب قيمته قيمة عشرين جرام من الذهب فنصابه ما يعادل قيمة اثنين جرام من الذهب، ولا أقصد ما يعادل قيمة اثنين جرام من الذهب بإضافة سعر المصنعية التي يأخذها أصحاب محلات الذهب عند البيع والشراء؛ بل أقصد سعر الذهب عالمياً وذلك لأن الذي يريد شراء ذهب سوف يكون غالٍ عليه بسبب فارق شغل المصنعية إلتي حولت الذهب إلى حُلي بل أقصد سعر الذهب عالمياً.

    {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } صدق الله العظيم [آل عمران:92]، فأما قول الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} فهو يخص صدقة الزكاة الجبرية، وأما قول الله تعالى: { وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} فهو يخص الصدقة الطوعية، وحين يأتي الأمر بالإنفاق فهو يقصد فرض الزكاة الجبرية لكونه لا يقبل عبادة الأغنياء حتى يؤدوها. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:254].

    والأغنياء الذين لم يؤدوا الزكاة فقد ألقوا بأنفسهم بأيديهم إلى التهلكة في نار جهنم ولن يقبل الله من عملهم شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:195].

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    الصراط ________________________ المستقيم
    (((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني ))))



    https://albushra-islamia.net./showthread.php?t=1866

  7. افتراضي ما هي أشدّ الآيات ثقلاً على لسان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وآله، وما هى أشدّ البيانات ثقلاً عليكم؟

    وسأل سائلٌ فقال: ما هي أشدّ الآيات ثقلاً على لسان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وآله، وما هى أشدّ البيانات ثقلاً عليكم؟
    وأجاب الذى عنده علم الكتاب فقال:


    وقال الله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} صدق الله العظيم [البقرة:267].

    وقال الله تعالى
    : {لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:272].

    وما أشدَّ هذا الأمر على المهديّ المنتظَر كما كان شديداً على النّبي عليه الصلاة والسلام خشية إيذاء المُنافقين والمُركسين، وكان أشدّ آيات النّفقات على النّبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- هو حين جاء الأمر أنّ من خاطب رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في مسألةٍ في الدين فعليه أن يقدّم صدقةً بين يديه إلى النّبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ إلا إذا لم يجد شيئاً، وهي نفقةٌ غير الزكاة، وقال الله تعالى:
    {
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿١٢} صدق الله العظيم [المجادلة].

    فعزَّ ذلك على بعض المؤمنين وهم يريدون أن يسألوا نبيّهم عن دينهم، ومن ثم جاء قول الله تعالى:
    {
    أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ ۚفَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿١٣} صدق الله العظيم [المجادلة]، وإنما في ذلك حكمة من الله بالغة وذلك حتى يُخفف على المُسلمين المُساءلة في الدين فكثير من السائلين والمُنافقين سوف يسأل ولن يلتزم بما سأل عنه، ولكن سوف يلتزم به سِواه من المُتقين فيثقل عليهم الأمر، والله يريدُ بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. وما دام في المسألة نفقة فحتماً سوف يصمت المنافقون وأحباب المال حتى لا ينفقوا من مالهم شيئاً.

    وكانت الآيات التي تحثُّ المسلمين على النّفقات هي من أشدِّ الآيات ثقلاً في لسان النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وكاد أن يترك بعضها فلا يخبر بها المُسلمين خشية فتنتهم وخشية أذى المنافقين الذين سيقولون: "فلو كان حقاً مرسلاً من الله فلمَ لا يُلقي الله إليه كنزاً بدل الحاجة إلى الناس". وكان محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يتأذى، وكاد أن يتركها فيخفي الآيات التي تأمر بالإنفاق، فلم يُرِد أن يخبرهم بها خشية إيذاء الذين لا يحبون أن ينفقوا فتكون سبب فتنتهم أو السمّاعين للمنافقين الذين سيقولون لولا ألقي إليه كنز من الله، فلماذا يحيجه الله للناس؟ ولذلك قال الله تعالى:
    {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} صدق الله العظيم [هود:12].

    وكذلك الإمام المهدي، أقسم بالله العظيم إنّ أشدَّ البيانات ثقلاً في الكتابه على يداي هي البيانات التي يأتي فيها ذكر الإنفاق خشية الإيذاء من المنافقين والذين لا يحبون أن ينفقوا؛ من الذين يحبون المال حُباً جماً، ولكن لا أريد أن تكون لأحدٍ حجّة عليّ بين يدي الله فيحمّلني المسؤولية بأنّي كتمت من البيان الحقّ فيحاجني به عند ربّي؛ اللهم قد ذكّرت بالقرآن من يخاف وعيد؛ اللهم فاشهد. وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..

    وقد أراني الله جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرؤيا الحق فقال:
    [وإن من الأنصار من كان يفضل أن لا تأمرهم أن يؤدوا فرض الزكاة حتى يُمكِّنك الله في الأرض، ولكن ذلك خير لهم وأحب إلى الله، والله يعلمُ وأنتم لا تعلمون] انتهى.

    ولم يجعل الله الرؤيا الحُجة عليكم؛ بل سلطان العلم من الكتاب، فكم يؤذيني ذكر آيات النّفقات وكم صار الإحراج عليَّ هو أشدّ من ذي قبل، ويزعم الذين يعرفونني جهرةً أنّه صار لديَّ مالاً ويقصدونني لقضاء حوائجهم فأعطيتهم مما أفاء الله عليّ حتى صرتُ أستقرضُ المال لكي أعطيهم ولا أقول إلا بما أمرنا الله أن نقول:
    {حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:59].

    والصلاة والسلام على مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين وكافة المُرسلين وآلهم الطيبين وجميع المُسلمين لله ربّ العالمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين والحمدُ لله ربّ العالمين.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    (((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني ))))

    https://albushra-islamia.net./showthread.php?t=1866


  8. افتراضي أنت تقول يا ناصر محمد اليماني بأن الله يوحي إليك بوحي التفهيم فكيف ذلك؟

    وسأل سائلٌ فقال: أنت تقول يا ناصر محمد اليماني بأن الله يوحي إليك بوحي التفهيم فكيف ذلك؟
    وأجاب الذى عنده علم الكتاب فقال :


    ويا أمّة الإسلام، إنّني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أقسمُ بالله العظيم ربّ السّماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أنّني المهديّ المنتظر الحقّ من ربّكم حسب الفتوى إلى عبده من ربّ العالمين، ولم أقُل لكم أني المهديّ المنتظر بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولم أكن يوماً من أحدِ عُلمائكم ولم يعلّمني أحدٌ من علمائكم، ولو علّمني أحدُ عُلماء مذاهبكم إذاً فكيف أستطيع أن أحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ما لم يتولى تعليمي الأعلم منكم والأعلم من علمائكم جميعاً الذي أحاط بكل شيء علماً الله ربّ العالمين؟

    ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد عُلماء الأمّة فيقول: "وكيف تلقيت العلم من الله؟" ومن ثمّ أرد عليه الحقّ: "إذاً هذا السؤال خطر في بال الإمام المهديّ قبل أن يخطر في بالك! وقلت وكيف سُيعلّمني الله البيان للقرآن كوني الذي أفتاني أن الله سوف يعلّمني البيان للقرآن هو محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في الرؤيا الحقّ وفي أخرى قال:
    [وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته]. فكم أدهشني ذلك لأني لم أفهم كيف أتلقى التعليم وأنا أعلم أنه ليس لديّ من العلم إلا ما عند أحد المُسلمين من غير العُلماء! فكيف إذاً لن يجادلني أحدٌ من القرآن إلا غلبته! كيف؟ حتى رأيت عجائب قُدرة ربّي كيف استطاع أن يعلّمني البيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن بوحي التفهيم المُباشر إلى القلب، وذلك لأن طرق الوحي هي ثلاث طرق كما أفتاكم الله بذلك في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أو مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أو يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ أنّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

    فأمّا الطريقة الأولى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا}، وذلك هو وحي التفهيم المُباشر من الربّ إلى القلب كما تلقى آدم عليه الصلاة والسلام وزوجته بوحي التفهيم من الربّ إلى القلب في قول الله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ ربّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ أنّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

    وما هي هذه الكلمات التي تلقاها آدم وزوجته بوحي التفهيم المباشر إلى القلب لينطقوا به فيتوب عليهم إنّه هو التواب الرحيم؟ وتجدون هذه الكلمات في قول الله تعالى:
    {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]. وتلك الكلمات وحي من الربّ مباشرة إلى القلب، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ ربّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ أنّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

    وكذلك أضرب لكم على ذلك مثلاً في وحي التفهيم في قول الله تعالى:
    { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ } صدق الله العظيم [الأنبياء:79]. وكذلك أضرب لكم على ذلك مثلاً في قصة يوسف الصغير عليه الصلاة والسلام الذي ألقى به إخوته في غياهب الجبّ وهو غلامٌ صغير. وقال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:15]. فأوحى الله إليه بوحي التفهيم إلى القلب أن الله لن يتخلى عنه؛ بل سوف يعزّه بالمُلك حتى يواجه إخوته فيسألوه الصدقة وهم لا يشعرون أنّه أخاهم يوسف كونهم لهُ مُنكرون لكونه قد أصبح في عزٍّ وجاهٍ وسلطانٍ؛ بل عزيز مصر، وصدق ربّي فقد نبأهم يوسف بما فعلوه به وهم لا يشعرون قبل أن يذكّرهم ما فعلوه. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أيّها الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا أن اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (٨٨) قَالَ هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (٨٩) قَالُوا أَئِنَّكَ لأنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أخي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا أنّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٩٠) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ (٩١) قَالَ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أرحم الرَّاحِمِينَ (٩٢)} صدق الله العظيم [يوسف]. وذلك هو البيان لقول الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم[يوسف:15].

    أم ستقولون أنّ الله كلّمه تكليماً من وراء الحجاب حين ألقى به إخوته في غيابت الجبّ؟ أم إنّكم ترون أنه أرسلَ إليه جبريل؟ بل كلمه الله بوحي التفهيم من الربّ إلى القلب مُباشرة بوحي التفهيم.

    ووحي التفهيم هو أخطر أنواع الوحي لأنّه إمّا أن يكون وحياً من الرحمن أو وحياً من الشيطان الذي يوسوس في الصدور لمن كان له قرين من الشياطين فيصدّوهم عن السّبيل ويحسبون أنهم مهتدون. ولكنكم تجدونهم يقولون على الله ما لا يعلمون، أي بغير سلطانٍ بَيِّنٍ من ربّ العالمين بأنه ينطق بالبيان الحقّ للقرآن. ولكن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كونه يتلقى البيان بوحي التفهيم من الربّ إلى القلب فيُلهمني البيان من ذات القرآن حتى يزيدني بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن حتى لا يُحاجّني عالم من القرآن إلا غلبته بسُلطان العلم المُلجم والمُقنع للعقل والمنطق، أفلا تعقلون؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

    (((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني ))))

    https://albushra-islamia.net./showthread.php?p=8947

  9. افتراضي يا ناصر محمد اليماني، بعض النساء عندما يتزوج عليها زوجها فإنها تذهب الى المشعوذين والعرّافين ليعمل لها حجابَ المحبة من أجل أن يكون كل حبِّ زوجها لها وحدها، فأفتني فيهن..

    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليماني، بعض النساء عندما يتزوج عليها زوجها فإنها تذهب الى المشعوذين والعرّافين ليعمل لها حجابَ المحبة من أجل أن يكون كل حبِّ زوجها لها وحدها، فأفتني فيهن..
    وأجاب الذى عنده علم الكتاب فقال:


    ويا معشر نساء المسلمين من الذين يتزوج عليهنّ أزواجهن ومن ثمّ تذهب إحداكن إلى عرافٍ مشعوذٍ فتطلب منه أن يحبب إليها زوجها ويُكَرِّه إليه الأخريات، ومن ثم يقول لها: "ولكني سوف أخبرك بسرٍ وعاهديني أن لا تخبري أحداً" فتقول له العهد. ومن ثم يقول: "إن طلبك هذا لا بدّ أن يكون على نجاسةٍ وأنتِ جُنُبٌ مني ولك ما تطلبين". فبعضهنّ تخاف الله فتقول لا أستطيع وذلك لأنها كانت تظنّ الأمر عادي فذهبت بجهالةٍ منها، وأكثرهن توافق لطلب المشعوذ الذي يزعم الصلاح ومن ثم يجامعها شيطانٌ رجيمٌ حتى إذا أنجبته وقيل له اتقِ الله كما قال نوح لابنه الذي يظنّ أنّه ابنه فأخذته العزة بالإثم وقال سآوي إلى جبلٍ يعصمني من الماء. وليست ثمرة الزنى من مشعوذٍ كمثل ثمرة زنى الزُناة المؤمنين. وقال الله عنهم: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:5].

    ولكن ذريات الزنا من المشعوذين تختلف، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ الذي جامعها من بعد الاتّفاق ليس المشعوذ وحده بل فيه شركاء متشاكسون من الجنّ والإنس، وتلك طريقة من طرق المشاركة في البنين من الشيطان الرجيم، ومن ثم يعطي لها السحر لزوجها فيتبع السحرَ خادمٌ السحر مسّ شيطانٍ رجيمٍ، حتى إذا جامعها زوجها تتم المشاركة الروحية من الشيطان مع الإنسان سواء كان في المرأة أو الرجل، ولذلك علمكم محمد رسول الله أن تقولوا حين تأتون نساءكم من حيث أمركم الله أن تقولوا: [اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان مارزقتنا]
    ، فمن قال ذلك عصم الله ذريته فلا يشاركه الشيطان شيئاً سواء كان فيه أو في زوجته وذلك نوع من المكر الآخر للمشاركة.

    وأفتي بقتل المشعوذين لئن قدرتم عليهم من قبل توبتهم ومنهم العوبلي في اليمن في مدينة رداع أشهر المشعوذين في اليمن من الذين يحذّرون علي عبد الله صالح من المهدي المنتظر الحقّ، غير إنه لا يقول له أنّني المهدي المنتظر؛ بل يحذِّره من أسرتي فيقول: "احذر من تلك الأسرة حتى لا يزيحونك من مكانك". ولو اطّلع الرئيس اليماني علي عبد الله صالح على بياني هذا لعلم إني لا أنطق إلا بالحقّ بإذن الله، وللأسف فإن الرئيس اليماني علي عبد الله صالح صدَّق العرافين الأفّاكين في هذا الشأن، ولكني لست شراً له كما يزعم المشعوذون وأقسم بالله العلي العظيم أنّني خيرٌ لعلي عبد الله صالح من ولده، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ. فلا يتبع العرافين فإنما يحذرونه من الصالحين! ألم يحذرون فرعون من موسى وهو رجل صالح؟ ولا تجدهم ياعلي عبد الله صالح قط حذروك من الكافرين وذلك لأنهم أولياؤهم، فهل فهمت الخبر في بيان المهدي المنتظر الناصر لمحمد رسول الله والقرآن العظيم الإمام ناصر محمد اليماني؟

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
    أخوكم الإمام ناصر محمد ليماني.
    (((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني ))))


  10. افتراضي ما حكمكم فى حركة الحوثيين فى اليمن؟ وكذلك ما هو رأيكم فى الحرب الدائرة بينهم وبين الرئيس اليمنى علي عبد الله صالح؟ وما رأيكم فى شخص الرئيس اليمني؟

    وسأل سائلٌ فقال: يا ناصر محمد اليمانى، ما حكمكم فى حركة الحوثيين فى اليمن؟ وكذلك ما هو رأيكم فى الحرب الدائرة بينهم وبين الرئيس اليمنى علي عبد الله صالح؟ وما رأيكم فى شخص الرئيس اليمني؟
    وأجاب الذى عندة علم الكتاب فقال:


    بسم الله الرحمن الرحيم
    من اليماني المُنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهّر وخاتم خُلفاء الله أجمعين الإمام ناصر مُحمد اليماني إلى عبد الملك بدر الدين الحوثي والسلام على من اتّبع الهُدى، ثم أما بعد..

    إن حركتكم الحوثية عقائدية ولكن للأسف لقد أضلّكم سرداب سامراء حتى طغيتم في البلاد وأكثرتم فيها الفساد وقتلتم العباد بغير الحقّ وهم إخوانكم يدينون بدين الإسلام وينطقون بكلمة التوحيد؛ يمانيون وليسوا إسرائيليون أو أمريكيون! فمن ذا الذي صرّح لك ولأخيك من قبلك بقتل العسكر الضُعفاء الذين ألجأهم الفقر إلى العسكرة براتب لا يسدّ جوعه هو وأسرته؟ فإذا أنتم لهم تقتلون ولدمائهم تسفكون ثُمّ تقولون: "الموت لأمريكا وإسرائيل"! فما خطبكم كيف تحكمون؟ فهل قتلتم من الذين اعتدوا على المُسلمين من أمريكا وإسرائيل؟ بل قتلتم إخوانكم يمنيين مُسلمين ضُعفاء.

    ولربما يودُّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: "من والاهم فإنه منهم وعلي عبد الله صالح موالي لأمريكا وهؤلاء جنوده". ومن ثُمّ نردُّ عليه فنقول: إن علي عبد الله صالح أشرف مِنك وخيرٌ مِنك، وإنما يستخدم سياسة التقاة لينقذ اليمن وشعبه من الخطة الصهيونية اليهودية؛ بل هو اليماني صاحب الثورة؛ بل ثورته الوحدوية من علامات الظهور الكُبرى والذي ذكرها مُحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل هو المُمهّد لظهور المهدي وهو لا يعلم بأنه المُمهّد لدولة المهدي المُنتظَر.

    ولكني غير راضٍ عنه نظراً لأنّه اتّبع العرافين الذين يكيدون للإمام الشامل اليماني المُنتظر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر ناصر مُحمد اليماني، ولو كان ناصر اليماني كافراً لما كاد له العرافون شيئاً فلن تجدوا العرافين يُحذّرون من كافر وذلك لأنهم أولياؤهم؛ بل يُحذّرون من الصالحين. ألم يُحذّروا فرعون من موسى وهو رجلٌ صالح؟ فكيف تُصدّقهم يا فخامة الرئيس علي عبد الله صالح حين حذّروك من أُسرةٍ عريقةٍ مشهورةٍ ولها تاريخٌ مجيدٌ؛ بل هم من أهل البيت ولا يعلمون بأنهم من أهل البيت وكذلك أنت لا تعلم بأنهم من أهل البيت وقالوا لك:
    (إذا لم تأخذ حذرك من هذه الأسرة فسوف يزيحونك من مكانك). ومن ثُمّ حرمت هذه الأُسرة من حقُوقِهم الثورية وإنك لمن الخاطئين. بل أردت طمس تاريخ هذه الأُسرة والتقليل من شأنهم برغم أنه كان بودّك أن تُكرّمهم وتُعطيهم حقوقهم ولكنك تخشى إن فعلت ذلك أن يتحقق تنبؤ العرافين فتزيحك هذه الأُسرة من مكانك وإنك لمن الخاطئين. فأنت تعلم يا فخامة الرئيس حقيقة ما يقوله ناصر مُحمد اليماني وأنه حقّاً يحذرك العرافون أمثال (العوبلي) وأشباهه من أُسرة لها تاريخ مجيد وخصوصاً في الأيام الأخيرة حتى عزمت أن لا تُقابل أحداً من مشائخ هذه الأُسرة لمدة ست سنوات! ولكني سوف أُعلّمك بشأنك وشأني فإن صدّقت كان خيراً لك وأحسنت لنفسك، وإن كذّبت فلها:
    لقد جعلك الله اليماني المُمهّد وليس المُنتظر وجعل ثورتك ثورة الوحدة بين صنعاء وحضرموت من علامات ظهور المهديّ المُنتظَر، حتى إذا سار الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى شيئاً، و قد أتمّ الله هذا الأمر في خلال زمن ذلك الحدث وذلك لأن ثورة الوحدة هي الثورة التمهيديّة لظهور المهدي المُنتظر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهّر.

    وأُفتي الشعب اليمني وجميع المُسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بأن راية الحوثي على ضلال، بمعنى: أن حربه على باطل وحرب الرئيس اليماني ضد حركة الحوثي هي على حقٍّ وراية علي عبد الله صالح أهدى من راية الحوثي فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنه سوف يدعوكم إلى الحقّ وإلى صِراطٍ مُستقيم وذلك لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يعرف من هو ناصر مُحمد اليماني ومن أيّ أُسرة يمنيّة، وسوف يُسلّم لناصر مُحمد اليماني الراية والقيادة قريباً جداً إن شاء الله باقتناع وإيمان بأن الله حقاً قد جعل ناصر مُحمد اليماني إمام المُسلمين وأنه الإمام المُنتظر للعالمين، ويستطيع أن يعلم حقيقة ناصر اليماني وشأنه وذلك من خلال مكر العرافين ضدّ الأُسرة التي ينتمي إليها ناصر مُحمد اليماني إن كان يؤمن بأن العرافين هُم كل مُعتدٍ أثيم تنزّل عليهم الشياطين يُلقون إليهم السمع وأكثرهم كاذبون، فقد أفتاكم الله في شأنهم في قوله تعالى:
    {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴿٢٢١﴾ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٢٢٢﴾ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴿٢٢٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

    ولكن العرافين قد يسندون تنبُؤاتهم إلى حركات النجوم فإنهم مُنجّمون، ولكن مُحمداً رسول الله أفتاكم:
    [كذب المنجمون ولو صدقوا]، ويقصد مُحمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: [كذب المنجمون ولو صدقوا]، أي كذبوا بأنهم اطّلعوا على عِلم الغيب من خلال رصدهم لحركات النجوم ولو صدقوا، بل علّمهم بذلك الشياطين الذين يسترقون السمع من حديث الملأ الأعلى بالسماء الدنيا وقال الله تعالى: {لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

    إذاً يا أيها الرئيس اليماني علي عبد الله صالح إذا اعترفت بأن ما قاله ناصر مُحمد اليماني هو حقاً على الواقع الحقيقي وأنّ العرافين حقاً حذروك من قبيلة فيها أُسرة تاريخية ومن ثُمّ تبحث عن (ناصر مُحمد مسعد اليماني) وأنه حقاً ينتمي إلى نفس هذه الأُسرة ومن ثُمّ تقوم لزيارته لتسليمه القيادة بِكُلّ إيمانٍ واقتناعٍ بسبب مكر العرافين ضده وأسرته وقبيلته وأنت على ذلك من الشاهدين فقد فزت فوزاً عظيماً وأصبح مكر العرافين من شياطين الجنّ والإنس ضدَّ أنفسهم. تصديقاً لقوله تعالى:
    {وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:123].

    وإن أبيت أظهرني الله عليك وعلى جميع قادة البشر في ليلةٍ واحدةٍ وهم من الصاغرين، ولن تستطيع أن تمكر بي شيئاً ولن تستطيع أن ترد قدر الله المقدور في الكتاب المسطور، فهل ترى فرعون استطاع أن يردّ قدر موسى عليه الصلاة والسلام؟ فقد مكر العرافون المشعوذون ضد موسى الرجل الصالح والنبي الكريم وقالوا: يا فرعون احذر مولوداً ولد هذا العام في بني إسرائيل يذهب مُلكك على يده إذا لم تقضِ عليه، فقال فرعون: بل سوف نقضي عليه حتماً وذلك بذبح جميع الذكور من الذين ولدوا هذا العام، ومن ثُمّ قضى فرعون على جيلٍ كاملٍ من مواليد بني إسرائيل فلم يُنقذ الله منهم غير طفل واحد وهو موسى عليه الصلاة والسلام. وأوحى الله إلى أُمّه أنها إذا خافت عليه من جنود فرعون أن يقتلوه فلتُلقِه في تابوت وترميه في اليمّ وذلك حتى يُربّي فرعون هذا الطفل بنفسه ثُمّ يُرجعه الله إلى أُمّه وتُرضعه بمقابل أجر وفير من فرعون، وأن مكر فرعون والعرافين لم يُغني عنهم شيئاً، وأن الله بالغٌ أمره ومُحقق قدره وذلك حتى يتبيّن للذين يتّبعون العرافين بأنهم لا يستطيعون الحذر من قدر الله المقدور وأنهم لا يستطيعون تغيير الأمور وأن الله بالغٌ أمره ومتم نوره ولو كره المشركون. وقال الله تعالى:
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
    {طسم ﴿١﴾ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَىٰ وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٣﴾ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴿٤﴾ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿٥﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿٦﴾ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٧﴾ فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴿٨﴾ وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١١﴾ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿١٢﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾}
    صدق الله العظيم [القصص].

    وأرجو من الصالحين نشر خطابي هذا في جميع المُنتديات اليمنية والجرائد الرسمية وإرساله إلى عبد الملك بدر الدين الحوثي، وكذلك إلى الرئيس اليمني على عبد الله صالح فهذا حُكم بينهم بالحقّ.

    وأُحيط الجميع علماً بأن
    صدام حسين هو السفياني من قريش من ذرّية مُعاوية بن أبي سُفيان ولذلك يُسمى السفياني، وأما الخراساني فهو الحوثي، ويُسمى الخراساني نسبةً إلى أوليائه الذين والاهم وهم له يدعمون "إيران خراسان" من الذين دخلوا سرداباً مُظلماً ولم يخرجوا منه بعد ويزعمون بأن الإمام المهدي مُختبئ في سرداب سامراء وأنه لن يخرج من سرداب سامراء إلّا إذا انتصر الحوثي على الرئيس اليماني علي عبد الله صالح ومن ثُمّ يخرج المهدي المُنتظر الذين يسمّونه (مُحمد الحسن العسكري) من سرداب سامراء ومن ثُمّ يُسلّم له الحوثي الراية ويعتقدون أنه لن يخرج من سرداب سامراء إلّا إذا انتصر الحوثي وتسلّم راية السُلطة. فمن أجل ذلك فهم مُصرّون على مواصلة الحرب ضد الرئيس اليماني علي عبد الله صالح بل يظنون بأن الحوثي هو اليماني وقد نبأناكم بأن الحوثي هو الخراساني نسبةً لأوليائه، وأن اليماني هو المُدافع عن اليمن وشعبه من حركة التمرّد الحوثية الضّالة صاحب ثورة الوحدة فقد سماه الرسول اليماني وحكم بينه وبين الحوثي منذ أكثر من (1428) سنة وجعلهم من أشراط الساعة الكُبرى فقال: [لا تقوم الساعة حتى تظهر رايتان راية اليماني وراية الخراساني].

    ومن ثُمّ حكم بينهم مُحمد رسول الله بالحق فقال:
    [وأهدى الرايات راية اليماني]، وكذلك سمّاها مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم راية الهُدى وذلك لأنه سوف يُسلّمها لليماني المُنتظر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهّر ناصر مُحمد اليماني وسوف تذكرون ما قلته لكم بعد قليل إن شاء الله ربّ العالمين وأعلم من الله ما لا تعلمون، والسلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين والآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

    ولا يزال يوم ثمانية إبريل 2005 مُستمراً حسب التاريخ الشمسي في ذات الشمس وطوله سنتان وتسعة أشهر وعشرة أيام ولكن أكثركم يجهلون. فقد بيّنا لكم من قبل بأنّ الشمس والقمر بحسبان وأن اليوم في ذات الشمس يعدل ألف يوم من أيامكم وكذلك شهرها يعدل ألف شهر من شهوركم القمرية وكذلك سنتها تعدل ألف سنة مما تعدون ولكن أكثر الناس لا يعلمون وعن الحق مُعرضون والله يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون.

    وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
    خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
    (((( الناصر لكتاب الله وسنة رسوله الحق الإمام ناصر محمد اليماني ))))

    https://albushra-islamia.net/vb/showthread.php?t=35


المواضيع المتشابهه
  1. موسوعة مختصر الجواب لمن عنده علم الكتاب ( جزء 3 )
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 17-09-2014, 10:56 PM
  2. موسوعة مختصر الجواب لمن عنده علم الكتاب ( جزء 5 )
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 17-09-2014, 05:15 AM
  3. موسوعة مُختصر الجواب لمن عنده علم الكتاب ( الجزء 9 )
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 10-09-2014, 11:13 AM
  4. موسوعة مُختصر الجواب لمن عنده عِلم الكتاب (الجزء 1)
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 31-07-2014, 06:20 AM
  5. موسوعة مختصر الجواب لمن عنده علم الكتاب ( 10 )
    بواسطة عبد النعيم الاعظم2 في المنتدى قسم ملخصات البيانات والتحميل والتوجيهات
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 03-05-2014, 03:26 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •