الإمام ناصر محمد اليماني
15 - 10 - 1428 هـ
27 - 10 - 2007 مـ
10:35 مساءً
ـــــــــــــــــــ
آية المهديّ المنتظَر أن تدرك الشمس القمر يا متبعي الذِّكر ..
بسم الله الرحمن الرحيم، من المهديّ المنتظَر إلى جميع المسلمين المؤمنين بالقرآن العظيم وإلى الناس أجمعين، والسلام على المؤمنين بالقرآن العظيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، وبعد..
يا أيها الناس اتّقوا ربَّكم معترفين بآية الاجتماع والسبق قبل أن يقع القول عليكم وأنتم لآيات الله منكرون! ولسوف أقدِّم سؤالاً يجيبني عليه جميع أهل اللغة العربيّة وهو: عرّفوا لي ما هو الإدراك؟ وقال الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الشمس]، وهذه الآية القرآنية الكريمة تُبيّن لجميع علماء الفلك والدين وقت الإدراك بتوقيت مكة المكرمة بدقةٍ متناهيةٍ، وإليكم البيان الحقّ لتطبقوه على الواقع الحقيقي لعلكم ترشدون. وتلك الآيات توضح بأنّ الشمس تدرك القمر فتكون لحظة ميلاد الهلال حين يجلّي النهار الليل، وأنتم تعلمون بأنّ النهار يتجلّى من بعد صلاة الفجر وقبل أن تروا الشمس يجلّي النهار الليل من قبل بزوغ شمسه، بمعنى أنّ الهلال الجديد الذي يحدث فيه الإدراك بأوّل النهار بإمكانكم أن تروه في وقت ما بعد صلاة الفجر إلى قُبيل طلوع الشمس إذا حاولتم رؤيته ورصده فحتماً سوف ترونه، وهذا يعني بأنّ الهلال تمّ ميلاده قبل أن يجتمع بالشمس فاجتمعت به وقد هو هلال، وهذا يعني بأنّ الشمس أدركت القمر ولكن في أوّل النهار فاجتمعت به من بعد ذلك وهو هلال، ومن ثم ترون الهلال بعد غروب شمس ذلك اليوم بلا شكٍ أو ريبٍ.
ولربّما يودّ أحد الباحثين عن الحقيقة أن يسأل: "كيف أدركت الشمس القمر في أول النهار؟". فنقول: يا أيها السائل اعلم بأنّ الشمس والقمر والأرض جميعهم يجرون من الغرب إلى الشرق، ثمّ عليك أن تعلم بأنّ القمر دائماً يتقدم الشمس وذلك لأنّ القمر يجتمع بالشمس وهو محاقٌ مظلمٌ وجه القمر كلياً حتى إذا مال عن الشمس يبدأ أول دقيقة من عمر الهلال الجديد منفصلاً عن الشمس شرقاً، ولا ينبغي أن يولد هلال الشهر الجديد والشمس شرقه منذ أن خلق الله السماوات والأرض. تصديقاً لقوله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿٣٧﴾ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٣٨﴾ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [يس].
وبما أنّ اليوم يبدأ من غروب شمس اليوم الذي من قبله ودخول ليلة اليوم الجديد قال الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ} صدق الله العظيم، وأما الشمس فقال الله عنها: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنها تجري بفلكها المعلوم إلى قدرها المحتوم وكذلك القمر يجري في فلكه المعلوم إلى قدره المحتوم وكذلك الأرض تجري بفلكها المعلوم إلى قدرها المحتوم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ولربّما يودّ أحدكم أن يسأل: "وأين دوران الأرض وجريانها في هذه الآية؟". ومن ثم نقول له: ألم يقلِ الله بأن النهار والليل يجريان لذلك قال: {كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ}، ويقصد الأرض والقمر والشمس لذلك قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} أي في فلكه المعلوم إلى قدره المحتوم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى} صدق الله العظيم [الزمر:5]، أي في فلكه المعلوم إلى قدره المحتوم.
ومن ثم بيَّن الله لنا النظام الكوني في جريان الشمس والقمر والأرض بأنّ القمر يجتمع بالشمس وهو محاقٌ مُظلمٌ وجهه ومن ثم يولد هلال الشهر الجديد فتكون الشمس غربه وهو شرقها، بمعنى أنّ الهلال يجري منفصلاً عن الشمس شرقاً والشمس تتلوه فتجري وراءه من ناحية الغرب، فيستمر القمر في فلكه وأطوار منازله حتى يلاقي الشمس فيجتمع بها كما كان في وضعه القديم محاقاً مظلماً لا هلال فيه شيئاً من قبل بدء منازل الشهر السابق، وكان قبل المنازل مظلمٌ وجه القمر كلياً ليلاً أسودَ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [يس].
وهكذا حتى تأتي أشراط الساعة الكبرى فتدرك الشمس القمر فيكون ميلاده بعد صلاة الفجر وقبل طلوع الشمس فيصبح الهلال يجري وراء الشمس وهي تتقدمه شرقاً في هلال شهره الجديد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الشمس].
وذلك تحديد وقت أول الإدراكات للشمس والقمر {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا}، ومعنى قوله {إِذَا جَلَّاهَا}: أي إذا انجلى طرف الليل بسبب إيلاجه في أول منطقة النهار المواجهة للشمس، وهذا الإدراك هو الحدث الأول والذي حدث في أول النهار يجب عليكم تطبيقه فيزيائياً يا علماء الفلك على هلال رمضان 1426 والذي أدرك فيه الشمس القمر فجر الإثنين نهاية شعبان 1426 للهجرة فاجتمعت به الشمس وقد هو هلال، ولهذا السبب تمت رؤية هلال رمضان 1426 بعد مغيب شمس الإثنين وذلك لأن الهلال قد صار عمره أكثر من اثني عشر ساعة وذلك أوّل الإدراكات فتلا الهلال الشمس فجر الإثنين لتحقيق أحد شروط الساعة الكبرى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الشمس].
ومن ثم نأتي لإدراك السبق والذي حدث في رمضان 1428 ولكن الهلال لا يتلو الشمس عند الشروق بل عند الغروب فتغيب الشمس والهلال يجري وراءها تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [الشمس].
فأما الإدراك الأول فوقته {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا}، فأقسم الله بذلك الإدراك والذي حدث في رمضان 1426، وأما إدراك السبق {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} وحدث في رمضان 1428 فغابت الشمس وهلال القمر الجديد يتلوها ليلة الأربعاء، وجميع علماء الفلك والدين المثقفين يعلمون ذلك علم اليقين، ولكن للأسف وكأنّ شيئاً لم يكن وقالوا تخلّف أحد الشروط لرؤية الهلال وذلك لأنّ الهلال غاب قبل الشمس وشرط الرؤية أن ينفصل الهلال شرق الشمس فتغيب الشمس قبل مغيب الهلال ولكنه تخلّف أحد الشروط ولذلك يوم الأربعاء إتمام عدة شعبان والصيام الخميس، ومن ثمّ أقول بل تخلّف أحد الشروط لنظام جريان الشمس والقمر فغاب الهلال وهو يتلو الشمس من بعد ميلاده لشهره الجديد تصديقاً لشطر الآخر من الآية لقول الله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾ وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾ وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا ﴿٤﴾}، ألم يحدد لكم توقيت هذه الإدراكات وأنّ أحدهما سوف يكون في أول النهار وذلك نسميه إدراك ثم اجتماع بمعنى إن الهلال يولد بالفجر فيكون في وضع إدراك ثم يجتمع بالشمس وقد هو هلال بمعنى أنه ولد في أول اليوم تصديق لحين الإدراك الأول من بعد صلاة الفجر وقبل طلوع الشمس وذلك الحين هو المقصود بقوله تعالى: {وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} . وأما إدراك السبق فحينه: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} صدق الله العظيم.
وحدث ذلك في رمضان 1428 وأنتم تعلمون ولم تعترفوا بآية التصديق بأنّ الشمس أدركت القمر يا معشر البشر، فهل أنتم مؤمنون بحقائق آيات الله على الواقع الحقيقي والتي علمناكم بها لعلكم تصدِّقوا فتتبعوا الحقّ لأخرجكم من الظلمات من عبادة العباد إلى النور لعبادة ربّ العباد، وتالله لا يؤمن أكثر المؤمنين إلا وهم بربهم مشركون به عباده المقربين وإنهم بدعائِكم سوف يكفرون فيكونون عليكم ضداً، ألا لله الدين الخالص فلا تدعوا مع الله أحداً لعلكم تفلحون يا معشر المسلمين.
ولا تقولوا يا معشر النصارى اتَّخذ الله ولداً إنّي أحذِّركم بأساً شديداً من ربّكم! ولكنّ النصارى والمسلمين عن المهديّ المنتظَر الحقّ معرضون، ولسوف يعلم المكذبون بأي منقلبٍ ينقلبون، فكم أحذّر وكم أكرر لقد أدركت الشمس القمر يا معشر البشر فهل من مُدَّكر ومتَّبع للذِّكر ومصدِّق المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المطهر، فلا أتغنى لكم بالشعر ولا مبالغ بالنثر، قد أعذر من أنذر.
يا بوش الأصغر ويا معشر الأنصار ويا معشر المسلمين ويا جميع البشر صدقوني ولا تكذبوا فتهلكوا، وتوبوا إلى الله جميعاً أيّها المؤمنون لعلكم تفلحون، ولا تشغلوني يا معشر الباحثين عن الحقيقة بكثرة الأسئلة ولسوف أعلمكم بخير وأكثر مما تسألون وأزيدكم علماً بكثير مما لا تعلمون، فلا تضيعوا وقتي وتابعوا خطاباتي وأخبروا الناس بشأني وأرسلوا خطاباتي بقدر ما تستطيعون إلى جميع مواقع علماء الفلك والدين ومفتي ديار المسلمين وادعوهم لزيارة موقعي للبحث عن حقيقة أمري فإن رأوني على ضلالٍ فليحذّروا الناس من اتّباعي ويقنعوهم من القرآن أنني على ضلالٍ مبينٍ إن كانوا صادقين فيلجموني إلجاماً بالتأويل الحقّ خيراً من تأويلي وأحسن تفسيراً، أو أقنعهم بحجة الله وحجّة رسوله وحجّتي القرآن العظيم حبل الله الذي أمركم أن تعتصموا به يا معشر المسلمين، اعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تَفَرقوا إلى مذاهب وشيعٍ وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون ولذلك ذهبت ريحكم لمخالفة أمر ربّكم، وها أنا أدعوكم لأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون وأوحِّد صفّكم وأجمع شملكم وعزاً لكم، فاشكروا الله ولا تكفروا ومن كفر بنعمة الله فإنّ عذاب الله شديد، وقد أعذر من أنذر وإلى الله ترجع الأمور.
المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني .
_____________