- 1 -
الإمام ناصر محمد اليمانيّ
08 - 08 - 1430 هـ
30 - 07 - 2009 مـ
01:20 صبـاحـاً
ـــــــــــــــــــــــ
( ردّ بالبيان الحقّ للقرآن على عبد الرحمن )
هل أخبركم بحكمتكم عن حديث النجوم ..
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٨٠﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿١٨١﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٨٢﴾} [الصافات].
ويا عبد الرحمن، إنّي الإمام المهديّ ابتعثني الله لكي أُحاجّ الناس بالبيان الحقّ للقرآن وأعلّمهم بما لم يكونوا يعلمون، فأنبِّئهم بكافة الأسرار التي خُفيت عليهم كمثل سدّ ذي القرنين، والأراضين السبع وأنّ أسفلهم كوكب سقر، وأرض المشرقين، وحقيقة المسيح الكذاب ومن هو بالضبط، وهل سوف يقول إنّه المسيح الكذاب أم سوف يقول إنّهُ المسيح عيسى ابن مريم فيدَّعي الربّوبية؟ ولذلك تمّت الحكمة من تأخير المسيح عيسى ابن مريم لأنّ عدو الله سوف ينتحل شخصيته. وكذلك بيَّنتُ لكم يأجوج ومأجوج، وكذلك بيَّنتُ لكم أصحاب الكهف والرقيم وأعلنتُ للشعب اليمانيّ عن موقعهم، وأعلمتُ الناسَ أنّ الله سوف يبعث أصحاب الكهف والرقيم عمّا قريب في عصري وعصركم وأنا فيكم، وكذلك أخبرتُهم أنّ الشمس أدركت القمر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر وآية التصديق للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ من قبل أن يسبقَ الليل النهار وتبيّن لكم ذلك عديد المرات، وكذلك أعلنّا لكم أنّ الشمس سوف تُدرك القمر في غُرّة شعبان 1430 فاجتمعت به في غُرّته الشرعيّة في الكتاب، وأخبرتُكم أنّكم لن تُشاهدوا هلال شعبان إلّا بعد غروب شمس الخميس برغم أنّي لم أتَّبع علماءَ الفلك حسب إعلانهم؛ بل أعلمُ أنّ الخميس هو 2 شعبان عِلم اليقين وإنّما أعلمُ أنّكم لن تُشاهدوا هلال شعبان بعد غروب شمس الثلاثاء ليلة الأربعاء نظراً لأنّه في حالةِ إدراكٍ برغم أنّي أعلمُ عِلم اليقين أنّ ليلة الأربعاء هي غُرّة شعبان الحقيقية ولكنّ الشمس أدركت القمر واجتمعت به وقد هو هلالاً.
ويا عبد الرحمن؛ إذا أردتَ أن تكون من الموقنين فالأمر بسيطٌ، فحتى تعلم عِلم اليقين أنّ ناصر محمد اليمانيّ من الصادقين فعليك أن تراقب ليلة النصف لشهر شعبان 1430، فبما أنّ ليلة اكتمال البدر يظهر البدرُ مباشرةً مِن بعد تواري الشمس وراء الحجاب فيسلك الليل من أوّله ويغرب في آخره وسوف تجده ليلة النصف لشعبان هي حقاً يبدر بعد غروب شمس الثلاثاء ليلة الأربعاء لا شك ولا ريب، إذاً يا عبد الرحمن إنّ يوم الأربعاء الذي حدث فيه الكسوف الشمسي هو حقاً الغُرّة الشرعيّة، إذاً الشمس أدركت القمر فاجتمعت به في غُرّته الشرعيّة أفلا تتّقون؟
وأما سؤالك الحزّورة فما ابتعثنا الله للحزّورات يا عبد الرحمن! وكان من المفروض أن يكون سؤالك واضحاً جليّاً ويستفيد مِنه الباحثون عن الحقّ ولكنّه لا يهمُّك أن تُفيد الناس شيئاً أو تهديهم إلى الحقّ سبيلاً، فهل تظن محمداً رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يعلمُ ما في الأنفس؟ ومن ثُمّ أردّ عليك بالحقّ: كلا، فلا عِلم له إلّا ما علّمه الله بوحيٍ مِنه تعالى، وأمّا المنافقون فيعرفهم في لحن القول ولا يعلمُ بما في أنفُسهم إلّا أن يُعلِّمه الله بوحيٍ من عِند الذي يعلمُ خائنة الأعيُن وما تُخفي الصدور، وكذلك يعرفهم بسيماهم كما سيكونون يوم القيامة. وقال الله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [محمد].
فهل تعلم ما المقصود بقول الله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ} صدق الله العظيم؟ وذلك عند قراءة القرآن تتغيّر وجوه المنافقين لأنّه يسكن كُلَّ منافقٍ شيطانٌ رجيمٌ وليس مسَّ مرضٍ؛ بل مسّ تقييضٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
وعند تلاوة القرآن يحترق مسّ الشيطان مِمّا يتأثّر وجه المنافق فيتغيّر ويسودّ بسبب الاحتراق بذكر آيات الله في القرآن العظيم ويكاد أن يسطو بالذين يتلون، ولذلك يعرفهم محمدٌ رسولُ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - بسيماهم في وجوههم لأنّها تسودّ حين تِلاوة آيات القرآن. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا} صدق الله العظيم [الحج:72].
إم أنَّك تريد أن تقولَ أنّ محمداً رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كان ذا بصيرةٍ خارقةٍ يعلمُ خائنة الأعيُن وما تُخفي الصدور؟! ويا سبحان الله، فتِلك صفةٌ للهِ لا يعلمُ بها حتى رقيبٌ وعتيدٌ عن اليمن والشمال قعيد، وإنّما يتلقَّون ما في نفس الإنسان بوحيٍ من الرحمن فلا يعلمون إلّا ما نطق به، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [ق].
وكذلك يعرفهم بطريقةٍ أُخرى في لحن القول كما يعرفكم المهديّ المُنتظَر؛ فأجد شياطين البشر لا يأتون إلينا إلّا مُعاجزين علّهم يُعجِزون المهديّ المنتظَر في شيءٍ خارج نطاق الحوار حتى يُشَكِّكوا الأنصار السابقين الأخيار لعلّهم يرجعون، ولن تأتوا إلينا باحثين عن الحقّ لتتّبعوا الحقّ فليس هدفكم ذلك؛ بل مُعاجزين في آيات الله ولن تهتدوا إلى الحقّ أبداً لأنّهم لو علموا الحقّ لما اتّبعوه ولما اتّخذوه سبيلاً وإنّما يأتون للتعجيز، ولذلك نعرفكم في لحن القول يا عبد الرحمن ولن تهتدوا إذاً أبداً، ولو اهتديتُم ظاهر الأمر فإنّما ذلك مكرٌ ثُمّ تَرجعون عن الاتباع فيما بعد لعلّ الأنصار يرجعون عن اتباع الحقّ، وكُلّ همّكم هو الصدّ عن اتباع آيات الله بكُلّ حيلةٍ ووسيلةٍ كما تفعل أنت في كثيرٍ من المواقع فتغتنم فرصة غياب ناصر محمد اليمانيّ عن المواقع الأُخرى بسبب انشغالي بالردود في موقعي ولكن أتى بك اللهُ إلينا؛ إلى موقعنا لنخرس لسانك بالحقِّ ونُهيمن عليك بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ، فحاجِجْني في الدين وما ينفعُ المسلمين وينيرُ دروبهم إلّا أن يكون لك اعتراضٌ عن حقائق الآيات الكونيّة فتفضّل.
وأما حديثكم؛ حديث النجوم، فأنّي أعلمُ أن أصحابكم بينهم فإنّي لا أتّبع إلّا السِّراج المنير محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ومن قال من النجوم حديثاً عن محمدٍ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - يقبله عقلي ولا أجده يُخالف للقرآن العظيم آخذ به، وما يُخالف لمُحكم القُرآن أعلمُ أنّه نجمٌ مُعتمٌ مُفتري أو مُفترى على الله ورسوله وصحابته الأطهار، فلا أذكر صحابة محمدٍ رسولِ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلّا بخير، ولكنّ المنافقين بين صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
وهل أُخبرُكم بحكمتِكُم عن حديثِ النجومِ؟ إنَّه لكي يتفرّق المسلمون وكلٌّ مِنهم يتَّبع نجماً من النجوم فيُقَسِّموا دينهم شيعاً ومذاهبَ وتفترون فيما بعد على النجوم كيفما تشاءون! فليس الدين فوضى ولعباً؛ بل هو أمرٌ عظيم! وتأتينا الأحاديث عن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فيتمّ عرضُها على محكم القرآن العظيم فإن لم تخالف لمُحكمِه أخذنا بها، وإذا كانت لا تطابق القرآن ولا تعارضه فنردها للعقل (يا عبد الرحمن) الذي ميَّز اللهُ به الإنسان عن الحيوان.
وأما سؤالك (الحزورة)، فهو عن النظر بالأشعةِ ما تحت الحمراء وما شابهها وتريد أن تُدْخلَنا في متاهاتٍ ونترُك النبأ العظيم! ألم أقل لكم إنّهم يأتون مُعاجزين ليس إلّا، ويا رجل تعال لأعلّمكم كيف تستطيع أن تُشكك الأنصار السابقين الأخيار في شأن الإمام المهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليمانيّ وذلك حين تُحاجّه من القرآن فتُهيمن عليه بعلمٍ وسلطانٍ في موضوعٍ تكلّم فيه ناصر محمد اليمانيّ ومن ثُمّ أتيت بعلمٍ هو أهدى من عِلم ناصر محمد اليمانيّ وأقوم سبيلاً، أو تسألنا عن آيةٍ ثُمّ لا يستطيع الردّ عليك فيها الإمام ناصر محمد اليمانيّ بالبيان المقنع ومن ثُمّ تأتي بالبيان الجليّ الداحض للجدل والمُقنع، ولكنّي لم أرَك تسأل عن آيةٍ يا عبد الرحمن ولذلك وجب علينا ان نكتُب لك هذا البيان علَّه يهديك سبيلاً وتعلم أنّك كنت لمن الخاطئين، وأعلمُ أنّك لتصدّ عن ناصر محمد اليمانيّ صدوداً شديداً في مختلف المواقع، وأعلمُ أنّك لِناصر محمد اليمانيّ لمن الكارهين، وسبق وأن اتّفقنا أنا وأنت على الماسنجر ودعوتني للحوار السريّ عبر الماسنجر ولكنّي أبَيْتُ عن الحوار السريّ، ومن ثُمّ دعوتني إلى منتديات أنصار آل محمد فلبّيتُ طلبَك وقمنا بالتسجيل فيها وتمّ تنزيل بيانٍ بعنوان: (بيان الصلاة الوسطى)، ومن ثُمّ لم نجدهُ ولم نجد ردَّكم عليه! وها أنا ذا أقوم بتنزيله مرةً أُخرى ونُريد أن نرى ردَّك علينا علَّ ردّك أهدى من عِلم ناصر محمد اليمانيّ وأقوم قيلاً، فلكُلّ دعوى بُرهان.
_____________
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
ولقد علّمكم الله من أين يبدأ الحساب في الكتاب لحركة الدهر والشهر وكُلّ شيءٍ فصّله الله في الكتاب تفصيلاً تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّـهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [يونس].
تصديقاً لقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
{وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:122].
أفلا ترى أنّه بيَّن لكم من أين يبدأ الوقت والحساب لليوم؟ إنَّه من غروب الشمس، وكذلك من أين يبدأ الشهر وأنّه من العرجون القديم. وقال الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿٣٧﴾ وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٣٨﴾ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ﴿٣٩﴾ لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [يس].
وفي هذه الآية بيَّن بالضبط بحسب توقيت مركز الأرض والكون يوم خلق الله الكون وابتدأ اليوم والشهر لحساب الدهر وكان الوقت عِند بدء الحركة للأرض عِند غروب الشمس وظهور الشفق بالضبط، فبدأت حركة الأرض نحو الشرق فبدأ اليوم بدخول الظّلام بسبب غروب الشمس. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَآيَةٌ لَّهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم.
وتلك ليلة اليوم دخلت بسبب حركة الأرض شرقاً فإذا هم مظلمون بسبب غروب الشمس، وتُكمل الأرض دورانها حول نفسها بعد 24 ساعة فينتهي يومها عند غروب الشمس، فينتهي ميقات صلاة العصر بغروب الشمس، تصديقاً لقول الله تعالى عن نبيّه سليمان: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ ﴿٣١﴾ فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [ص].
فينتهي النهار بغروب الشمس ودخول ميقات صلاة المغرب التي هي أوّل الصلوات المفروضات جعلها في أوّل ميقات حركة الدهر والشهر واليوم طوله 24 ساعة، فإذا أردت أن تعلم أيُّهم الساعة الوسطى فتلك هي الميقات الوسط تجدها بالضبط ساعة الفجر منتصف أربع وعشرين ساعة؛ اثني عشر ساعة ليلاً واثني عشر ساعة نهاراً صارت الساعة الوسطى هي ساعة الفجر، ولم أجد في الكتاب أنّ طول اليوم اثني عشر ساعة؛ بل وجدت طول اليوم في الكتاب هو 24 ساعة تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:10].
ومعنى قوله: {سَوِيًّا}، أي ليلته اثنتا عشرة ساعة ونهاره اثنتا عشرة ساعة فأصبح اليوم طوله 24 ساعة يبدأ من غروب شمس العشي فتدخل ليلة اليوم فتنتهي عند الإبكار وهي صلاة الفجر حيث يبدأ النهار تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً ۖ قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا ۗ وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
وكذلك أجدُ في الكتاب أنّ اليوم الكامل والذي طوله 24 ساعة يُسّميه الله في الكتاب ليلةً أو يوماً، ويتكون اليوم من ليلٍ ونهارٍ، ويبدأ ميقات اليوم من شفق الغروب بدء اليوم من ميقات صلاة المغرب، ويسمّى في الكتاب ليلةً وطوله 24 ساعة. وقال الله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} صدق الله العظيم [الأعراف:142]؛ أيّ أربعين يوماً.
واليوم يتكون من ليلٍ ونهارٍ وطول ليله 12 ساعة وطول نهاره 12 ساعة، فأصبحت الصلاة الوسطى بين الرقمين 12 قبله و 12 بعده، فأصبحت الصلاة الوسطى هي حقّاً صلاة الفجر من ناحيةٍ وقتيّة ومن ناحيةٍ عدديّة ومن ناحيةٍ رقميّة.
وبالعقل والمنطق ما دام الله قال الصلاة الوسطى فلا بد أن تكون قبلها صلاتان وبعدها صلاتان، وبما أنّ اليوم يبدأ في الحساب في الكتاب من الشفق فأصبحت الصلاة الأولى هي بدء اليوم فيبدأ بالضبط بصلاة المغرب أوّل الصلوات لا شكّ ولا ريب، ومن ثُمّ يتسنّى لكم معرفة الصلاة الوسطى بالضبط بالحساب العادي، (فأوّل الصلوات تبيّنت بالحقِّ أنّها المغرب، ومن ثُمّ العشاء، ومن ثُمّ الفجر، ومن ثُمّ الظُهر، ومن ثُمّ العصر)، أفلا ترون أنّ الله فصَّل كُلَّ شيءٍ تفصيلاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
ويا (قوم آخرون)، لا تتّبع الذين لا يعلمون {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:122].
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ.
______________