21 - 09 - 1430 هـ
11 - 09 - 2009 مـ
01:45 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ
( الردّ على محمود )
فهل تعلم يا محمود من هم الذي تمّ عرضهم على الملائكة من ذريَّة آدم ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسَلين وآلهِ التّوابين المتطّهرين والتابعين للحقِّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربّ العالمين..
رويداً رويداً يا محمود، فهل أنت من اليهود حتى تُعلن الحرب ضد ّالمهديّ المنتظَر؟ رجلٌ يقول ربّي الله ويدعو البشر إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبد وترك التشفّع والتضرّع بعباده من دونه ويدعو الناس إلى اتّباع كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ، ويدعو المسلمين للحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون لجمع شملهم ولتوحيد صفّهم لتقوى شوكتهم، ويدعو الناس جميعاً إلى اتّباع رضوان الله والتّنافس على حُبّه وقربه أيُّهُم أقرب، فيُحطّم معتقدات الباطل فيدمّرها تدميراً، فيكسر الحاجز بين العباد والمعبود بعقيدة المُبالغة في عباد الله المُقرّبين أن لا يتوسّلوا بهم فيدعونهم زُلفةً إلى ربّهم بظنِّهم أنَّ التفضيل قد انحصر على أنبياء الله ورسله من دون الصالحين، وجعلوهم وسطاء بينهم وبين ربّهم ويرجون شفاعتهم بين يديه، وتحريم التبرّك بقبورهم وثيابهم وشعرهم زلفةً إلى ربّهم بظنّهم الباطل أنّ التفضيل قد انحصر عليهم من دون عباده الصالحين، فيُحرّم كلّ المعتقدات الباطلة والشركيّة ويقول بقول ومنطق الله في محكم كتابه:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
{وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} صدق الله العظيم [النساء:36].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].
وإنّما الأنبياء والمرسَلون عبادٌ أمثالكم، تصديقاً لقول الله تعالى:{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
{مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ﴿٧٥﴾ قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّـهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ﴿٦٤﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
{قُلْ أَغَيْرَ اللَّـهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ۗقُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ ۖ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
{قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۚ قُل لَّا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ ۙ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّـهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّـهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿١﴾} صدق الله العظيم [النساء].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
فإذا محمود يُعلن علينا الحرب من فلسطين، فهل أنت من اليهود يا محمود؟ ذلك لأنّه لا ينقم من الدّاعي إلى عبادة الله وحده إلا اليهود، فإن يُشرك بالله فيتّخذونه خليلاً! ملعونين أينما ثُقِفوا أُخذِوا وقُتِّلوا تقتيلاً إلا من كفّ الحرب على الدُعاة إلى الله فلم يأمرنا الله بقتلهم فلا إكراه في الدين، وإنّما نُقاتل في سبيل الله من يقاتلنا في ديننا ويمنع دعوتنا ويعلن الحرب علينا، فإن لَقونا وجدونا أشدّ بأساً وأشدّ تنكيلاً فلا نولّيهم الأدبار وينصرنا الله عليهم الواحد القهار، فإنّا إليكم قادمون وعليكم مُنتصرون، ونخرجكم من الأرض المُباركة وأنتم أذِلّة صاغرون؛ الأرض التي كتب الله لكم من قبلُ إن كنتم مُهتدين ثم يُفضّلكم على العالمين، ولكنّكم أبيتُم الهُدى واتّبعتُم ما يُسخِط الله فلعنكم بكُفركم وغضب عليكم، ومَن أراد العزّة فإنّ العزّة للهِ ولِمن والاه، والذّلة لِمن عاداه وعادى أولياءه والدُعاة إليه.
ويا محمود، إن كنت من اليهود فأعلن الحرب على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وأمكروا له إن كنتم صادقين! ألا والله لا أخشى مكرَكم ولا مكر كافّة الكَفَرة الفَجَرة من الإنس والجنّ جميعاً فكيدوني ولا تُنظِرونِ، فها هي صورتي أمامكم لتعرفوني، وها هي دعوتي قد تبيّنت لكم.
وأعلم يا محمود أنّ أشدّ عداوة للذين يدعون إلى التوحيد هم اليهود في كلّ زمانٍ ومكانٍ، فلو كنت من المؤمنين حقّاً لما نقمت علينا بسبب دعوتنا إلى عبادة الله وحده ولمِّ شمل المؤمنين، أم إنّك من الجاهلين؟ أم من الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنّهم يحسنون صُنعاً؟ أم من الذين لا يُفرّقون بين الحمار والبعير ولا بين الحقّ والباطل؟ أم من الصمّ البكم الذين لا يعقلون؟ أم من الذين تتخبّطهم مسوس الشياطين ويقولون على الله ما لا يعلمون؟ أم من الذين أُركسوا في الفتنة واتّبعوا الأحاديث المُفتراة على النَّبي مهما تخالف لمحكم القرآن العظيم؟ فاتّبعوها وفي قلوبهم زيغٌ عن الحقّ عن محكم كتاب الله، وما كان للحقِّ أن يتّبع أهواءكم يا محمود، فما يدريكم أيّ البشر المهديّ المنتظَر حتى يتمّ الاختيار؟ فيا عجبي منكم! هل أنتم أعلمُ من المهديّ المنتظَر أم يجعله الله أعلم منكم وحَكَماً بين علماء الأمّة فيما كانوا فيه يختلفون وخليفة الله عليكم؟ أم إنّكم أعلم من الله حتى تصطفوا خليفته من دونه؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة:111].
وقال الله لملائكته حين تَدخَّلوا في اصطفاء خليفته وكأنّهم أعلم من ربّهم ثم أقام الله الحُجّة عليهم وقال لهم: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [البقرة:31].
وذلك لأنّهم ليسوا بأعلم من الله حتى يكون لهم الخيار في اصطفاء خليفة ربّهم؛ بل الله أعلم وأحكم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
فهل تعلم يا محمود من هم الذي تمّ عرضهم على الملائكة من ذريَّة آدم؟ إنّهم خُلفاء الله المُصطفين في الكتاب من أوّلهم إلى خاتمِهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ولربّما محمود يودُّ أن يُقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً فأين خلفاء الله ذلك الزمان؟" ثم يردُّ عليك المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: موجودون في ذريَّة آدم يا محمود وأنطقهم الله، وقال الله للبشر: ألستُ بربكم؟ قالوا: بلى، وأخذ منهم ميثاقاً عظيماً أن لا يشركوا بالله شيئاً. وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذريَّة مِّن بَعْدِهِمْ ۖ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ﴿١٧٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وعلّم آدم بأسماء خلفاء الله من ذريته جميعاً، وقال لملائكته: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هَـٰؤُلاۤءِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:31].
فانظر لردّهم واعترافهم بأنّهم تجاوزوا حدودَهم مع ربّهم سبحانه فيما لا يخصّهم وعلِموا ذلك من خلال قوله الغليظ لهم بالحق: {إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم، ولكنّ الله زاد آدم بسطةً في العلم عليهم ليكون برهان الخلافة في كلّ زمانٍ ومكانٍ وجعله خليفته عليهم وقال: {يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم.
وكذلك أنتم لا تعلمون اسم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، ولم تعلموا كيف يواطئ الاسم الخبر في اسم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي لم يجعله الله نبيّاً ولا رسولاً بل ابتعثه ناصراً لما جاء به خاتم الأنبياء والمرسَلين محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، فهل أنتم مسلمون مؤمنون بكتاب الله وسُنّة رسوله؟ فلم أجد في الكتاب أنّكم أنتم من يصطفي خليفة الله عليكم في قدره المقدور في الكتاب المسطور، فما يُدريكم بقدر بعثه وعصره حتى يتمّ اختياره! فهل أنتم تعلمون الغيب؟ وإنّكم لكاذبون ومن اتّبعتم من المفترين بالأحاديث المكذوبة والروايات المدسوسة التي تخالف كتاب الله وسُنّة رسوله، ولم يقُل لكم محمدٌ رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - أنّكم أنتم من يبتعث المهديّ المنتظَر في قدره المقدور في الكتاب المسطور، ولم يُحدِّد محمد رسول الله - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - زمن وعصر المهديّ المنتظَر؛ بل قال عليه الصلاة والسلام: إنّ الله سيبعثه قُبَيل قيام الساعة، وقال محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: [لتملأن الأرض جوراً وظلماً فإذا ملئت جوراً وظلماً يبعث الله عز وجل رجلاً من آل بيتي يواطئ اسمه اسمي فيملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً].
وقال عليه الصلاة والسلام: [لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله تعالى رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً].
وبشّر البشرَ - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - بالمهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر وقال: [اُبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً] صدق محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.
فقد أفتاكم أنّ الله هو من يبعث إليكم المهديّ المنتظَر ولستُم أنتم من يبتعثهُ للبشر، ولكنّ محمود يريد أن يتَّبع ما يخالف كتاب الله وسُنّة رسوله وقال لن يبعث الله المهديّ المنتظَر؛ بل نحن البشر من نصطفيه من بين البشر في قدره المقدور في الكتاب المسطور حتى ولو أنكر أنّه المهديّ المنتظَر، فسبب إنكاره لأنّه لا يعلم أنّه المهديّ المنتظَر ولكنّنا أعلم منه نعلم أنّه المهديّ المنتظَر وهو لا يعلم! فهل هذا قولٌ يقبله العقل والمنطق؟ فهل أنتم أعلم من المهديّ المنتظَر يا أولي الألباب؟ أين عقولكم؟ فإنّ أشرّ الدّواب في الكتاب الصُمّ البُكم الذين لا يعقلون من الذين يتّبعون الاتّباع الأعمى دون أنْ يستخدموا العقل والمنطق، وقد حذّركم الله في محكم كتابه من الاتّباع الأعمى، وقال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
ألا والله الذي لا إله غيره ولا معبودَ سواه إنّهُ لا ولن يُصدّق المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين إلا الذين يعقلون، ولم يُصدّق الأنبياء والمُرسَلين من الناس أجمعين إلا الذين يعقلون، أولئك أُولُو الألباب من البشر وخير البريّة في البشرية الذين يعقلون ولا يحكمون على الدعوة من قبل أن يسمعوا فيتدبّروا القول بالعقل والمنطق؛ بل يستمعون القول فيتدبّرونه بالعقل والمنطق، هل تقبله عقولهم؟ وأولئك بشّرهم الله بهداه، وقال الله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
{أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:58].
فلا تحكم علينا يا محمود من قبل أن تتدبّر بياننا باستخدام العقل والمنطق إنّي لك لمِن الناصحين.
وسلامٌ على المرسَلين والحمد لله ِربِّ العالمين ..
الدَّاعي إلى الصِّراط المستقيم خليفة الله المصطفى؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
________________