[ لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة للبيــــــــــــــان ]
https://albushra-islamia.net/showthread.php?p=168061
الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 02 - 1436 هـ
02 - 12 - 2014 مـ
04:56 صباحاً
ــــــــــــــــــ
ردّ الإمام المهدي إلى أبي خالد وليد الغامدي الذي كان مسجوناً ظلماً من قِبَل أحد أمراء المملكة العربيّة السعوديّة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين وجميع المؤمنين، أما بعد..
ويا أبا خالد المكرم والمحترم، فأولاً أقول حمداً لله على سلامتك إذ أنعم عليك فأخرجك من السجن ليردّك إلينا رداً جميلاً، ويا قرّة عين إمامك قد عفوت عنك لوجه الله حينها، وتالله ليس في قلبي نحوك إلا كلّ الرضى عليك ونحبّك في الله.. ويا رجل، وحتى لو جاءت منك هفوةٌ فالإمام المهديّ يحبّك في الله ففي القلب صبرٌ للحبيب ولو جفا.
وبالنسبة للأنصاري الذي خدعك، فقد أرسلتُ لك بكنيته عبر رسالةٍ خاصةٍ ولا أظنّه من الخائنين ولكنّه يخشى من الأمير الذي ظلمك، وعلى كل حالٍ فلا ينبغي لي أن أحكم على الأنصاري بالخيانة حتى نسمع منه كما سمعنا منك فمن ثم أحكم بينكما بالحقِّ من غير ظلمٍ، وحمداً لله على سلامتك يا قرّة عيني أبا خالد.
[ وأنصحك يا قرّة عين إمامك أن تتعامل مع الأمور بعقلانيّة في كلّ شيء فلا تثق في الأشخاص من أوّل وهلةٍ، وكن كيساً فطناً ولا تظنّ فيهم بغير الحقّ من غير برهانٍ، ولا تتعجل بتنفيذ أفكارك واترك للعقل فرصةً ليغربلها يوماً أو يومين حتى يتبيّن لك نقاط الخطأ في الفكرة، فربّما لا تأخذ بالك منها في أوّل الأمر سواء كانت أفكار مشاريعٍ أو أيّ قرارٍ شخصيٍّ أو عامٍ أو تعاملٍ مع الآخرين أو قرار ردّة فعلٍ ضدَّ أحدٍ، فلا تتهوّر في كل شيء وكن رزيناً حتى تعود قوياً مكيناً وتتعامل مع الأمور بحكمةٍ بالغةٍ ].
وقد كتبنا هذه النصائح لك في قسم الأنصار حتى يستفيدَ من هذه النصائح الأنصارُ جميعهم، فحتى في الدّعوة لا بدّ للأنصار أن يستخدموا العقل، فبعضٌ منهم يعثر على بيانٍ أو اثنين فيتفاجأ به أهلُ بيته يصرخ باكياً ويكبّر الله ويصرخ: ظهر المهديّ المنتظَر وربّ الكعبة، ظهر المهديّ المنتظَر ورب الكعبة! حتى يتّهمه أهلُ بيته بأنّه حتماً فقد عقله لكونهم لا يعلمون ببعث المهديّ المنتظَر ولم يسمعوا ببعثه.
وعلى كل حالٍ استخدموا الحكمة أحبتي في الله، فعلى سبيل المثال في دعوتكم للعلماء لا تباشروهم بخبر ظهور المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كونهم سوف يُفتنوا بمجرد ذكر الاسم (ناصر محمد)، ولكن لو قلتَ له: يا فضيلة الشيخ أفتني هل التواطؤ يقصد به التطابق أم يقصد به التوافق؟ فحتماً يردّ عليك مباشرةً فيقول: بل يقصد بكلمة التواطؤ؛ التوافق. فمن ثمّ تقيم عليه الحجّة بالحقِّ فتقول: فلماذا تعتقدون أنّ اسم الإمام المهديّ يطابق اسم النّبيّ محمد بن عبد الله؟ فمن المفروض إذاً أن يأتي الاسم محمد موافقاً في اسم الإمام المهديّ لكونكم تعلمون أنّ التواطؤ يوافق في الشيء ولا يمكن أن يوافق الشيء نفسه؛ بل التوافق يتكون من طرفين اثنين كون النّبيّ بيّن لنا أنّ التوافق للاسم محمد يأتي في الاسم الثاني كونه ذكر اسم الإمام المهديّ أنّه يكون في الأول؛ أولاً بقوله [يواطئ اسمه] ومن ثم ذكر الاسم الثاني وقال [اسمي].
فمن ثمّ يبدأ هذا العالِم بالتفكّر في المعنى الحقّ المقصود للتواطؤ وأنّه حقاً يقصد به التوافق ولا يقصد به التطابق، فمن ثمّ يقول السائل: يا فضيلة الشيخ، بأيّ صفةٍ يبعث الله الإمام المهديّ المنتظَر فهل يبعثه الله رسولاً بكتابٍ جديدٍ أم نبيّاً تتنزل عليه الملائكة؟ ومعلومٌ جواب فضيلة الشيخ فسوف يقول: بل خاتم الأنبياء والمرسلين هو محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويبعث الله الإمام المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيدعو البشر إلى اتّباع كتاب الله وسنة رسوله الحقّ ويعيد المسلمين إلى منهاج النبوة الأولى. فمن ثم يقول الأنصاري: وماذا تقصد يا فضيلة الشيخ بقولك "بل يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"؟ فمن ثمّ يوضِّح له الشيخ فيقول: قال الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:40]، فهذا برهانٌ مبينٌ أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم النبيين، وإنّما يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصراً لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فمن ثم يقول الأنصاري: صدقت يا فضيلة الشيخ، وأبشرك بأنّ الله قد بعث المهديّ المنتظَر ناصرَ محمدٍ اليماني، وإليك بيانه هذا، وكذلك نطلب منك يا فضيلة الشيخ أن تدخل موقعه بالإنترنت العالميّة وستجد فيه من بسطة العلم العجب العُجاب من البيان الحقّ للكتاب يهيمن على أولي الألباب، فلا يجدون إلا أن يعترفوا بالحقِّ ويُسلِّموا تسليماً.
وربّما بعض المشايخ يقولون للأنصاري: يا رجل، دعك من هذه الخزعبلات فأيّ مهديٍّ هذا في الإنترنت! ثم يردّ عليه الأنصاري فيقول: يا فضيلة الشيخ فلان هداك الله، إنّما الإنترنت وسيلةُ دعوةٍ عالميّةٍ، وأصبح شباب الأمّة بما يقارب 95% يدخلون الإنترنت، ولو كان في عصر بعث الأنبياء إنترنت لكانوا حتماً يستخدمونه كوسيلة تبليغٍ لدينهم. ثم يقول الأنصاري للشيخ: إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يدعوك للحوار في موقعه وقد حكم على نفسه بأنّه ولو واحدٌ يقيم عليه الحجّة من محكم القرآن العظيم في مسألةٍ واحدةٍ فقط ويأتي بالبيان الأهدى لها من بيان ناصر محمد اليماني فهنا حكم ناصر محمد على نفسه بالتراجع عن ادّعائه أنّه المهديّ المنتظَر وحكم بأنّ على أنصاره التراجع عن اتّباعه.
ولكن لربما يودّ الآن أن يقاطعني أحد عبيد النعيم الأعظم فيقول: "مهلاً مهلاً يا إمامي، فوربّ السماء والأرض وربّ يوم العرض لن أرجع عن اتّباعك في عبادة النعيم الأعظم ما دمت حياً، فكن المهديّ المنتظَر يا ناصر محمد، أو كن مجدداً للدين، فاظهر أو لا تظهر، أو تموت أو تقتل؛ فلا ولن أرجع عن حقيقةٍ علِمْتُها علمَ اليقين أنّ رضوان ربّي هو حقاً النعيم الأعظم من جنته؛ بل علمتُ بالبيان الحقّ على الواقع الحقيقي لقول الله تعالى: {وعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (72)} صدق الله العظيم [التوبة]. فاسمع يا إمامي ناصر محمد، فقد علمتُ الآن وأنا لا أزال في الحياة الدنيا أنّ رضوان الله نفسَ ربّي هو النعيم الأكبر من نعيم جنته، وصدق ربّي فكيف أكذّب ربّي بهذه الفتوى الحقّ أنّ رضوان الرحمن هو النعيم الأكبر من نعيم الجنان! فعذراً يا إمامي فاظهر أو لا تظهر فلتحيا أو تموت فلا ولن أتراجع عن اتّخاذ رضوان ربّي غايتي ومنتهى أملي".
ثم يردّ الإمام المهديّ ناصر محمد على عبيد النعيم الأعظم وأقول: صدقتم، وأولئك لا يزيد يقينهم في الأمر شيئاً من بعد الظهور والتمكين على العالمين؛ بل أولئك لا يزيد يقينهم شيئاً يوم يقوم الناس لربّ العالمين فإنهم لن يرضوا بنعيم جنات النعيم حتى يحقق لهم ربّهم النعيم الأعظم من نعيم جنته فيرضى في نفسه.
فربما يودُّ أن يقاطعني أحد السائلين فيقول: "يا ناصر محمد، ألا يكفيهم رضوان الله عليهم؟". فمن ثم نردّ على السائلين ونقول: يا رجل، هؤلاء قومٌ يحبّهم الله ويحبّونه، والله الذي لا إله غيره لا يرضيهم ربّهم بملكوت جنات النعيم حتى يكون أحبّ شيء إلى أنفسهم راضياً في نفسه لا متحسراً ولا حزيناً. وربّما يودّ أحد علماء الأمّة أن يقول: اتقِ الله يا ناصر محمد، فكيف تصف أنّ الحزن يحلّ في نفس الله؟ فهو لا يحزن ولا يتحسّر سبحانه". فمن ثمّ نقيم الحجّة على كافة علماء الأمّة ونقول: ألستم تؤمنون بالرواية عن النّبيّ كما يلي: [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَهُوَ عَمُّهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا "، ثُمَّ قَالَ: " مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ "].
والتساؤل الذي يطرح نفسه، فما دام الله يفرح بتوبة عبده هذا الفرح العظيم فمؤكد أنّه يحزن حين يهلك عباده وهم ضالّون ولم يتّبعوا الحقّ من ربّهم.
ويقول الإمام المهدي ناصر محمد اليماني : اللهم إنّك لتعلم ما بأنفسنا ولا نعلم بما في نفسك إلا بما علّمتنا، اللهم إنّ البشر يتساءلون عن الحال في كلّ لقاءٍ أو عبر هواتفهم؛ كلّاً منهم يسأل الآخر فيقول له "كيف حالك يا فلان؟" بمعنى هل أنت مبسوط؟ فكذلك تعالوا يا معشر علماء الأمّة وكافة المؤمنين لنسأل الله عن حاله ونقول: كيف حالك يا أرحم الراحمين المستوي على عرشه العظيم؟ فهل أنت فرحٌ مسرورٌ حين تهلك الضالين من عبادك المكذبين برسلك وأنبيائك وأئمة الكتاب؟ ونترك الجواب من الربّ مباشرةً: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
وربما يودّ أحد السائلين أن يقول: "وما سبب حزن الله على عباده الضالين وهو لم يظلمهم شيئاً بل هم الذين ظلموا أنفسهم؟". فمن ثمّ نضرب له على ذلك مثلاً ونقول: فتصوّر أخي الكريم لو أنّ أباك أو أمّك أو ولدك أو ابنتك أو أخاك ترى أحدهم يصطرخ في نار جهنم من الحريق، فتصوّر كيف يكون شعورك حينها! فتصوّر عظيم حزنك وحتى ولو كان ولدك يعصيك ويزجرك وينهرك فوالله ثمّ والله إنّك سوف تشعر بحزنٍ عظيمٍ بسبب صفة الرحمة في قلبك، فكيف بحزن الله أرحم الراحمين؟ ولكنّي أشهد لله أنّ الحسرة في نفس الله لن تحدث في نفس الله على عباده حتى تحدث الحسرة في أنفس عباده على ما فرّطوا في جنب ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
فإذا حدثت الحسرة في أنفس عباده فهنا تحدث الحسرة في نفس الله أرحم الراحمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32)} صدق الله العظيم [يس].
ويا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، إنّما نشحن قلوبكم بنور النّعيم الأعظم حين نذكّركم به بين الحين والآخر، ولن يثبت مع الإمام المهديّ طيلة عصر الحوار حتى يأتي النّصر والتمكين والفتح المبين إلا عبيد النّعيم الأعظم سواء يكون الظهور غداً أو بعد غدٍ أو بعد ألف عامٍ فعبيد النعيم الأعظم ذَوو الإصرارٍ اللا محدود طيلة الحياة الدنيا والآخرة، فلن يرضوا حتى يرضى ربهم حبيب قلوبهم، أولئك هم الذين وعد الله بهم في محكم كتابه "قومٌ يحبّهم الله ويحبونه" ولذلك لن يرضوا حتى يرضى ربهم أحبّ شيءٍ إلى أنفسهم.
ويا معشر البشر، إنّني الإمام المهديّ المنتظَر أفتيكم بالحقِّ أنّ الله هو أرحم الراحمين، ويحذّركم الله الكفر بصفة الرحمة في نفسه ونعيم رضوانه كون الله رَءُوفٌ بعباده ويرضى لهم الشكر ولا يرضى لهم الكفر، وما يفعل الله بعذاب عباده! بل يُحزن نفسَه عذابُهم كونه رَءُوفٌ بعباده بشكلٍ عامٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} صدق الله العظيم [آل عمران:30].
فهو رَءُوفٌ بالعباد بشكلٍ عامٍ، ومن يئِس من رحمة الله فقد ظلم نفسه، فليعلم أنّ الله رَءُوفٌ بعباده ويجيب دعاءهم في الدنيا والآخرة. ولكنّ مشكلة شياطين الجنّ والإنس هو اليأس من رحمة الله أرحم الراحمين فهم في عذاب الله مبلسون هم ومن استيأس من رحمة الله من الضالين وكفر بأنّ الله رَءُوفٌ بعباده. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)} صدق الله العظيم [المؤمنون].
فمشكلة العباد هو الإبلاس من رحمة الله أرحم الراحمين، ولذلك قال الله تعالى: {وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75) وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)} صدق الله العظيم [المؤمنون]. وبقاؤهم في عذاب النار والخلود هو بسبب استمرار يأسهم من رحمة الله أرحم الراحمين، والله هو أرحم الراحمين في الدنيا وفي الآخرة سبحانه وتعالى عمّا يشركون!
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________