متى تعلم أمة الإسلام أن العدو ينظر إليها ككيان واحد بالرغم مما فعلوه من رسم حدود ضيقة له و مماليك و دولا و دساتير و أنهم يسعون اليوم بكل حيلة و وسيلة بالإيقاع بينهم بالعدواة و البغضاء و التنازع فيما بينهم و سفك دماء بعضهم البعض ثم يأخذونهم لقمة سائغة سهلة فيقتلون ملوككم و قاداتكم و علماءكم و يستحيون نساءكم و يذبحون أبناءكم و في ذلكم بلاء من ربكمعظيم.
اليوم أوقعوا تركيا في شراكهم و أدخلوها في حرب مفتوحة مع سوريا و ستدخل العرب مع سوريا في حربها ضد الأتراك بدعوى الحمية و القومية و العروبة و غدا سنرى حربا ضروسا بين السعودية و إيران و هكذا المسلمون بأسهم بينهم شديد و تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يفقهون.
و إني أدعو علماء المسلمين و مثقفيهم و أصحاب مراكز الدراسات الإستراتيجية كما يدعون الخروج من قوقعتهم و صياصيهم الورقية و حصونهم الرملية و يحذروا الناس من مكر اليهود الصهاينة و على رأسهم ترامب و بوتين أنهم سيحتلون أوطانكم و سينخرون جسد أمتكم حتى يهلكوكم جميعا و الأصل فينا أنا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى و لكن كل واحد منا لا تهمه إلا نفسه و يقول نفسي نفسي و عندما تحل البلية فلا ملجأ لكم إلا الله.
فوالله مهما اشتدت الفتن و الأزمات و مكر أعداء الله مكرهم و إن مكرهم لتزول منه الجبال فإن نور الخلافة لاح و بان و لن يتغاضى و يتعامى عنه إلا من طبع الله على قلبهم فهم لا يفقهون.
إحذروا فأمر الله بات على مرمى حجر فإما أن تحزموا أمركم و تكونوا في فسطاط الإيمان و إما أن تهلكوا و تعطوا الدنية في دين الله فيفتنكم الدجال بقدومه و تكونوا في فسطاط الكفر و النفاق.