بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى المهدي المنتظر ناصر محمد وآل بيته الأبرار وعلى جميع الأنصار السابقين الأخيار إلى اليوم الأخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.:
السؤال الذي يطرح نفسه لأخينا قول الحق هو هل لو كان والد الرسول محمد عليهم الصلاة والسلام لم يمت بل كان حيا في زمن بعث محمد رسول الله فهل كان سيؤمن بدعوة رسول الله وذلك لكونه لم يكن يؤمن بالآخرة من قبل ولا يعلم بالبعث؟
والجواب من نفس جنس السؤال وأحسن تفسيرا فنقول:
أليس القوم الذين بعث الله فيهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا من قبل بعثه لا يؤمنون بالآخرة ولا بالبعث كونهم غافلون لكون الله لم يبعثهم إليهم رسولا من قبل محمد وأولئك الغافلون الكافرون مات بعضهم, ومنهم والد محمد رسول الله صلى الله عليهم وسلم, ومنهم من لم يمت وبعث الله محمد رسول الله وهم أحياء؛
والسؤال هو فهل آمن أولئك القوم بدعوة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أم أن جوابك سيكون لا كونهم لم يكونوا من قبل يؤمنون بالآخرة ولا بالبعث؟
ولكنك لن تستطيع أن تقنعنا بجوابك بأنهم لن يؤمنوا ماداموا لم يكونوا يؤمنون بالآخرة من قبل وذلك لأن الذين بعث الله فيهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم من آمن ومنهم من كفر!!!
وهذا دليلا على أن الذين آمنوا لم يكن يحول دون إيمانهم أنهم كانوا من قبل لا يؤمنون بالآخرة ولا بالبعث, وقال تعالى:
{فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا}[٥٥:النساء].
وأما الذين كفروا منهم فكذلك هم كذبوا ولكنهم قد علموا بالآخرة وعلموا بالبعث إلا أنهم كذبوا لذلك اعترفوا حين البعث أن هذا ما وعدهم الرحمن وصدق المرسلون.
ويا إخوتي الأنصار الأحباب كنت قد وضعت مشاركتي هذه ليلة الباحة وحين وجدة تغطية الهاتف فرأيت أن إمامنا قد وضع بيان كرد على أخينا الباحث وردا على أخينا العضو قول الحق ولذلك أخرت ردي لأضعه الآن ليس تعقيبا على خليفة الله فقد جاء بالحق وصدق المرسلون ولكن هناك بعض التلابسات في مشاركات العضو قول الحق ينبغي النظر فيها حتى لا يلتبس الأمر على الباحثين وبعض الأنصار فيها أردنا توضيحها هنا مما قد تعلمناه مما بين أيدينا من بيانات النور وأقول:
أولا إعلموا يا أحباب أن كلمة الآخرة لا تعني في كل المواضع أنها الحياة من بعد الموت في جنة المأوى بل إن كلمة الآخرة منها ما تعني حياة باطن الأرض الأخرى بحسب موضعها كمثل قول الله تعالى:
{يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون}[٧:الروم].
فما هي الحياة الآخرة التي هم عنها غافلون وستجدون الجواب بأنها حياة باطن الأرض ما تحت الثرى في النفق الأرضي تصديقا لقول الله تعالى:
{له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى}[٦:طه].
والسؤال هو لأخينا قول الحق نقول:
ماذا تعلم عن الذين لا يؤمنون بالآخرة في قول الله تعالى:
{وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون}[٤٥:الزمر].
ويا أخينا قول الحق إن ما تقوله في ما يلي:(وأما الذي يكذب بالآخرة من قبل مبعث الرسل إليه هو الذي يكذب بآيات الله ورسله وسواء أتاه نذير أو لم يأته نذير).
ومن ثم تستدل به من قول الله تعالى:
{تلك القرى نقص عليك من أنباءها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين}[١٠١:الأعراف].
ولكن نستطيع أن نقول بأنك ستجد الجواب الحق عن ذلك فنقول:
إنما الذين كذبوا به أولئك القوم من قبل إنما هو بالبينات التي جاءهم بها الأنبياء من ربهم ثم لما كذبوا بتلك البينات وسألوا أنبياءهم أن يأتوهم بأيات من ربهم إن كانوا صادقين, فمن ثم يسأل أنبياء الله من ربهم أيات التصديق ثم يصدقهم الله بالأيات ولكن أولئك لن يؤمنوا بتلك الأيات بل يقولوا إن رسولهم لساحر والسبب أنهم قد كذبوا من قبل بالبينات من ربهم ولذلك يحول الله بينهم وبين قلوبهم فلا يؤمنوا بما كذبوا به من قبل تصديقا لقول الله تعالى:
{وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون (١٠٩) ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون (١١٠) ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون (١١١)}[الأنعام].
وسلام على الإمام العليم وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين.